الثلاثاء، ديسمبر 31، 2013

A Message in A Bottle

عزيزي نادر..
وددت لو وجهت هذه الرسالة إلى الله كما روادتني كتابتها مرات كثيرة،ولكنني مدركة تمامًا أنه سبحانه لا ينتظر مني رسالة مماثلة، هو يعرف كل ما يأتي ببالي من خطرات، ولا أنت أيضًا في حاجة لرسالة مماثلة، ربما لأنك أبعد من الخيال، أنا هي من تحتاج الكلمات التي تثقل صدري، والتي تذكرني بكل شئ، رغم أنني أعرف جيدًا أنني الفتاة التي لا تنتصح، والتي هي أيضًا سادرة في غيها.

ساعات قليلة،وينتهي عام أردت أن أسميه لوهلة بعام الغياب، ثم تراجعت لأن الغياب كان أكبر من أن يحيطه وقت، بل هو عام الفرص الثانية بامتياز، تعرف حديثي الدائم والمتكرر عن السيزيفية، وحتى أحسبها سنة من سنن الله في كونه، فلنقل أن هذا العام أوضح لي كثيرًا من ذلك، السيزيفية هي الفرص الثاني التي يهبها الله لنا، التكرار اختبار، هذا ما تعلمته، بل هو أصعب اختبار، خاصة لو كان ما يتكرر ما تكره، ولاأزعم أنني أبليت حسنًا في كل مرة ، بل كانت لي بعض العثرات ، ومن لا يتعثر؟
أجدني في ذات المواقف، بل وأحيانًا أقول ذات الجمل التي ربما كانت سببًا في ألم سابق، وتتغير نتائج الأحداث، أحيانًأ كما أحب وأحيانًا كما أكره، ولكن هذا العام أغلبه كان في كفة ما أحب، باستثناء ما يخصك، وأريد أن أتخطى هذا كله، كيف لا أعرف حقًا، كل الطرق التي اتبعتها مع ذاتي لا تؤدي إلا إليك! لكن في ذات الوقت لابد أن تفضي طرقك إليّ، لنلتقي في المنتصف على حدود الشطط.

وربما لا يفضي هذا إلى أي شئ، ويصدق حلمي تمامًا، كما صدقت أحلام أخرى، منها مثلًا الحلم الذي رأيتني فيه أفتح باب المنزل واثنان من الغرباء يشقون أحشائي، بينما أنا ذاهلة، أمسكها متدلية هكذا ، بينما لاأحد منتبه، وبينما أحد جيراننا يُزف والجميع ملهي في الفرح، وأنا أشكو وجع الجرح لأمي، التي طهرته لكنها لم تره، يومها تفلت عن شمالي ونمت غير مبالية رغم فظاعة الحلم على جنبي الأيمن، ولم أقصصه على أحد، إلى أن تحقق الأمر،وفهمته، جاءت جارتنا لزيارتنا يومًا ما،وتعجبنا من الأمر،أنى لها أن تعرف أن أمي أجرت عملية جراحية؟، إلى أن دعتنا على خطبة ابنتها، واعتذرنا عن الحضور لأن حالة أمي الصحية لم تسمح بذلك، وبعد ذهابها، أدركت الأمر كله، كان من استئصل بيتًا سكنته منذ أكثر من عشرين عامًا جراحان،وحكيت لها حلمي، وقالت فعلًا لا أحد يشعر بألمها.
 أعترف أنني أحيانًا بت أخاف أن أنام، أخاف أن أحلم،وأخاف أكثر ان تتحقق الأحلام المماثلة،إلا أنني أحيانًا أخرى أرى أن هذا من رحمة الله، إذ يهيأني لما قد يحدث،وإلا لن أحتمل أي شئ.

فلنقل أنني أتفاءل بالأعوام ذات الأرقام الزوجية، لذلك ربما العام الجديد هو أفضل من سابقه ،ربما أنهي الرواية التي أعدت كتابتها، ربما يتحسن العمل كثيرًا، ربما أنعم بوجود أحبائي،  ربما تتحقق كل أمنياتي، لأن هذا العام ولآخر أيامه كان موجعًا لدرجة لاتوصف، ولايحبذ الكلام عنها، فمن لم يتألم هذا العام؟!
حين بدأت كان هنالك الكثير لأكتبه، والآن أنا فارغة سوى من الأمل!
دم بخير.

السبت، نوفمبر 30، 2013

قلة المزاج*

من وحي الأغنية والموقف*

طلاء الأظافر بلون الورود لايؤثر في حدة المزاج
صداع سخيف ولّدته الأسئلة والكلمات:"
"طب ليه كده ؟
هو أنا كده؟
طب وبعدين؟"
أعانق السريرفي قيلولة عجيبة
لايبهجني قليلًا سوى رحلة عجيبة بالطائرة من القاهرة لطنطا
طيران منخفض
ومنازل لم أرها سابقًا
على هيئة شخوص الأفلام الكرتونية المبتسمة
ومركز تجاري كبير على شكل سمكة
وأنا ألتقط صور كل هذا بهاتفي الجديد
أأسراء ومعراج في المنام؟
ربما...

يسيطر الصداع مرة أخرى 
أذكر ال "تويكس" التي ابتعتها منذ يومين
وأنا أتمتم لذاتي
"لواحد مش لاتنين"
طعمها لا يقارب لوح الشيكولاتة بالقرفة المُهدَى لي في المنام
والذي استيقظت متعجبة منه لحلاوته
وكوني لم أشهد مثله في حياتي الطويلة قط
أنهى الشيكولاتة متمنية أننى لم أذكرها ولم أطعمها
وأفكر ربما شيكولاتة الحلم "تسرية" عن قلة المزاج!
ربما...

أود لو أصرخ،
أود لو أبكي،
أود لو أختفي تمامًا
ويفاجئني "Sweet November"
أشاهد
وأتألم أكثر
ويزداد الصداع فتكًا
ولكن لا أتهور ولأول مرة بردة فعل!


الجمعة، نوفمبر 08، 2013

A Message in a bottle

عزيزي نادر:
بلى هو موعد رسالتي السنوية، ولكن هذا العام يختلف، لا أكتب بحكم العادة، ولكن بحكم الثرثرة الفارغة التي لا طائل منها سوى تلك الراحة المشتهاة بعد البوح،الآن عمري ستة وعشرون عامًا، ولايشكل ذلك أي فارق معي على النقيض من كل عام سابق،ربما لأنني أصبحت أفكر في اللحظة الراهنة وفقط، هذه اللحظة مثلًا أحاول أن أكتب كل ما يعبر ذهني متجاهلة تمامًا كل الأشياء التي أريد أنهائها، تلك القائمة الطويلة والتي لا تنتهي،وأحاول أن أصفي ذهني تمامًا من صخب الأيام الماضية،ربما سأخبرك الآن عن المجهود الجبار الذي أبذله الآن في محاولة لانهاء أي كتاب أبدأ في قرائته، الأمر أصبح شبه مستحيل، فمثلًا أقرأ قصيدة واحدة لأمل"إجازة فوق شاطئ الاسكندرية"،وتعجبت من أن القصيدة تحمل بالضبط ما أردت قوله في لهجة غاضبة وقاسية،وتركت الكتاب ،وأنا أسأل نفسي كيف  يمكنه أن يفعل ذلك؟ كيف يمكنه أن ينكا جرحي بهذه السهولة؟،حتى حدث مرة أخرى أن صادفتني قصيدة أخرى له "الحزن لا يعرف القراءة"،وأوجعتني أيضًا، ظللت أتساءل:لماذا يوجعني امل بينما يؤملني درويش في جداريته الطويلة، لا أفهم!
حتى يوم الأحد الماضي كنت قد استقللت القطار لأول مرة منذ فترة طويلة للجامعة، وكنت أقرأ وتوقفت عند فرويد وتعريفه للوهم ،قرأت الصفحة وتاليتها،وقاطع تركيزي حركة مغادرة الجالس جواري من كرسيه،عدت لقراءة الصفحتين ثانية ،الكثير من الأفكار المشوشة، أغلق الكتاب وأسرح في المشاهد التي تصاحب حركة القطار دون أن أنتبه لأحدها ،أعود من جديد لذات الصفحتين،وكنا حينها قد وصلنا بنها ،سألني راكب ركب لتوه عن الكرسي الفارغ،أجبت ان أحدهم كان يجلس وتركه منذغادرنا قويسناوانه ربما نسي حقيبته،وكان ذهني حينها محمومًا بالكثير من الأفكار عن تلك الحقيبة،ولم أستطع إلا أن أتذكر كيف كان حريصًا على أن يضعها في وضع بعينه بعد أن استرحت في كرسيّ، ربما في الحقيبة قنبلة،ربما ستنفجر قبل الوصول إلى القاهرة، وأن زميلاتي سيذكرن بعد الحادث أنني هاتفت اكثر من واحدة منهن بخصوص العمل،سيعرفون أن الكرسي المفخخ كان الكرسي المجاور لما كنت أجلس عليه، وأنتبه لسذاجة الفكرة،كيف سيعرفن أي كرسي جلست عليه؟،ربما أنجو من الحادث، ولكن كيف؟،أتذكر فكرة الوهم عند فرويد، وأقول لذاتي:كل هذا وهم، ربما هونسيها وفقط،ولا هي مفخخة ولا أي شئ من هذا القبيل، ثم نحن لسنا في الجزائر،ولا تونس!، يقطع حبال أفكاري تلك راكب يطالب الجالس جواري بالكرسي، مدعيًا أن حجز الكرسي من طنطا وأنه ركب في العربة الخاطئة ونبهه الكمسري،إذن لم يكن هذا كرسي الراكب الناسي حقيبته؟ّ!،أقص عليه ما حدث، يرتاب ويجلس قائلًا: الكمسري زمانه جاي، أحاول تذكر ملامح الناسي حقيبته، لااذكر سوى أنه قصير ورفيع القوام ويرتدي تي شيرت أصفر فاقع،ألمح الكمسري مهرولًا في الممر،أناديه، أقص عليه الأمر، يشكرني، ويحمل الحقيبة ويفتح اصغر جيب لها، ومن لا مكان يظهر الناسي حقيبته، ويفاجئني أنه كان مرتديًا قميصًا مخطط أزرق!، إذن كل هذه أوهام!، أعتذر له بينما لازال الجميع يرون أنني كنت على حق في وهمي!، أما أنا فيضايقني فكرة تعديّ على خصوصيته المتمثل في تفتيش حقيبته،حاولت أن أتذكر اللفظ الذي قلته للكمسري،هل هو"ساب أم نسي"،لأن هذا اللفظ سيخبرني أكثر أين أنا من ظني به، لا أذكر ويظل السؤال مطروحًا بلا جواب إلي أن أنتبه قبل نزولي في محطتي في المترو أن هنالك أربعة فتيات يقرأن في ذات العربة التى كنت أستقلها، وحينها أحسم أكري، لايهم اللفظ الذي قلته، يكفي الحاح الوهم عليّ، يكفي تمسكي بالفكرة واصراري عليها حتى ظهر العكس،ولون التي شيرت الذي ظننته يلبسه ولم يكن كذلك يوحي بأنني كنت خائفة من السفر مرة أخرى،كنت خائفة من تكرار الموت بالطريقة التى اعتدت عليها العام الماضي، لحتى تخيلت موتًا آخر بطريقة أخرى،طريقة عجيبة فعلًا، لأنني لم أعد أتابع مجريات الأمور إلا ما يأتي منها عرضًأ أمامي،لماذا يجب أن يكون موتي دراميًا جدًا بهذه الطريقة؟
لماذا أفكر بشدة في الموت دون الانشغال بالحياة؟
الحياة،الكلمة سهلة في نطقها، لكن المشكلة تكمن في التفاصيل، الأحلام، الآمال ، التوقعات،ماذا لو عشنا كل لحظة بذاتها كما كنت أقول في البداية، أعرف أنني حدت عن ذلك تمامًا حين أخذتني الثرثرة والأفكار إلى كل ما حكيته!لكنني جربت أن أعيش اللحظة، لكن اللحظة ذاتها غير منفصلة عن سابقتها ،ثم هنالك الآخرون،بأحلامهم وآمالهم وتوقعاتهم،والمشكلة أنه كلما زاد قربك منهم أصبحت مطالبًا بتلبية كل هذا حتى لو كان هذا ما لا تريده،بحيث لا يترك لك أي مجال للخصوصية،كأن يتكرر الحديث عن عملية الليزك التي لا أريد إجرائها،فلنقل أنني احتمي بعويناتي من الكثير، هي درع في مواجهة كل ما أكره،لايفهمون ذلك، ويعيدون السؤال:متى تجرين العملية،ألوذ بالصمت،هذا مثلًا ملخص أول يوم في العام الجديد..
اليوم السابق له،الختامي لو صح القول،كان ملبدًا بالغيوم،هذا أول ما لاحظته حين خطوت من المنزل إلى السيارة حيث كانت جاهدة تشدو:والعمر صار جنون، أصل للعمل،يدور محور حديثهن عن الولادة ومخاضها وآلامها وتفاصيل أخرى كثيرة، طلبت منهن أن يغيروا الموضوع،لكن عبثًا ،زادت تفاصيل حكي كل منهن عن الأمر حتى صحت فيهن، كفاية بقى النهاردة عيد ميلادي، هنأوني،وعادت إحداهن تتحدث عن ولادتها الثانية،ة آثرت أن أذهب في المأمورية على إكمال يومي معهن، وكانت أسهل مما توقعت،فقط واجهتني صعوبة العودة للمنزل ، حتى وجدت سيارة أجرة استقللتها، كان سائقها ممن لا يحبون أن يملي عليهم أحد طريقه،فقط اخبره جهتك وهو سيختار، سالني عن المكان تحديدا، فأجبت، فقال أنه سيسلك طريق بعينه، ولم يشكل هذا أي فارق لي طالما سأصل، لكن الطريق عالق، جعله يعود ليسلك الطريق الآخر،وحين وصلت، وبينما أترجل من السيارة ،فاجأتني قطرة مطر على هدبي، حينها وفقط كنت ممتنة للسائق الذي جعلني في هذا المكان والزمان تحديدًا لأدرك تلك القطرة التى عرفت كيف تتجاهل العوينات،وزاد امتناني زخات المطر في كل المرات التي تلت تلك المرة،ريما لأنني اشتهيت البكاء ولم أتمكن،ربما لأنني دعوت مرارًا،وزاد منتحسن حالتي لهوي مع الأطفال، لم أفهم يومًا سبب تمتعي بذلك دومًا، ربما لأنهم يفرضون عليك أي شئ، لأنهم يستمتعون باللحظة الراهنة لأقصى حد، لأنهم صادقون،سلمى سالتني أن أنزع العوينات، نزعتها بهذه البساطة ثم ارتديتها ثانية،هي أيضًا لم تردنا أن نرحل،لأنها استمتعت بوقتها وتريد المزيد من ذلك،وعدتها بزيارة أخرى قريبًا،هي تعرف أن هذا ليس يسيرًا لكنها وافقت على مضض، التعامل معها كان بهذه البساطة.
هل تعرف ما أكثر ما أوجعني مؤخرًا؟
محاولاتي البائسة في إسعاد الآخرين،أن تساعدهم في تحقيق آمالهم،وما يطمحون إليه، أو أن تحاول أن ترسم بسمة على وجوههم،دون حتى أن تقترب من الفلاح،هممت أن أهدس وردة لصديقتي وحين أدركت ما أفعل، قالت:بلاش أنا!، لم أفهم وبينما أعطيها لها تساقطت وريقاتها الملونة إلاقليلًا، قالت:كنت عارفة عشان كده قلت لك بلاش أنا، حظي دايمًا كده، لم أعرف ماذا عليَ أن أن أفعل إذا كان الفعل قد تسبب في عكس ما رنوت إليه تمامًا!
ويوجعني كثيرًا أنني لا أستطيع دومًا أن أقدم إجابات ،نصائح أو أي شكل من أشكال الدعم لمن أحب، ربما لأنني أعرف الآن أنني لا أعرف،لكن احيانًا يؤمن الآخرين أن لديك إجابة، وربما ثقتهم بك هي ما تجعلهم يلجأون إليك،لكنه مأزق لابد منه ولا يمكنك التملص منه،لأنهم أنا،كما أنني هم، وأحيانًا كثيرة يكون التعبير أشق مما أتخيل.
هل قلت أن أستاذة البلاغة حينما صادفتني في ممر الكلية ،سلمت عليّ،ولازالت مُصِرّة أن اسمي "ضحى"؟
لماذا ضحى تحديدًا، لاأفهم، لكن لابأس من الاسم ،طالما كان مؤملًا ،والحقيقة أن نداءها لي بهذا الاسم ابهجني قليلًا،وبمناسبة الأسماء، لم أسم نباتاتي الجدية، كما لم أضعها في الشرفة كما اعتدت،بل وضعتها على الدرج ،بحيث ألاحظها في الجيئة والرواح،هذا لا يعني أنني تغيرت،لكن ربما أحاول أن أكون أفضل،والجدير بالذكر أنني لست بالقوة التي يصفني بها الآخرين، أنا هشة تمامًا كالجليد يبدو قويًا عند السطح لكن في العمق تكون المياه المألوفة للجميع،وذلك وفقط لأن لاأحد سيحتمل انسيابي،حتى أنت لم تحتمل!
أما ما يخص العمل فهذه المرة الأمور في تحسن مستمر أو هذا ما يبدو حتى الآن على الأقل، والأحوال العامة تعرفها جيدًا، نحن نثب إلى الوراء وفي ذات اللحظة تعيد انتاج ذات السقطات، هل هذا غريب؟
المضحك في الأمر أنه ليس غريبًا، ربما لأننا أيضًا لم نتغير ،نحن وفقط وكما يقولون "بنمشي مع الموجة وأول ما الموج يهدا كل واحد ،بيشوف نفسهده لو مكانش شايف نفسه هو بيركب الموجة"

كن بخير، ولو أنك لم تذكرني، وجعلتني أضمن قول درويش "أُنسى ،كأن لم أكن"
كل الأمنيات بسعادة خالصة..

الأحد، نوفمبر 03، 2013

فيردي حائرًا

-1-
فيردي يجلس حائرًا:
لم الكراسي شاغرة؟
عايدة لم تعد تهم أحد؟
 كتبتها للخديوي 
لتدخل مصر تاريخ الفنون الراقية
ولكن لازالت الكراسي شاغرة؟!
ربما لأن الملك زال؟!
ربما لايفهمون الايطالية؟!
أم عساهم انتبهوا لكون عايدة اثيوبية؟!


-2-
فيردي يكتشف كرسيًا محجوزًا وشاغرًا يزداد حيرة
من ذا يجرؤ على التخلف عن عروضي؟
ربما هو فتى مولع بعايدة
لدرجة أن تكون هي من تنبهه لاتصال أحدهم على هاتفه المحمول
لكنه عنيد يريد ان يتعلم الايطالية أولًا
وقبلها أن يعمل
ويصحب أخته كما وعدها إلى هناك
وربما هي فتاة جميلة
عاقلة ومرهفة
عارض شريكها فكرة عودتها المتأخرة للمنزل
وربما هو فتى ساحر
أعاقه عن الحضور الزحام وطول الطريق
وربما الأمر أبسط من ذلك
ربما صاحب الكرسي مؤمن بأن الفن كالسعادة تحب المشاركة!

-3-
فيردي يفاجأ بخبر صاعق:
الأوبرا اليونانية تسدد دينها؟!
وكيف؟
الفن في الشوارع؟
دون تأنق الحضور؟
دون انتظارهم على جمر لابتداء العرض؟
ودون أن يرفع الستار؟
يالها من مأساة..
أيغلب زوربا عايدة في معركة الفن والتاريخ؟
بل في معركة الجمال؟
لا..
بل غلبني ميكيس ذلك اليوناني العنيد!
وغلب نيكوس أوجست لا بل كان تميستكول*
أوف..لا أذكر من كان كاتبها!
زوربا يغلب عايدة
يا للأسف..!
ربما الفن في النهاية قضية وطنية
فأفلح نيكوس وميكيس
بينما أنا؟!
ربما خسئت.

الأحد، أكتوبر 20، 2013

بلاغة

متن:
- حطيتي كام معلقة سكر؟
-حضرتك واحدة.
-ايه اللي بتقوليه ده؟
اللحية البيضاء ونظرته تجعلني أدرك ما فهم
- آسفة مقصدتش كده

هامش:
 الواصمة نفسها ببلاغتها لا تفصل ولا تصل، فيستعصى فهمها!

الثلاثاء، سبتمبر 17، 2013

اللغة وعلم اللغو

-1-
أقرأ  قولها  :"
ولم (أقع ) في الحب

لقد مشيت اليه بخطى ثابتة

مفتوحة العينين حتى أقصى مداهما"

وأذكر الطفل  الانجليزي الفاتن الذي سأله أبوه عن سبب تعاسته بعد وفاة أمه فقال :
"I've fallen in love"
أدرك أن أصل الكلمة هو الانجليزية، وإنما ترجمتها الحرفية إلى العربية هو ما يحيلها إلى ما أشارت إليه غادة في خاطرتها، والذي يشير إليه الكثيرين أيضًا، وربما هي في الانجليزية على هذا النحو لما هو مشاع عن الانجليز بأنهم تبعوا قديمًا تقاليد ومعتقدات قاسية ،تجعل الشعور بالحب إثمًا وسقوطًا.

-2-
في صباح يومي هذا الذي لم أنعم فيه بنوم كافٍ ،وبعد ان وضعت معجون الأسنان على الفرشاة، أسأت توجيهها الفرشاة لتضع المعجون كطلاء شفاء، تومض في ذهني الكلمة الفرنسية الشائعة الاستخدام للتعبير عنه ب "rouge" ، وتذهلني حقيقة أن هذه الكلمة تعني أحمر بينما هنالك مجموعة متنوعة من الألوان ،والكلمة لا تعبر عن أي شئ آخر، حتى وجدت ما صادق ظني وهو أن أول انتاج تجاري لمستحضر له هذا الا ستخام كان فرنسيًا،وشاعت الكلمة المختصرة للحقيقية "rouge à lèvres".وشيوع اللون الأحمر أيضًا سببه ملكة انجلترا اليزابيث الأولى التى شاع استخدامها له،قبل انتاجه تجاريًا بحقبة طويلة.

كم نلغو في اللغة!

الاثنين، سبتمبر 09، 2013

نقد ذاتي درءًا للنقض الذاتي2

وددت لو قلت لصديقتي التي قالت أنني اشعر بالذنب بشكل مستمر،أنني دومًا عندي أسباب وجيهة لذلك، اليوم مثلًا فعلت تمامًا ما انتقضت غيري لفعله ومنذ أسبوع واحد فقط،، والعجيب أنني ترددت لحظة واحدة فقط ثم أقدمت على الأمر، وأنا أعرف تمامًا في قرارة نفسي أن ما أفعله ليس الصواب، لكنني ببساطة وكما يقولون "مشيت مع الموجة"،ربما فقط أردت أن اشعر بتغيير،لا ليست ما كان من تبعات الأمر هي ما تضايقني، لابأس، لكن فقط في اللحظة التي فكرت فيها بمنطق الأنا، مثل الأغلبية، غرقنا جميعًا، ربما لو ثبت كالأسبوع الماضي لكان الأمر مختلفًا، ربما..
ولا أكتب هنا بداعي الاعتراف بخطأي، فمنذ أول لحظة اعترفت بخطأي وخطأنا جميعًا، ولا لم أكن في حاجة لشماعة لتعليق الأمر عليها،وانتقدت أيضًا كل من حاول أن يجد "شماعة"!،بل أكتب لأنني أنسى ربما أعود هنا يومًا ما وأتذكر، ربما هذا يقيني من التصرف بذات الطريقة مرة أخرى..
وكذلك لابد ان أذكر شيئًا هامًا،منذ شهرين تقريبًا وأثناء النوبتجية صرفت دواءً كان من المفروض ألا أصرفه لمريض ما بسبب دواعي إجرائية لم أنتبه لها، فكان الدواء من نصيب المريض، وكذلك سببًا في تحسن حالته،حتى اكتشاف الأمر بعدها بأيام،لأول وهلة حينها لم أشعر بأي ذنب على الاطلاق،فقط تعجبت من حكمة الله فيما حدث،كان خطأي الغير المقصود سببًا في تحسنه،ولابأس لأنني في كل الأحوال تحملت تبعات ذلك وصححت الخظأ، لكن المريض تحسن أو هذا ما أفترضه!
هذه المرة ورغم أن الأمر مختلف تمامًا،وحين عودتي للمنزل غاضبة ومستاءة،وحين تذكري ما كان حينها،وجدتني أسأل نفسي السؤال الوجيه، ليس على كل حال ماذا بعد!، ولكنه ما الحكمة وراء كل هذا؟،أنا تعلمت الدرس بطريقة قاسية فعلًا،ومن حينها أردد لذاتي:
"لا تنه عن خلق وتأت مثله   عار عليك إذا فعلت عظيم"
علمت حين سألت نفسي ذلك،أنني كالعادة أتعجل الأمور،ولكن هذا لم يغن عن أن أصاب بالصداع الذي أصبح مرافقًا لي في كل غضبة!ولأي سبب!

الثلاثاء، سبتمبر 03، 2013

هوامش وقناعات مناقضة لذاتها

-1-
مقولة الامام علي
"شر كلها وشر ما فيها أنه لابد منها"

""Evil consists in intentionally behaving in ways that harm, abuse, demean, dehumanize, or destroy innocents others or using one's authority and systemic power to encourage or permit others to do so on your behalf. In short, it's "knowing better but doing worse.""


-2-
"وراء كل رجل عظيم امراة عظيمة"
 "وراء كل امرأة عظيمة قصة حب فاشلة"

Vs

"Well-behaved women seldom make history;"

الأحد، أغسطس 18، 2013

ثرثرة 4

يومها استيقظت صباحًا لايؤرقني شئ سوى صوت التليفزيون الصاخب، ولم أميز شيئًا سوى أنه أقلق نومي الذي كنت في حاجة إلى ما يكفي منه، أطفاته وعدت لأستأنف نومي رغم ملاحظتي ان الصباح وضوئه يشي بأنني لن أنام الكثير بعد،لأستيقظ تمام الثامنة والنصف فزعة،ولا أعرف كيف بعدها بتسع بدقائق بالضبط كنت في طريقي إلى العمل، لأصل من أوائل الحضور،وبينما لازالت آثار النوم معي وتحية الصباح ألقيها دون انتظار رد ،فاجاني سؤالها إن كنت أعرف آخر ما حدث من فض الاعتصام،فاجأني أصلًا فض الاعتصام،رغم التنويه على ذلك ورغم أنني لست داعمة لغرض هذا الاعتصام تحديدًا، وكان معي حاسبي ،وكان من الممكن الولوج للشبكة العنكبوتية ومعرفة كل المستجدات،لكنني آثرت أن يخلو يومي من المعكرات السياسية، وإن كان النقيض هو ما حدث!
فلم تكد تبلغ الساعة الحادية عشرة حتى تتالت المهاتفات على الجميع ،وكان نصيبي منها اثنين، للاطمئنان عليّ طلب عودتي للمنزل مباشرة عقب العمل ودون سلوك طرق بعينها!
العجيب في الأمر أنني كنت اشعر أن الأمر برمته لن يروقني،لأرفع من جملة درويش الشهيرة " أنا لا شئ يعجبني" شعارًا مستبقًا لمعرفتي وتقديري للأمر،والأعجب أن تجد نفسك منخرطًا كليًا في أنشطة ,وممارسات لا علاقة لها باي شئ سوى الهروب من الواقع البائس وذلك حتى قبل تصاعد الأحداث، كأن أشارك مثلًا في حملة عجيبة لدعم وتوعية النساء والفتيات عن سرطان الثدي،برسالة مشفرة لا يفهمها إلا ذي علم بالأمر،وبسببها وفي اليوم التالي تاتفني صديقتي العزيزة لتقف على حقيقة الأمر،وياتيني صوتها خافتًا  ضعيفًا لأنها منذالصباح الباكر الفضلت نومه ،تشاهد عن كثب كل ما يحدث كما تنقله الشاشات المختلفة!،ليكمل عليها ما حسبته من رحيلي، صارحتها بحقيقة أنني حتى ما تراه عيناي لا أصدقه!،لذلك فأنا أوفر على نفسي عناء تبعات ما سأشاهده من قتلى وجرحى وخلافه، الأخبار المجردة من الصورهي ربما ما أتابعه وهي أيضًا لا تخلو من كذب وتلفيق،ويكفيني انفعالاتي لما يحدث على شبكات ،التراشق الاجتماعي، ولست في حاجة لمعرفة أي شئ عن الضحايا، الموت الانسانس المجرد يكفي ليهز أي انسان!
وبالطبع الحل الأمثل للمأزق الانساني المتمثل في رفض كل ما يحدث مع ادراك حقيقة ألا دور لي على تغييره هو الهرب،وصديقي الأمثل في ظروف مماثلة هو النوم!
ولا أعرف من منا يلجأ للآخر،ومن منا يرفض التخلي عن رفيقه في وقت الشدة،لحتى يصبح النوم مُخلِصًا ومُخلِّصًا،وربما ما أراه في الحلم يحتال حقيقة بقوة قانون الجذب، لحتى تتسبب زجاجة شويبس في جرح عجيب في معصمي الأيسر ليحسب من يراه لأول وهلة أنها محاولة فاشلة للانتحار ،متناسيًا حقيقة أن أمثالي لا ينتحرون،وأمثالي لا يخطئون الشرايين والأوردة،وأن الأمر لايعدو أكثر من شرود بينما أحرك الزجاجة في ذات اللحظة التي كنت أفكر فيها في حقيقة ما يحدث:"هل يصبح المقتول في أحداث مماثلة لما يحدث "شاهدًا أم شهيدًا؟ فارق شاسع بينهما فما الحقيقة؟، كان الأمر لا يخلو إذن من التفكير في الموت، وربما لو أراد أمثالي الانتحار لانتحروا فكريًا ورغم جهلي بكيفية حدوث ذلك ،إلا أنه لابد من طريقة..
هل قلت أن مشهد الدماء المنبثقة من جرحي لم يكن مروعًا كما هو معتاد؟،و الألم الذي سببه الجرح كان على خفته نسبيًا عن الألم السبب كل شئ مروحًا وملهيًا عنما عداه من الألم!
بعدها لم أعد أفكر سوى في شئ آخر:ربما هو توقعي للحرب الأهلية وحدوثها هو ما جذبها إلى أرض الواقع، ربما انا إذن السبب،ولوم النفس في ظروف مماثلة أهون كثيرًا من الاحساس باللاجدوى! ربما..
أما اليوم فهو عجيب، للانفلونزا والاكتئاب متلازمة معي لا تخفى على أحد،فكل منهما تدعم الأخرى وتزيد من حدة كل شئ، هما مرآة التناقضات لو تعرفون، فمثلًا أجد دمعة تترقرق بفعل أثر فيروس سخيف لامرئي عجز أن يرقرقها أنباء القتلى والدماء والدمار!،أن يجافيني النوم تمامًا بفعل السعال والرشح لأظل متيقظة مع كل الحقائق المحيطة والمؤرقة ورغم خفة حدة الأحداث نسبيًا!
،أن ألاحظ تغير جوهري في صورة هوية الكثيرين لتشير لموقفهم واتجاههم وليس هذا في حد ذاته المشكلة ،وإنما هي: أنى لهم كل هذا اليقين من أنهم محقين؟،رغم أننا نعيش في زمن لا شئ فيه مطلق!
أن أشعر أننا جميعًا :"شاهد ماشافش حاجة!"..
كنت أغمغم داخلي منذ البداية :"أنا عايزة أعيش في كوكب تاني" حتى أدركت أن الكوكب منا براء، جل المشكلة هي نحن، بكل تلك الطاقة العجيبة والخلاقة على الصمود لتحقيق مكاسب مزعومة على حساب كل واي شئ،وإنسانيتنا هي الثمن المدفوع مقدمًا،فطوبى لأموات نصف أحياء!

الاثنين، يوليو 15، 2013

رامبرانت

فاجأني جوجل باحتفاله بعيد ميلاد رامبرانت بالبورتريه التالي:


لم تكن هذه أول مرة أعرف عن رامبرانت،لكن أثناء قراءتي لرواية عن الجمال،عرفت وصفًا لعدد من لوحاته حتى قبل أن أراها منذ قليل..


هذه لوحة "درس تشريح د تيوليب"،وهكذا تناولتها الرواية:
"صعد سميث الى السبورة ليلصق صورة من لوحة لرامبرانت بها د نيكولاس تيوليب ،وهو يقوم بتشضريح الذراع /عام 1932،وكان ذلك النداء القوي لعصر التنويرلم يأت بعد، وكان رواد الحركة العقلانية ملتفين حول جثة رجل ميت،ووجوههممضيئة بنور العلم المقدس.كانت يد الدكتور اليسرى مرفوعةفي تقليد واضح(أو هكذا كان يقول هاوراد لتلاميذه) للبركة التي كان يمنحها المسيح،وكان رجل ما في خلف اللوحة يحدق النظر فينا،كما لو كان يطالب بإبداء الاعجاب بانسانية المشروع التى لا تخشى أحدًا في تطبيق علمي ودقيق للقول المأثور (اعرف نفسك)."

هل هذا ما كان يريده رامبرانت؟ مم لا أعرف
لكن هاوارد كان يرى أن رامبرانت لا يمكن وصفه بالعبقرية،فلا يوجد انسان عبقري من الأساس، لكن هو وفقط يصور الواقع الماثل أمامه.

وهذه لوحة أخرى ذكرت كالتالي:
"في هذه اللوحة ستة من الرجال الألمان، كلهم تقريبًا في سن هاوارد،يجلسون حول مائدة يلبسون ملابقس سوداء،انهم عمال ال staalmeesters ليديروا انتاج صناعة الملابسفي أمستردامالقرن السابع عشر،وهم يعينون سنويًا ويختارون، لقدرتهم على الحكم على الملابس التي تقدم إليهم اذا ما كانت متينة ومتناسقة في اللون والجودة.وكان مفرش تركي يغطي المائدةالتى يجلسون عليها، حيث تسقط الاضاءة على هذا المفرش،وقد أظهر رامبرانت ثراءه اللوني،والحياكة الذهبية المعقدة.وكان الرجال الظاهرون في هذه اللوحة ،يجلسون، كل واحد في وضع مختلف،وكانت الحكايات الخرافية تنسج خيوطها حول هذه اللوحة لمدة حوالي أربعمائة عام،انها تصور اجتماعًا لملاك الأسهم.وقد جلس الرجال على منصة عالية ،كما يجب أن يكونوا في أية مناقشة قانونية عامة،ويوجد جمهور من الحضور غير المرئي في اللوحة يجلسون أسفل منهم،ويوجد شخص واحد يتوجه بسؤال صعب إلى هذه اللجنة .وكان رامبرانت نفسه يجلس بالقرب من وليس بجوارالسائل، وقد التقط هذا المنظروالمصور يقدم لنا من خلال تصويره لكل وجه-اختلافات طفيفة للمشكلات الحالية،هذه هي لحظة الاعتراض كما تظهر على ستة وجوه آدمية مختلفة ،وهذا هو ما يظهر في الحكم:عقلي، معتبر، ومعتدل.هكذا هو تاريخ الفن.
رفض هاوارد كل هذه الادعاءات السخيفة،كيف لنا أن نعرف ماذا يحدث وراء اطار اللوحة نفسها،وأي حضور؟ وأي مستجوب؟ ما  لحظة الحكم؟هذه هي الخرافات والتقاليد البالية! ولنتخيل أن هذه اللوحة تصف أي لحظة مؤقتة تكون. كان هاوراد يناقش أحد المصورين المغالطين،والذين تحتوي أفكارهم على مفارقات تاريخية.كل هؤلاء ليسوا من رواة قصص تاريخية زائفة ،تستعمل الأسلوب المدني،ونحن نريد أن نؤمن بأن هؤلاء ال staalmeesters حكماء،يتحكمون بقدراتهم العقلية في هذا الحضور الخيالى،ويتحكمون فينا أيضًا.ولكن لا يوجد شئ مما يحكون في اللوحة،كل ما يمكن لنا أن نرى حقيقة،ستة من الرجال الأثرياء يجلسون، من أجل تصويرهم ،متوقعين،وطالبين أن تكون صورتهم صورة جماعة من الأثرياء الناجحين،فإنهم يبدو عليهم الاحترام.ولأن رامبرانت قد أثرى جيدًا من خدماته هذه،فقد أظهرهم بمظهر جذاب.إن ال staalmeesters لا ينظرون إلى أي واحد،فلا يوجد أحد لينظروا إليه،واللوحة عبارة عن تمرين في تصوير القوة الاقتصادية ،وفي رأي هاوارد إنها نوع من التصوير الضار و المحبط"

وبفرض أن رامبرانت كان يتكسب من الرسم،فماذا يجني من رسم اسكتش لفيل؟


أو لثلاث شجرات ؟  -تخيلتها حين رأيتها الشجرات التي ولد جارها درويش-

ثم ماذا عن رسمه للتاريخ القديم؟

والسؤال الأهم :فين تفكر هذه السيدة؟وما معنى الكلمات المخطوطة اسفل صورتها؟


الأربعاء، يوليو 10، 2013

نصف فيل

أنا الآن نصف فيل
ذات سوار من الفل المغوي برائحته
نصف زلومتي أثر البنج المؤثر على شفتي السفلى
تشي بتحقق حلم أن أكون فيلًا!
ورائحة الفل تهدهد آلامي وأحزاني
 منها ما تحقق
ومنها مازال حبرًا على ورق
منتظرًا إلى حين..

الخميس، يوليو 04، 2013

مارلين التي لا نعرفها*



"فقط أجزاء منا تمس أجزاء من الآخرين"

 هل بدأت قراءة عوليس؟ ،هل أنهيته؟ مارلين بدأته وأنهته.




كلفت مصورها جهدًا  ليلتقط لها صورة وهي تقرأ، أو بصحبة الكتب، إصرارها الذي لم يكن بلا جدوى ،بل يكشف عن حب حقيقي للأدب.لقد احتوت مكتبتها الشخصية على أربعة آلاف كتاب شاملة كلاسيكيات الأعمال كديستوفسكي وميلتون، والحداثي منها كهيمنجواي وكيروك. لكنها لم تكن تقرأ بالصدفة، فقد أخذت دروسًا ليلية فى الأدب والتاريخ بجامعة كاليفونيا.
وكما نرى فإن صورة ماراين لدى العامة،كشقراء حرة صاخبة ماهي إلا صورة كاريكاتورية لشخصية مارلين، وهذه الصورة مناقضة تمامًا لما يمكن أن يتأصل فى الانسان من شرور أثرت على حياتها الخاصة.

ولكن أشعارها الخاصة وتلك النصوص القصيرة المشابهة للشعر والتي كتبتها في مدونات وأوراق متناثرة ،والتي نشرت لأول مرة بعنوان " Fragments: Poems, Intimate Notes, Letters (public library) " ،تعكس كيان معقد وحساس والتي أطلت على نفسها،وفكرت بعمق في العالم والآخرين. وعلى كلٍ فإن هذه النصوص توضح اللاتواصل بين شخصية عامة شهيرة و ذات هشة شديدة الخصوصية يُساء فهمها وتتوق إلى معرفة حقيقتها.



"فقط أجزاء منّا تمس فقط أجزاء من الآخرين
حقيقة كل إنسان هي ما هو فعلًا عليه
ويمكننا فقط مشاركتهم ما نعرف أنه  هو مقبول من الآخرين
لذلك فإن الانسان منا غالبًا وحيد،
كما لو أن هذا هو الأساس في الطبيعة
وربما هذا سبب فهمنا سعينا لوحدة أخرى"



"الحياة..
أنا كلا اتجاهيكِ
الحياة
بطريقة ما أظل متدلية أغلب الأحيان
لكن قوية كنسج عنكبوت في مهب الريح
- أنا أكثر حضورًا في الجليد اللامع
ولكن الأشعة التي تخترق حبيباتي المخرزة لها ذات الألوان التي رأيتها في اللوحات-
يا لكِ من حياة..
لقد خدعوكِ"


"تبًا..
كم أتمنى لو كنتُ ميتة
-لاوجود لي على الاطلاق-
هاربة من هنا
-من كل مكان ولكن كيف أفعلها! -
هنالك دومًا جسور 
جسر بروكلين
-لا ليس جسر بروكلين لأن
لكنني أحب هذا الجسر
(فكل شئ هناك جميل،كما أن الهواء نظيف)
السيريبدو مطمئنًا هناك
بالرغن من كل تلك السيارات المارقة عبره
لذلك يجب ان يكون جسرًا آخر وبلا منظر مُطل
-ماعدا أنني بالتحديد  أحب كل الجسور بشكل خاص-
فهنالك أمر يخصها وفضلًا عن كل ذلك ،أنني لم أر ابدًا جسرًا قبيحًا."


"الأحجار على الممشى
أحدق في كل ألوانكِ
مثلـها الأفق -الفضاء
الهواء الفاصل بيننا والذي يومئ إلي
أنني قصص كثيرة -بالاضافة إلى- فوقها 
قدماي خائفتان بينما أنا أسعى إليك نحوك."


بخلاف أشعارها، فإن بقية خواطرها الخاصة والمجموعة في الكتاب ما هي إلا جولة في روحها. كتابتها في مفكرتها الخاصة والشهيرة في عام 1955 هي صدى لمقولة كيروك :"لا خوف ولا خجل من خصوصية تجربتك، لغتك ومعرفتك"


"اشعر بما أشعر به
بداخلي
لأن محاولة إدراكه 
وما أشعر أنه يدور بداخل الآخرين
فهم ليسوا خجولين من مشاعري، خواطري وأفكاري

ستدرك حقيقة أنهم ــــــــــ "

وفي مفكرتها الايطالية المجلدة بالأخضر  لعام 1955 -1956 كتبت:

"لقد اكتشفت أن الصدق
ومحاولة أن تكون أبسط وأكثر مباشرة (على قدر الامكان)
يُفهم عادة على أنه غباء محض
ولكن بما أنه عالم خدّاع
فمن المحتمل جدًا أن صدقك هو الغباء
فالمرء بالضرورة أحمق لأنه صادق 
في هذا العالم
ولا عالم آخر نعرفه
بالتأكيد نحن موجودون -مما يعني-
(بينما الحقيقة موجودة فلابد من تقبلها والتعامل معها)
وبينما لا يوجد حقيقة يمكن التعامل معها."

في عام 1956، سافرت مونرو إلى لندن لتصوير فيلم "The Prince and the Showgirl. " ،وأقامت في بارك سايد هاوس،منتجع فاخر خارج المدينة،وكتبت خواطرها في مفكرة الفندق.


"أن يكون قلبك هو أكثر الأشياء جلبًا للسعادة والفخر التي امتلكتها (المنتمية لك)
لطالما كان لدي واحدًا"


"أعتقد أنني كنت مرتعبة بجدية أن أكون زوجة أحدهم
لأن ما أعرفه عن الحياة أن المرء لا يمكنه أن يحب الآخر للأبد حقيقة!"

بعض من مئات ملاحظاتها تتمايز بين قائمة ما يجب فعله،و الملاحظات الفلسفية.

"للحياة
هي على الأحرى عزيمة لا يمكن سحقها

للعمل
الحقيقة يمكن استرجاعها ،وليس اختراعها"

رقيقة،مُعذبة ومتأملة،هكذا هي النصوص في  Fragments  وكما تومئ إليها كلمات آرثر ميللر -الروائي المسرحي لبروكلين والذي تزوجته مونرو في النهاية- حينما قال: "لديها مشاعر وانفعالات الشاعر ،لكن ينقصها التحكم"


*ترجمة مقال بعنوان "

Marilyn Monroe’s Unpublished Poems: The Complex Private Person Behind the Public Persona "


الأربعاء، يوليو 03، 2013

سياسة الكلام وكلام السياسة..

أنا أكره الكلام في السياسة بشكل عام!
لكن الكل يتكلم!
ولا أحد يَسُوس!
 وكلنا يُسَّوِس (الكلمة العامية من أصابه السوس)ن أو
في ذلك اليوم الذي ثرثرت عنه سابقًا كانت البداية مع سائق التاكسي الذي أخذ يسترسل في الكلام ولا أعرف اين كانت البداية تحديدًا دون أي تشجيع مني،لحتى سألت نفسي :لماذا لم يظن ولو لوهلة أنني من الاخوان؟،ووجدته حينها يقول بعفوية:"هو انتي منهم؟" 
رددت:"لا بس انت قلت كل الكلام" ،وبالطبع فتح له هذا المجال أكثر!بينما كنت أريد ان أصمته.

عند الظهيرة كان البيان السلفي أو ما شابه من رابعة العدوية،قال المتحدثأنه يتكلم باسم أتباع محمد أو ماشابه،كان يتكلم باسمي ودون توكيل مني ، عن الشرعية والشريعة والجهاد، لم أتعجب ولو لوهلة لكلامه،لم أنفعل!

منذ سويعات في الرواية التى أقرأها الآن،ولا أذكر تحديدًا هل كان الحديث على لسان كيكي الأم أم على لسان المؤلفة،المهم كان الكلام على ليفي الابن، وأنه طيب القلب بصفة خاصة ملحوظة عن إخوته،لأنه لم يكن له أيدلوجيا ،لم يقرأ كثيرًا ولم يعد له اتجاه معين أو معوقات بعينها، كان يقرأ ثلاثة كتب في السنة،وآخر قرآته عن هايتي..
حينها توقفت عند مغزى الكلام،هل الايدلوجيا تجعلنا قساة القلوب؟ هل الايدولوجيا تجعلنا ما دون البشر؟
أكملت القراءة فيها وحال دون إتمام قراءتي لعشرات من الوريقات فيها الخطاب!
ربما قابلت أجزاء كبيرة منه بتهكم واضح! فهو لايحسن إطلاقًا الوقوف على الجمل رغم حفظه للقرآن!
وهنا تكمن المشكلة فعلًا!
الخطاب كله يركز على فكرة الأيدلوجيا،لا على فكرة الوطن!
لا على فكرة الحرية!
لا على فكرة الاختلاف!
لقد نزعت قناع الرجل الطيب ،وهو السبب الوحيد الذي كان يجعل الكثيرون في صفك..
آه أعرف هنا خطأ كبير في المنطق،فالكثرة والقلة ليست معيارًا هنا كما أشرت!
المعيار هو الأيدلوجيا!
سياسة الكلام في كلام السياسة أصبحت متدنية بشكل سافر، وإيجابي أيضًا!
فلم يكن هنالك أي نوع من المراوغة،ببساطة ستراق الكثير من الدماء..
وببساطة أيضًا أصحابها لايعبأون !
وببساطة على استعداد تام للموت لسبب متعلق بالأيدلوجيا !
وربما لامجال هنا لسياسة الكلام ولا كلام السياسة،ولا حتى أي منطق!

الاثنين، يوليو 01، 2013

عن الفرص الثانية

لو اعتبرنا 25 يناير = 30 يوينو
ولو اعتبرنا أيضًا أن مبارك = مرسي
ولولا المغالطات المنطقية والتاريخية الكثيرة في هذه الافتراضات،فإنها تشترك في قيمة ومعنى فلسفي واحد:ألا وهو الثورة ضد الظلم واجتماع كافة أطياف المجتمع على ذلك،ليمثلون الضوء الأبيض المبهر للثورة السلمية!
وهذه  كلها مقدمة بديهية لما سيأتي:
في هذه اللحظة لا أملك ترف طرح السؤال: هل نستحق ترف الفرصة الثانية؟، لأن يبدو أن هذا ما حدث!
لكن هنالك أسئلة أخرى هامة هي:،هل تعلمنا الدرس فعلًا؟
هل نعرف ما نريد فعلًا؟
هل ستكتمل الثورة هذه المرة؟
ربما يتحقق هذا فعلًا في حالة واحدة فقط!
هي سبب كتابتي لهذه الكلمات،وسبب عدم نزولي أمس في التظاهرات،وكذلك اليوم،لاشك أنني من المعرضة ولا شك أيضًا أنني وقعت لتمرد، لكن لتتم ثورتي بنزولي لابد من تمام ثورتي على نفسي، لاشك أنني أعرف الجوانب السوداء المظلمة هنا،ولاشك أيضًا أنني أعرف بطريقة ما كيف يمكنني ان أصبح إنسانة أفضل، كل ما يلزمني الآن المحاولة بجهد أكبر، الفرص الثانية لي ولهذا البلد لا تتكرر مرارًا،  بل ربما من فضل الله علينا أن هذا كله حدث في غضون سنتين وفقط!
إذا أردتم أن تنجح الثورة هذه المرة لابد أن تيجبوا على الأسئلة السابقة، ولابد ايضًا أن تنيروا الجوانب المظلمة منكم.
باختصار "Be the change you want to see in the world"

هامش:
تتردد هذه الكلمات في هني منذ أمس ،لكن يشاء السميع العليم أن أتقرها بينما فيلم "ألف مبروك" يُعرض،  إنه قانون الجذب!

الجمعة، يونيو 21، 2013

ثرثرة 3

 ليلتها لم يزرني النوم إلى ما بعد الخامسة صباحًا، وأنا أفكر من اين جاءت فكرة كتابة رسالة إلى الله، لم أعثر على بداية الخيط بسهولة، فقط كل هذه الكلمات كانت بداخلي وأكثر، وبدت هذه اللعبة العقلية مسلية وربما تقضي على هذا الأرق السببه الكافيين، كان أول ما تذكرته أنني في يوم قاهري سابق وأثناء توجهي لمحطة المترو أغمغم  "يالله" ثم قول درويش "يا خالقي من عدم تجلى لي، تجلى.."، وبالطبع خانتني ذاكرتي فى تذكر أي شئ آخر من قصيدته تلك "مديح الظل العالي، فقط رددت ذات العبارة مرارًا و تكرارًا،وأردت العودة للوراء أكثر فلابد لي أن أعرف كيف ولدت الفكرة، تذكرت أنني يومها في رحلة ذهابي للقاهرة كنت أقرأ من الكتابات النثرية لدرويش، ربما إحساسي أنه أنقذني من حديث الجالسين خلفي فى الدين والسياسة،ومن الجلسة غير المريحة فى الميكروباص،وعن تلك السيارة التى كانت تحمل حروفًا تعبر عن حالتي "ق م أ"، استطاع أن يلهيني عن كل ذلك، لكن هذا أيضًا لا يساعد على تذكر البداية، لست ممن يحفظون الشعر،لكنني تذكرت ما يشبه ما قال، ربما لأنني اعتدت منذ عام سبق وربما أكثر ان أستمع لقصيدته تلك أثناء انهماكي فى بعض الأعمال، لالا ، كان انتباهي لأول مرة لتلك الأبيات تحديدًا كان رمضان الماضي بينما أقرأ الأعمال الشعرية الكاملة لدرويش، وقتها على إحدي الصفحات الفيسبوكية وأثناء ذلك التلاحي الدائم بين البشر،كتب أحدهم أن "درويش ملحد"، واعرف عنه الاسلام،تعجبت القول، عادة لا تهمني تفاصيل كتلك عمن أقرأ لهم، وكانت هذه الأبيات درأ لتلك المقولة، ربما كنت وقتها أيضًا في حالة قريبة مما أمر به هذه الأيام، ربما تلك هي البداية، ربما..
انتبهت بعدها لفكرة عجيبة هي ببساطة أن أقتني سمكة على أن يكون حوضها "Separating funnel"،وتخيلتني أبدل لها المياه من الصنبور السفلي بينما اضيف المياه الجديدة من أعلى،وأدركت حينها أنني ساكون في حاجة لحامل مماثل لما كان يوجد في المعمل،ثم تذكرت شيئًا مهمًا، كيف سأنظف الحوض؟، كنت قد رأيت صديقتي تنظف حوضها ذات مرة،سيتعصي هذا في حالة حوضي، ثم وجدتني اسأل نفسي السؤال الأهم:كيف من الأساس سأدخل السمكة داخل قمع الفصل؟ ،ربما يوجد قمع فصل يسمح بذلك!، وهذا نبهني إلى أن عملية التفكير في أي أمر عجيبة،وعصية على المراقبة والتحليل،فالمنظقي أن أفكر أنني سأقتني سمكة ثم أضعها في الحوض الذي اخترته ثم أنظف الحوض وأبدل المياه، حاولت أن ألعب ثانية لعبة تتبع ميلاد الفكرة بشكل عكسي،لم أفلح،لأن هذه الفكرة تحديدًا قفزت هكذا بدون أي مقدمات، لا أعرف من أين جاءت،والآن لا أذكر ما تبعها إلا أنني استيقظت فزعة فى السادسة صباحًا وتمامًا في الموعد الذي أردته لأستطيع اللحاق بقطاري، لكن تلك الساعة التى نمتها لم ترح بدني،لأعود وأشرب كوب آخر أصغر من النسكافية،وارتدي ملابس حدادي التي لا يميزها احد غيري،وأقضي طوال الطريق بين مفكرتي الجديدة والطريق والهاتف، أصل هناك لتحدث صدفة أقل ما يقال عنها أنها عجيبة، في مدخل المترو أجد فتاة ملامحا تشي بأنني أعرفها،نطقت أول اسم بدر إلى ذهني وسلمت عليها،وهي في ذهولها لم تتذكرني إلا بعد هنيهة،لأعتذر أنني أخطأت اسمها بالاسم التي تكره ان يناديها أحد به، لكنها نبهتني إلى أنها لم تسمع ندائى الأول لها في الأساس،واعتذاري هو ما نبهها، تعرفت على أختها وأمها،ثم مضوا،ومضيت في طريقي، بينما كرة واحدة تسيطر على تفكيري: لماذا يصر لاوعيي على تذكير الآخرين بجروحهم؟، لاأجد اجابة، أستقل المترو،لأنتبه لصوت أحد السيدات التي كانت تتحدث بلهجة غاضبة حانقة ومرتفعة،بدت كأنها تحاور أحدًا لكن الأخرى لم يكن صوتها مسموعًا، وكان بالطبع الحديث في السياسة، كان كل ما تقوله صحيحًا، لكن الغضب الذي كانت تتكلم به يجعلك تشك، وجدت أخرى توجه لي الكلام :وانتي ايه رأيك؟ ،رددت: في ايه؟،قالت: هو انتي مش عايشة؟،ابتسمت وقلت لها :"آه"، تطلعت لحظتها في زجاج الباب ذلك الذي يستخدمه البعض في تصحيح المكياج أو ضبط الحجاب، صورتي المعكوسة على الزجاج كانت تخبرني بأنني بالفعل لست حية،ابتسمت للزومبي في الزجاج،بينما اتابع الحديث الغاضب للسيدة المحقة،التى انصرف انتباهي عنها حين لمحت سوارًا ولأول مرة أعجبني من بائعة جائلة، كان السوار عبارة عن حبات من الخرز كل واحدة منها تمثل أحد ألواني المفضلة، مشكلة معًا ما يشابه قوس قزح، لبسته في لحظتها واتجهت للجامعة، ولم أنتبه إلى تفصليتين هامتين إلا بعد أن جلست فى انتظار ورقة أسئلة اللغة الفرنسية، وكنت الوحيدة التى اخترتها،كان هنالك قلب صغير يتدلي من السوار، عليه نقش لكلمتين،الأولى لا أستطيع تمييوها إلى الآن،والثانية "Paris"،جاءتني ورقتي ومعها غمغم الأستاذ الجامعي:ليه اخترتي المادة دى؟" ،قلت له:دلوقتى بندم،وضحكت بصوت عال، فعزمت على زميلتي التى تجلس أمامي بعلكة،شكرتها فقد كنت أتناول واحدة بالفعل، جاوبت الأسئلة بكلمات يسيرة مفردة محاولة وصلها في جمل لتبدو صحيحة ومفهومة، وبعدها مر مرة أخرى وسألني إن كنت أجيب ،قلت :الكذب خيبة،وفي منتصف الوقت تمامًا وكالعادة سلمت ورقة الاجابة،بينما جمل بعينها بالفرنسية تتردد في ذهني، حين انفردت بذاتي دونتها اولا في ظهر ورقة السئلة ثم في مفكرتي، كان لازال لدي الكثير من الوقت، وعلى الرغم من أن طقوس آخر أيام الامتحانات أن تحتفل ولو مع ذاتك، لكنني لم أجد ذلك مناسبًا، من يحتفل بفشله؟، من يحتفل بخسرانه تحدي ذاته؟،ثم من يحتفي بذكرى خذلانه؟، لذلك اردت أن أقضي الوقت في مكان ليس بالصاخب ولا بالهادئ، لم أجد في ذهني مكانًا مماثلًا، فكانت المحطة ملاذي، وكان درويش ملجأي، كانت كلماته تمس كل الجروح، كما أنه كتب رسائله تلك في باريس في العام السابق لولادتي مباشرة، شعرت حينها أنني وبأكثر من طريقة كنت هناك،في باريس، بدءًا من السوار الذي كان يحمل أكثر من رسالة إلى ذاتي، إلى الكلمات التي كتبتها اعتذارًا من اللغة الفرنسية بالفرنسية،وإلى رسائل درويش إلى سميح بينما كان هو في باريس، وفي أول رسالة منها ذكر اسم كتاب قرأه ،وكنت أنوي اقتناؤه وذكره كان حافزًا إضافيًا لذلك،ففي لحظتها توجهت للألف ،ولكن كالعادة لم اجد الكتاب الذي أريده،لأكمل انتظار القطار برفقته، والذي جاء وركبته وقبل ثانية واحدة من انطلاقه قال الكمساري: القطار سيذهب إلى المنصورة عن طريق الزقازيق،فالذاهبون لطنطا عليهم المغادرة في بنها ومن هنام اكمال طريقهم" وحين سئل عن السبب قال:"مظاهرات وقطع طريق فى المحلة"، في العادي كان هذا الأمر سيضايقني ويشغل بالي طوال الطريق إلى بنها، لكن ما حدث أننى لم أكترث،وأكملت قراءة إلى أن قاطعتني الجالسة جواري:"أنا بحسد اللي بيقروا، أصل من كتر المذاكرة ،ما بقاش لي خلق ع القراية،أصل أنا دكتورة"،ابتسمت ورددت بجملة واحدة:"وأنا صيدلانية!" وعدت للكتاب، قالت:"يبقي بتحبي القراية"،ربما لم أنظر لها ،لااذكر،لكن ظني كان في محله، كانت جملها تلك محاولة لفتح مجال لحوار لا غرض له سوى الفراغ الذي تعانيه من معرفتها بطول الطريق،وعدم وجود خطة لتمضية ذلك الوقت سوى الكلام، وربما عدم نظري لها هو ما جعلها تقضم تفاحة،ثم تأكل بعض اللب، ثم مضغ العلكة،وكلها عزمت بها عليّ،وفي كل مرة كنت أعتذر،ولا أعرف كيف كنت منفصلة في فقاعة من كلمات درويش عن تلك الملاحاة والمعارك التي كانت بين الراكبين فيما يخص يوم 30 يونيو، ربما هي الجملة التى أطلقها أحدهم  "مرسي زى يوسف الصديق" ،هي ما بدات كل الجدل حتى الوصول إلى بنها حيث كانت محطته،وربما حينها خرجت من الفقاعة غفقط لأعرف أي طريق سيسلك القطار وغن كان على المغادرة،لكنه أكمل طريقه المعتاد، وحين غادرت السيدة في قويسنا جلس مكانها شخص آخر كان قد بدأ بخطة قضاء وقته في القطار بفتح حديث مع الفتاتين الجالستين في ذات الصف والذي يفصل بينهما الممر، ربما هذا الحوار الذي لا ينبأ إلا عن نتيجة اجتماع الفراغ والتفاهة بين ثلاثة اشخاص هو ما غاظني،وشتت انتباهي عن الكلمات، كنت اريد أن يصل القطار بأسرع ما يكون، والمتبقي في العادة لم يكن يزيد على مسيرة ثلث ساعة قطعها في أكثر من نصف ساعة، وفارق التوقيت هذا كان مقيتًا بالفعل، فلنقل أنني لم اكن انتبه إلا إلى ما يضايقني في الحديث، سألهم على أسمائهم والح في معرفتها ثنائية بينما عرف نفسه بجملة قصيرة:"أخوكم أحمد"، وحدثهم عن "أن الزي الرسمي يفضل أن يكون كحليًا أو اسود،ولو كان معه اللابتوب كان أراهم صورته بالبذلة الكحلية والقميص ذو اللون ال.."وحاول وصف اللون،والفتاة ياسمين تساعده، وكان من الممكن أن يصرح باللون،لكنه أشار من طرف خفي إلى اللون الذي أرتديه مع السود، ففهمنه وضحك ثلاثتهم! وحين وصلت كنت أشفق عليهم كلية،وعلى كل المصريين ممن يتحلون بالتفاهة والفراغ ويحاولون تضييع الوقت باي طريقة،ولو على حساب الآخرين، عرفت حينها أنني غادرت باريس حين فقأوا فقاعة تركيزي،وأنني عدت لمصر ام الدنيا.

الخميس، يونيو 20، 2013

رسالة إلى الله

يا الله
:يا حنان يا منان

لا تحية،استفتاح، استهلال تليق بك،فكرت كثيرًا فى هذا،أنا أعرف تمامًا ما سأنقر في الأسطر التالية،لكن هذه المقدمة تستعصي على الكتابة،لأنك تستعصي على الاحاطة..

يالله
لم أتردد لحظة في أن اكتب إليك،رغم أننى في منتصف هذا النهار تحديدًا كنت قد أوشكت على ألا أمتب ثانية،لكن بمراجعة أحداث النهار ومقارنتها بما كان من عامين،لم أستطع أن أتمسك بقرار الامتناع عن الكتابة،الكتابة ذاكرتي التى تفقدني إياها أحداث الحاضر ،لتعيدنى الكلمات إلى الماضي وربما تخط المستقبل.

ياالله
أكتب إليك لأنني ربما بت أفهم،والمشكلة أنني في كل يوم أفهم شيئًا جديدًا،أنطلق من نقطة جديدة للحيرة، وهذا ليس غريبًا،لإأنا بت أؤمن ب "الأكثر ذكاء التى تعرف أنها لا تعرف"*، لذلك ربما سأكف عن نصح الآخرين،ربما فقط سأومئ لهم بما أعرف.

ياالله
 اكتشافي اليوم يستحق التسجيل،يستحق أن أحمدك وأشكرك كما لم أفعل قبلًا،ربما ما حدث ليس جديدًا،منذ أشهر قليلة  حدث ذات ما حدث اليوم،لكن تلقيّ له كان مختلفًا،ربما كل يوم أصير أرحب من سابقه،أوجز الأمر في اقتباس من فيلم عربي قديم لاأذكره تحديدًا ،لكن أخمن وأتمنى أن يكون"الباب المفتوح" ،"الزمن ماشي بخطوته لاحد يقدر يقدمها ولا حد يقدر يرجعها"..أنا أتنسم ريح التغيير،فهي آتية آتية لامحالة،أنا ذاتي متعجبة من روح الأمل في كلماتي،فنحن نوشك على الحرب الأهلية ،إن لم نكن في غمارها بالفعل،لكن ربما يستغرق الأمر عامين ربما أكثر،لا أدعي علمًا هنا،فقط أومئ ..

ياالله
دوري في الحياة -أيًا كان-لم يعد يشغلني بعد،بت أعرف ألا بديل عن رسم الخطط للمستقبل مع عدم إغفال الحاضر،أنا دومًا أستبق الزمن،أفكر فيما سيأتى دون اللحظة الراهنة،رغم أن اللحظة الراهنة هي ما ترسم المستقبل،وشئ آخر تردده صديقتى التى جاوزت العشرين ولازالت دونها:"اللي انت عاوزه هيحصل أما تكون مستعد"، يا رب خفف عنها،أنا لا أستطيع تعزيتها في الفقد،هذا ما لا أجيده..

ياالله
كم أنت كريم..
وهبتني أكثر من أب في حياة واحدة وبأكثر من شكل
أولهم: وهبني الحياة،وأكثر من ذلك تلك المثابرة التى وصفتنى بها من التقيتها للتو،والقلق الدائم ،الأسئلة والصخب الهادئ،تلك النعم التي تحتال أحيانًا نقمة.
ثانيهم: وهبني أكثر من حياة،بين طيات كلماته ،دلني إلىّ بأكثر من طريقة،عن قصد ودون ذلك،هل تتقاطع  طرقنا ثانية يومًا ما؟ ربما..
أنا حاليًا لا أعرف شيئًا عن علاقتي بالقلم،والاشارات لا تدل بعد،يوم كنت أستخرج الرخصة منذ أسبوعين ،حينما همت الموظفة بإنهاء ورقي،نفد حبر قلمها،طلبت قلمًا،ترددت قليلًا ،ثم وهبتها قلمي،كتبت اسمي بقلمي المفضل،لكنه القلم لم يعد لي!
ويوم الثلاثاء الماضي فقدت قلمي ودون أن أنتبه لذلك إلا فى القطاروحين حاجتي إليه،فاستعرت قلمًا من الراكب جاري،هل لهذا كله معنى؟
ثالثهم: وهبني أهم ما في الحياة:الأمل،رغم اليأس الذي يلازمه بدعوى أننا الأمل، اليوم عرفت أنه ربما يكون محقًا،كان سلامه حضنًا،وربتته هدهدة،قال لي بصوته العميق:"شايفها الله يرحمها فيكِ،امشي طريقها"،رآني امتدادًا لأسطورتها ،وربما هو محق!

ياالله
أحيانًا مثل منذ قليل،أفكر في من أنا؟ 
وبعد مشاهدة الفيلم العجيب الذي شاهدته مؤخرًا،أتساءل:هل أنا انسان،مصاص دماء،مستذئب، زومبي،أم غول؟
ادراك الحقيقة خطوة تقطع المسافات..
يالله..لا أسألك متى أدركني،لقد عبرت هذه المرحلة،فقط أتساءل:ل أدركني؟ وهل هذا مجد؟
يالله..
اشارة 
ومضة
أي شئ..


الجمعة، يونيو 14، 2013

نقد ذاتي درءًا للنقض الذاتي

-عايشة ومالكيش أى رغبة في الحياة!
مفيش هدف
مفيش أمل
ولاحتى رغبة في انك تشوفي حد!
اعترفي يلا بالاكتئاب!

-وهيّ تهمة؟
أيوه..اكتئاب!
ده حتى توقيته مناسب جدًا
مبقاش عندك قلق من النجاح أو الفشل!
مبقاش عندك هلع من نتيجة اى شئ!
ولا حتى فارق معاكي اي شئ!
مش مخاطرة
بس مبقاش عدوي هو أنا...

-كل ده حقيقي..
بس الضريبة غالية قوي
الضريبة من لحمي ودمي
الضريبة من الحياة اللى بتنبض جوه مني
الضريبة إني أبقى أقسي من الحجر الصوان!
وده تمن ماأرضاش في يوم إني أدفعه!
ولا حتى قربان نجاح العمر كله..

-يبقى البديل إني أقاوم وأفضل أقاوم
إيه يعنى ممكن أفشل!
وإيه قيمة النجاح من غير سعادة؟
وإيه قيمة الحياة من غير قيمة؟
وإيه معنى أي قيمة من غير إيمان؟
حبة إيمان..



الأربعاء، يونيو 12، 2013

امتحان

-1-
ليلة الامتحان زمان كان ليها طقوس وهيبة
كنت بحاول أكون خلصت مذاكرة المادة للمرة التانية ع الأقل
كنت ببقى قلقانة
صحيح ساعات كنت بقعد اتفرج على التليفزيون
بس ساعتها كنت بعمل كده من باب الراحة
كنت بحاول أدخل أنام من بدري
وأفضل ساعات في السرير بتقلب
لحد ما أنام من كتر الخوف إني أصحى متأخر!

-2-
النهاردة ليلة الامتحان
الكتاب ماتفتحش بمعنى الكلمة وبدون مبالغة
ماحضرتش غير يجي تلت محاضرات
معرفش أي حاجة عن المنهج
ورغم كل ده مش قلقانة
وكمان مش فارق معايا
الامتحان معادش الفزاعة اللى ممكن تخوفني
النجاح فى حد ذاته مش هدف!
و الامتحان ده مش نهاية الكون!
وساعات أفكر إنى ماأروحش
بس السبب الوحيد اللى يخلينى أقعد تانى قدام ورقة امتحان
إن كل ده من اختياري
ولازم أدعم اختياراتي،حتى لومش مستعدة!
حتى لو فقدت الحماسة!
حتى لو فكرت إن كل دى تفاهة!
لأن قدام الامتحان اليومي الكبير
اللى بدايته كانت يوم ميلادي
ونهايته لسه طي الغيب!
كل ده تفاهة!
ولسه مش مستعدة للامتحان!


الثلاثاء، يونيو 11، 2013

نحو 3

لتفهم شعبًا ما، افهم لغته..

هامش 2:
الأفعال الخمسة:هي كل فعل مضارع أسند إلى ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة.
و هي خمسة لأن الف الاثنين و واو الجماعة تستخدم فى صيغتي المخاطبة و الغائب بينما ياء المخاطبة لا!

متن:
لماذا اختصت المرأة بالخطاب فقط؟
ربما لأنها لا تغيب عن ذهن العربي، فهو يخاطبها في كل حين.
وربما لأنها لا تعرف الغياب، هي دومًا حاضرة فاعلة متفاعلة.

الأحد، يونيو 09، 2013

لا صدفة 2

-1-
لم يكن الاتصال الهاتفي صدفة
هي أبلغتنا الخبر 
وأمام الدهشة
وقسوة الحقيقة
التقصير والخذلان الذي نلوغ فيه
بل نمتهنه!

-2-
يمكننا أن نعلق كيف عُرف الخبر على شماعة الصدفة
كانت المتصلة في طريقها لمنزلها
ناداها الصبي واستوقفها
حاورته
سألته عن أمه وأحوالها
أجاب:ربنا يرحمها
ماتت من 102 يوم!
صدمتها الحقيقة
لتخبرها والدموع تغلبها.

-3-
الحزن الذي يفطر أقسى الأفئدة
الكلمات تصبح صعبة وثقيلة أمام تأنيب الذات
الدموع لا تكفي للتعبير فصارت أمنية!
تذكرتها منذ أيام وربما أسابيع
،لايسعني التذكر متى تحديدًا
نويت أن أسال أمي أن تكلمها اطمئنانًا عليها
نسيت
ونسيتها
ونسيت الجارة
لنعرف جميعًا صدفة عن خبر الوفاة!
وبعد أكثر من ثلاثة أشهر
هل كان كل هذا صدفة؟


الخميس، يونيو 06، 2013

زيارة


وعدته يومًا بالزيارة
اليوم كان بيننا خطوات وبعض الوقت
فكرت أأزور بيت الأمة أم مثواه الأخير؟
قررت 
دخلت المكان المهيب
تركني الحارس على حريتى تمامًا فى هذا المكان المهيب
كنت سابع من زاره في يومه
سلمت عليه:
أيا زعيم الأمة
أنا هي كل الأمة
 لاأحد يهتم!
لا يعرفون سوى شئ واحد" الخذلان"
 وينسون الحقيقة الهامة:"أنهم يخذلون أنفسهم قبل الآخر"
"مفيش فايدة"
قلتها أم لم تقلها:سيان!
جئتك من منفاي مباشرة
هل تحررت؟
ربما..لاأعرف!

يا لي من أنانية!
لم أتحدث معك ولا عنك
فقط عني وعن ما يضايقني
عذرًا!
هل رأيت المكان هنا حيث ترقد؟
هو شامخ مثلك
قوي مثلك
مصري أصيل مثلك
لكنه بلا روح!
الرخام البارد فى كل مكان
الجرانيت فى الأعالي فقط
هل تعرف ما العجيب أيضًا؟
لا آيات قرآنية
ولا حتى قصائد رثائك!
كان بودي لو أطلعتك عليها!
لكن للأسف لست ممن يحفظون!

هذا الكسر فى الزجاج يوحي بأنك شهدت ثورتنا
أو ما يسمى بذلك!

ترى أيهما أقض رقودك هنا: 
صوت الباعة الجائلين أم حكي الحارس الذي لا يتوقف في الهاتف!

سلام عليك.


حفظ


"لست ممن يحفظون النصوص الشعرية"
وددتُ لو كتبت هذه الجملة في ورقة الاجابة
لكن اكتفيت بما قل ودل
..البياض 
الذي يشبه ذاكرتي فى ذلك الخصوص
لكن ذاكرتي تتسع لأشياء أخر
تتسع لذكرى الكشرى الذى تناولته مع صديقتى 
يومًا ما،وتوقفت عن اتمام أكلى بسبب الهريسة الحارقة
لكنها أصرت على إتمامه رغم قولونها العصبي،ورغم تحذيري
 فكان نصيبها شئ من الدموع.
ويوم كنت مع أخرى فى ذكرى إحسان يوم الاحتفاء به
وعدم السماح لنا بدخول المكان بلا دعوات
ولم نأسف لذلك إذ لم نقرأ له
إلى اليوم!
ويوم قالت لي صديقة فى حديث عن الذاكرة أننا ننتقي ما نتذكر..
وافقتها
لكنني اليوم لا أعرف صدقًا
لم اتذكر شيئًا من الأبيات الجاهدت فى حفظها
  ولاحين تلاها جهرًا زميلي الجار
فقط أغلقت الورقة وابتسمت
لأننى لن أنجح بهذه الطريقة!
في ذات اللحظة سأل زميل آخر:متى تكون الاعادة
أجابت المراقبة:سبتمبر!
كانت ضحكتي عالية
لحتى قالت:يبدو الامتحان مثيرًا للضحك!

الثلاثاء، يونيو 04، 2013

أدلة

-1-
ما معنى أن يصير الحجاب في حد ذاته تهمة؟
أن تُفتش في كل مرة تجلس فيها إلى طاولة الامتحان
بحثًا عن سماعات خفية
براشيم  مخبأة بعناية
أن يُهينك الشك
فتسخر منه 
بابتسامة بلهاء
بينما تنظر لورقة الأسئلة الملغزة
ولا تجد في ذهنك ما يمكن أن تُشربه الورقة
خاصة سؤال المقارنة بين الأشاعرة والمعتزلة
تعود بذهنك للمحاضرة
حيث لم يلتفت المحاضر ولو مرة لرغبتك فى الأسئلة
رغم يدك المرفوعة دائمًا
وقلة عدد الحضور
الذين لاحظوا جميعًا اصراري على الكلام
فأفسحوا لى المجال بصمتهم
بينما اقتنصت فرصة صمته لأباغته بسؤالي
فكان أن قاطعني بحجة إصلاح نطقي 
بينما أحسست وفقط أنه يحاول زعزعة ثقتي!
ثلاث محاضرات بذات الأسلوب
ولم أكن وحدي من تضايق من تجاهل المتعمد لأسئلة الفتيات!

-2-
أن تصل للسؤال الأخير
آخر أمل لك في النجاة
فتجده على سهولته البادية لأول وهلة
الأصعب على الاطلاق
لوجود جملة واحدة:"موضحًا رأيك"
ألآن أصبح رأيي مهمًا؟

وفيم فى هل الارادة الانسانية مسيرة أم مخيرة؟
وبالأدلة؟
إذن رأيي أنه بادٍ أنه مخير بينما هو مسير
لا، لا..
هو مخير وإلا فيم الحساب!
ثم لا..
هو لم يختر وجوده فى الأساس!
ثم لا..
هو اختار أن يحمل الأمانة!
فليحتمل..
هذا رأيي المتذبذب
قد أفلحت إذن!
والمهم أنني سُقتُ الأدلة!

الأربعاء، مايو 29، 2013

شُبهة

ماذا لو سرت حاملة معي كوزًا من الذرة المشوية -من تلك التي تشويها البائعة على الرصيف-وظللت أتشممها وفقط أثناء سيري؟
هل كان سينتبه أحد؟
في الغالب،لا..
"مالوش ريحة،صح؟"
"حلو الورد؟"

إذن لتفهموا من أين جاءت الشبهة ،إليكم المشهد كاملًا..
 فتاة ترتدي الملابس الرسمية تسير ومعها وردة بلدي حمراء ملفوفة فى ورقة سلوفان تتشممها في يد
وفي الأخرى تحمل كتبًا..

أفي الأمر شبهة؟
أم أن الوردة فى يد الحزين عجبة؟

السبت، مايو 25، 2013

دافع

لي فترة أردد" أنا محتاجة أنجح!"
 لكن بالكاد أبذل مجهودًا يُذكر
في غياب الدافع
وتشوش الهدف 
من المستحيل أن أصل
حتى كان التحدي..
قال:  "ونجحت بالعافية!"
أجبت:"وأنا سأنجح باكتساح!،وربما اوقع لتمرد التي ستنجح بالضرورة،ليس لشئ سوى أنك لست مثلهم الأعلى،وكذا كل الطلبة سيتفوقون هذا العام،رغم ان كل الظروف ضدهم،والأيام بيننا!"

A series of unfortunate events *

-1-
تستقبلها صباح العمل  بابتسامة تثير الريبة والشكوك
تبادرها:حلمت بيكي
و؟-
خير إن شاء الله،كنتي جايبة مشط خشب جديدومشط تاني موف وكنتى بتسألي هيعجب محمد؟-
محمد؟!-
تبتسم إبتسامة غير ذات معنى 
أكيد محمد أخويا-
 تباغتها الأخرى بنظرة فاحصة بينما هي لازالت تبتسم
وحين عادت للمنزل وجدت مشطها مكسورًا
ربما خطت عليه غير منتبهة!

-2-
صباح اليوم التالي:يوم الجمعة
تستيقظ غير منتبهة لباب الغرفة
ينزع عنها قلادتها الهوية
تنظر لها في يدها وتبتسم!
وها قد مر أسبوع لها دون هوية!

-3-
يوم امتحان الاشارات تجلس أمام الشاشة ه
يشير إلى اسمها
تومئ أن نعم
يلفت انتباهها أحد البيانات
تسأله:هذي أنا؟
يتلعثم..
يساله الآخر حين لمح الكلمة المشار إليها:من أدخل البيانات؟
يجيب خجلًا:أنا
بينما هي تبتسم مغمغمة لذاتها:ذكر؟!

-4-
تعزي نفسها بمجلتها الشهرية الأثيرة عن طول الطريق وشدة الحر
حتى تقرأ قصيدة بعينها
تقول لذاتها: ما أسوأ هذا؟
هل هذا شعر؟
يضايقها ما قرأت
تتركها،وتستسلم لأول مرة للنوم!

-5-
تلتهي بالعلكة عن الأشياء التضايقها بديلًت عن العبوس
حتى تشعر بشئ قاس فيها
تُدرك حينها ثمن البديل الغالي
زيارةعاجلة لطبيب الأسنان!

-6-
جولة سريعة فى قنوات التلفاز تجعلها تدرك الأمر:
العربي لا يملك أن يقرر أى شئ سوى من الفائز في اكس فاكتور،وأراب أيدل
لذلك لا تشاهد هذه البرامج
تكتفي فقط بالابتسام امام هذه الحقيقة كلما صادفها برنامج مماثل.

-7-
تتفقد تاريخ صلاحية الحلوى التى كان مقدرًا أن تهبها للأطفال
لتجدها انتهت منذ شهرين!
 ولاتذكر متى اقتنتها لتهديها لهم
بينما طعم البسكوت المخزز يضايقها!

-8-
سلسلة من الأحداث المؤرقة الصغيرة
التي عادة لا يلتفت لها سواها
لذلك تملك دومًا ترف الضحك من أعماق القلب فى حضرة الأصدقاء
لذلك تشعر بأنها فى أحسن أحوالها فى أحضانهم
ولذلك أيضًا تكون دومًا مفعمة بالحياة..

*اسم فيلم

الجمعة، مايو 24، 2013

بطل من ورق

استيقظت صباح أحد الأيام لأجد هذا الفيلم معروضًا فى إحدى القنوات،وهو من الأفلام التى كنت افضلها فى الصغر،أما هذه المرة ورغم أننى لم أتابع سوى النصف ساعة الأخيرة منه إلا أننى اندهشت لكم الأخطاء التى وقع فيها العاملين عليه،وربما لم أكن لألحظ هذه الأخطاء لولا سفري عادة  بالقطار،فانا هنا أتحدث عن مشهد القطار والرهائن وهو المشهد الأخير.
الخطأ الأول:
هو عندما طلب أحمد بدير من ممدوح عبدالعليم أن يفتح باب القطار ويقفز،حينها كان المنظر الذي يطل عليه القطار أرض زراعية خضراء،وهو ما لن تجده على يسارك وأنت مسافر في ذات الطريق إلا بعد عبور مدينة قها تقريبًا،لأن المنظر الذي يطل عليه القطار جهة اليساريكون هو الطريق الزراعي حتى قها!
وربما لن يتضح الخطأ هنا إلا بعد ذكر الخطأ الثاني..

الخطأ الثاني:
عندما طوّق عساكر الأمن المركزي القطار،فمن يسافر بالقطار يعرف جيدًا أن هذا المكان هو قضبان السكك الحديد الواقعة بين شبرا ومحطة مصر!
فكيف لقطار يخرج من محطة مصر إلى الاسكندرية أن يمر بقها قبل أن يخرج من القاهرة؟
فالخطأ هنا هو خطأ في ترتيب تصوير مشاهد الفيلم ،وهو كما هو واضح خطأ مزدوج!

الخطأ الثالث:
بعدما طلب صلاح قابيل من الركاب ترك القطار ومغادرته فورًا، نجد أحد الضباط يُبدي ملاحظة دقيقة،وهي أن كل العربات تم إخلائها عدا العربة رقم 4،فيكون التخمين أنها العربة التى بها احتجاز الرهائن،ويأمر صلاح قابيل بفصل العربة عن باقي القطار،فإذا بهم يفصلونها عن بقية العربة من جهة واحدة،لأنها لم تتصل بغيرها من الجهة الأخرى،مما يجعلك تحمن أن هذه ليست فعليًا العربة رقم 4،بل هي العربة رقم 1،ويدعم ذلك كون الكراسي بهذه العربة من الدرجة الأولى،بينما دومًا العربة رقم 4 فى الدرجة الثانية،اللهم إلا إذا كانت هذه العربة من الدرجة الأولى فى الثمانينات،وفي هذه الحالة كان لابد لهم أيضًا فصلها من الجهتين!

الجدير بالذكر أنني واثناء محاولتي لايجاد هذه الأخطاء على يوتيوب وجدت ممن كان له جهدآخر بخصوص هذا الفيلم وهو مرفق هنا:
الخطأ الأول
الخطا الثاني
الخطأ الثالث
الخطأ الرابع

والخطا الأخير فى هذه السلسلة توضح أول الأخطاء التى ذكرتها،وربما ايضًا تعطى احتمال أن يكون التصوير تم فى قطار متجه من الاسكندرية للقاهرة وليس العكس.

وهذه الملاحظات هنا ليست من باب تصيد الأخطاء،ولكن من باب التدقيق والاتقان وعدم الاستخفاف بالمشاهد.

الاثنين، مايو 20، 2013

نحو 2

هامش:
لتفهم شعبًا ما، افهم لغته..

متن:
علامات الإعراب وقناعات العرب
-1-
فى الممنوع من الصرف:
يُنصب ويُجر بالفتحة..لا كسر هنا!

وله صور:
أ-علم المؤنث مطلقًا
وهنا يعامل العربي أمه،أخته ،حبيبته، كل على انفراد، كما تقول الأساطير،بود واحترام وتقدير،لكن معاملته للأخيرة تتغير إذا ما أطلق عليها "الجماعة" كما سيلي الذكر.

ب- الأعجمي:
وهنا تتجلى عقدة "الخواجة"!

-2-
جمع المؤنث السالم:
يُنصب ويُجر بالكسر!
وهو ما يحدث عند ذكر النساء بشكل عام، أو التعامل مع جمع النساء أو التعامل مع "الجماعة"!

وهنالك من يخرج عن القاعدة، وهم ثلة.



الأربعاء، مايو 15، 2013

طقوس جديدة لصباح الأربعاء

-1-
دون العوينات الحاجبة للشمس أمضي في طريقي
اضطرارًا كان
ربما أحسست تقطيبة جبيني في مواجهة الشمس
حاولت نزعها من هناك ،كان الأمر شاقًا 
لكن ربما أفلحت

-2-
في المترو يبكى طفل ما
لم تفهم أمه سبب البكاء
ولا تلك التى جلست جوارها 
لكنه شاور نحوي تمامًا
راغبًا فى كتابي
أدنيته منه
مشفقة عليه
وهو حين أدنيته زهد
كأنه فهم إشفاقي عليه من سيرة "الحسين"
!فربما شاب قبل الأوان

-3-
أحتاج لجرعة كافيين
ولازال أمامي بعض سير فى طريقي
فيكون البيبسي هو الحل
فالبيبسي قرين العجلة
أما القهوة أخت الوقت*
آخذ رشفة واسير فى شمس الصباح
لا أحني جباهي لها
ولا أقطب ها الجبين
عاودتني ذا ذكري سنين
حين كنت فى طريقي للمدرسة
يحنى السائرون رئوسهم
بينما أنا فى عينها أهيم
أناجيها واذكر قصته الخليل
وكان ذا سبب  قصر نظري منذ حين
أتذكر جرعة الكافيين
فآخذ رشفة أو رشفتين
بينما لازال لى بعض طريق.

*درويش