السبت، أكتوبر 31، 2009

::زهرة الخشخاش::

كنت أستمع أمس الى حوار تجريه "رولا خرسا".. مذيعتى الأثيرة مع الأستاذ الصحفى " محمود صلاح"..و فيما كان يقص من مغامراته الصحفية، ذكر شيئا عن سرقة لوحة "زهرة الخشخاش" ل " فان جوخ".. من متحف الفنان المصرى " محمد محمود خليل"..لم أسمع عن اللوحة سابقا..لكننى بالفعل سمعت اسم فان جوخ .. و كل معلوماتى عنه أنه كان مريضا بأحد أشهر الأمراض النفسية ، اعترانى الفضول و كنت بالفعل جالسة الى حاسوبى ، فبحثت عن اللوحة فى محرك البحث الشهير " جوجل".. و من أول النتائج التى وجدتها مقالة الأستاذ محمود التى يتحدث فيها عن مغامرته مع اللوحة و سارقها!..و كانت تحتوى على صورة بالأبيض و الأسود للوحة..رأيتها و وجدتها مألوفة لى ..لكننى لم أذكر أين رايتها سابقا..و لكن من المؤكد أنه لم يكن بالمتحف المذكور..لأننى لم أزره قط!

أثناء محاولاتى اليائسة للنوم تذكرت شيئا من حوار الصحفى فى الحقيقة لم يكن له أى علاقة باللوحة..و لكن فجأة تذكرت أين رأيت هذه اللوحة؟
و فى الحقيقة معظم المصريين من متابعى الأفلام السينيمائية فعل!.. انها تلك اللوحة التى سرقت فى فيلم " حرامية فى تايلاند".. حينها و فقط امتعضت للغاية و تساءلت..لماذا الفن المصرى هكذا؟..لماذا لا يذكر تفاصيل دقيقة و هامة كاسم المتحف و اسم اللوحة و راسمها؟..لا أعتقد أن اختيار هذا المتحف خصيصا فى القصة و كذلك تلك اللوحة جاء بالصدفة.. لعل المؤلف و المخرج و كافة طاقم العمل على علم بذلك..و لكن ماذا عن الجمهور؟..أليس من حقه أن يعرف عنها؟..أن يعرف أنها توجد بالمتحف المذكور.. و أنه يمكنه أن يزورها فى أى وقت شاء على سبيل السياحة الداخلية..و الأعجب أن التصوير تم فى المتحف و هذا بالطبع يتطلب انهاء بعض المعاملات الورقية..فلماذا لم يطالب المسئولون عنه ذكر ولو نبذة صغيرة عن المتحف على لسان أحد الأبطال؟.. تخيلوا معى لو أن هذا الفيلم أجنبيا ، أكانوا غفلوا عن تفصيلة كهذه؟..لا أعتقد و هذا نتاج مشاهدتى لعدد لا بأس به من أفلام مماثلة.. الجدير بالذكر أن الفيلم من انتاج 2003 و حادثة السرقة المذكورة حدثت تقريبا 1977.. و ان كان ذكر هذه الحادثة و اللوحة غفل عن الفيلم الا اننى و اثناء بحثى فى جوجل وجدت مسلسلا تليفزيونيا يتناول أمرا مماثلا..الحقيقة لم اشاهده و لا أعرف ان ذكر معلومات عن المتحف أو اللوحة..و لكن أردت ذكرها انصافا للفن المصرى.

القضية ليست قضية لوحة ، و لا قضية متحف، و لكن قضية ثقافة مصرية و سياحة داخلية يجهلها العامة، و إن كانوا يعرفون عن تواجد لوحة " الموناليزا " الشهيرة ل " دافنشى".بمتحف اللوفر و هذا ما درسناه فى أحد مراحل التعليم..فلماذا لا نعلم عن " زهرة الخشاش " و غيرها..مما هو موجود فى متاحفنا المصرية؟

الجمعة، أكتوبر 30، 2009

::عرض خاص::

عرض خاص و لفترة محدودة تقدمه شركة لخدمات المحمول..و هو عرض ال 1000 رسالة.. خدمة تقدم لعملائها فقط..و لكن لماذا؟..
قبل أن أحاول الاجابة ..هناك سؤال آخر مهم.. هل قامت الشركة باعلان هذا العرض لكل العملاء؟..
لا لم يحدث!..بل ما حدث هو أنها بعثت برسالة بالعرض لمجموعة عشوائية من العملاء..و منهم من اشترك ..و منهم من لم يفعل ذلك!..و منهم من نشر هذا العرض لمن يعرف!

الآن فقط أجيب على سؤالى الأول.. لماذا هذا العرض؟
هذا العرض الغرض منه أن تبعث ب حوالى 40 رسالة مجانية يوميا الى أصدقائك و معارفك من عملاء نفس الشبكة..و بالتالى وحسب ما هو متعارف عليه من "ذوقيات ارسال و استقبال الرسائل الهاتفية"- وهو كتاب لم يصدر لى بعد-..فإن المستقبل لابد له أن يبعث برسالة تحية..أو مكالمة هاتفية شاكرة أنك تذكرته.. أو أضعف الايمان رنة سريعة خاطفة على سبيل الامتنان، و بالطبع المستفيد الأول من كل هذا الشركة صاحبة العرض..فالرد لن يكون مجانيا،بل هو مدفوع الأجر!

هل أنا بكلماتى تلك أتجنى على نوايا الشركة فى الربح؟
مم .. الحقيقة ادعائى هذا بدون أى دلائل لصحته أو نفيه.. و لكن إن صحت نوايا الشركة، فلماذا لم تعلن عن هذا العرض لجميع العملاء فى آن واحد كما يحدث عند تبنى أنظمة جديدة؟..
سؤال آخر..لماذا لم يأتى هذا العرض مواكبا لأحد المناسبات سواء الدينية أو القومية كنوع من الخدمات المقدمة للعملاء على سبيل التهنئة؟..
رجوعا الى " ذوقيات ارسال و استقبال الرسائل الهاتفية"..فإنه فى حالة المناسبات الدينية و القومية ، يجب على كل فرد ارسال التهنئة فى أبسط معانيها على هيئة رسالة هاتفية..أى أنه يجهز قائمة بكل من يريد تهنئته، و يحسب تكلفة ذلك ، و يقوم بشراء كارت شحن من فئة مناسبة لهذه التكلفة أو أزيد قليلا تحسبا لاجراء أى مكالمات أخرى على سبيل التهنئة أو غيرها!.. أى أن عادات العميل الاستهلاكية فى هذا الوقت تسمح باستخدام عرض مماثل، بل و ستزيد من امتنانه لشركته، و اعتزازه بالانتماء اليها ، اذ وفرت عليه بعض من أوجه استهلاكه!

الجدير بالذكر.. أن هذه الشركة قدمت ذات العرض على فترات مختلفة و فى كل مرة تبعث لعملاء مختلفين بذات العرض..مما ينفى اتهامى الأول بعدم المساوة بين العملاء..ففى النهاية سيكون كل العملاء قد تمتعوا بذات العرض على فترات مختلفة!

وهنا أتساءل..لماذا إذن لا يتوفر هذا العرض لكل العملاء فى ذات الوقت؟
هذه الاجابة منى على سبيل التخمين..انه نوع من تغيير عادات العميل الاستهلاكية بشكل غير مباشر و غير محسوس..فهو فترة ما يرسل تلك الرسائل مجانا..و فى فترة أخرى يستقبلها و يرسل ردا مدفوع الأجر..و بهذا يتعود دائما وجود تلك الحركة من الرسائل..و هذا بالطبع يصب فى مصلحة الشركة..

لاحظتم معى الكم الهائل من الأسئلة التى أطرحها..السؤال هو " هل يحق لى التفكير بتلك الطريقة؟"..
بصيغة أخرى.." أليس التفكير بطريقة نظرية المؤامرة مرهقا جدا؟"..و "متى ينتهى عرضى الخاص جدا من التفكير بهذه الطريقة؟".

الخميس، أكتوبر 29، 2009

::ثقافة::

سأصدقكم القول و أعترف أن ثقافتى مثلى مثل الكثيرين تليفيزيونية بحتة.. أساسها و عمادها مشاهدة المحطات التليفزيونية المختلفة..فما أسهل من أن أشاهد أو أن أستمع اليه أثناء أداء المهام المختلفة..و اليوم و أثناء قرائتى لغرض ما..استمعت للتلفاز..و عرفت عن ذاك الذى قتل طفلين بريئين منذ 4 شهور لأجل خلافات مادية مع والدهما بخصوص مبلغ و قدره 80 جنيها..وكان ذلك بطعنهما 96 طعنة بالسكين..و اليوم صدر الحكم بإحالة أوراقه للمفتى!

السؤال هو..هل هذا المبلغ من الأهمية بحيث يقتل من أجلهما؟
السؤال بصيغة أخرى ..هل أصبحنا بالمادية التى تجعلنا نقتل من أجل المادة؟
احتملونى قليلا.. هل صارت حاجتنا للمادة لدرجة القتل؟

اليوم سأحاول الاجابة عن هذا السؤال و لن أتركه هكذا معلقا كما فعلت بالأمس..
بلى ..أصبحت المادة قيمة أقوى من قيم كثيرة فى حياتنا.. هذا ليس جديدا و لا اكتشافا خطيرا توصلت اليه..و لا يخفى أيضا على أى منا فى هذا الزمان!
لكن الاكتشاف هو.. أنها لم تصبح قيمة و غاية تبرر أى وسيلة، و لكنها " قيمة مستغلة تجاريا"..
السبب وراء اكتشافى هذا هو " ثقافتى التليفزيونية المزعومة".. شاهدت عددا من البرامج التى أكدت هذا الاعتقاد الراسخ.. انها برامج المسابقات التى تذاع على القنوات المختلفة..و التى أصبحت من الكثرة و التفاهة أيضا التى تستفز .. التطور الحقيقى فى هذه البرامج كونها لا تحتاج الى بث مباشر أو الى حضور الجمهور فى الاستوديو..و كل المطلوب من المتسابق هو الاتصال الهاتفى بأحد الأرقام..أو بعث رسالة..هذه البرامج على شاكلة " المفتش كرومبو"..عبد السميع اللى مش سميع".."سرحان ونفيسة".."بدرية طابخة ايه النهاردة"..الخاطبة".."منة و اللى منا"..هذه الأمثلة على سبيل الحصر و إثبات وجهة نظرى..

أتعرفون ما المشكلة الحقيقية؟.. أن كون ثقافتنا حاليا أصبحت تليفزيونية موجهة تلك المادة.. قد لا يكون هذا بالخطورة التى يبدو عليها..الخطورة الفعلية هى "ثقافة الكسب السريع"..بدون أدنى مجهود يذكر سوى اتصال هاتفى!..و الأدهى أن يستغل فى ذلك طاقات ابداعية و امكانيات مادية تلبية لمطلبات تلك الـ " ثقافة"!

الأربعاء، أكتوبر 28، 2009

::سؤال::

تلبية لحملتى أمس فى طرح الأسئلة الفعالة..فسأطرح اليوم تساؤلا ..و الحقيقة لا أبغى اجابة.. ليس لشئ إلا أن الاجابة على السؤال أصعب ما يكون.. تعرفون جميعا حادثة القطار الشهيرة التى تلتها استقالة وزير النقل و المواصلات، و تعيين وزير الكهرباء مؤقتا لحين ايجاد بديل!..علكم تتسائلون..ما هو السؤال ؟..

هل هو " أهو التقصير من مهندسى الصيانة السبب فى تلك الكارثة؟".. لا ..هذا ليس السؤال..لأنه ليس من حقى أن أبحث عن المتسبب..و لكن من حقى كمواطنة أن أتأكد أن تقصيرا ما مستقبلا لن يؤدى لكارثة مماثلة!

هل هو "هل الوزير السابق مسئول بشكل أو بآخر عن الكارثة؟"..هذا السؤال ليس مطروحا أساسا ، لأنه يجيب عن نفسه و يجيب أيضا الحديث الشريف" كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته"..صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم.

هل هو " هل ما حدث مع الوزير السابق استقالة أم اقالة؟"..كما طرحت بعض الصحف..لا لن أسأل ..لأن اجابة هذا السؤال كعدمها..النتيجة واحدة.. و هى تركه للوزارة!..و التفاصيل لن تزيد أو تنقص من الحدث..و ان كانت ستؤثر على مستوى النميمة و ال "قيل " و ال " قال"!

اذن ما هو السؤال الذى يجب طرحه فى رأيكم؟
انه و بلا شك...
هل وزير الكهرباء مؤهل للقيام بأعمال وزير النقل؟..أم أنها وظيفة ادارية وفقط؟
سؤال اضافى.. أو ذات السؤال بصيغة أخرى..
أيهما أفضل المتخصص أو غير المتخصص فى أداء الوظائف و اتمام المهام بشكل عام؟

الثلاثاء، أكتوبر 27، 2009

::اسأل ..استشير::

بلى هذا هو شعار حملة " تنظيم الأسرة فى مصر".. و الحقيقة لا بد أن يكون هذا شعارنا فى كل أنشطتنا و حياتنا اليومية..أتعرفون لماذا يتوجب علينا ذلك؟..لأنهم يقولون:- "Smart people ask questions!".. أى أن الأذكياء هم الذين يسئلون..و فيما عرفت و ان كنت لا أذكر تحديدا من كان صاحب تلك الرواية و لكنه أحد علماء المشاهير- فاعذروا ذاكرتى الهلامية- قص أن والدته كانت تسأله كل يوم فى مراحل تعليمه المختلفة ان كان سأل معلمه شيئا ما؟..و كانت تؤكد عليه أن يسأل أسئلة فعالة و ليس مجرد أسئلة، و يعزى هذا العالم سبب اكتشافاته و أبحاثه الى ما كانت تفعله معه أمه فى الصغر!

من المعروف أن المصريين من أذكى شعوب العالم ، ولكن لأسباب عديدة هذا ليس مفعلا بشكل ملموس فى عالم الأبحاث ، حاليا أعتقد أن العقلية المتسائلة ليست بالكفاءة الكافية التى تجعلنا من الابداع لتقدم البحث العلمى، يبدو هذا واضحا من الأسئلة التى توجه الى بشكل دائم ..و هى من البديهية التى تجعل الاجابة عليها شيئا مملا للغاية..و ليس هذا فحسب بل انها عادة تجتاز حد المعقول الى الأسئلة الشخصية ، و هو ما يجعلك تتسائل :- " هل مهارات الانسان المصرى فى السؤال تقتصر على الأسئلة التى لا حق له فى سؤالها؟".. "و ماذا عن الأسئلة الفعالة؟"..تلك التى تتعلق بانتقال المهارات و الخبرات.. عن نفسى سأبدأ فى طرح الأسئلة المناسبة و الفعالة ، بل و سأبحث عن اجابات!..انها حملة " إسأل ..إستشير"!

الاثنين، أكتوبر 26، 2009

::لا عجب::

أذكر فى المرحلة الابتدائية كنت أذاكر اما اللغة العربية أو التربية الدينية..و كان أحد الدروس يحتوى على الحديث الشريف الذى قال فيه الرسول صلى الله عليه و سلم:- " نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، و إذا أكلنا لا نشبع"صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حينها تعجبت كثيرا، أكان هذا حال المسلمين منذ الأيام الأولى؟.. نحن و لدينا من أسباب الرفاهية ما يوفر لنا ذلك النوع من الترف.. أكانت أيامهم موسرة؟..أمعقول أن يأمرننا ديننا بأن نسرف فى طعامنا؟..حينها كنت طفلة تفكر..وما فهمته من مضمون الحديث الشريف ليس المقصود منه بالطبع..فهمت أننا لا نأكل إلا إذا أصابنا الجوع، و نظل نأكل بلا نهاية ، فلا نشبع!..

ظل هذا هو الوضع حتى درسنا حديث شريف آخر.. يقول فيه صلى الله عليه و سلم :-" ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابد فاعلا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه. ".. صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم...حينها ارتبكت كيف يمكن ذلك؟..أم علنى فهمت خطأ؟..و أدركت حينها سوء فهمى للأمر، والآن إثر تذكرى لكل ذلك أعرف لماذا أسأت الفهم و أنا طفلة..لأننى لم أر يوما من يطبق هذه الوصية النبوية ..بل على العكس تماما، رأيت أننا أمة شرهة تتوق للمزيد دوما ، تتبع دوما نداء الشهوة ، دون تفكير فى الفائدة أو الضرر ، انه اتباع أعمى ..و مع الأسف ليس هذا فى الطعام و الشراب و فقط..بل فى كل شئ..لم يعد هناك تهذيب للنفس، انتهت مدارس جلد الذات، فلا عجب اذا لما اصابنا، و لا عجب لما سيصيبنا!

الأحد، أكتوبر 25، 2009

::تقمص::

قررت منذ الأمس أن أدون كل يوم تدوينة لمدة أسبوع من تاريخه..على ألا تحتوى هذه التودينات على أى مقاطع فيديو أو صور، أو أى شئ من هذا القبيل ، فلن تجدوا هنا سوى كلماتى يوميا و على مدار أسبوع، و ان حدث و تضمنت احدى تدويناتى شئ من هذا القبيل فهى بعيدة كل البعد عن حالة التقمص التى أتبناها الآن!

منذ عشر سنوات أو يزيد و أنا مولعة جدا بكتابات أنيس منصور الكاتب الشهير، يرجع تاريخ هذا أول قراءاتى له و كانت كتاب" الخالدون مئة أعظمهم محمد صلى الله عليه و سلم".. كنت وقتها فى الصف الخامس الابتدائى و كنت أقرأ كل ما تقع عليه يدى، و بعد هذا الكتاب صرت مولعة جدا بجريدة الأهرام لعدة أسباب منها عاموده الشهير مواقف، هذا ناهيك عن الكلمات المتقاطعة و الاعلانات المبوبة و صفحة الوفيات، و لا أعلم سببا واحدا يجعل طفلة فى هذا العمر تولع بتلك الأشياء، و لأننا لا نقتنى الجرائد اليومية ، فكنت أحيانا أقتنيها بشكل أسبوعى كى أشبع ولعى، و أحيانا كنت أقرأها عند خالتى أو أينما تقع يدى عليها..و حتى عهد قريب كان هذا حالى ..و ان امتد ولعى بالجرائد اليومية الى أى جريدة يمكن الوصول اليها..و الآن و بعد تخلصى من" مبدأ عدم الاكتراث"..الذى تبنيته مدة لاتقل عن عامين منذ تدوينى خاطرتى " العالم اليوم" ..-على أعرضها هنا فى وقت لاحق- ، و ينص هذا المبدأ الأ أكترث و لا أتعرض لأى نوع من أنواع التقارير الاخبارية سواء المقروءة أو المسموعة أو المرئية و ذلك فى محاولة يائسة منى فى تجنب أسباب الاكتئاب، حيث تراجعت بالفعل عن ذلك إثر احساسى الشديد بالسلبية أيام حصار غزة و الحرب هناك مما أصابنى بنوبة عاتية من الامتعاض من ذاتى و من الوضع القائم حينها، و تراجعت مرة أخرى عن هذا المبدأ منذ ما يقرب من أسبوع حين قررت ان أتابع ما يحدث فى العالم و أن أيا كان ما يحدث فلت يؤثر هذا على حالتى النفسية أو المزاجية، و هذا ما يحدث حاليا، و لذلك عدت أقرأ الأهرام و لكن هذه المرة الالكترونية، بعيدا عن الانشغال بثنى الصفحات و ترتيبها، و ان ضايقنى شئ ما فلا وجود لأبوابى المفضلة كالاعلانات المبوبة و صفحة الوفيات!..لكن ما زالت مواقف أنيس منصور متوفرة، و هى تشبع لدى الى حد ما الحنين للماضى!..و هكذا تابعت و لمدة أسبوع ، و لكن لم يمكننى تجاهل أننى لا أشعر بذلك الشعور الذى كان ينتابنى سابقا اثر قراءتى عموده اليومى الذى لم أتابعه قط بشكل يومى سوى الأيام السابقة!..أحسست أننى لا أقرأ جديدا..أن عموده ما هو الا عمودا يوميا يجب أن يحتوى مضمون ما!..و هنا حضرتنى فكرة التقمص..ماذا لو أكون " أنيس منصور "..لمدة أسبوع هنا على مدونتى المتواضعة..الحقيقة أن هذا التقمص لاقى رغبة قديمة جدا فى نفسى ..علها أحد أسبابى فى الالتحاق بكلية الصيدلة يوما ما..و هو أن يتاح لى وقت فراغ أستطيع أن أستثمره فى أن أغترف من الأدب، و ذلك دون المساس بطلعاتى العلمية، و لن أنكر أننى و منذ سنوات حلمت أن يكون لدى عمود يومى كعموده أكتب فيه ما أراه و فقط..و كان يشغلنى دوما التساؤل " هل سأجد كل يوم جديد أخطه فى هذا العامود؟"..هذا التساؤل هو سبب اقدامى على هذا التقمص!..و الحقيقة يتوفر لدى حاليا وقت فراغ لا بأس به ، أقوم فيه بترتيب أولوياتى لأنظر ما يجب فعله فى المستقبل!..فهى فرصة أستغلها !

الآن أتساءل..هل هذا التقمص عادل؟..
- من المؤكد أن أنيس منصور يكبرنى فى العمر كثيرا..و هذا يعنى أنه خاض من التجارب ما يفوقنى كثيرا و هذا يحسب له بلا شك..أما عنى فأملك حيوية الشباب و طيشهم أيضا و هذا يبرر قيامى بتلك المغامرة غير المحسوبة، فان كان يكتب من وحى تجاربه و التى لاحظت أنها تكررت مرارا فى عاموده اليومى ، فإننى أعانى فقرا فى التجارب الحياتية ..مما يعنى الى حد ما تعادلنا عند هذه النقطة!

-هو دوما ينظر للمرأة تلك النظرة التى لا أعرف كيف أصفها، ولعله من العادل جدا أن تتقمص امرأة عاموده ولو لأسبوع على سبيل الانتقام!

اذن فموعدنا هنا يوميا لدة أسبوع فى محاولة لتقمص عامود أنيس منصور اليومى" مواقف"..و محاولة لمعرفة هل الالتزام اليومى بالكتابة يفتح مجالا للابداع أم أنه مجرد التزام!

الخميس، أكتوبر 22، 2009

::عذرا مكيافيللى!::

أحيانا تلهينا فرحتنا بالمضى قدما..عن رجوعنا للوراء أميالا بعيدة..و أحيانا نصل لــ" روما خيالية"..و ندرك خطأ قولهم.."كل الطرق تؤدى الى روما"..لأن " الغاية لا تبرر الوسيلة"!

الثلاثاء، أكتوبر 13، 2009

::عن الألم::

الألم..
ذلك الشعور العميق الذى يعترينا..فلا تعرف هل بعض الضيق؟..هل هو الأسى؟..هل هو التمرد؟..هل هو الاكتئاب؟..أم أنه خليط من كل تلك المشاعر مجتمعة ..و هو يسبب ذلك النوع من الدمار الذاتى لصاحبه..فهو ينكمش و يتقوقع داخل شرنقة الألم التى قد تؤويه إلى حين نهايته أو انتهائه من معايشة الألم.

من أين يأتينا الألم؟
من أين يأتينا؟
آخى رؤانا من قدم!
ورعى قوافينا
إنا له عطشا و فم
يحيا و يسقينا
نازك الملائكة من قصيدة خمس أغنيات للألم



مجاراة الألم
إنها سيطرة الألم على الكيان البشرى فى كل موقف، بل فى كل لحظة يعيشها، إنها أن تثقل ذاكرتك كاهلك بكل ما تحويه من مسببات الألم من المواقف التى تعرضت لها سابقا، و المدهش أن ذاكرة الألم لا تنسى ، فهى كمغنطيس يجذب اليها كل ما احتواه الماضى من آلام، ومن النادر أن تجد من يفصل بين آلامه و يشفى من ألمه الحاضر بسرعة!

بين ألم الجسد و ألم النفس..
سؤال طرحته على نفسى..أيهما أشد، ألم النفس أم ألم الجسد؟ ووجدت الاجابة من واقع تجربتى معه..فان كان ألم الجسد يسبق ألم النفس ، فإن ذلك الذى يسكن الأعماق المجهولة أكثر إيذاءا و هدما لصاحبه، أما ان سبق ألم الجسد ألم النفس ، فقد يمحو ألم الجسد بعض من ألم النفس ،قد يبدو هذا مثيرا للدهشة و لكنه فعلي..انه نوع من الانتعاش الغريب..ألم الجسد يوجد سببا لخروج " الآه" خالصة، صادقة ،قوية، تليها ارتياحة و انتعاشة، أما إن توازى الألمين معا، فحينها يكون الألم مضاعفا ، و لا تعرف أيهما يعلو على الآخر ، و أيهما يجب اسكاته الى الأبد!


هل الألم هادم و ضار!
سأدع هذا البيت الشعرى ينعش أذهانكم

يقولُ الشوك : يا أختاهُ لم تتفهمي لُغْزِي فليستْ حِرفةُ الآلامِ شرَّاً فاشْكُرِي وخْزِي فالقبحِ الجميلِ حرستُ عجزَ الحسنِ ، لا عَجْزِي !! " أحمد بخيت

ما رأيكم الآن؟..هل هو كذلك؟ الحقيقة أن ذلك يتوقف و فقط على نوع المعالج للألم THE PROCESSOR.. و سرعة هذا المعالج..فهناك من يجيد التعامل مع الألم و يجعله معلما مبجلا يحترمه و يوقره، دون أن يحنى له هامته و بذلك يستفيد منه و يتجنبه مستقبلا، فكأنما هو استثمار يعود عليه بالربح مستقبلا!..و أحييى هذا النوع من البشر ، و أحاول قدر الامكان أن أكون منهم! أما النوع الآخر..فهو عبد ذليل للألم..يحنى له هامته..و لا يعرف طريقا إلى حريته..رغم أن الموضوع لا يتطلب سوى تغيير المعالج ، أى تغيير وجهة النظر للألم و كذلك للأمور جميعها..


كيف نتعامل مع الألم؟
فى حينها.. أمامنا أحد الحلين:-
  • كظم الغيظ..و هو أن تكبت جماح نفسك، بحيث لا يحتال الألم الصامت غضبا صريحا، فيظل حبيس صدر صاحبه.
  • اطلاق الألم..و هنا يحتال الألم غضبا صارخا موجها نحو أحد الأشخاص سواء كان معنيا بالألم و سببا له أم لا !
وفى كلا الحالتين ستشعر بالألم ..و ان اختلفت درجته و حدته ..ولنقل أننى تعرضت لموقفين مؤلمين مع ذات الشخص ، فمرة كظمت غيظى..و كان الألم فظيعا بحيث أحسست أنه تسرب إلى جسدى مسببا ألما مبرحا و كدت أشعر أننى على حافة سكتة دماغية، و فى المرة الأخرى أطلقت العنان لغضبى..و كان هذا من باب " تغيير منكر ، و نصرة أخ مظلوم"..و رغم أننى من المفروض أن أشعر بارتياح، الا أنه هاجمنى الألم، كان وخزا من ضميرى، كان صوته عاليا يقول لى " ها أنتى تتألمين أيضا، و إن خبت حدة الألم..الا أنه موجود"..فما الحل؟..أى الطريقين على أن أسلك مستقبلا؟.. إذن ، الحل فى الموازنة بين المضار و المنافع ..و الكفحة الراجحة عند المنافع تحدد الطريقة التى يجب بها أن أحتال! بعدها..
  • التأمل فى خلق الله و ملكوته و أحوال عباده..و حينها فقط سندرك أن ما نعانيه و نقاسيه مثقال ذرة مما ابتلى به كثير من عباده..فالحمد لله الذى عافانا منه..
  • أن تكتب كل ما سبب لك الألم ، و ليس هذا فحسب بل أن تصف احساسك نفسه..و كانت هذه هى الطريقة التى استخدموها فى علاج بعض المصابين بالأزمات النفسية اثر بعض الحوادث، كما شاهدت فى أحد البرامج التليفزيونية.
  • البحث عن العبرة و الدروس المستفادة مما عانينا، ففى ذلك تقليل من حجم الألم و تحويل له لطاقة ايجابية تضيف لصاحبها و تثريه!

الأحد، أكتوبر 11، 2009

::لحظة تأثر::

شاهدنا سويا هذا المشهد..أنا بانبهار..و هى بدمعة محبوسة فى مآقيها..كنت على وشك قول شئ ما..لكننى آثرت أن أحترم لحظتها الخاصة..حين أنعش هذا المشهد ذكرى والدها الفقيد..وكانت قد حدثتنى عنه فى أيام سابقة، كيف كان يشاركها طهو الغداء..كيف كان يسرى عنهم عناء العام الدراسى بالمصيف ..رحمه الله!

السبت، أكتوبر 10، 2009

صاحب عمل!

أن أعرف لصالح من أعمل..و ما مبادئه؟..ما مواقفه فى المهنة؟..أيؤدى الحقوق كما يطالب بالواجبات؟..أم أنه لا يفعل؟..أيتقى الله حقا ؟..أم أنه يؤدى الصلوات فى أوقاتها ..يصوم..يستشهد بآيات القرآن...و لكن!..الاختبار الحقيقى هو ...المال!

الأربعاء، أكتوبر 07، 2009

::كمامات::


-1-
فى الشارع..
السابعة صباحا..طفل يقف منتظرا الحافلة التى تقله للمدرسة مرتديا " كمامة" ..و فى الناحية المقابلة له تماما ترقد كومة كبيرة من "القمامة"!

-2-
فى الصيدلية..
حشد من الناس يدخلون ..يتساءلون.." هل توجد كمامات؟"..أجيب ب .."لا".. يسألوننى عن الصابون المطهر و كذلك السائل منه..أجيب " للأسف نفذت جميعها!..أدون أننا بحاجة الى أكبر عدد ممكن من الصابون المطهر بأنواعه و قبلها ال "كمامات"!

-3-
فى المنزل..
يسألنى أخى ان كان لدينا فى الصيدلية " كمامات"..أجيب ب "لا"..
و بعد ساعات ..أجد واحدة موضوعة على المنضدة..و أتساءل بداخلى: " هل تجدى؟"..

الأحد، أكتوبر 04، 2009

::إمرأة عاملة::


يرن الهاتف...
أنا:- السلام عليكم.
هى:- وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته..شركة...!
أنا:- أهلا و سهلا يا فندم.
هى:- أرجوكى ..من فضلك..بكل عزيز لديكى..قولى ان الدكتور موجود!
أنا..فى مداعبة:- أكذب عليكى؟
هى:- ومتى يأتى؟
أنا :- أحيانا فى الخامسة!
هى :- الخامسة!..حينها من المفروض أن أكون فى المنزل مع ابنى..أحضر الغداء..و أجالسه..أعلمه..و أقوم على شئون منزلى..فأنا زوجة و أم!...عله يأتى قبل ذاك؟
أنا:- بل ادعى أن يأتى فى هذا الميعاد!
هى:- قولى له أن يغير مواعيده!
أنا :- سأخبره بذلك..
هى:- لا ..لا تفعلى..
أنا :-كما تريدين..
هى..اذن خبريه بالتالى....
أنا :- سأفعل اذن!
هى:- آسفة حملتك ما لا يخصك من الهموم!
أنا:-اطلاقا..
ويغلق الخظ.

السبت، أكتوبر 03، 2009

::عيش أحلى ما فى اللحظة::

الاعلان ده من أكتر الاعلانات اللى بحب أتفرج عليها هو اتعرض من ييجى سنة أو أكتر..ورغم انى فودافونية من زمان:D..الا ان الاعلان ده لوحده سبب كافى جدا انى أكون فودافونية متعصبة ،و طبعا ده بعيدا عن الجانب المادى:D..

من كتر اعجابى بالاعلان ده انى دايما كنت أسيب أى حاجة بعملها مهما كانت أهميتها و أقوم أتفرج عليه..و أما كانوا يحبوا يقومونى من على الكومبيوتر يدوروا عليه فى القنوات لحد ما يلاقوه:D

سبب اعجابى الشديد او على الادق .."هوسى" بالاعلان ده مش واحد بس.

-هو عن قصة حقيقية..هم كتبوا كده..والحقيقة انا اتعرضت لموقف ان الزرع يقع من البلكونة..بس اللى جابهولى أخويا..:D

-كان نفسى طول عمرى يكون عندى جنينة، بس اكتفيت بانى أزرع فى البلكونة..رغم انه دلوقتى مش فى أحسن حالاته!

-فكرة الاعلان تحفة..ازاى ممكن تحصل تغييرات فى حياتنا ..ولأول وهلة نحسبها هتبععدنا عن أسباب سعادتنا و مواصلتنا للحياة،رغم ان فى ايدينا نحافظ ع الأسباب دى بقدر من المرونة و الصبر.