أذكر فى المرحلة الابتدائية كنت أذاكر اما اللغة العربية أو التربية الدينية..و كان أحد الدروس يحتوى على الحديث الشريف الذى قال فيه الرسول صلى الله عليه و سلم:- " نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، و إذا أكلنا لا نشبع"صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حينها تعجبت كثيرا، أكان هذا حال المسلمين منذ الأيام الأولى؟.. نحن و لدينا من أسباب الرفاهية ما يوفر لنا ذلك النوع من الترف.. أكانت أيامهم موسرة؟..أمعقول أن يأمرننا ديننا بأن نسرف فى طعامنا؟..حينها كنت طفلة تفكر..وما فهمته من مضمون الحديث الشريف ليس المقصود منه بالطبع..فهمت أننا لا نأكل إلا إذا أصابنا الجوع، و نظل نأكل بلا نهاية ، فلا نشبع!..
ظل هذا هو الوضع حتى درسنا حديث شريف آخر.. يقول فيه صلى الله عليه و سلم :-" ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابد فاعلا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه. ".. صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم...حينها ارتبكت كيف يمكن ذلك؟..أم علنى فهمت خطأ؟..و أدركت حينها سوء فهمى للأمر، والآن إثر تذكرى لكل ذلك أعرف لماذا أسأت الفهم و أنا طفلة..لأننى لم أر يوما من يطبق هذه الوصية النبوية ..بل على العكس تماما، رأيت أننا أمة شرهة تتوق للمزيد دوما ، تتبع دوما نداء الشهوة ، دون تفكير فى الفائدة أو الضرر ، انه اتباع أعمى ..و مع الأسف ليس هذا فى الطعام و الشراب و فقط..بل فى كل شئ..لم يعد هناك تهذيب للنفس، انتهت مدارس جلد الذات، فلا عجب اذا لما اصابنا، و لا عجب لما سيصيبنا!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق