الجمعة، أبريل 24، 2015

سيزيفية 1

-1-
في موقف سيارات الأجرة لطنطا
أكون أول من ركب 
وهذا ما كان منذ أسبوع
أجلس حيث أحب
وتكتمل العربة بعد معاناة مع من يمظرون إلى الأماكن الخالية ويترفعون عن الجلوس فيها
لننطلق 
ويباغتني صداع من ضجيج الآخرين
الموسيقى الصاخبة 
المتحدثين خلفي
والسيدة التي لم تتوقف عن الحديث في هاتفها
مشركة إياي بتسجيل أرقام لها على هاتفي
لانشغالها!

-2-
في موقف سيارات الأجرة لطنطا
  أكون أول من ركب الحافلة التي لم يكن سواها
يضع أحدهم أشياءه على الكرسي المجاور
تستقل السيارة سيدة أعرفها من صوتها
تسألني عن الكرسي المجاور
أخبرها أنه لأحدهم، وأبتسم لأنني لن أعيش نفس التجربة مرتين!
 يغادر الركاب لتوافر عربات أصغر وأسرع
لا أتبعهم إلا حين خلت العربة
يتسابقون
يتصارعون
على العربات\ الأماكن
ينصحني أحدهم بالجري  لأجد مكانًا
أبتسم واثقة أن مكاني موجود
لا أؤمن بالسباق\التزاحم
يوشكون على شغل الكرسي الأمامي
ينهاهم السائق: لأن المكان محجوز!
يلمحني، ويقول: يمكنك الركوب، فالدكتورة لن تمانع.
..أركب وبي فضول لمعرفة الراكبة
تكتمل العربة ولاتظهر..
يبحث عنها وتركب جواري، وتباغتني بقولها: "وقعدت جنبك برضه"
أبتسم لتشرح أنها ركبت مع ذات السائق أكثر من مرة فعرفها، فحجز لها المكان..
وهذه المرة تحدثت مرة واحدة في الهاتف من بنها إلى بركة السبع
شغلني عنها الطريق 
ورعونة\ مهارة السائق!
فكم من مرة قلت في نفسي: لا!
لا تزاحم التريلات!

-3-
أصل فرحة للمنزل
لاأجاوز باب البناية حتى أراه
رابض في مكانه
كلب
في جلسة أسد قصر النيل
لولا أن الأخير  
يلقى أسوأ من معاملة الكلاب
ينظر لي منذرًا:
لن تدركي هذا الدرج!
لن تبلغي شط الأمان!
متوعدًا
ودون أن يبذل أي مجهود في بث الخوف بي سوى
بنظرة عينيه
أهاتف أبي 
 أدرك أنه لم ينتبه لهاتفه ..
أهاتف أمي
القلقة دومًا حتى لو لم يكن هنالك أي داعٍ
تنزل الدرج 
لا تلمحه
فقد أقلقه صوت خطواتها على الدرج
لم تلمحه
إلا حين أشرت إليه
وأدركت أن هلعي ليس في محله!
ولكنها ليست أول مرة
فأقول لذاتي:

الأربعاء، أبريل 08، 2015

تناقضات

-1-
لولا أننا في إبريل
لصدقت الأوراق المتساقطة
رسول الخريف..

-2-
عجوز تطلب سجائر بالنعناع وتعطلني وآخرين في "مترو"
لأن طلبها ليس جاهزًا
ولأن بطاقتها الائتمانية دومًا تحدث مشكلة
لولا البائع الذي يحفظ رقمها السري،
ولولا عدم اكتراثها بقيمة فاتورتها!

-3- 
دقائق بعد مغادرة مترو
عند الحانوت على الناصية
البائع يعطي عسكري الأمن المركزي سيجارتين
وما تبقى له مما أنقده
يقف الشاب برهة
متأملًا سيجارتيه كالظاميء الذي يخشى نفاد مياهه
ويحصي العمت المعدنية في حرص
بينما أطلق تنهيدة عميقة!

-4-
زحام سيارات معتاد فوق كوبري 15 مايو
طفل يتسول بأكياس مناديل
لكنه فجأة يتهلل فرحًا
حين أعطته سائقة ما لعبة كانت بحوزتها
يقفز مرحًا بين السيارات
مستدعيًا آخر، 
مستجديًا ذات السائقة
التي تعيد رسم الفرحة على محياه!
ولا أملك إلا أن أراقب في الزحام :
كيف أن الحياة قاسية والسعادة فيها أبسط مما نتخيل!