الأحد، أكتوبر 28، 2012

تسرية

لا شئ يسرى عنّى ..
لا قصة الشعر الجديدة..
لا القصيدة..
لا ابتهالى والدعاء
لا اجتماع الأهل \الأصدقاء
لا السفر
لا محاولاتى مع الفرنسية
لا رشفاتى من كوبى الجديد
لا شئ سوى بضع ساعات فى الشرفة بين الإصص
حيث نبتة الورد الذابلة والصبار الصامد أبد الدهر
أهيئ الإصص الفارغة لاحتواء البذور الجديدة 
أنثرها وأهيل عليها التراب
أسقيها بعض الماء
وأتعلم منها الصبر!

الثلاثاء، أكتوبر 23، 2012

لا صدفة

-1-
هى لا تؤمن بما يسميه البعض صدفة
القدر هو الأصل فى الأشياء لديها
 لذلك لم تكن صدفة أن ترى فراشة تتراقص فوق قضبان القطار منذ أسبوع تقريبًا بينما تستمع لدرويش يتمتم فى أذنيها من قصيدته على محطة قطار:
هل كنتُ في يوم من الأيام تلميذَ الفراشة 
في الهشاشة والجسارة تارة، وزميلها في 
الاستعارة تارة؟

-2-
بينما يحتسى أخى قهوته ، استعرت "أثر الفراشة" من أمامه و فتحت صفحة عشوائية و قرأتها، وفتحت أخرى وبينما أفعل وضع إصبعه على صفحة ما وقال:اقرأى هذه بعد أن تنتهى ، وإذا بى أجدها القصيدة الأولى، فاختار أخرى، ثم طلبت من أمى أن تذكر رقمًا عشوائيًأ، فاختارت "107" ،وإذا بها القصيدة الأولى لمرة ثالثة!
فلا مجال للصدفة.

الاثنين، أكتوبر 22، 2012

السبت، أكتوبر 20، 2012

يوميات الزمن الردئ

-1-
وتشك أحيانًا أن الأشياء تحمل المعانى وأضدادها
وعيوننا فقط ترى ما تربد أن تراه!
فمثلًا فى الصباح فاجأتنى القطة راقدة على عتبة باب البيت
لم تنتفض مثل كل يوم
لم تهرول إلى الدرج تسابقنى عليه
لم تتعمد المرور بين قدمىّ باثّة فى قلبى الذعر
جلست فى اطمئنانها الجديد ولم تحرك ساكنًا بينما أنا أسابق الدرج
هل هى المبالاة وانتظار خروجى؟
أم اللامبالاة و سأمها تكرار طقوس الصباح؟
المعنى وضده فى جلوسها هناك
ولكن أيها أختار؟

-2-
وردة لها ضوء وعطر.
يجذب الضوء فراشة
تطوف حولها فى مدار
تدنو تهمس شيئًا ما
تتوهج الوردة
يسطع ضوؤها
تحترق الفراشات جميعًا
يخبو ضوء الوردة
بينما يشكو عطرها وجوده!
 
 -3-
يخبرونها أن فتاة ووالدتها سألتا عليها فى ايام غيابها
تأتي الفتاة بينما تنتظر والدتها فى ركن ما خفى
تسألها عن أخرى لا تعرف إن كانت تعرفها
تتعجب من السؤال وسائلته تستوضحها ،تعجم وتذهب
بعد قليل وبعد غمز ولمز مع مشاهدين عابرين
تعود الفتاة لمجلس الجميع
تسأل عن أخرى وتعيد صياغة كلامها قليلًأ ليبدو اختلاف
ترد الأخرى ردًا مشابهًا،وتمضى السائلة!
تعود بعد قليل، تعاود كرة الأسئلة مع ثالثة!
وكأن عرضًا ما بسوق للجوارى يدور!
وكأن الحياة سوق للحياة!
 

السبت، أكتوبر 13، 2012

نبوءة

سيسألنى أحد القراء أو الصحفيين بعد عشر سنوات من الآن وبعد أكثر من عمل روائى: "لماذا أنتِ قاصّة جيدة؟"
حينها سأجيب بثقتى المعهودة:"لأننى أعيش مأساة ولعنة العناية بالتفاصيل، أيها كانت و كيف كانت!"

سيسألنى ليستفهم أكثر: "كيف ذلك؟"

حينها سأرد: "اليوم مثلًا لم أكن أريد القيام من السرير وظللت أبحث عن سبب فلم أجد ما يحفزنى، حتى أتانى صوت أمى الحانى، اصحِ الساعة بلغت الثامنة والربع، لم أستطع مقاومة صوتها الآمل ولهجتها الحاثّة، ورأيت أن كوبًا مزدوجًا من القهوة الفرنسية قد تجعلنى أفضل، لكنه كان أسوأ كوب أعددته وشربته فى حياتى،لكن هذا لم يمنعنى لاتمامه لآخر قطرة علّ لها مفعولًا سحريًا، لكن الحقيقة أنها فقط نفضت عن عينىّ و عقلى آثار النوم!،أترك المنزل وأقف أمام باب العمارة بحثًا عن المفاتيح التى لم أجدها لأننى نسيتها،فأقطع ذات الرحلة للأعلى متبرمة من نسيانى وتأخرى.
فى العمل تتبرم مديرتى من كشف ما عليها إعداده بحيث يتضمن تفاصيل تخص كل من هم تحت إمرتها متضمنةأساسى المرتب، فلا تمر التفصيلة دون أن أكون وضعت لها ألف مبرر،بينما هى و الزميلات يتابعون ويلعنون حديثى الغير منقطع والتى لم تفلح محاولاتهن فى قطع استرساله إلى أن أنتبه للكتاب الذى وضعته فى حقيبتى لألتهى به،الكتاب الذى ظل لأسبوع مثلًا على المكتب ولم أحركه سوى لأصحبه معى فى حقيبتى الصغيرة التى تسعه وأشياء قليلة الى العمل،لأكتشف أننى لم أحب تجربة الكاتبة وإن أعجبنى عرضها فقط لأنه أكثر إمتاعًا من حديث يدور حولى عن التشيزكيك والتيراميسو وسلوك الأطفال!
فى طريق عودتى للمنزل مع صديقة عزيزة لى وبينما نتبادل الحوار عن دور أمهاتنا فى حياتنا وكيف يمكن أن يؤلمنا الفقد، ألمح عصفور كناريا وضناه فى قفص،أستوقفها لحظة لتراهما معًا ونكمل الحديث والسير. ألا ترى معى أن الاحاطة بكل هذه التفاصيل وما تعنيها لى مما لم أذكره هنا تجعلنى قاصّة بارعة وإنسانة مُعذبة؟"

السبت، أكتوبر 06، 2012

أسباب شاحذة للقراءة والكتابة

1-

وأن يكون الكتاب الذى اخترته جامعًا بين سيرتها الذاتية و روايتها القصيرة "رواية لم تُكتَب بعد"، المُلهِم فى هذه الرواية هو ما تحفزك عليه من التأمل فى البشر وملامحهم، حتى وإن كانت صلتك بهم لا تتعدى سوى الطريق،طال أو قصر، وبغض النظر عن كونك مصيبًا أو مخطئًا بشأنهم، فليست هذه بالقضة الهامة!
لا أحتاج لسؤال نفسى إذا كانت أعجبتنى الرواية،لأننى أعرف أنها أعجبتنى،خاصة وأنا دائمة التأمل للبشر،بشكل يعرضّنى أحيانًا للمشاكل!
ولن أنكر أن عنوان الكتاب هو السبب الرئيسى لاقتنائه لكونى عالقة فى نصٍ عسير علىّ إتمامه.

تقول فيرجينيا الجميلة: "لاحدث يحدثُ بالفعل إذا لم يدوّن".

-2-
   Stranger than fiction  أن تشاهد


بلى هو ذات الفيلم الذى شاهدته منذ بضع سنوات، لكننى لم أعد ذات الانسان ،كما أن ظروف مشاهدتى له مختلفة، تابعته و أنا أقرأ الكتاب السالف الذكر، وهذه المرة بالاضافة الى أفكارى السابقة بخصوص الفيلم، أفكر كثيرًا ماذا يحدث لو استدعى المؤلف كل شخصياته و أجلسهم أمامه و أخبرهم تمامًا ماذا يظن بهم ،وكيف سيرسمهم على الورق! ،هل يغير هذا من الأمر شيئًا؟ لربما حينها لن يكون فى حاجة لكتابة الكلمات ،لربما سيوفر على نفسه وعلى الآخرين عناء الاشارة إليهم وإلى نفسه!،ولربما تغيرت نهايات القصص التى لم تكتب!

وهذا يجعلنى أتساءل مجددًا لماذا أكتب؟
هل أكتب لنفس الأسباب التى تجعل كاتبًا بقامة واسينى الأعرج يكتب؟

-"نكتب حياتنا مثلما عشناها بدون زيادة أو نقصان أفضل من أن يرويها غيرنا عنا بوسائله التي ليست دائماً طيبة . ليس أفضل من امريء يروي تاريخه وينير الطريق للناس الذين قاسموه الأشواق نفسها والآلام نفسها"

-"أن تمسك قلماً وتخط جرحاً على الورقة معناه :أن تمتلك قدراً كبيراً من العزلة ."

أم للسبب الذى كنت أذكره دومًا على لسان ماركيز:
"من لا ذاكرة له، فليصنع له ذاكرة من ورق!"

أم لأن فعل الكتابة ذاته يجعلنى أبحث فى أعماقى و أعماق الآخرين،حتى لو خيبت آمالى نتيجة هذا البحث!

-3-
ميزة أن تكون: جابر عصفور  
والآن أحدثكم عن ميزة ان تكون كاتبًا أو ناقدًا معروفًا
منذ يومين وقع تحت يدىّ عدة كتب مهداة الى الناقد السالف الذكر كانت هذه هى الاهداءات



بالفعل الميزة والتى هى عيب فى آن واحد أن يُهدى لك الغث و الثمين من الكتب، ويبقى لك أن تجد كل ما يكفى من الوقت لقرائتها والافادة منها،أو أن تتركها لآخرين يفيدوا منها، كما حدث حين عرضهم البائع!

هل هذه أسباب كافية بعد كى تنهى الحروف و الكلمات هجرانها لى،هذا ما سأكتشفه مع الزمن.