الاثنين، سبتمبر 28، 2015

أغنيات : عزيز وجيه: فنان فقير يطرح الكثير من الأسئلة الوجودية

كانت خلفية أنشطتي في إجازة العيد التي انتزعتها بديلًا عن حضور المحاضرات مضافًا إليها إجازة نهاية الاسبوع ومنعًا لكثير من التساؤلات: هي إجازة مساوية لاجازة العيد بمصر، أغاني وجيه عزيز، لا أزعم أنني سمعت كل أغنياته لكن الكثير منها ، والحقيقة فضلت الاستماع إليه على أغنيات العيد،  فلا معنى للعيد دون الأهل،  وكعادة الطلبة حين يشتتون انتباههم بأي شيء،  توقفت عند كلمات أغانيه أكثر من مرة حين لفتت انتباهي أسئلته الوجودية، لكن أولًا سأحكي لكم حكايتي مع الفنان الفقير،  عرفته بعد قرائتي"ناقص حتة" لعلي سلامة، فنتائج البحث عن الشاعر أظهرت الأغنيات التي غناها ولحنها وجيه عزيز الذي غنى لآخرين كفؤاد حداد وسيد حجاب، وهذه بالطبع المرة الأولى التي أعرف المغني والملحن بعد الشاعر.

الآن أترككم مع الأسئلة:
لو تروح:
لو تروح وتقول مسافر، مين يسأل علينا؟ مين؟
خدنا إيه غير الجراح؟


لما نبقى لوحدنا:
لما نبقى لوحدنا، مين قدنا؟

هو الطريق ده رايح جاي:
هو  الطريق ده رايح جاي؟ ولا اللي راحوا مش راجعين؟
هو احنا كنا زمان أطفال فينا براءة وفينا حنين؟
هو احنا رحنا بجد مدارس وخدنا في العربي وفي الدين؟


سلم يا عاشق:
ليه بتلوموني ، هو أنا اخترت الغياب؟
سلم يا عاشق ولا هتنساني؟


زعلان شوية:
*الضحك شكل البكا خالص، تلامذة وفصول ومدارس،  يا مانجة ليه تطرحي في مارس؟


حاجات ومحتاجات:
(حوار بين هو وهي)
هو الفرح غالي؟
**شايف ليه القمر عالي؟
ولا قلبي ده شكله حزين؟
....
قولي : الدمع ليه عاصي؟
......
ياللي حلو الكلام في عينيك: ساكت ما قلتش ليه؟


ساعات المطر:
يا هل ترى هنموت من البرد ولا ابتدينا نعيش؟

تانجو سالسا:
دايما لطعم الفرح مشتاقة وأنا رقصتي رعشة ألم خارسة، قولي لي ازاي يا حبيبتي نتلاقى؟

من حقنا نحلم:
(حلم  المغني يتبعه الكورال)
نعسان  ده ولا ساكت وساير؟
بردان ده ولا ده دور وداير؟
وده احنا ولا الكل حاير؟


يمكن أضحك:
مش يمكن لسه الدنيا جميلة بجد؟
ولسه الناس في الصيف والبرد؟
ولسه الورد!
 مش جايز يطلع فيّ العيب مش فيهم؟

فنان فقير:
صحتني ليه يا شاويش، ده أنا كنت سارح في الملكوت؟


معرفش ليه؟:
معرفش ليه ببقى خايف؟
معرفش ليه ببقى حاسس بالسفر؟
**معرفش ليه كل ما ترميني الحياة ببقى مستني قمر
(الأغنية فيها إجابات )

عيرة:
بقينا ليه حبة حاجات؟
قمصان بدل على بالونات؟
ما بقتش شايف ايه اللي جاي وايه اللي فات؟
مابقتش شايف ده أزرق ولا أحمر رمادي؟
ودي كارثة ولا وضع عادي؟
وده طفل ولا رجل عجوز؟
وايه ده الاخر، جايز يجوز؟
نعسان  ده ولا ساكت وساير؟
بردان ده ولا ده دور وداير؟
***وده احنا ولا الكل حاير؟

المرايا:
معقول  أنا قضيت العمر ده كله زي ما رحت زي ما جيت؟
معقول أنا عمري ما فكرت ولا اتغيرت ولا حبيت؟
وازاي ساكت على روحي ده كله؟
وليه استنيت؟

الفرح شاطر:
مليان جنون٫ لكني عاقل!
أنا مين أكون؟
ولا حد سائل..


ساكتة ليه؟
ساكتة ليه؟
أيوه ليه؟
ايه جوه قلبك فيه ايه؟

وبعدين؟
(الأغنية بها السؤال والاجابات)


الترتيب هنا لا يخضع لأي حيثيات سوى نتائج بحث sound cloudو العجيب أن آخر أغنية :
كان نفسي:
كان نفسي أقول غنوتي  على نغمة رومانسية،
! طلع الكلام ناشف كاشف هموم فيّ
أليس هو حقًا فنان فقير يطرح الكثير من الأسئلة الوجودية


هامش:
تعليقات سارحة في الملكوت  شاويشها مواعيد تسليم الواجبات!
* ذكرني ذلك أنني لم أنتبه للمانجة في موسمها في مصر ولم أجدها هنا سوى في زجاجة عصير ابتعتها اليوم

**
وهنا  سخرية اللحظة حيث خسوف القمر!

***
تكرر هذا المقطع في الأغنيتين كما هو واضح..

الجدير بالذكر أنني استمتعت بمتابعة الأسئلة وإحصاءها وأهملت  تمامًا مشروع مادة الاحصاء!

الأحد، سبتمبر 20، 2015

ثرثرة ١٨

نعتها بالخائنة لأنها خذلتني مرارًا مؤخرًا، لكنها أيضًا لم تخذلني تمامًا منذ يومين، فقدت هاتفي حينها، وهو لو تعلمون عصب الحياة الأمريكية، فبه أعرف موعد ومكان الحافلة، قد يبدو هذا هينًا، لكن الحقيقة أنني لن أعود للمنزل إلا بهـذه ، الطريقة، أي أنني لن أدرك الأمان دونه، والحقيقة أكثر ما آلمني توالي الأحداث التي أدرك فيها كم تخذلني، فقبل حادثة الهاتف بيومين وبعد وصولي الجامعة وقبيل محاضرتي بعشر دقائق أدركت أنني نسيت دفتر فروضي بالمنزل، والمشوار سيكلفني ساعة إلا ربع، اللهم إلا إذا أدركت الأتوبيس ذهابًا أو إيابًا فحينها سيكلفني الطريق نصف ساعة، ولم أضيع الوقت استأذنت أستاذي الذي لم يبد اعتراضًا لأنطلق بين الركض والمشي في طريقي لا ألو على شيء سوى أن أدرك الحافلة في طريق العودة أو أن أدرك إحدى رفيقتي سكني، ووفقت للخطة الأولى، كما أنني لا أستطيع أن أنسى تغيبي عن أول أيام الجامعة لأنني ببساطة نسيت، لم أستطع أن أقدم حينها سوى الاعتذار، وقد تقبلوه ببساطة لأنني كنت قد بادرت قبلها واستعلمت عن كل شيء في زيارة سبقت البداية باسبوع، لكن في حادثة الهاتف لم تخني ذاكرتي كلية، صحيح أنني نسيته في البداية، لكنني كنت على يقين تام أين نسيته ولم أجده لا أنا ولا زميلتي التي ساعدتني في البحث.
لولا مثابرتي في البحث عنه في ذات المكان الذي جلست فيه في اليوم التالي لما كنت وجدته، ذلك أنه كان محشورًا بين زاوية الكرسي وبطانته، كانت فرحتي طفولية قافزة عارمة لحتى انتبه كل من في غرفة الطلبة وهنأوني.
نسيت كل الدراما التي عشتها في الليلة السابقة، ولم أنس أن أسباب ضيقي منذ جئت هنا سببها الذاكرة التي تتذكر ما أريد أن أنساه وتنسى ما أريد تذكره.

الخميس، سبتمبر 17، 2015

خيانة

خياناتها لا تغتفر
لأنها تحملني فوق طاقتي 
على كل مستوى!
وأحملها فوق طاقتها 
بل وأجهدها..
فلا أنا أرحمها
ولا هي تسعفني
بل وترهقني..
تلك الملامة دومًا بعد كل إخفاقة
الذاكرة!

الأربعاء، سبتمبر 09، 2015

نقد ذاتي درءًا للنقض الذاتي 4

ما أسوأ ان تدرك التركيبات المهتلفة لشخصيتك:
The good, the bad and the ugly 
كما أحب تسميتهم!
أذكر مثلًا شاهد في كتاب البلاغة وإن كنت لا أذكر القضية:
قول عمر بن الخطاب: سوء الظن من حسن الفطن
وأنني لم أعتبر هذا من الحكمة في شيء، كيف يمكن أن نعيش مع سوء الظن؟
كيف يمكن أن يسود الود بيننا إذا عرفنا سوء الظن؟
هذه هي النظرية، ماذا عن التطبيق؟
ربما هذه المرة لاشيء، صفر كبير، لا يمكنني تحمله، ليس لشيء سوىأنني أكره الفجوات بين النظرية والتطبيق، فبين الايمان والنفاق شعرة!
يمكنني أن أسوق الأعذار لنفسي، ولكن ألا يجلني هذه نسخة من الفردية التي تعم المجتمع الذي أكتشفه الآن؟
والأعذار نفسها سخيفة، عن الوقت الذي لا أستطيع إدارته بكفاءة، والمهام الكثيرة التي علي القيام بها، وأبسطها مهام حياتي اليومية، والواجبات الأكاديمية التي لا تنتهي!
ثم ماذا؟
لا شيء..
الإخفاق الذي لا مثيل له!
ولا مشكلة عندي في أن تسوء الأمور، بقدر ما  هو كيف ساءت!
وما جدوى كل المجهود الذي بذلته؟
أدرك جيدًا أن هذا ليس أسوأ أيامي هنا، فالإخفاق يمكن تجاوزه، خاصة وأن العام الدراسي لازال طويلًا بعد!
وأنني حتمًا مررت بأيام أسوأ، أيام شعرت فيها بالوحدة وعدم الأمان!
المشكلة ليست في الحقيقة مشكلة، المشكلة في ما جعلها مشكلة!

الاثنين، سبتمبر 07، 2015

أضغاث أحلام 5

تخصني برسالة
لا أذكر الآن محتواها ولا فحواها،
لكنني كنت سعيدة..
أدهش من الحلم،
لكن تاريخ اليوم وأشياء أخرى ذكرتني
بما أتلفته الذاكرة!
فهل الحرب مستمرة؟ 

الأربعاء، سبتمبر 02، 2015

أضغاث أحلام 4

 يحاول وعيي فرض تسلطه على اللاوعي!
يالها من نظرية لأفسر بها حلم البارحة!
كنت في الحلم نائمة 
أسمع صوت أمي تغسل الصحون
صوت الماء والأطباق وزخم الحركة
أيقظني شعوري بالذنب تجاهها،
لأجد على السفرة
كأسين من عصير الفراولة باللبن مزينة بالكريمة المخفوقة
تخبرني أمي أن صديقًا لأبي مر بنا، لكنه لم يمكث كثيرًا
..ولسبب ما  لا أذكره طبعا حضنتني
وحينها قفز وعيي ليذكرني أنني في قارة أخرى
وقبيل نومي مباشرة سكرت باب غرفتي!
حينها أدركت في الحلم داخل الحلم أنني نائمة!
وبعدها أصابتني نرجسية أنني ربما كنت على درجة من التخاطر أعلى كثيرًا مما أتوقع!
أهاتفها:
ترد وأحكي لها قصة الحلم والزيارة،
تؤكد صدق رؤيتي،
وتعرف حينها كم أنا في حاجة ماسة إلى دفء حضنها..
أفتح الكاميرا وتحضنني
ونبكي معًا!
حينها استيقظت من النوم كلية،
لأدرك كم كان لاوعيي مخادعًا!
ففي الحلم ،
كان البيت يشبه بيتنا الذي هجرناه منذ أكثر من عشر سنوات
بحساب  ذاكرتي..
وربما في الحقيقة أكثر من ذلك!
ثم لم نملك أبدًا كؤوسًا كالتي رأيتها!
لكن نرجسينتي لم تزل مسيطرة!
قلت لنفسي حين أهاتف أمي سأسألها عن الزيارة،
وعصير الفراولة!
لكنني نسيت.

الاثنين، أغسطس 31، 2015

أضغاث أحلام 3

بالأمس حلمت بك!
لا،
لم أقرأ الرواية التي تحمل هذا الاسم،
،بالكاد يتسع وقتي لأقرأ كتبي الأكاديمية المملة
طيفك مر بي أمس!
ونعم،
فلا أعرف كيف أسميه سوى ذلك!
في الحلم لم أر وجهك الذي لا أذكره!
لكنك كنت هناك،
أنا متأكدة!
كما كنت في الحلم متأكدًا مم تريد،
بيد أني كنت مترددة!
كنت على حافة سفر آخر،
أرتب أوراقي وأنتظر انهائي السفر الأول،
لأنتقل لبلدة أخرى ومشروع آخر!
حين استيقظت أدركت غرابة اللحظة..
فأنا هنا،
لكنني لست هنا!
كما لو كان المحيط الذي عبرته "خطوة"
فمن يخلق المسافات عدا البشر؟
حين استيقظت سألت نفسي أصعب الأسئلة،
دون إجابة شافية، سار يومي على منواله المعتاد.

السبت، أغسطس 29، 2015

أضغاث أحلام2

1
تزداد أحلامي تعقيدًا يومًا بعد يوم!
أمس حلمت أنني قابلت فريق عمل  Fast and Furious 7 في القاهرة 
التي لم تشبه القاهرة!
التي أعرفها على الأقل
قابلتهم ولا أعرف أيًا منهم
لكنهم عرفوني
قكانوا يبحثون عني تحديدًا
وهم في مهمة لإنقاذ العالم من الشيطان!
لا يعرفون اي شيء سوى أنليهم اتباعي
ولا أعرف أي شيء سوى أن أتبع حدسي
فهذا شارع يبدو خطيرًا
وذاك العقار يبدو مفعمًا بالجريمة
والأشباح في كل مكان
فعلينا الانتباه
وكلما راودني شعور سيء 
حذرتهم وغيرنا اتجاهنا
إلى أن شعرت بمكمن الشر!
حيث يرقد الشيطان الذي يجي علينا الانتصار عليه!
تدلنا حارسة المكان على سر التغلب عليه..
نتسلح بالمياه والثلج
وكلما حاصرناه بها!
كلما خارت قواه
لكنه لا يموت!
إلى أن أدركت المانجو في السلال
وحاربناه بالماء والمانجو
وبثقتنا في الانتصار الذي كان!
حين استيقظت لم أتمكن سوى من التفل عن يساري!
وإدراك حقيقة أنني لم آكل المانجو هذا العام!

2
في بيتنا الذي لا يشبه بيتنا
أحمم وأتحمم مع ملك بنت جارتنا
لا أخجل منها!
ولا من الزائرة الغريبة التي باغتتنا فجأة
لم أستح!
لم أتعجب!
لم يبدر مني أي شيء!
سوى أن تركت الصغيرة واستقبلتها!

الجمعة، أغسطس 21، 2015

فهم 2

كلما حدثني أحدهم عن شتاء هذه البلدة القارس
حدثت نفسي: "ماذا أتى بي إلى هنا؟"
اليوم حين أمطرت،
دعوت كثيرًا 
وأدركت أن الله يمنحني فرص لا متناهية لتغيير القدر
كلما أمطرت..
وما أكثر ما تمطر هنا!

الأربعاء، أغسطس 19، 2015

نقد ذاتي درءًا للنقض الذاتي 3

النسيان ليس عذرًا أقدمه لغرباء يتوقعون ممن تبدو في مثل ذكائي
أن تتقدم للأمام!
الوقت لا يعود للوراء
 فلن أستطيع  تعويض ما فاتني
البكاء لن يجدي
فعقارب الساعة ليست عاطفية لتتفاعل معي!
حتى البشر ذوي العواطف الجياشة 
يخذلوننا حين نكون في أمس الحاجة لوجودهم!
الحل ليس حلًا
فابتسامتي التي أهديها للجميع ليست سوى ومضة عابرة
تذوي حين أصير وحدي!
أحب صحبتي لكنها لا تديم البسمة على شفتي

الثلاثاء، أغسطس 18، 2015

ثرثرة 17

تسألني أمي:
"عاملة ايه في الوحدة؟"
أجيبها:
تعودت عليها، 
لكنني لم أخبرها كيف تعودت عليها:
في ساعات النهار لامشكلة،
فالخضرة التي تحوطني من كل جانب
لا تشعرني بالوحدة
أشعر كما لو كنت في المكان الذي أردته دومًا
سماء لا يشوب زرقتها سوى سحب ناصعة البياض
عشب لا حدود له
أشجار لا مثيل لها
أما عن الزهور:
فأتذكر أنواعها من اللعبة التي كنت أسري بها وقتي منذ شهور،
فهذه ال Gerbera
وتلك هي ال chrysanthemum
أما عن اللافندر فقد أرشدتني له رائحته
التي تركتها بمصر، وأدركتها حين عبرت من الممر.
هذا غير البشر 
بملامحهم المتباينة
وتعبيرات وجوههم التي تتفاوت
والحديث الذي أجريه معهم أحيانًا
يلهيني كل هذا  وأشياء أخرى طوال ساعات النهار
الذي يمتد للثامنة مساءً
وبعدها أعرف ما هي الوحدة!
في الأيام الأولى في سكني الجديد الذي لم تصل إليه شريكتاي فيه بعد،
كنت أشعر بغصة في حلقي،
لوددت لو بكيت
وكنت أبكي على استحياء،
خاصة وأن الليل عندي يواكب الفجر في بلادي
فأستسلم للنوم الذي يباغتني بصعوبة
قلقًا من أي صوت 
كعابر في طريق
أو حركة للجيران،
بت أسمع القرآن حتى أغفو في نوم عميق

لا أدرك منه حين استيقاظي
سوى لقائي أهلي في المنام
أحلم أنني بمصر في إجازة
وأن علي حجز طائرة العودة قبل بدء الدراسة،
أو أن أزور صديقتي بعد ترتيب مسبق بلقائنا عندها
لأفاجأ بمرض الصغيرة
فنقضي وقتنا معًا في الطريق إلى الطبيب،
تسألني أمي:
"كل هذا الوقت وحدك ولم تنهين الكتب التي اصطحبتها معك؟"
أبتسم متعللة:
"مفيش وقت"
لا أخبرها أنني أقضي كل وقت فراغي بصحبتهم في المنام
فلست وحدي!

الأحد، أغسطس 16، 2015

صورة لا تحكي 2

لا أفضل انتظار الأتوبيس
وأقصر الطرق يمر عبر الغابة
أخافها لا أنكر
لكنني أصبح أجرأ في حالة الصحبة
فحينها لن أكون ذات الرداء 
ولن يباغتني الذئب!




الجمعة، أغسطس 14، 2015

صورة لاتحكي

تغريد النوارس يثير العجب
لابحر هنا!
مساحة شاسعة 
يحار أمثالي في الاهتداء إلى وجهة
ما الوجهة؟
وما الطريق؟
أسئلة لا أنفك أسألها للعابرين
كلهم يصيبهم العجب
وأنا أجب من عجبهم
منهم من لايعرفون الوجهة التي أقصدها
ومنهم من يتعجب هيئتي
كما لو كنت كائنًا خرافيًا
يزول بعض العجب حين أبتسم
كما لوكانت ابتسامتي مفتاح بشريتي..
 و حتى انتظار الأتوبيس ليقلني لما أعتبره ملاذي الآمن يطول كثيرًا
ساعة أو يزيد
لكم تأففت من طول الطرق في بلادي!
وهذا يهون،
فخطوة في طريق أهون من انتظار معلوم
لكنني حين جلست في الانتظار أدركت فيم تغرد النوارس!
فقد عبرت البحار
غرقت فلم يدرك لي قرار
شربت من مائها الأجاج
فصرت كالبحار
تقصدني النوارس
بحثًا عن الغذاء،
فمرحى بالنوارس، 
متى غردت واقتربت من عابرة البحار.

الاثنين، أغسطس 10، 2015

لا صورة تحكي 2

يحدقان بي
لا أصدق عينيّ
هل ما أرى حقيقي؟
لازالا يحدقان
  أتلفت حولي علهما يقصدان غيري
لكن لا أحد سواي في هذا الطريق 
غزال وابنه 
يؤنسان نزهتي الصباحية
التي شابتها الوحدة
حتى التقيتهما وتلفت حولي
قاطعة ما كان بيننا من وصال
 ليهربا ويختفيا عن ناظري بين الأحراش
لم تسعفني المفاجأة بالتقاط صورة عائلية لنا 
أو لهما
لكن أجمل الصور نحتفظ بها في قلوبنا.

الأحد، أغسطس 02، 2015

ثرثرة 16

1
فجأة يصدح السلام الوطني بالقاعة
نغني جميعًا معه
فرحين 
مستبشرين خيرًا بالمستقبل
لكن دون سابق إنذار تنهمر دموعي
لوهلة ظننته بكاء غير المصدقين
غادرت القاعة لحمام السيدات
حيث أجهشت بالبكاء
تربت يد رقيقة على كتفي
أغمغم: "أنا زي الفل"
في محاولة لإنكار ما لايخفى
أختلس النظر للمرآة لأعرف الداعمة
يفاجئني أنها مريم مختبرة نفس حالتي
جمعنا البكاء والحضن
لدقائق
حتى تمالكنا أنفسنا
وعدنا من حيث أتينا!

2
في المحطة
موسيقى خلفية تستقبل المسافرين
"حلوة بلادي السمرا، بلادي الحرة ، بلادي"
بينما يجلس ضابط الأمن على كرسيه 
لايكترث لأحد سوى لشيئين تفحص الحقائب والحكم على أصحابها
لا يساعد المرأة التي طلبت مساعدته قائلًا:
مش معاكي راجل
تصمت السيدة وتحمل حقائبها بينما زوجها يطالبه بمساعدتها
يذكر علته غير الخافية وقد اكفهر وجهه
بينما تجاهد امرأته ويمضون
لا يحرك الضابط ساكنًا سوى لتفقد الحقائب والحكم على أصحابها!

3
  يوصلني أخي للعمل في الصباح الباكر
يفاجأ بترديدي مع هبة طوجي
"  أنا بدي أطير، ما حدا بيلغي جناحاتي، صوت العصافير غني الخلم بغنياتي، ما حدا يمحيني القوة اللي فيني راح تحميني، انت إيماني الكبير، حب وعهد جديد"
تلتها أغنية "لوكا" 
أبتسم للمصادفات الكثيرة بين الأغنيات وحياتي
فكأنها أحيانًا موسيقى تصويرية 
تسعدني وتجعلني أفهم الأمور أكثر.

الجمعة، يوليو 24، 2015

سكب

أول عهدي بيقظة الصباح
انسكاب كوبي من الشاي بلبن!
لا أبكي اللبن المسكوب
ينزل كل فرد من عائلتي عن كوبه طواعية
أمي رغم أن كوبها محلى بسكر للحمية
   أخي الصغير رغم أن كوبه مربى بما لا يلائمني
أبي الذي لا يحتاج كوبه سوى سكبة من اللبن  لئلا أشربه سادة!
أشرب أيها
ولا أطرح لى ذاتي السؤال التالي:
"من ستزل لي عن كوبه في المرة المقبلة؟"
ربما لأنني أعرف الاجابة سلفًا:
لا أحد!
ربما لأن اختياري ألا أختار أي أحد!

بؤس 2

1
يمسك يدها في كل الصور 
بينما يعالج الكاميرا
ليس لشيء سوى ليسجلا معًا اسعد لحظاتهما
هكذا يستمتعان بحياتهما بينما آخرون يلجأون للمحاكاة 
ربما شعروا بلحظة سعادة!

2
تذكرني نوال حين كتبت لابراهيم الشهادة في وريقة وحفظتها بقلادتها
بقلادة أهدتنيها جدتي
من نصفين هما الشهادتين، 
القلادة سعيدة حتمًا لأن نصفيها لم ينفصلا أبدًا
لكني بائسة تمامًا!
إذ أود لو تنفصلان !

السبت، يوليو 18، 2015

عن اللاشيء

يحاضرني درويش قائلًا:
هو اللا شيء يأخذنا إلى لا شيء , حدَّقنا إلى اللاشيء بحثاً عن معانيه …!
فجرَّدنا من اللاشيء شيءٌ يشبه اللاشيءَ !
فاشتقنا إلى عبثية اللاشيء ، فهو أخفّ من شيء يُشَيِّئنا …!!
يحبُّ العبدُ طاغيةً ، لأن مَهابة اللاشيء في صنم تُؤَلِّهُهُ ،
ويكرهُهُ إذا سقطت مهابته على شيء يراهُ العبد مرئيّاً وعاديّاً ، فَيَهْوَى العبدُ طاغيةً سواهُ !
يطلُّ من لا شيءَ آخرَ ،  هكذا يتناسل اللاشيء من لا شيء آخرَ …!
ما هو اللاشيء ..؟
هذا اليِّدُ المتجدِّدُ , المتعدِّدُ , المتجبرّ , المتكبرِّ , اللزجُ ، المُهَرِّجُ !
 ما هو اللاشيء هذا ..؟
ربُمَّا هو وعكةٌ رُوحيَّةٌ ، أو طاقةٌ مكبوتةٌ ، أو ربما هو ساخرٌ متمرِّسٌ في وصف حالتنا !"

آهٍ يا عزيزي أقول له،
لكن فلسفتك أكبر مني كثيرًا،
لأن كلماتك تطال السياسة التي اعتزلتها حين التبست كل الأمور..
اللاشيء لي:
عداد الوقت يمر
ولاحضن أرحب من سريري
لايسليني كتاب،
لاتؤانسني "سحاب"
لم يداويني صيام
 لم أبح للبحر وأنا جاره
لم أقاوم شعوري بعادية العيد
ربما اللاشيء حالة
ربما اللاشيء استسلام
ربما ..

السبت، يوليو 11، 2015

رزق 3

تعبر أمي عن رغبتها في شراء كحك العيد
تهاتفنا الجارة مستئذنة بمرور ابنها لغرض ما
يشكره أبي بينما يغمغم الزائر: "يا رب ده يكون بشرة خير للنتيجة بكرة"
بعد ذهابه، ندرك أن الله رزقنا كحك العيد
بعد لحيظات فقط!
فياله من مانح كريم..

الثلاثاء، يونيو 30، 2015

لا صدفة 4

-1- 
:تختار فيفا جملة، شطرًا من عنترة
"إذا كشف الزمان لك القناعا"
أفكر كيف يمكنني الكتابة به؟
لن أصوغ شعرًا،
سأقتبس البيت إذن!
لكن سأنتظر حتى تخمتر الفكرة..
بينما أقرأ" أوائل زيارات الدهشة"
تزورني الدهشة،
فقد غنته أمه أبيات عنترة بينما تتخطفه الحمى!

-2-
أكتب قصة مرتجلة كلية ولأول مرة
أقحم كتابًا في يد الفتى
لا أعرف لماذا!
لا أعرف ما يحوي الكتاب بعد،
يفاجئني غاردر في سر صبره
بهانز توماس الذي يجد كتابًا في فطيرة 
ويقرأه ليفهم ما كان وما يكون في المستقبل!
بينما يرتجل الأقزام جملًا يرتبها الجوكر لتكتمل القصة ويتضح اللغز،
وهو ما يختلف كثيرًا عما أرتجله وعفاف..

-3-
لاأفهم الصدف المفارقات
لا لأفهم دلائلها، 
فقط تنتابني الدهشة،
وأطرق!

الثلاثاء، يونيو 09، 2015

رزق 2

-1-
في الميكروباص
تجلس مندمجة كليًا في كتابها
لاتنتبه لأي من تفاصيل الطريق الطويل
لاتلتفت للجالس جوارها سوى لتسأله عن الأجرة
يجيبها،
نظرته تنبأ بما يربكها لتعود لكتابها
تنهمك في التفاصيل،
إلى أن يخرج من جيبه قطعة حلوى ليهديها،
تشكره ثلاث مرات في لهجة حاسمة
يضع الحلوى على حافة حقيبتها
تدير نظرها إلى كتابها لتستأنفه
فلن تضع الحلوى في جيبه!

-2-
توقف تاكسي
آخر ما يقلها للمنزل
وبينما تفتح الباب الخلفي
تلمح ما يبدو أنها طفلة في الكرسي الأمامي
لا تفكر مرتين، 
تخرج الحلوى من حقيبتها
لتناولها،
لكن يدها ظلت ممدودة
والأب السائق يقول:
"خدها يا حبيبي"
تضع الحلوى جواره،
إثر رفضه القاطع،
تبتسم للمفارقة، 
لحوح هو الفتى في طلباته:
"عايز أنام
عايز أشتري "
يكررها مرارًا بما يثقل كاهل الأب!
يطلب "البيضة"*
يسأل عن الحلوى التي سقطت جواره في انحرافة للسيارة،
يذكره أبوه بما كان من رفضه،لكن يامن كعادته يلح!
أرشده إليها،
يتناولها،
بينما يبدأ الأب بسؤاله: بافلو يعني إيه؟
أستبعد أن يكون قاصدًا بافلوف!
يطلب يامن كما ناداه أبوه ماء
يوافى،
يكرر السؤال،
يرد يامن:"بقرة"
أبتسم، لمحاولة الأب المفاخرة بطفله،
ولو خانه النطق..

لا صدفة 3

في الشارع فجأة أجد وجهًا محببًا مألوفًا
أسمر 
لكنه يشي ببياض القلب
طهر السريرة
لمعة عين
تصرح وتلمح
تغوي بالحديث
الذي لا تتسع له دقائق معدودا
لكنها 
بلا أدنى مجال للشك،
تنبؤني  لم غادرت المنزل في صباح لم أرد أن أفعل فيه 
أكثر من التحديق في الفراغ،
لتغمرني سعادة مفاجئة ممتدة
طالما كانت ذكرى اللقاء المقدر.

الجمعة، يونيو 05، 2015

لغو 2

-1-
من أول محاضرة وهو يعيد على أسماعنا "ذخيرتكم اللَغوية"
وودت أكثر من مرة أن أثير انتباهه لخطأه الفادح،
 خاصة وأنني لا أضمن أن تخلو لهجتي تهكم يصيب كبريائه في مقتل!

-2-
تحتاجون للقراءة الجادة في النحو كثيرًا،
أخطاؤكم اللَغوية لاتغتفر!
أحصي مرات لغوه ولا أواكبه !

-3-
لابد وأن تثروا ذخيرتكم اللَغوية بقراءة القرآن،
أغلب مراجعي التراجم من حفظة القرآن،
أنا مثلًا ترجمته!
أنظر لزملائي:
صمت ودهشة!
تمامًا كمثلي!

السبت، مايو 16، 2015

برد 3

يباغتني البرد 
ألجأ لسريري
يحتضني 
لا أدرك الدفء
أتذكر قوله:" دثروني دثروني"
لا أقوى على الكلام 
أتدثر:
كتلة من الجمر 
تلتحف الدثار
  أشلاء لا تقوى على حراك
أبتسم في ظفر:
يطهرني..
ما بين صحو ونوم
أنعم بقدر من الطمأنينة
دون أن يخبو جمري!

الخميس، مايو 14، 2015

تدهور

-1-
أرتب أشيائي
لأجد في علبة ما سوارًا
أتذكر أن أمي ذكرت فقدانها شيئًا مماثلًا
أخجل من نفسي
أعود لها
"وجدته في درجي"
تبتسم:
"هو لكِ أصلًا،
أهداكيه أخيكي في يوم ميلادك.."
ربما .. أغمغم لذاتي 
قبل أن أتذكر أنني وضعته جانبًا لئلا أفقده!


-2-
قرطها اللؤلؤي الصغير،
ذكرني بقرطي الذي شريته بثمن زهيد
وقالت لي زميلة يومًا بينما أخطر في الممر :
قرط لؤلؤي"
شعر قصير
"تبدين في الخمسينيات
أستنكر قولها..
لتوضح:
"كفاتنات الخمسينيات"
اطراءتها خلقات بسمة كنت أحتاجها..
لكن هذا من الذكريات!
عدت يومًا من العمل
متفاجئة بغيرة إحدى أذناي من الأخرى
فقد فقدت نصيبها في ظروف غامضة!
تمامًا كما لو عدت طفلة في المدرسة
حيث فقدت الكثير من الأقراط في ظروف لم تكن أبدًا غامضة..
لكن هذا من الذكريات!

الأربعاء، مايو 13، 2015

بؤس

-1-
فتاتان تجلسان على شاطيء النيل
ليل شديد البرودة
لكن ما يثقل كاهليهما: كم البؤس الذي يعرفانه في هذا العالم!

-2-
Flower shop
لعبتها المفضلة التي نبهتها: كم هي بائسة!
الأزهار جالبة البهجة، 
تذبل دومًا في شرفتها..
قطوف التي منت نفسها بسلواها
لم تعطها سوى قطفة واحدة!
ودت لو عملت في محل ورود،
لمحت يومًا في طريقها للمحطة عرض عمل
لكنها لم تملك الوقت، الجهد، الشجاعة لتخوض التجربة!
في اللعبة يمكنها أن تزرع ما تشاء من الورود،
يمكنها أن تحضر باقات لا حصر لها،
ويمكنها أن تدخل "البهجة الافتراضية" إلى قلوب من لاتعرفهم!
لا تشعر بمضي الوقت..
ولا ترى نتيجة عملها المثابر!
لأن هذا كله محض "افتراض"!


ما لم يحمله ساعي البريد*

ربما بعض الأسباب في هذه الحالة معروفة، فلم يحمل ساعي البريد رسالتي الطويلة جدًا التي وددت لو كتبتها، ربما لأنني لم أعد قادرة على الكتابة، أو ربما لأن كاهلي قد أثقل بالرسالات التي لا رد عليها، وربما لأن اليأس أو بالأحرى انعدام الرجاء قد بلغا حدًا لا يمكن وصفه، لحتى يصل إلى أحلامي، التي لا تقل بؤسًا!
لم يحمل ساعي البريد أي شيء، ربما لأنه صار لي شخصًا أسطوريًا لايمكنني أن أثق به بعد ؟
وهو لا يعود لي ولا حتى بقوله "لم يستدل على عنوان المرسل إليه"..
كنت منذ عامين أقرأ كتابًا للعقاد عن "الله"، وفي هذا الكتاب تعرض العقاد لفكرة "التليباثي" وكيف أنه من الممكن ان يشعر شخص بشعور شخص آخر لو كان شعور الثاني قويًا، أو شيئًا من هذا القبيل، حينها وعلى غير رغبة مني، إذ كان ما كان، لوهلة عمدت إلى التركيز على شعوري فقط، التركيز على كل ما أريد قوله وفعله، وحين لم يحدث أي شيء، عمدت مرارًا وتكرارًا إلى ساعي البريد، وفكرت مؤخرًا أن لا جدوى من الكلمات ، وكدت أثق أنه حتى لاجدوى من الشعور، لاجدوى من أي شيء، إلا أن هذا لا يعني سوى محض العبث، الذي لا أؤمن به بتاتًا!
لكن لأسباب وجيهة للغاية بدأت أؤمن بالتليباثي، أو التخاطر، فلا يمكن أن تكون الصدف بهذا الشكل!

*كتاب الكتروني لداليا رشوان


الاثنين، مايو 04، 2015

شهقة

شهقة 
لم تطلقها أمي
لكنني أطلقتها
فزعت كعادتها من شهقتي
لكن إدراكها أنني لم أعد الملوخية
فلا خوف من بطش الحاكم بأمر الله 
حثها على إنهاء صلاتها عجلة
لتكتشف عكوفي على تنظيف فوضى انسكاب اللبن
"قدر الله وماشاء فعل"
لاأبكي ..
أتم طاجن أم علي 
بالقليل من اللبن..
الكثير من السكر
وقطع الدراق 
علها تعوض غيابه!

الجمعة، أبريل 24، 2015

سيزيفية 1

-1-
في موقف سيارات الأجرة لطنطا
أكون أول من ركب 
وهذا ما كان منذ أسبوع
أجلس حيث أحب
وتكتمل العربة بعد معاناة مع من يمظرون إلى الأماكن الخالية ويترفعون عن الجلوس فيها
لننطلق 
ويباغتني صداع من ضجيج الآخرين
الموسيقى الصاخبة 
المتحدثين خلفي
والسيدة التي لم تتوقف عن الحديث في هاتفها
مشركة إياي بتسجيل أرقام لها على هاتفي
لانشغالها!

-2-
في موقف سيارات الأجرة لطنطا
  أكون أول من ركب الحافلة التي لم يكن سواها
يضع أحدهم أشياءه على الكرسي المجاور
تستقل السيارة سيدة أعرفها من صوتها
تسألني عن الكرسي المجاور
أخبرها أنه لأحدهم، وأبتسم لأنني لن أعيش نفس التجربة مرتين!
 يغادر الركاب لتوافر عربات أصغر وأسرع
لا أتبعهم إلا حين خلت العربة
يتسابقون
يتصارعون
على العربات\ الأماكن
ينصحني أحدهم بالجري  لأجد مكانًا
أبتسم واثقة أن مكاني موجود
لا أؤمن بالسباق\التزاحم
يوشكون على شغل الكرسي الأمامي
ينهاهم السائق: لأن المكان محجوز!
يلمحني، ويقول: يمكنك الركوب، فالدكتورة لن تمانع.
..أركب وبي فضول لمعرفة الراكبة
تكتمل العربة ولاتظهر..
يبحث عنها وتركب جواري، وتباغتني بقولها: "وقعدت جنبك برضه"
أبتسم لتشرح أنها ركبت مع ذات السائق أكثر من مرة فعرفها، فحجز لها المكان..
وهذه المرة تحدثت مرة واحدة في الهاتف من بنها إلى بركة السبع
شغلني عنها الطريق 
ورعونة\ مهارة السائق!
فكم من مرة قلت في نفسي: لا!
لا تزاحم التريلات!

-3-
أصل فرحة للمنزل
لاأجاوز باب البناية حتى أراه
رابض في مكانه
كلب
في جلسة أسد قصر النيل
لولا أن الأخير  
يلقى أسوأ من معاملة الكلاب
ينظر لي منذرًا:
لن تدركي هذا الدرج!
لن تبلغي شط الأمان!
متوعدًا
ودون أن يبذل أي مجهود في بث الخوف بي سوى
بنظرة عينيه
أهاتف أبي 
 أدرك أنه لم ينتبه لهاتفه ..
أهاتف أمي
القلقة دومًا حتى لو لم يكن هنالك أي داعٍ
تنزل الدرج 
لا تلمحه
فقد أقلقه صوت خطواتها على الدرج
لم تلمحه
إلا حين أشرت إليه
وأدركت أن هلعي ليس في محله!
ولكنها ليست أول مرة
فأقول لذاتي:

الأربعاء، أبريل 08، 2015

تناقضات

-1-
لولا أننا في إبريل
لصدقت الأوراق المتساقطة
رسول الخريف..

-2-
عجوز تطلب سجائر بالنعناع وتعطلني وآخرين في "مترو"
لأن طلبها ليس جاهزًا
ولأن بطاقتها الائتمانية دومًا تحدث مشكلة
لولا البائع الذي يحفظ رقمها السري،
ولولا عدم اكتراثها بقيمة فاتورتها!

-3- 
دقائق بعد مغادرة مترو
عند الحانوت على الناصية
البائع يعطي عسكري الأمن المركزي سيجارتين
وما تبقى له مما أنقده
يقف الشاب برهة
متأملًا سيجارتيه كالظاميء الذي يخشى نفاد مياهه
ويحصي العمت المعدنية في حرص
بينما أطلق تنهيدة عميقة!

-4-
زحام سيارات معتاد فوق كوبري 15 مايو
طفل يتسول بأكياس مناديل
لكنه فجأة يتهلل فرحًا
حين أعطته سائقة ما لعبة كانت بحوزتها
يقفز مرحًا بين السيارات
مستدعيًا آخر، 
مستجديًا ذات السائقة
التي تعيد رسم الفرحة على محياه!
ولا أملك إلا أن أراقب في الزحام :
كيف أن الحياة قاسية والسعادة فيها أبسط مما نتخيل!

الثلاثاء، مارس 31، 2015

نحو 5

قبيل النوم أمر في الردهة لأجد كارول وأسماء جالستين القرفصاء والأوراق محيطة بهما في كل مكان، أسألهما عم تفعلانه؟
تجيب كارول :"Suffering from your language!"
أجيبها:" But, it's easy"
فتعطيني الورقة لأبحث عن "تمييز"، أقرأها في عجالة ولا أجد الكلمة ، أدير الصفحة لجد اسئلة من نوع استخرج كذا وكذا، أبتسم من غبائي المحكم، فما صعوبة أن يجدوا كلمة تمييز؟، وأدرك أنهما يبحثان عن تمييز كما جاء في النحو، فأشير للكلمة في سرعة، ربما لأكفر عن غبائي، وأكمل معهما الليلة المرحة حيث النحو هو سيد الموقف، وحيث يمكنني ان ادلو بدلوي ..

الثلاثاء، مارس 24، 2015

هجر

هواء ثقيل بارد
زخات مطر خفيف
تباغت وجهي 
كما الحكايا التي يمكن أن أقصها عليك
لكنني لا أفعل
كما لا تبلل المياه حتى عويناتي
لكن هذه حكاية سيئة ربما أسوأ 
   من تذكري لك كلما مررت من الشارع الذي يحمل اسم شاعرك المفضل
وهذا يحدث كثيرًا
لو تعلم!
وربما أسوأ من تفاصيل صغيرة كثيرة
كالبناية التي أمر عليها وتحمل اسم "رضوى"
تلك التي تذكرني بها 
الراحلة الجميلة..
أو كالفتاة التي كانت تعزف الأكورديون متجولة به في حرم
كلية الدراسات الحرة للفنون الجميلة
بينما أغبطها!
لكن لم تعد لي ذات القدرة على الحكي
لم يعد يزورني صخب الانفعال المؤدي للحكي
أو ربما هجرتني الحكاية!

الثلاثاء، مارس 10، 2015

أكثر من مصادفة

-1-
أحدث صديقاتي في سيتي ستارز
عن عقد صدقاتي الذي بدأ ينفرط
فكم فاجأتني مؤخرًا سفرهن
 واحدة تلو الأخرى
وأنني ربما فتحت باب السفر
لولا أنني لم أغادر بعد!
يفاجئنا صوت البيانو الحنون
ويلعب العازف:
الدنيا ريشة في هوا
طايرة بغير جناحين
واحنا النهاردة سوا
وبكرة هنكون فين 
في الدنيا..
في الدنيا.."
ونبتسم من المفارقة!

-2-
نعبر ثلاثتنا الشارع 
ويفاجئنا صوت اصطدام  سيارتين في ذات التقاطع
 الذي عبرناه
نندهش  أننا نجونا من الحادث
وتندهش أكثر
زميلتانا اللتان شهدتا الحادث
بل على الأحرى تصدمان!
لأننا كنا في موضع خطر لم ننتبه له أصلًا
ونحمد الله على السلامة
والتي هي حتمًا أكثر من مصادفة..

-3-

لو أنك"تستفتِ قلبك"؟
لما كنت  بهذا الحرص
لو أنني أشرت إلينا
لما وجدت تفسيرًا أقوى من أن معرفتنا
"أكثر من مصادفة"


الأربعاء، مارس 04، 2015

ثرثرة 15


هذا المساء
أود لو أبكي..
لكن المثلجات بنكهة الفستق واليوسفي جمدت دموعي في مآقيها
ووافتني بجرعة من السعادة المؤقتة
وربتت على ركبتي إثر ارتطامها المفاجئ بسلم المترو
ذلك الذي يحث الفكر في أمور شتى لا جامع بينها سواي
كمخاصمة الكلمات لي
لاتزورني، ولاتعودني
وتوشك أن تهجرني!
بينما الألم صديقي اللدود لاينساني أبدًا
خاصة مع تكرار حوادث معانقة جسدي للأرض
مرة منذ شهر
حيث كنت أترجل من الأتوبيس
ولكنني وفقت تمامًا لهبوط مفاجئ بكامل جسدي
لأن السائق لم يتوقف!
جلست وودت لو أبكي
من الألم
أو ربما من ذكرى مصادفة كانت على بعد خطوات مني..
أو حينما كنت أود ملء كوبي الجديد ببعض الماء
لأتعثر وأسقط لأعانق رخام الممر
بينما ينزعج زملائي ويهرعون تجاهي إثر الحدث المفاجئ،
واليوم ولاأعرف كيف ارتطمت ركبتي أثناء صعودي بدرجة من درجات السلم
لتهرع سيدة وطفلها نحوي،
ربما من صرخة ألمي..
ربما من انفعالي..
أشكرها كعادتي واصرفها لحالها،
بينما أجلس قليلًا قبل أن أتغلب على الألم لأمضي للقاء أهلي القصير..
لأكتشف بعد وصولي بقليل
فوضى مقززة بحقيبتي أحدثتها عبوة "دانيت" إثر انفجارها في زحام المترو
تلك التي أفسدت كتبي وأوراقي..
لكنها ربما عطرتها برائحة الكراميل..
دبقة كلماتي
كأوراقي وكتبي
ولاجدوى!

الثلاثاء، فبراير 10، 2015

ثرثرة 14

"صوتك محبط، واضح ان كان عندك ساعة ضيعتيها ومعرفتيش تعملي فيها ايه، بس يعني بكرة هتستغلي وقتك كله"
لا أملك إلا أن أضحك أمام تعليق أخي الذي يعرف من صوتي أنني مجهدة جدًا ويخفف عني بطريقته المعنادة، وددت حينها لو قلت له شيئًا من الأمور الكثيرة التي لحظتها في يومين وأنهكتني أكثر من ساعات المحاضرات الطويلة، وددت لو حكيت له مثلًا عن إسبوعين كاملين من المهام التي أوكلها لنفسي ولا تنتهي، لكنه يخمن، لكن ما لا يمكن استنباطه وتخمينه هو أنني لا أحتمل المتناقضات الصارخة حولي، الوجوه المتلونة الخائفة، القتل بدم بارد والافلات من القصاص، وعدم الاكتراث بالأرواح الزاهقة بل تجاهل الحدث تمامًا، نبهني للأمر سائق الأجرة حين اشار "ده ولا كانه نازل انتخابات في مصر" مشيرًا لبوتين وصوره التي تملأ الشوارع بشكل أكثر من مستفز،و بينما  ننتظر فتح إشارة المرور المؤدية لكوبري قصر النيل، بينما الميدان مكتظ بكل رتب الشرطة التي يمكن أن يتخيلها إنسان، والشوارع خالية اللهم إلا من مارة قلائل، والأعلام المصرية والروسية مرفرفة، نهر النيل يشهد في سابقة من نوعها جولات الشرطة النهرية التي لم تسمح لأحد بالصيد أو التنزه في قارب صاخب بموسيقى مريبة، ولاأثر لأي بائع متجول، وكما أشار السائق أيضًا في لهجة ساخرة "حتى الحبيبة لموهم!" وكل شئ كما ينبغي له ان يكون في عالم مثالي في مكان متحضر، وذلك فقط لزيارة المذكور، التي تولى كل الاهتمام والعناية بينما لا حساب  لروح إنسان !

الخميس، يناير 22، 2015

حضور مهتم

فاجأني المسئول عن راحة الحضور بسؤاله: هل هذه الألعاب لكم؟، نفينا بينما لمح الفتاة الأمريكية الجالسة جوار والدتها، أجابته مجيبة علي نفس السؤال: yes, they want to attend the concert with us
ابتسم ولم يعلق متأثرًا ببيراءة الفتاة وخيالها الخصب، لكنني لم أستطع إلا أن أسألها: "Did you buy tickets for them?" 
صدم سؤالي الفتاة والتي أوشكت أن تغضب وتقلق من تنبيهي المسئول، لولا أنها لمحت ثلاثتنا نبتسم، أنا والمسئول وأمها نبتسم، فهدأت قليلًا..

في الفاصل بين مشهدين كانت الأم تقرأ لابنتها قصة الأوبرا وتحكي لها ما تعسر عليها فهمه، بينما على الكرسي المجاور لي طفل مصري متأفف من حضوره، يترك كرسيه ويفضل الجلوس خارج القاعة وربما أيضًا اللعب في هاتفه!

الخميس، يناير 01، 2015

A Message in A Bottle 9

عزيزي نادر..
نعم انا من أولئك الذين يملون الروتين، ولا اكتب لك بدافع العادة في مناسبات بعينها، فلنقل يصدف أن لدي دومًا صخب داخلي لا يهدأ، فلنقل ان جعبتي من الحكايا لم تفرغ بعد، فلنقل أن هذه هي الوسيلة الوحيدة التي تجعلني أتذكر لاحقًا كل شئ، ولا أبالغ لو قلت أن ذاكرتي تتدهور بالفعل، رفيقتي بالغرفة مثلًا والتي لم أعرفها قبل ثلاثة شهور ماضية باتت تعرف تمامًا حقيقة الأمر، ألمح هذا في ابتسامتها حين أقص عليها كل يوم عصرًا أن إحدي زميلاتنا والتي بالطبع لا أذكر من هي قالت كذ، لأكتشف بعد ابتسامتها أنها هي بالتحديد من قالت لي ذات الكلام في صبيحة اليوم نفسه! لذلك حين اكتب هنا أو أستحضرك فأنا أفعل ذذلك كي لا تنضم إلى قائمة لا يمكن حصرها بهولة من المنسيات، لا أريد ذلك أبدًا! 
لا أريد حتى أن أتمتم بقول درويش:"“حين ينتهي الحُب , أَدرك انه لم يكن حُباً
الحبّ لا بد أن يُعاش , لا أن يُتذَكر!” 
لقد كان العام الماضي عجيبًا، ويبدو أنني في كل عام أستخدم ذات الوصف، وفي كل مرة أعني تمامًا ما أقول، مرت الكثير من الأوقات الصعبة، والمشاعر المتناقضة، وحدث الكثير، هذا غلى حد كبير عام من الانجازات التي لا أقف عندها، وأيضًا هو عام من إخفاقات أخرى، فالحياة كما تعرف تحتمل كل الأوجه، لكننا البشر ندرك أحد اوجهها فقط، ذلك الذي يترك أثرًا أعمق في نفوسنا، لااذكر الكثير من ايها، ربما لأنني أركز انتباهي في اللحظة الراهنة والمستقبل أيضًا، منذ قليل كنت أخطر في الممرالطويل الذي يفصل بين غرفتي والمطبخ والحمام، كنت أرتدي ذات الحذاء الذي اقتنيته لي أمي قبل سفرنا مباشرة للساحل الشمالي في الصيف الماضي، لم أكن أفكر وقتها في أنني في إجازة من كل شئ، إجازة استجمام لأعود بعدها للتخبط المعتاد،حتى جاءتني مكالمة هاتفية وأنا هناك في منتصف الإجازة تمامًا لتنبأني بأن عليّ اجتياز امتحان ما في منحة قدمت لها، كنت سعيدة انني سأنتقل لمرحلة جديدة في الاختبارات، وقتها كان يعني هذا أن فرصتي في نيل المنحة تزداد يومًا بعد يوم، الحقيقة أنا لم أشك في هذا لحظة واحدة، شكي الأكبر كان هل سأقدم على الخطوة أم لا!، لأنني كنت أعرف تمامًا أنني من النو الذي لا يتراجع بسهولة عن أي مسار يمشيه، ليست تفصيلة الحذاء هي التفصيلة الوحيدة اليت نبهتني أن ذاكرتي تعمل بشكل عجيب، أمس كنت أؤدي اختبارين قدمت ليهما بكامل اراداتي ولفتح طريق جديد موازٍ لطرقي الحالية، البعض يظن انني مجنونة بسلوك اكثر من طريق مهني في ذات الوقت، ولكن الحقيقة انني أعرف جيدًا أن الانشغال الدائم أفضل كثيرًا من الفراغ القاتل، الفراغ الذي يمكن أن يقتلني فقط من التفكير في احتمالات لن تؤدي إلى اي شئ سوى هلاكي، المهم أنهيت مهمة القراءة في الاختبار وكان عليّ كالعادة انتظار انتهاء الوقت لتسلم المهمة الباقية الأخيرة، نصحتني المراقبة الملولة كمثلي، بمراجة اجاباتي، وأنبأتها ألا حاجة لذلك فقد خضعت لذات الاختبار منذ ثلاثة أشهر مضت، لم تعلق هي، لكنني كنت اعرف أنها ظنت، كما ظننت أنني اخفقت في المرة الأولي، لكن الحقيقة هي أنني اجتزت الاختبار لكن نتيجتي لا يمكن استخدامها ثانية، المهم جلست أتأمل حولي كل شئ، بداية من المراقبة والتي سبق أن وصفتها بالملولة، لأنها كانت تشغل نفسها بأي شئ عدا الجلوس على كرسيها، كانت مثلًا تبري كل الأقلام الرصاص التي يستخدمها الممتجنين وأنا منهم، هي ليست مطالبة بفل ذلك، لكنها لا تطيق ألا تفل شيئًا سوى التحديق في الآخرين، وبعدها انتقلت لما يبدو عاديًا في الغرفة، الحاسب وشاشته، التي تحمل ملصقًا يشير للمعونة الأمريكية ،ابتسمت حين لمحته، فقد كانت أول مرة لمحته في أول زيارة لي للجامة الأمريكية منذ سنوات ، وكان رد فعلي حينها هو أنه حتمًا هنالك أمور أهم من بعض اللوجيست لصرف الأموال، وتحدثت مع أبي بالأمر وقال ان الأمر أكبر من ذلك بكثير، كان هذا قبل الثورة بسنة تقريبًا، حتى كانت تلك الفترة العجيبة التي كنا جميعًا كمصريين نذم المعونة الأمريكية ولانكترث لها أصلًا بل ونتنازل عنها دون قيم اخرى أكثر أهمية كالحرية ربما ليست موجودة في هذا العالم، كانت ابتسامتي من سخرية الموقف لأنني الآن أحد المستفيدين منها، الأمر الذي لم أنتبه له لأول مرة إلا أول أيام السكن الجامعي حين أطلعتنا رقية الفتاة الفلسطينية القائمة لى شئون الطالبات في السكن بأنها لن تقبل يومًا منحة مماثلة لأسباب كثيرة قيمية في الأساس، لم تمر عليها لكنها كانت مفهومة ضمنًا، كل هذا دار بخلدي من مجرد لمح لاصقة بسيطة! ربما لأنني أعرف أن كل يوم يمر أكون فيه أقرب للسفر، رغم أنه لازال هنالك الكثير من الوقت، والعجيب أنني لا أخاف الأمر هذه المرة، لقد أقدمت على ذات الخطوة بعد الثورة، ولكنها لم تتم لأسباب أكبر مني، لكن مجرد فكرة الابتعاد عمن أحب وقتها كانت قاتلة، لم أستطع مواجهتها، كنت أشعر بالبرد يغزوني، وأستشعر الدفء من وجود أحبتي حولي، أذكر يومها لم يرد لى مهاتفاتي أحد ممن طلبت، لم يطمأني أحد، ولم تتم المحاولة، بينما الآن كلهم يدعمون خطوتي تلك ويباركونها، ولا أستشعر البرد، لااهابه، ولاأتوقعه، أليس هذا عجيبًا؟
ربما أنا نضجت قليلًا عن ذي قبل، ربما كل ما مررت به جعلتي أرى الأمور من زوايا أخرى، ربما بت أجيد خداع نفسي، أو ربما بت أحادثها بلغة مختلفة، ربما.. لكن شيئًا ما حدث لوعيي بكل شئ، في لقائي بصديقة لي في سيتي ستارز كنت اذكر لها شيئًا وأنني نسيته بالبيت وصححت لنفسي في لحظتها، بت أسميه البيت، وفي إجازة نهاية الأسبوع الماضي في زياتي الخاطفة لبلدتي وبيتي وأهلي، لم اشعر بالحنين لأيهم، ربما لأنهم بالقرب مني دومًا، ربما لأنهم في قلبي، لم أتعجب منزلنا وترتيب الأشياء فيه، ربما لاحظت زحامه أكثر، أنا التي جلست ثلث ساعة كاملة بعد تأملي للمراقبة اتأمل العداد الرقمي، لم يلفت انتباهي شئ سوى ذلك الجزء المخصص للأرقام دون الثانية، كنت ألاحظ مرورها، ثلاث خانات، واحدة لحظت انها تتحرك ويمكنني ملاحظة كل الأرقام وهي تجري، بينما الثانية لم يكن ملحوظًا فيها سوى رقمي الاثنين والخمسة، والثالثة اختصت بالستة والسبعة، لوهلة ظننت أن هذا خداع بصري ما، لابد لكل الخانات أن تحوي كل الأرقام، لكن ما كان يحدث غير ذلك، لاحظت الأرقام لكي أشتت انتباهي عن كل الأفكار التي لها علاقة بأي زمن سوى اللحظة الراهنة، تلك التي انغمست فيها بعد تسلمي المهمة الأخيرة التي عدت بعدها للسكن، متعبة نعم، لكن راضية، ومستمتعة بالتجربة لأقصى حد، مستمتعة بحديثي مع الفتيا على اختلافي واختلافهن، لن أنكر أن أحيانًا تسوء الأمور لسبب أو لآخر حين أظهرت أسوا ما يمكن ان يكون في إنسان لفتاتين لا ذنب لهما لى الاطلاق سوى أنهما تعاملا معي في الوقت الخطأ، في وقت لم أكن أريد فيه حتى الحديث مع نفسي! لاأبرر ما حدث، بقدر ما استأت أنه حدث، والحمد لله أنهما قبلتا اعتذاراتي اللاحقة عن سوء تصرفي!
وكما ترى يمكن ان أجلس وأحكي لك الكثير بالفعل، وقد يستغرقني الحكي سنة كاملة ولن امل، لكن النوم يناديني..
دم بخير..
اسعد قلبك!