الجمعة، مايو 30، 2014

إليها..

عزيزتي أماني..
طلبتِ مني أن أكتب  لكِ اليوم، قلتِ أنكِ تحبين كتابتي،وددت لو أهدي إليكِ كلمات مشرقة مفعمة بالأمل والحياة، لكنني خالية منها، هل يمكنني أن أتمنى لكِ عامًا سعيدة مختلفًا عن سابقه المجحف والمؤلم لنا جميعًا!
هل يمكنني أن أحتضن روحكِ الطفلة المشاكسة جميع من حولها في محاولة إخفاء تبرمها من هذا العالم القمئ؟
والآن أعجب من كلماتي، أستأذنكِ، ولن تمانعي، لكن هل أستطيع فعل كل هذا الآن؟
هل أستطيع أن أؤملك بغد أفضل؟
هل أستطيع أن أعدك أن ينساكِ الخذلان؟
آه من كلماتي النصال التي لن تربت على روحكِ القلقة..
اعذريني يا أماني
اعذريني يا طفلتي الواعدة..

الثلاثاء، مايو 27، 2014

وأد

-1-
الفتاة المنتحبة ذاتها ووطنها وأدت مرارًا
في كل مرة تُقهر
تنزف
تبكي
تصرخ
لكن تنكر سبب الوأد!

-2-
اليوم
الوأد اللاتدري كم مرة تكرر
فهمت للمرة الألف
 الوأد
أن تقهر الطرف الأضعف
أو من يبدو أنه الأضعف!
ليس لشئ سوى أن تمحو عارك أيًا كان!
تنكر دفنًا لرأسك بالرمال
تفرض رأيًا أو قرارًا
ليس مهمًا صحته أو عواره
المهم ..
المهم وفقط!
أن تثبت أنك فارضًا السلطة
بيد أنها القهر!

والقهر لا يحيا
القهر لايحيا


لكن دومًا ننسى
!"والموؤدة إذا سئلت"

الأحد، مايو 25، 2014

أسباب إضافية للضيق

يتطلب الأمر لونين من طلاء الأظافر 
الفضي والقرمزي
أضعهما في تبادل 
لأشعر أنني أفضل
يتعجبون اللونين معًا
ويقطب أبي جبينه!
بيد أنها أظافري!

Candy Crush

كاندي كرش
 إدمان اللحظات السودا
وبديل موضوعي للبكا
ومساحة تنفيس مفتوحة
من غير استخدام العنف!
وايه يعني أفضل أعافر مع نفس الجيم أسابيع
مش أحسن ما أموت مقهور
من كل اللي شاغل بالي
وأسوأ لحظة بتكون أما تخلص محاولاتي
وساعتها ينجدني صديق بمحاولة بدل تربيت
مش لوم على حد صحيح
أكتر من روحي الغارقة
في أفكار وقلق متواصل!

الجمعة، مايو 23، 2014

سياسة الكلام وكلام السياسة 6

يتكرر كثيرًا إعلان تشكلتس  "بطولة الجمهورية في الولاحاجة"، ولا أعرف ما هي ال"ولاحاجة" ، فلنقل أنني لم أعد أتابع التلفاز إلا بشكل عابر ومحدود جدًا لكن لفت انتباهي الاعلان السابق ذكره، ولفت انتباهي أثر رداءة الفواصل الاعلانية وتفاهة أفكارها ولم يمكنني منذ سنوات ألا ألاحظ العلاقة الواضحة بين الحالة النفسية للعقل الجمعي والابتكار والابداع في هذا الاعلانات، كلما كانت الحالة متفائلة كانت الاعلانات كذلك، وكلما ساءت الحالة أغرقنا في التفاهى، لنصل إلى "بطولة الجمهورية في ال ولا حاجة" التي تشجع الجميع على تصوير فيديوهات وعرضها على اليوتيوب والفيس بوك وحينها تخضع لاستحسان المشاهدين أو لا، وفكرت كثيرًا ماذا يمكن أن تكون الفيديوهات؟، كيف يمكن للمرء أن يصور ال"ولاحاجة"؟، وحقيقة لم أهتد!

في مساء أحد الأيام أخبرتني صديقة عزيزة عن "بشرة خير"،وأنها تعرض كثيرًا جدًا، والحقيقة وكالعادة لم أنتبه للأمر وحدي دون إشارتها، وكذا حدث أيضًا مع تسلم الأيادي، ولو أن أغنية بشرة خير تخاطب عقلًا جمعيًا أكبر من سابقتها، وكذا اللحن والكلمات تخاطب الجميع، ولم أفاجأ أن يؤديها فنان إماراتي هو حسين الجسمي، فكم من عربي غنوا لنا، والحقيقة أنني اكتشفت أن الأغنية عرضت أمامي أكثر من مرة قبل ذكر الصديقة، لكن لم أنتبه لها ، لأنها لا تختلف كثيرًا عن الدعايا للانتخابات وحث المواطنين على الإدلاء بأصواتهم، ولنقل أنني من كثر عرضها لم أعد أنتبه للفرق بينها.

لكن اللافت للانتباه إقبال الجميع على صنع نسخ للأغنية على أفلام أو مشاهد من أفلام، أو حتى أداء مشهد بحيث تكون الموسيقى التصويرية هي الأغنية، وتجد الجميع بلا استثناء مقبلًا على تدوال ومتابعة تلك المقاطع، لماذا؟ لا أفهم!
فلنقل أنني شاهدت مقطعًا فالثاني ثم مللت، وسألت نفسي: ماذا بعد؟  لم أجد جوابًا للسؤال..
لكنني تذكرت إعلان تشكلتس، وأدركت أن ربما ما يحدث الآن هو :"بطولة الجمهورية في ال ولاحاجة"..

الثلاثاء، مايو 20، 2014

ثرثرة 7


أستيقظ وبقايا الحلم العجيب بأجفاني، كنت في نوبتجية مسائية بالعمل تشاركني زميلتي التي هاتفتني صباحًا -لكنني لم أرد عليها حين أحضرت لي أمي هاتفي الصاخب إلى سريري، لألقي نظرة سريعة عليه ولا أقوى على حديثها ولا على الاستيقاظ والذهاب للعمل- رأيتنا معًا في مكان عمل آخر لم أزره حقيقة سوى من الخارج، وأحضرت كرسيًا وجلسنا نتسامر، وما قطع سمرنا سوى قوة عسكرية تفتش المكان، جنود هنا وهناك، ثم أشار قائدهم بسلاح يدوي ما مخبأ في المخزن إليّ متوعدًا:"ماذا يفعل هذا هنا؟! أنتِ المسئولة، وإليكِ يُوجه الاتهام!"، أصرخ فيه: "وما ذنبي؟ استلمت العمل للتو، ولاأعرف شيئًا عن هذا!"، يمضي وجنوده ملوحًا بأن: "لا شأن له بكل هذا، وسأدفع الثمن!" ،تجلس زميلتي وأخرى لا أعرفها تعمل بالمكان على أريكة وفي برود يحاولن تهدئة ثورتي الباكية بأنهن سيشهدن معي/ يزدحم المكان بخلقٍ كثيرٍ لا أعرفهم من كل الفئات والجهات، وكأنما يستبيحون المكان الذي هو في عهدتي وكأنني لست هناك، أتر الجالستين مكانهما، وأصرخ في الجميع "أخرجوا من هنا!" وأغلق الأبواب،  ولاأعرف كيف اتسع المكان فجأة وغصّ بالخلق، ولا يجدي معهم صراخي وطردي، أبحث عن أي مسئول أمني يساعدني في طرد الجميع، أترك مكاني وأبحث، لأجد على مكتبٍ في ردهة ما من يجلس باديًا عليه أنه أكبر مسئول، أفأجئ في يدي بكيس به متاع يعينني على وقت العمل الطويل، ولا أعرف متى ولا من أين أحضرته، أعرف نفسي، وأنني حديثًا جئت للعمل في المكان، وقبل أن أتمّ شكواي، ينظر في ساعة يده، معلنًا أن الساعة الرابعة والنصف وأن تأخري خطأ إداري يجب أن أعاقب عليه!
أومئ أن لا أنا هنا في موعدي تمامًا، ولكن هنالك بشر كثير حيث أعمل أريد منك أن تطردهم!، يغمغم في برود: إذن أريني مكانك!
أدرك أنني لم أحفظ الطريق إليه لحداثة عهدي، أصحبه متخبطة، وأفكر: ربما كل هؤلاء البشر سارقون، وربما القائد العسكري قائدهم، وقد احتال عليّ فقط ليربكني ويتيح لهم الفرصة بحمل ما يرومون!
أنعى سذاجتي وأعرف أنني ويلًا أذوق، لاأصل إلى مكاني، والابتسامة الساخرة على شفتي من يصحبني.
أستيقظ لامبالية وشاردة، أحضر القهوة الفرنسية وأتركها إلى أن تفور، أغمغم في ذاتي: " قهوتي فارت وانا سارحة في الملكوت
وصوت ال "تش" فوقني من الكابوس"

أرتشف قهوتي بينما أتفقد الأصدقاء، أتقافز من صفحة الكترونية إلى أخرى، لارغبة لي في أي شئ، أريد دافعًا ما، أتذكر كتاب الرسائل الذي بدأته في أمسي، مخصصة رسالة في كل يوم، ليس لشئ سوى لتجنب الشعور بالندم على وقت كان من المفروض أن أخصصه لمذاكرتي، ولكن من يندم على قراءة اي كتاب على كل حال، تهاتفني أمي لتسألني ما أفعل وتكلفني ببعض الأمور، أكمل قراءة رسالة يومي، وحين أنهيها أعود للتقافز بين الصفحات الالكترونية التي لا تنتهي، إلى أن ينتابني الصداع المعتاد في تلك الحالة، ولم يحن بعد موعد إعادة الفيلم الذي جذب انتباهي أمس ولم أكمله لأن النوم سبقه في غزو حواسي، أغلق التلفاز، وأترك الحاسوب، وأحاول البدء في المهام التي كلفت بها، بدأت بالأيسر، البسبوسة التي سأعدها احتفاء بأخي العائد اليوم في إجازة قصيرة، والشربات يجهز أولًا: كوبان من السكر وكوب من الماء وليس كوب ونصف من كل منهما كما فعلتِ في المرة السابقة ليجهز بسرعة، على حد قول أمي في مهاتفتها، أفرغ كيس البسبوسة وأضع عليها كوبًا من الزبادي، يرن جرس الباب، كان من الممكن أن أفتح الباب دون أن أطل من العين السحرية كما فعلت أمس مع أبي المنتظر، لكنني تمتعت بحكمة ما وأطللت لأجد شخصًا غريبًا متكًأ على الدرج، ظننته محصل ما للكهرباء أو غيرها، ترددت هل أفتح له أم أتجاهل الأمر وكأنني لست هنا والمنزل فارغ، وفي لحظة لبست الخمار وفتحت الباب، دون أن أسأله من هو وما يحمل، حتى أنني فكرت لوهلة أنني ربما سأغلق الباب لحظة إحضار النقود أو سأفعل كما كان حين كنت في الصف الأول الثانوي حين جاء من يحمل جوابًا مسجلًا لأمي ووجب عليّ استلامه والتوقيع بذلك، فأمليت على المنوط بالأمر أن يترك الجواب على الدرج وكذا ما يتوجب عليّ توقيعه دون أن أفتح الباب بالطبع ويهبط الدرج إلى الدور السفلي، وانتظرت إختفاءه عن ناظري وفتحت ووقعت وأخبرته أنني انتهيت، لم أفعل كل ذلك  الآن، ببساطة قال أنه يحضر جوابًا لي، وسألني إن كنت داليا، أجبته بأن نعم وعيناي على الظرف بين يديه وأيضًا إصبع الصمغ الذي كان يحاول أن يلصق به المظروف المفتوح، وقال أنه سيغلقه، بينما قلت لا تتعب نفسك سأفتحه على كل حال، ووقعت له باسمي الثلاثي كما طلب، وسألته:شئ آخر؟!
قال:لا وسلمي لي على العميد ياسر، لم أنتبه للجملة ولا الظرف المفتوح ولا أي شئ من هذا، فأنا عرفت الخط على المظروف وودت لو رحل لأتمتع بهديتي، وقد كان لأنني وببساطة كنت قد نسيت أمرها ورغم إخبار صاحبتها لي بأنها أرسلتها بالفعل، ورغم إخباري أبي وأمي بالأمر حتى لا يتعجبوا الأمر في غيابي، لكنني أستلم الهدية بنفسي وفي توقيت كنت في أشد حاجة إليها، وكأن الصداع محي تمامًا، وكأنني برأت من كل ضيق، وبينما أرفع الصور التي التقطها للهدية شاكرة صاحبتها تذكرت ما كنت أجهز من البسبوسة، وكنت نسيت أمر الشربات الذي جهز على النار وكاد يحترق كعادتي في النسيان، أكمل الخطوات وذهني مشغول بفكرة واحدة لماذا كان الظرف مفتوحًا؟ ، أتفقد الصور مرة أخرى، لأعرف أن صديقًا استلم هديته هو أيضًا، وهو يسكن في ذات المنطقة، سألته عن ظرفه، ذكر أنه فتحه بمعرفته، لترن جملة من سلمني إياه مرارًا في أذني، وباعتمال نظرية المؤامرة أشرد أثناء اتمامي أمر البسبوسة وأنتبه أنني لم أضف شيئًا من السمن إليها كما أوصتني أمي، لأدرك أن شرودي في أشياء كثيرة هو سبب أساسي لعدم نجاح ما أجهز تمامًا، أحضر السمن وأضيفه بينما لازال يمكنني ذلك!، أفكر أن جملته المودعة ربما تكون مفسرًا جيدًا للغز، هي إجراءات أمن إذن؟ بريدنا مُراقب!، وأين خصويتي وحريتي؟ أين كل هذا؟
ثم أي تهديد تشكله مثلي على أية حال؟ فأنا لا أتجاوز غالبًا مساحة الأفكار للفعل؟ ثم ماذا لو تجاوزتها؟ ما المشكلة؟
أضع الصينية بالفرن بينما أغلي ولا يهدأني سوى بهاء الكلمات على الورق.

السبت، مايو 17، 2014

في ضوء النبوءة

منذ أكثر من عام كتبت نبوئتي ، والآن أفكر في مدى صحتها، ليس لأنني غير قادرة على العناية بالتفاصيل بعد، ولكن الآن أتخيلني أجلس أمام القارئ أو الصحفي أفتعل الكلمات وأأمل ألا يسألني :"من هي رجاء؟"
أو لا يسألني : إنتِ مصدقة نفسك؟
لأنني أعرف يقينًا الحقيقة، حقيقة أنني منذ عامين رهبت الكتابة لشبهة "الغيبة والنميمة"، والآن أرهبها لشبهة خيانة الأمانة ،لديّ حكايا كثيرة لي ولغيري، ولايمنعني عن حكيها سوى سريتها، وخوف جرح أصحابها، لأنهم سيقرأون ويعرفون أنفسهم، ولأنني لن أسامحني أبدًا على ذلك، ربما أعتزل الكتابة قبل فعل البدء!

الثلاثاء، مايو 06، 2014

ثرثرة 6

لا أعرف لماذا الآن في هذا الصباح العجيب، الذي استيقظت فيه فزعة خوف التأخر على موعد السفر، بعد أن ألحت أمي في إيقاظي، وبعد ليلة مريرة متكررة من محاولات النوم تنتهي بالنجاح في النوم في لحظة يائسة،  أعرف لماذا الآن أريد أن أقص ما حدث يوم حادث السيارة الذي تعرضت له وعائلتي منذ أسابيع ثلاثة، وفي طرفة عين كان من الممكن أن نكون الآن بين يدي عزيز مقتدر، يف أن كل شئ حدث  في لحظة لم أنتبه لها من الأساس لأنني كنت كعادتي في السفر أقرأ!، ثم تبدو فكرة قص ماحدث ساذجة وعبثية، رغم أن ما حدث كان مفاجئًا حتى على واحدة مثلي لطالما تخيلت لحظات مماثلة للحداثة ، بل وجمح خيالها إلى أن تفقد كل آلها وذويها ، ولطالما بكت وحدتها المتخيلة بعد حادث مماثل!
ورغم أن هذا الحادث ذاته والذي بحمد الله لم يسفر عن خسائر في الأنفس ولا في الأرواح، بل أن أحدنا لم يُصب حتى بخدش، فقط الصدمة التي نالت منا جميعًا، أمي في لحظتها، وأبي وزوج خالتي ليلتها، وأنا وإن كنت لا أعرف هل ذهبت الصدمة أم لا!
ورغم أنه مؤخرًا أعرف عن الكثير من قصص الموتى وهم ربما في مثل سني تقريبًا،كآخر من عرفت عنهم في غيبوبة سكر سقط إثرها من شرفة منزله ووافته المنية، وإدراكي بعد ذهولي من الخبر الثاني أنني أيضًا كنت قيد أنملة من الموت، ففيم العجب؟
ربما لهذا السبب تبدو الكتابة عن هذه اللحظة عبثية، ماذا قد تغير التفاصيل ؟ النهاية واحدة، ربما هذه المرة أمهلني الله فرصة ثانية للحياة، وربما أنا لم أعد أهاب الموت، لم أعد أهاب ما سيليه من حصاد لنتائج هذه الحياة الغريبة التي لا زالت تعتمل،لم أعد أجزع من تلقي خبر موت أحد كما حدث مع خبر وفاة زميلي في الغربة.
 ثم تنتابني رغبة في حكي الحلم الذي رأيته قبل الحادث بمدة لا أذكرها  ذل الذي تطاردني فيه وحوش أو كلاب لا أذكر تحديدًا في منزلنا الذي لا يشبه منزلنا، واندلاع حريق نهرب منه جميعًا على الدرج الذي لا يشبه درجنا، تتقدم المسيرة جدتي في هيئة شبابها الذي لم أعهده، وهي المتوفاة منذ سنوات عديدة، وانتهاء الدرج بنور سماوي ودخان ولحظة تشبه الحساب، تشفع لها أعمالها الطيبة وتعبر - الخطر، بينما أنا أتراجع قليلًا، إلى أن أرتل غيبًا من سورة النور -التي لا أحفظها - وتنجيني من العذاب وتشفع لي،.

هل تغير كل هذه الثرثرة من أي شئ؟
لا أظن..
لذلك كان من العبث حكايتها اللهم إلا خشية النسيان..