الجمعة، مايو 23، 2014

سياسة الكلام وكلام السياسة 6

يتكرر كثيرًا إعلان تشكلتس  "بطولة الجمهورية في الولاحاجة"، ولا أعرف ما هي ال"ولاحاجة" ، فلنقل أنني لم أعد أتابع التلفاز إلا بشكل عابر ومحدود جدًا لكن لفت انتباهي الاعلان السابق ذكره، ولفت انتباهي أثر رداءة الفواصل الاعلانية وتفاهة أفكارها ولم يمكنني منذ سنوات ألا ألاحظ العلاقة الواضحة بين الحالة النفسية للعقل الجمعي والابتكار والابداع في هذا الاعلانات، كلما كانت الحالة متفائلة كانت الاعلانات كذلك، وكلما ساءت الحالة أغرقنا في التفاهى، لنصل إلى "بطولة الجمهورية في ال ولا حاجة" التي تشجع الجميع على تصوير فيديوهات وعرضها على اليوتيوب والفيس بوك وحينها تخضع لاستحسان المشاهدين أو لا، وفكرت كثيرًا ماذا يمكن أن تكون الفيديوهات؟، كيف يمكن للمرء أن يصور ال"ولاحاجة"؟، وحقيقة لم أهتد!

في مساء أحد الأيام أخبرتني صديقة عزيزة عن "بشرة خير"،وأنها تعرض كثيرًا جدًا، والحقيقة وكالعادة لم أنتبه للأمر وحدي دون إشارتها، وكذا حدث أيضًا مع تسلم الأيادي، ولو أن أغنية بشرة خير تخاطب عقلًا جمعيًا أكبر من سابقتها، وكذا اللحن والكلمات تخاطب الجميع، ولم أفاجأ أن يؤديها فنان إماراتي هو حسين الجسمي، فكم من عربي غنوا لنا، والحقيقة أنني اكتشفت أن الأغنية عرضت أمامي أكثر من مرة قبل ذكر الصديقة، لكن لم أنتبه لها ، لأنها لا تختلف كثيرًا عن الدعايا للانتخابات وحث المواطنين على الإدلاء بأصواتهم، ولنقل أنني من كثر عرضها لم أعد أنتبه للفرق بينها.

لكن اللافت للانتباه إقبال الجميع على صنع نسخ للأغنية على أفلام أو مشاهد من أفلام، أو حتى أداء مشهد بحيث تكون الموسيقى التصويرية هي الأغنية، وتجد الجميع بلا استثناء مقبلًا على تدوال ومتابعة تلك المقاطع، لماذا؟ لا أفهم!
فلنقل أنني شاهدت مقطعًا فالثاني ثم مللت، وسألت نفسي: ماذا بعد؟  لم أجد جوابًا للسؤال..
لكنني تذكرت إعلان تشكلتس، وأدركت أن ربما ما يحدث الآن هو :"بطولة الجمهورية في ال ولاحاجة"..

ليست هناك تعليقات: