الأحد، يوليو 20، 2014

رسالة إلى عابرة طريق

عزيزتي الفتاة التي صدمتها بمرآة السيارة، لسوء تقدير مني لأبعاد السيارة وطريقك، أنا آسفة، ولو أن الأسف لن يغير شعورك بالألم مطرح الصدمة، ولن يمنعك عن أن تنتقمي مني بالدعاء، ولن يقلل سعوري بالضيق منذ لحظتها! 

نعم ولكِ كل الحق ،أمثالي لا يحق لهم ركوب سيارات طالما لن يستطيعوا تقديرمسافة صغيرة كتلك التي أخطأتها ولن أتعلل بالسيارة التي كانت ثسير في الاتجاه المقابل والتي بثت في قلبي الرهبة، لا أعرف هل لحظتي أنني فوجئت باصطدام المرآة بجسدك، لحتى تركت الانتباه تمامًأ للطريق لأطمئن عليكي، وكدت أثناء ذلك أن أصدم كلية السيدة العجوز التي كانت تسير أمامك، لولا وكالعادة تدخل عم سعيد الذي غير اتجاه الطارة، ووجه انتباهي للطريق الذي حدت عنه، لأنحي السيارة جانبًا لتفقدك، وبالفعل كل هذا لا يهم!
ويبدو أنني من أولئك الذين يهلعون عند ارتكاب خطا صغير غير مقصود، درجة توقعهم في الكوارث ودون أدنى سابق إنذار، نعم هذا ، ما يبدو، وليست هذه مشكلتك على الاطلاق، لا جدوى من كل هذا أصلًا.

من لحظتها ولا أرى شيئًا سوى عباءة سوداء وحجاب أحمر هذا ما كنت ترتدين، وخمار رمادي اللون للعجوز التي كدت أن أصدمها!
ولم اذهب للعمل، ولم أخرج من المنزل سوى لحاجة سريعة!

اعتذاري لك متمثل في وعد حقيقي بتوخي الحذر أكثر والانتباه وإلا عدم القيادة نهائيًا على الأقل حتى أجيد الأمر كلية بعيدًا عن الطرقات..

الخميس، يوليو 17، 2014

رسالة إلى علبة المناديل

عزيزتي علبة المناديل 
أنا آسفة بكل ما تعنيه الكلمة من معاني، انتي عارفة قد ايه أنا بحاول أحس بالأشياء، واللي حصل معاكي النهاردة لا يغتفر، انتي عارفة إني مش قاصدة، أنا كنت بحاول ألف زي ما عم سعيد قال لي، بس قدرت سرعة العربية غلط، كانت أسرع من اللازم بدرجة كافية إنها تطوحك من الشباك المفتوح ع الأسفلت بعيد عن العربية، أنا أصلًا مخدتش بالي م اللي حصل، هو سحب فرامل اليد، وستر ربنا إن طريق كفر الشيخ اللي بيدربني عليه فاضي ومفيهوش عربيات كتير، انتي ملكيش ذنب في أي حاجة، وجايز عمري ما قلت لك قبل كده، بي انتي واخواتك وبناتك أقرب حد لي في الشدايد، المرض والبكا، فإزاي يعني ممكن أقصد أعمل معاكي كده؟!

عارفة، أنا نفسي ألاقي طريقة اقدر أجمد بيها اللحظة اللي كنت بلف فيها، عشان أعرف تحديدًا كنت بفكر في إيه؟
صحيح هو من ساعة ما صحيت من نومي المتقطع اللي كله أحلام عجيبة، وأنا بقول ان مادة الأحلام دي تنفع روايات فظيعة، ومافتكرتش من التلاتة غير واحد بس، بس كمان مش متأكدة ان ده هو اللي كنت بفكر فيه، ممكن أكون سرحت مع شجرة الصفصاف اللي استغربت مكانها ، أو جايز وبس كنت حابة أستعرض مهارتي اللي واضح إنها لسه محتاجة صقل، مش عارفة !
بس دي مش اللحظة الوحيدة اللي ببقى نفسي فيها أجمد الفكرة وأفصلها عن الأحداث اللي حاصلة حواليا، الفكرة اللي ممكن تكون تافهة وساذجة وملهاش أي مستقبل أكتر من إنها شغلتني ..

تفتكري كل ده بحاول ألاقي عذر؟ 
جايز!
بس ده ميمنعش إني حقيقي آسفة.

الأربعاء، يوليو 16، 2014

وعجبي..

أستقل سيارة اجرة وأقول له جهتي: "النحاس مع أبوبكر الصديق" ، يقود ويهدئ سرعته قليلًا عند أحد النواصي قائلًا:"هنا؟"
 " أقول" لا ، لسه قدام ده مش الشارع
-"تحت أمرك" ويكمل قيادته
إلى أن أقول له "هنا لو سمحت، والناصية الجاية دي هي أبو بكر الصديق"
يبتسم قائلًا "لا ده يوسف الصديق"
وأدرك أنه محق، وأن الخظأ مني في الأساس ، أنا خلطت بين اسم الشارعين، لاشتراكهما في "الصديق" وادرك اكثر أنه محق حينما دلل على قوله "بأن أبو بكر الصديق هو الشارع اللي على ناصيته سوبر ماركت المنشاوي"
والحقيقة أن ما حدث ليس على جهل مني بأسماء الشوارع على قدر ما هو إهمال لها، لأنني أؤثر المشي على استقلال سيارة أجرة أو حتى ركوب السيارة، ولكن المشي ليس يسيرًا دومًا، أذكر أنني لم أنتبه يومًا لأسماء الشوارع عمومًا سوى في الثانوية العامة لأنني حينها كانت بداية استقلالي سيارات الأجرة وحدي للوصول لدروسي الخصوصية المتتابعة، ، صحيح انه في أحيان كثيرة كان يوصلني أبي، لكن أيضًا كنت أذهب بمفردي كثيرًا، وحينها بدأت أعرف أسماء الشوارع والاتجاها، ورغم أنني اكتشفت اليوم أن مر عليّ عشر سنوات أو يزيد على ذلك، إلا أنني لا زلت أخطأ في الشوارع وأسمائها، لكنني لست وحدي من يفعل ذلك!

في العام الماضي كنت أسافر للقاهرة بشكل أسبوعي، وكانت جهتي أغلب الأيام في شارع"ممدوح سالم"، وأصبح من طقوسي قبل ارتياد مكان جديد لأول مرة أن أعود وأسأل جوجل وخرائطه، لأعرف تحديدًا أين المكان، وما أقرب محطة مترو له، بحيث أصل لها ومن هناك أستقل سيارة أجرة ، توفيرًا للوقت والمجهود، والحقيقة أنني كنت ذهبت لهذا المكان قبل افتتاح مترو العباسية وهو أقرب محطة مترو له حينها، ولكن لم أكن في حاجة لاستقلال المواصلات العامة، لأن ذات الشارع فيه مدخل أرض المعارض، الذي أعتاده بشكل سنوي منذ سنوات وسنوات، ربما كانت أول سنة هي تلك التي أطلق فيها منير ألبومه"عشق البنات" لأنني أذكر جيدًا أن هذه الأغنية كانت ما يعمل في الميكرفون يومها، المهم ومن حينها وهذا الشارع مرتبط عندي بالزحام، لكن الحقيقة التي اكتشفتها خلال عامي الماضي أن هذا الشارع هادئ جدًا أغلب أيام السنة إلا في حالتين:معرض الكتاب، وأي عزاء بمسجد آل رشدان الشهير على ناصيته من الناحية الأخرى، المهم في عامي الماضي كان أمامي حلين إما أن أسير المسافة التي تستغرق ربع ساعة على الأقل من مترو العباسية، أو أن أستقل سيارة أجرة، ويحكمني في هذا القرار دومًا الوقت وحالتي المزاجية، ربما يكون لدي الكثير من الوقت، لكنني ببساطة لا أنوي السير وسط الزحام والضجيج، في أحيان كثيرة كان جاهين يتمتم لي :"
زحمة وأبواق سيارات

اللي يطول له رصيف.. يبقي نجـــا
لو كنت جنبي يا حبيبي أنــــــــــــا
مش كنت أشوف إن الحياة مبهجة
عجبي!"
وحينما يكون قراري ان أستقل سيارة أجرة، وأخبره اسم الشارع ، في الأغلب لايعرفه، فأصف أننا سنسلك امتداد رمسيس، الذي عرفت اسمه بعد أن وصفت للسائق الطريق ، أو أخبره أن نذهب ل "آل رشدان" الذي بلغ أوج شهرته أيام مبارك في أغلب الأوقات وحينها لم يكن أحدًا يتابع الأخبار، وأحيانًأ كثيرة كان يصحح لي السائق جهتي ليقول "تقصدين صلاح سالم" وأصحح له لا بل "ممدوح سالم" ، ويومها عمدت إلى جوجل لأسأله  بعد أن أرقني السؤال "لماذا يعرفون صلاح ويجهلون ممدوح"، كنت أعرف بالفعل أنه كان رئيسًا لوزراء مصر يومًا ما، لكن جوجل لحظتها لم يضف لي الكثير من المعلومات، وكذلك عن صلاح سالم الذي كان كل ما أعرفه عنه هو أنه أحد أعضاء مجلس قيلدة الثورة ، وويكبيديا زودتني بمعلومة لطيفة: 
"
وهنا تجدر الإشارة إلى أن عبد اللطيف البغدادي وحينما كان يقوم بالانتهاء من أحد أعماله الانشائية العظيمة واشهرها طريق الكورنيش والطريق الجديد الذي استقطع جزءا من المقطم وامتد في أرض صحراوية أصبحت بعد ذلك مدينة نصر‏ ؛ قد تصادف مع موعد وفاة صلاح سالم، فاطلق اسمه على هذا الطريق الطويل شارع صلاح سالم الذي أصبح من أشهر شوارع مصر‏."

وهكذا نجد الشارع يحمل اسمه بسبب وفاء صديقه، وهو شارع طويل يعاني دومًا من اختناقات مرورية، بينما شارع ممدوح سالم شارع قصير عريض وهادئ أغلب أيام السنة، والخاطر الذي تلبسني أمس كان خاطرًأ غريبًا، يمكن تلخيصها في عبارة" يوم لك ويوم عليك"، وكذلك فكرة أن الشوارع تكتسب أسماءها بطرق غريبة يدري عنها أحد شيئًا، بل و لا ينتبه لها أحد سوى من يتعلق الأمر لديهم بذكرة بعينها أو لقمة العيش، ولا يمكنني أن أنسى برنامج جميلة اسماعيل في طفولتي"اكسب مرتين" الذي كانت تجوب فيه شوارع القاهرة سائلة الماشين فيها عن اسماء الشوارع وحكاياتها.

الثلاثاء، يوليو 08، 2014

زقلة

خطوات قبل وصولي للمنزل قبل الافطار بساعة واحدة
أشعر بشئ صغير يرتطم برأسي
إنها زلطة
أنظر خلفي، 
لأجد طفلًا يجري محاولًا الاختباء في ثنية الشارع
أتوجه له "مش تعتذر؟!"
"أنا مش قاصد"
ويخطو خطوات للخلف..
"أمال رميتها ليه؟"
"كنت برميها على أخويا"
"طب وده صح؟"
يصمت ويغمغم "لا، أنا آسف"
"ماتعملش كده تاني"
وأربت على رأسه
وأتجه للمنزل باسمة...


السبت، يوليو 05، 2014

رسالة إلى الله 3

عزيزي الله
أنا عارفة قد ايه انت قريب،بس احنا اللي بعاد
احنا اللي الأرض أصلنا وماسكين فيها بايدينا وسناننا، رغم ان الحقيقة اننا حاليًا شبه أموات، يا رب انت عارف حال الناس في الشارع، مش محتاجة أحكي لك عن أي حاجة بتحصل، ولا عن التوحش والبلادة والكسل اللي احنا فيه!
الحال ميسرش، بس  يعني امتى كان يسر؟
مش فاكرة اني مشيت يوم في الشارع ولقيت في عيون الناس ضي وحماسة، جايز كام يوم وكله اتبخر.
يارب انت عارف اني حاليًا مش يائسة و لاناقمة
وعارف كمان اني زهقانة من التكرار الممل لكل شئ، وأنا عارفة ان الحل اني لازم أحاول أغير حاجة عشان النتيجة تتغير، ع الأقل عشان يرجع لي الحماس، عشان يبقى عندي دافع أخرج من العزلة الجميلة، وأمشي وسط الناس ولأجل الناس!
يا رب انفخ في صورتي واحييني بطاقة أمل تسري جوه الروح.
أنا خلاص بقيت عارفة ايه مني وايه من الشيطان، امنه اليومين دول متقيد!
بس نفسي مش مقيدة!
 يارب انت عارف اني نفسي أنام من كتر الاجهاد، بس مخي مش راضي يسلم للنوم، وعارف كمان اني في أيام تانية كتيييير بيكون النوم هربي وملجأي من كل شئ، يارب ارزقني الاتزان في كل شئ..

يا رب أنا بحبك.