الجمعة، يونيو 21، 2013

ثرثرة 3

 ليلتها لم يزرني النوم إلى ما بعد الخامسة صباحًا، وأنا أفكر من اين جاءت فكرة كتابة رسالة إلى الله، لم أعثر على بداية الخيط بسهولة، فقط كل هذه الكلمات كانت بداخلي وأكثر، وبدت هذه اللعبة العقلية مسلية وربما تقضي على هذا الأرق السببه الكافيين، كان أول ما تذكرته أنني في يوم قاهري سابق وأثناء توجهي لمحطة المترو أغمغم  "يالله" ثم قول درويش "يا خالقي من عدم تجلى لي، تجلى.."، وبالطبع خانتني ذاكرتي فى تذكر أي شئ آخر من قصيدته تلك "مديح الظل العالي، فقط رددت ذات العبارة مرارًا و تكرارًا،وأردت العودة للوراء أكثر فلابد لي أن أعرف كيف ولدت الفكرة، تذكرت أنني يومها في رحلة ذهابي للقاهرة كنت أقرأ من الكتابات النثرية لدرويش، ربما إحساسي أنه أنقذني من حديث الجالسين خلفي فى الدين والسياسة،ومن الجلسة غير المريحة فى الميكروباص،وعن تلك السيارة التى كانت تحمل حروفًا تعبر عن حالتي "ق م أ"، استطاع أن يلهيني عن كل ذلك، لكن هذا أيضًا لا يساعد على تذكر البداية، لست ممن يحفظون الشعر،لكنني تذكرت ما يشبه ما قال، ربما لأنني اعتدت منذ عام سبق وربما أكثر ان أستمع لقصيدته تلك أثناء انهماكي فى بعض الأعمال، لالا ، كان انتباهي لأول مرة لتلك الأبيات تحديدًا كان رمضان الماضي بينما أقرأ الأعمال الشعرية الكاملة لدرويش، وقتها على إحدي الصفحات الفيسبوكية وأثناء ذلك التلاحي الدائم بين البشر،كتب أحدهم أن "درويش ملحد"، واعرف عنه الاسلام،تعجبت القول، عادة لا تهمني تفاصيل كتلك عمن أقرأ لهم، وكانت هذه الأبيات درأ لتلك المقولة، ربما كنت وقتها أيضًا في حالة قريبة مما أمر به هذه الأيام، ربما تلك هي البداية، ربما..
انتبهت بعدها لفكرة عجيبة هي ببساطة أن أقتني سمكة على أن يكون حوضها "Separating funnel"،وتخيلتني أبدل لها المياه من الصنبور السفلي بينما اضيف المياه الجديدة من أعلى،وأدركت حينها أنني ساكون في حاجة لحامل مماثل لما كان يوجد في المعمل،ثم تذكرت شيئًا مهمًا، كيف سأنظف الحوض؟، كنت قد رأيت صديقتي تنظف حوضها ذات مرة،سيتعصي هذا في حالة حوضي، ثم وجدتني اسأل نفسي السؤال الأهم:كيف من الأساس سأدخل السمكة داخل قمع الفصل؟ ،ربما يوجد قمع فصل يسمح بذلك!، وهذا نبهني إلى أن عملية التفكير في أي أمر عجيبة،وعصية على المراقبة والتحليل،فالمنظقي أن أفكر أنني سأقتني سمكة ثم أضعها في الحوض الذي اخترته ثم أنظف الحوض وأبدل المياه، حاولت أن ألعب ثانية لعبة تتبع ميلاد الفكرة بشكل عكسي،لم أفلح،لأن هذه الفكرة تحديدًا قفزت هكذا بدون أي مقدمات، لا أعرف من أين جاءت،والآن لا أذكر ما تبعها إلا أنني استيقظت فزعة فى السادسة صباحًا وتمامًا في الموعد الذي أردته لأستطيع اللحاق بقطاري، لكن تلك الساعة التى نمتها لم ترح بدني،لأعود وأشرب كوب آخر أصغر من النسكافية،وارتدي ملابس حدادي التي لا يميزها احد غيري،وأقضي طوال الطريق بين مفكرتي الجديدة والطريق والهاتف، أصل هناك لتحدث صدفة أقل ما يقال عنها أنها عجيبة، في مدخل المترو أجد فتاة ملامحا تشي بأنني أعرفها،نطقت أول اسم بدر إلى ذهني وسلمت عليها،وهي في ذهولها لم تتذكرني إلا بعد هنيهة،لأعتذر أنني أخطأت اسمها بالاسم التي تكره ان يناديها أحد به، لكنها نبهتني إلى أنها لم تسمع ندائى الأول لها في الأساس،واعتذاري هو ما نبهها، تعرفت على أختها وأمها،ثم مضوا،ومضيت في طريقي، بينما كرة واحدة تسيطر على تفكيري: لماذا يصر لاوعيي على تذكير الآخرين بجروحهم؟، لاأجد اجابة، أستقل المترو،لأنتبه لصوت أحد السيدات التي كانت تتحدث بلهجة غاضبة حانقة ومرتفعة،بدت كأنها تحاور أحدًا لكن الأخرى لم يكن صوتها مسموعًا، وكان بالطبع الحديث في السياسة، كان كل ما تقوله صحيحًا، لكن الغضب الذي كانت تتكلم به يجعلك تشك، وجدت أخرى توجه لي الكلام :وانتي ايه رأيك؟ ،رددت: في ايه؟،قالت: هو انتي مش عايشة؟،ابتسمت وقلت لها :"آه"، تطلعت لحظتها في زجاج الباب ذلك الذي يستخدمه البعض في تصحيح المكياج أو ضبط الحجاب، صورتي المعكوسة على الزجاج كانت تخبرني بأنني بالفعل لست حية،ابتسمت للزومبي في الزجاج،بينما اتابع الحديث الغاضب للسيدة المحقة،التى انصرف انتباهي عنها حين لمحت سوارًا ولأول مرة أعجبني من بائعة جائلة، كان السوار عبارة عن حبات من الخرز كل واحدة منها تمثل أحد ألواني المفضلة، مشكلة معًا ما يشابه قوس قزح، لبسته في لحظتها واتجهت للجامعة، ولم أنتبه إلى تفصليتين هامتين إلا بعد أن جلست فى انتظار ورقة أسئلة اللغة الفرنسية، وكنت الوحيدة التى اخترتها،كان هنالك قلب صغير يتدلي من السوار، عليه نقش لكلمتين،الأولى لا أستطيع تمييوها إلى الآن،والثانية "Paris"،جاءتني ورقتي ومعها غمغم الأستاذ الجامعي:ليه اخترتي المادة دى؟" ،قلت له:دلوقتى بندم،وضحكت بصوت عال، فعزمت على زميلتي التى تجلس أمامي بعلكة،شكرتها فقد كنت أتناول واحدة بالفعل، جاوبت الأسئلة بكلمات يسيرة مفردة محاولة وصلها في جمل لتبدو صحيحة ومفهومة، وبعدها مر مرة أخرى وسألني إن كنت أجيب ،قلت :الكذب خيبة،وفي منتصف الوقت تمامًا وكالعادة سلمت ورقة الاجابة،بينما جمل بعينها بالفرنسية تتردد في ذهني، حين انفردت بذاتي دونتها اولا في ظهر ورقة السئلة ثم في مفكرتي، كان لازال لدي الكثير من الوقت، وعلى الرغم من أن طقوس آخر أيام الامتحانات أن تحتفل ولو مع ذاتك، لكنني لم أجد ذلك مناسبًا، من يحتفل بفشله؟، من يحتفل بخسرانه تحدي ذاته؟،ثم من يحتفي بذكرى خذلانه؟، لذلك اردت أن أقضي الوقت في مكان ليس بالصاخب ولا بالهادئ، لم أجد في ذهني مكانًا مماثلًا، فكانت المحطة ملاذي، وكان درويش ملجأي، كانت كلماته تمس كل الجروح، كما أنه كتب رسائله تلك في باريس في العام السابق لولادتي مباشرة، شعرت حينها أنني وبأكثر من طريقة كنت هناك،في باريس، بدءًا من السوار الذي كان يحمل أكثر من رسالة إلى ذاتي، إلى الكلمات التي كتبتها اعتذارًا من اللغة الفرنسية بالفرنسية،وإلى رسائل درويش إلى سميح بينما كان هو في باريس، وفي أول رسالة منها ذكر اسم كتاب قرأه ،وكنت أنوي اقتناؤه وذكره كان حافزًا إضافيًا لذلك،ففي لحظتها توجهت للألف ،ولكن كالعادة لم اجد الكتاب الذي أريده،لأكمل انتظار القطار برفقته، والذي جاء وركبته وقبل ثانية واحدة من انطلاقه قال الكمساري: القطار سيذهب إلى المنصورة عن طريق الزقازيق،فالذاهبون لطنطا عليهم المغادرة في بنها ومن هنام اكمال طريقهم" وحين سئل عن السبب قال:"مظاهرات وقطع طريق فى المحلة"، في العادي كان هذا الأمر سيضايقني ويشغل بالي طوال الطريق إلى بنها، لكن ما حدث أننى لم أكترث،وأكملت قراءة إلى أن قاطعتني الجالسة جواري:"أنا بحسد اللي بيقروا، أصل من كتر المذاكرة ،ما بقاش لي خلق ع القراية،أصل أنا دكتورة"،ابتسمت ورددت بجملة واحدة:"وأنا صيدلانية!" وعدت للكتاب، قالت:"يبقي بتحبي القراية"،ربما لم أنظر لها ،لااذكر،لكن ظني كان في محله، كانت جملها تلك محاولة لفتح مجال لحوار لا غرض له سوى الفراغ الذي تعانيه من معرفتها بطول الطريق،وعدم وجود خطة لتمضية ذلك الوقت سوى الكلام، وربما عدم نظري لها هو ما جعلها تقضم تفاحة،ثم تأكل بعض اللب، ثم مضغ العلكة،وكلها عزمت بها عليّ،وفي كل مرة كنت أعتذر،ولا أعرف كيف كنت منفصلة في فقاعة من كلمات درويش عن تلك الملاحاة والمعارك التي كانت بين الراكبين فيما يخص يوم 30 يونيو، ربما هي الجملة التى أطلقها أحدهم  "مرسي زى يوسف الصديق" ،هي ما بدات كل الجدل حتى الوصول إلى بنها حيث كانت محطته،وربما حينها خرجت من الفقاعة غفقط لأعرف أي طريق سيسلك القطار وغن كان على المغادرة،لكنه أكمل طريقه المعتاد، وحين غادرت السيدة في قويسنا جلس مكانها شخص آخر كان قد بدأ بخطة قضاء وقته في القطار بفتح حديث مع الفتاتين الجالستين في ذات الصف والذي يفصل بينهما الممر، ربما هذا الحوار الذي لا ينبأ إلا عن نتيجة اجتماع الفراغ والتفاهة بين ثلاثة اشخاص هو ما غاظني،وشتت انتباهي عن الكلمات، كنت اريد أن يصل القطار بأسرع ما يكون، والمتبقي في العادة لم يكن يزيد على مسيرة ثلث ساعة قطعها في أكثر من نصف ساعة، وفارق التوقيت هذا كان مقيتًا بالفعل، فلنقل أنني لم اكن انتبه إلا إلى ما يضايقني في الحديث، سألهم على أسمائهم والح في معرفتها ثنائية بينما عرف نفسه بجملة قصيرة:"أخوكم أحمد"، وحدثهم عن "أن الزي الرسمي يفضل أن يكون كحليًا أو اسود،ولو كان معه اللابتوب كان أراهم صورته بالبذلة الكحلية والقميص ذو اللون ال.."وحاول وصف اللون،والفتاة ياسمين تساعده، وكان من الممكن أن يصرح باللون،لكنه أشار من طرف خفي إلى اللون الذي أرتديه مع السود، ففهمنه وضحك ثلاثتهم! وحين وصلت كنت أشفق عليهم كلية،وعلى كل المصريين ممن يتحلون بالتفاهة والفراغ ويحاولون تضييع الوقت باي طريقة،ولو على حساب الآخرين، عرفت حينها أنني غادرت باريس حين فقأوا فقاعة تركيزي،وأنني عدت لمصر ام الدنيا.

الخميس، يونيو 20، 2013

رسالة إلى الله

يا الله
:يا حنان يا منان

لا تحية،استفتاح، استهلال تليق بك،فكرت كثيرًا فى هذا،أنا أعرف تمامًا ما سأنقر في الأسطر التالية،لكن هذه المقدمة تستعصي على الكتابة،لأنك تستعصي على الاحاطة..

يالله
لم أتردد لحظة في أن اكتب إليك،رغم أننى في منتصف هذا النهار تحديدًا كنت قد أوشكت على ألا أمتب ثانية،لكن بمراجعة أحداث النهار ومقارنتها بما كان من عامين،لم أستطع أن أتمسك بقرار الامتناع عن الكتابة،الكتابة ذاكرتي التى تفقدني إياها أحداث الحاضر ،لتعيدنى الكلمات إلى الماضي وربما تخط المستقبل.

ياالله
أكتب إليك لأنني ربما بت أفهم،والمشكلة أنني في كل يوم أفهم شيئًا جديدًا،أنطلق من نقطة جديدة للحيرة، وهذا ليس غريبًا،لإأنا بت أؤمن ب "الأكثر ذكاء التى تعرف أنها لا تعرف"*، لذلك ربما سأكف عن نصح الآخرين،ربما فقط سأومئ لهم بما أعرف.

ياالله
 اكتشافي اليوم يستحق التسجيل،يستحق أن أحمدك وأشكرك كما لم أفعل قبلًا،ربما ما حدث ليس جديدًا،منذ أشهر قليلة  حدث ذات ما حدث اليوم،لكن تلقيّ له كان مختلفًا،ربما كل يوم أصير أرحب من سابقه،أوجز الأمر في اقتباس من فيلم عربي قديم لاأذكره تحديدًا ،لكن أخمن وأتمنى أن يكون"الباب المفتوح" ،"الزمن ماشي بخطوته لاحد يقدر يقدمها ولا حد يقدر يرجعها"..أنا أتنسم ريح التغيير،فهي آتية آتية لامحالة،أنا ذاتي متعجبة من روح الأمل في كلماتي،فنحن نوشك على الحرب الأهلية ،إن لم نكن في غمارها بالفعل،لكن ربما يستغرق الأمر عامين ربما أكثر،لا أدعي علمًا هنا،فقط أومئ ..

ياالله
دوري في الحياة -أيًا كان-لم يعد يشغلني بعد،بت أعرف ألا بديل عن رسم الخطط للمستقبل مع عدم إغفال الحاضر،أنا دومًا أستبق الزمن،أفكر فيما سيأتى دون اللحظة الراهنة،رغم أن اللحظة الراهنة هي ما ترسم المستقبل،وشئ آخر تردده صديقتى التى جاوزت العشرين ولازالت دونها:"اللي انت عاوزه هيحصل أما تكون مستعد"، يا رب خفف عنها،أنا لا أستطيع تعزيتها في الفقد،هذا ما لا أجيده..

ياالله
كم أنت كريم..
وهبتني أكثر من أب في حياة واحدة وبأكثر من شكل
أولهم: وهبني الحياة،وأكثر من ذلك تلك المثابرة التى وصفتنى بها من التقيتها للتو،والقلق الدائم ،الأسئلة والصخب الهادئ،تلك النعم التي تحتال أحيانًا نقمة.
ثانيهم: وهبني أكثر من حياة،بين طيات كلماته ،دلني إلىّ بأكثر من طريقة،عن قصد ودون ذلك،هل تتقاطع  طرقنا ثانية يومًا ما؟ ربما..
أنا حاليًا لا أعرف شيئًا عن علاقتي بالقلم،والاشارات لا تدل بعد،يوم كنت أستخرج الرخصة منذ أسبوعين ،حينما همت الموظفة بإنهاء ورقي،نفد حبر قلمها،طلبت قلمًا،ترددت قليلًا ،ثم وهبتها قلمي،كتبت اسمي بقلمي المفضل،لكنه القلم لم يعد لي!
ويوم الثلاثاء الماضي فقدت قلمي ودون أن أنتبه لذلك إلا فى القطاروحين حاجتي إليه،فاستعرت قلمًا من الراكب جاري،هل لهذا كله معنى؟
ثالثهم: وهبني أهم ما في الحياة:الأمل،رغم اليأس الذي يلازمه بدعوى أننا الأمل، اليوم عرفت أنه ربما يكون محقًا،كان سلامه حضنًا،وربتته هدهدة،قال لي بصوته العميق:"شايفها الله يرحمها فيكِ،امشي طريقها"،رآني امتدادًا لأسطورتها ،وربما هو محق!

ياالله
أحيانًا مثل منذ قليل،أفكر في من أنا؟ 
وبعد مشاهدة الفيلم العجيب الذي شاهدته مؤخرًا،أتساءل:هل أنا انسان،مصاص دماء،مستذئب، زومبي،أم غول؟
ادراك الحقيقة خطوة تقطع المسافات..
يالله..لا أسألك متى أدركني،لقد عبرت هذه المرحلة،فقط أتساءل:ل أدركني؟ وهل هذا مجد؟
يالله..
اشارة 
ومضة
أي شئ..


الجمعة، يونيو 14، 2013

نقد ذاتي درءًا للنقض الذاتي

-عايشة ومالكيش أى رغبة في الحياة!
مفيش هدف
مفيش أمل
ولاحتى رغبة في انك تشوفي حد!
اعترفي يلا بالاكتئاب!

-وهيّ تهمة؟
أيوه..اكتئاب!
ده حتى توقيته مناسب جدًا
مبقاش عندك قلق من النجاح أو الفشل!
مبقاش عندك هلع من نتيجة اى شئ!
ولا حتى فارق معاكي اي شئ!
مش مخاطرة
بس مبقاش عدوي هو أنا...

-كل ده حقيقي..
بس الضريبة غالية قوي
الضريبة من لحمي ودمي
الضريبة من الحياة اللى بتنبض جوه مني
الضريبة إني أبقى أقسي من الحجر الصوان!
وده تمن ماأرضاش في يوم إني أدفعه!
ولا حتى قربان نجاح العمر كله..

-يبقى البديل إني أقاوم وأفضل أقاوم
إيه يعنى ممكن أفشل!
وإيه قيمة النجاح من غير سعادة؟
وإيه قيمة الحياة من غير قيمة؟
وإيه معنى أي قيمة من غير إيمان؟
حبة إيمان..



الأربعاء، يونيو 12، 2013

امتحان

-1-
ليلة الامتحان زمان كان ليها طقوس وهيبة
كنت بحاول أكون خلصت مذاكرة المادة للمرة التانية ع الأقل
كنت ببقى قلقانة
صحيح ساعات كنت بقعد اتفرج على التليفزيون
بس ساعتها كنت بعمل كده من باب الراحة
كنت بحاول أدخل أنام من بدري
وأفضل ساعات في السرير بتقلب
لحد ما أنام من كتر الخوف إني أصحى متأخر!

-2-
النهاردة ليلة الامتحان
الكتاب ماتفتحش بمعنى الكلمة وبدون مبالغة
ماحضرتش غير يجي تلت محاضرات
معرفش أي حاجة عن المنهج
ورغم كل ده مش قلقانة
وكمان مش فارق معايا
الامتحان معادش الفزاعة اللى ممكن تخوفني
النجاح فى حد ذاته مش هدف!
و الامتحان ده مش نهاية الكون!
وساعات أفكر إنى ماأروحش
بس السبب الوحيد اللى يخلينى أقعد تانى قدام ورقة امتحان
إن كل ده من اختياري
ولازم أدعم اختياراتي،حتى لومش مستعدة!
حتى لو فقدت الحماسة!
حتى لو فكرت إن كل دى تفاهة!
لأن قدام الامتحان اليومي الكبير
اللى بدايته كانت يوم ميلادي
ونهايته لسه طي الغيب!
كل ده تفاهة!
ولسه مش مستعدة للامتحان!


الثلاثاء، يونيو 11، 2013

نحو 3

لتفهم شعبًا ما، افهم لغته..

هامش 2:
الأفعال الخمسة:هي كل فعل مضارع أسند إلى ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة.
و هي خمسة لأن الف الاثنين و واو الجماعة تستخدم فى صيغتي المخاطبة و الغائب بينما ياء المخاطبة لا!

متن:
لماذا اختصت المرأة بالخطاب فقط؟
ربما لأنها لا تغيب عن ذهن العربي، فهو يخاطبها في كل حين.
وربما لأنها لا تعرف الغياب، هي دومًا حاضرة فاعلة متفاعلة.

الأحد، يونيو 09، 2013

لا صدفة 2

-1-
لم يكن الاتصال الهاتفي صدفة
هي أبلغتنا الخبر 
وأمام الدهشة
وقسوة الحقيقة
التقصير والخذلان الذي نلوغ فيه
بل نمتهنه!

-2-
يمكننا أن نعلق كيف عُرف الخبر على شماعة الصدفة
كانت المتصلة في طريقها لمنزلها
ناداها الصبي واستوقفها
حاورته
سألته عن أمه وأحوالها
أجاب:ربنا يرحمها
ماتت من 102 يوم!
صدمتها الحقيقة
لتخبرها والدموع تغلبها.

-3-
الحزن الذي يفطر أقسى الأفئدة
الكلمات تصبح صعبة وثقيلة أمام تأنيب الذات
الدموع لا تكفي للتعبير فصارت أمنية!
تذكرتها منذ أيام وربما أسابيع
،لايسعني التذكر متى تحديدًا
نويت أن أسال أمي أن تكلمها اطمئنانًا عليها
نسيت
ونسيتها
ونسيت الجارة
لنعرف جميعًا صدفة عن خبر الوفاة!
وبعد أكثر من ثلاثة أشهر
هل كان كل هذا صدفة؟


الخميس، يونيو 06، 2013

زيارة


وعدته يومًا بالزيارة
اليوم كان بيننا خطوات وبعض الوقت
فكرت أأزور بيت الأمة أم مثواه الأخير؟
قررت 
دخلت المكان المهيب
تركني الحارس على حريتى تمامًا فى هذا المكان المهيب
كنت سابع من زاره في يومه
سلمت عليه:
أيا زعيم الأمة
أنا هي كل الأمة
 لاأحد يهتم!
لا يعرفون سوى شئ واحد" الخذلان"
 وينسون الحقيقة الهامة:"أنهم يخذلون أنفسهم قبل الآخر"
"مفيش فايدة"
قلتها أم لم تقلها:سيان!
جئتك من منفاي مباشرة
هل تحررت؟
ربما..لاأعرف!

يا لي من أنانية!
لم أتحدث معك ولا عنك
فقط عني وعن ما يضايقني
عذرًا!
هل رأيت المكان هنا حيث ترقد؟
هو شامخ مثلك
قوي مثلك
مصري أصيل مثلك
لكنه بلا روح!
الرخام البارد فى كل مكان
الجرانيت فى الأعالي فقط
هل تعرف ما العجيب أيضًا؟
لا آيات قرآنية
ولا حتى قصائد رثائك!
كان بودي لو أطلعتك عليها!
لكن للأسف لست ممن يحفظون!

هذا الكسر فى الزجاج يوحي بأنك شهدت ثورتنا
أو ما يسمى بذلك!

ترى أيهما أقض رقودك هنا: 
صوت الباعة الجائلين أم حكي الحارس الذي لا يتوقف في الهاتف!

سلام عليك.


حفظ


"لست ممن يحفظون النصوص الشعرية"
وددتُ لو كتبت هذه الجملة في ورقة الاجابة
لكن اكتفيت بما قل ودل
..البياض 
الذي يشبه ذاكرتي فى ذلك الخصوص
لكن ذاكرتي تتسع لأشياء أخر
تتسع لذكرى الكشرى الذى تناولته مع صديقتى 
يومًا ما،وتوقفت عن اتمام أكلى بسبب الهريسة الحارقة
لكنها أصرت على إتمامه رغم قولونها العصبي،ورغم تحذيري
 فكان نصيبها شئ من الدموع.
ويوم كنت مع أخرى فى ذكرى إحسان يوم الاحتفاء به
وعدم السماح لنا بدخول المكان بلا دعوات
ولم نأسف لذلك إذ لم نقرأ له
إلى اليوم!
ويوم قالت لي صديقة فى حديث عن الذاكرة أننا ننتقي ما نتذكر..
وافقتها
لكنني اليوم لا أعرف صدقًا
لم اتذكر شيئًا من الأبيات الجاهدت فى حفظها
  ولاحين تلاها جهرًا زميلي الجار
فقط أغلقت الورقة وابتسمت
لأننى لن أنجح بهذه الطريقة!
في ذات اللحظة سأل زميل آخر:متى تكون الاعادة
أجابت المراقبة:سبتمبر!
كانت ضحكتي عالية
لحتى قالت:يبدو الامتحان مثيرًا للضحك!

الثلاثاء، يونيو 04، 2013

أدلة

-1-
ما معنى أن يصير الحجاب في حد ذاته تهمة؟
أن تُفتش في كل مرة تجلس فيها إلى طاولة الامتحان
بحثًا عن سماعات خفية
براشيم  مخبأة بعناية
أن يُهينك الشك
فتسخر منه 
بابتسامة بلهاء
بينما تنظر لورقة الأسئلة الملغزة
ولا تجد في ذهنك ما يمكن أن تُشربه الورقة
خاصة سؤال المقارنة بين الأشاعرة والمعتزلة
تعود بذهنك للمحاضرة
حيث لم يلتفت المحاضر ولو مرة لرغبتك فى الأسئلة
رغم يدك المرفوعة دائمًا
وقلة عدد الحضور
الذين لاحظوا جميعًا اصراري على الكلام
فأفسحوا لى المجال بصمتهم
بينما اقتنصت فرصة صمته لأباغته بسؤالي
فكان أن قاطعني بحجة إصلاح نطقي 
بينما أحسست وفقط أنه يحاول زعزعة ثقتي!
ثلاث محاضرات بذات الأسلوب
ولم أكن وحدي من تضايق من تجاهل المتعمد لأسئلة الفتيات!

-2-
أن تصل للسؤال الأخير
آخر أمل لك في النجاة
فتجده على سهولته البادية لأول وهلة
الأصعب على الاطلاق
لوجود جملة واحدة:"موضحًا رأيك"
ألآن أصبح رأيي مهمًا؟

وفيم فى هل الارادة الانسانية مسيرة أم مخيرة؟
وبالأدلة؟
إذن رأيي أنه بادٍ أنه مخير بينما هو مسير
لا، لا..
هو مخير وإلا فيم الحساب!
ثم لا..
هو لم يختر وجوده فى الأساس!
ثم لا..
هو اختار أن يحمل الأمانة!
فليحتمل..
هذا رأيي المتذبذب
قد أفلحت إذن!
والمهم أنني سُقتُ الأدلة!