الأربعاء، نوفمبر 23، 2011

سياسة الكلام و كلام السياسة2

  كتبت تدوينتى السابقة سياسة الكلام و كلام السياسة  قبل أن تبدأ أحداث التحرير و دون أن أعرف أننى سأتعرض لمواجهة مباشرة أحتاج فيه لتطبيق نظريتى فى سياسة الكلام للكلام فى السياسة، سأعترف اذن سياسة الكلام ليست بالشئ السهل ،والنتائج ليست مضمونة ،قد تحرز تقدما على أرض التفهم النظرى لموقفك و شعورك ،ولكن لا يتحول هذا الى تغير على أرض الواقع، والدافع الوحيد وراء ذلك هو الخوف أن أؤذى ،سواء كانت هذه الأذية أن أجرح أو أضرب أو حتى أستشهد ،أوليس هذا غريبا؟
قد يحدث لى أى من هذه الأشياء و أنا أمارس حياتى اليومية بشكل طبيعى سواء فى حادث سير أو غيره،بل حتى فى مكان عملى،اذن عليهم أن يجعلونى ألازم المنزل خوفا من الأذية ،ولكن هل أسلم هناك؟
اذن علىّ الاعتراف أنه لا زال هناك الكثيرين ممن يرون التظاهر للتعبير عن الرأى أو مساندة الآخر هوضرب من العبث ،ولا أعرف هل هذا يرجع الى تاريخ مصر حيث كان الانجليز يستعمرونها و تندلع المظاهرات و التى تؤدى الى ثورات فى شوارع المحروسة ،ارجعوا الى أفلام الأبيض و الأسود ستجدون الأب دائما ينهر أبنائه عن المشاركة فى التظاهرات،وتجد الأبناء فى حيرة شديدة بين طاعة آباءهم و القيام بما يرونه أقل ما يمكن أن يقدموه للوطن!، لازال هذا الفكر راسخا حتى و أنا أنقر هذه الكلمات فى عصر يفترض أن الكثير تغير فيه!،ويستمر الصراع بين طاعة الآباء و الثورة على ولى الأمر قائما،فمن تطيع و من تعصى؟


وبعد أن أثبت فشلى فى سياسة الكلام،سأخرق حظر كلامى فى السياسة ،لأن النظرية ضربت فى مقتل ،ولا أستطيع أن أسكت أكثر. 

الشئ الآخر وهو بعد ثان لكلام السياسة،السياسة ليست فقط انتخابات، وتشريع،وحكومة..منذ يوم السبت و حتى هذه اللحظة فان الشعب المصرى يثبت ذلك،كلمة الساسة ليست بالضرورة هى مطالب الشعب،الجمعة كانت جمعة الساسة حيث تجمهر كل من له اتجاه فى ميدان التحرير ليعبر عن رأيه و اعتراضه على ما يحدث من تطورات فى المشهد السياسى،و رجع أغلبهم الى منازلهم،وبعدها بدأت الشرارة التى جعلت الملايين تذهب للميدان.يثور المصريين عندما يسفك الدم الطاهر بلا مبرر سوى البطش،حدث ذلك يم السبت و قبلها يوم 25 يناير، المصريون اذن يثورون لأجل حقهم الانسانى فى الحياة،و لا يبحثون عن الحياة الكريمة ،لا يثورون لأجل لقمة عيش أو حفنة من المال،قد يتظاهرون ،ولكن لا يثورون!،وهناك أيضا من يستغلون هذه الثورة لتحقيق أغراض سياسية، وهم كثر،و عرفهم الجميع مما جعل العامة و الثوار تحديدا يتحدثون السياسة و يطالبون بمطالب بعينها كى يضمنوا حياتهم،هم لا يريدون سوى أن يحفظوا حقهم فى الحياة و يبحثون عمن يولونه أمرهم ممن يضمن لهم ذلك بعد أن خذلهم كل من كان واجبه الأوحد حفظ حياتهم!    

الأحد، نوفمبر 20، 2011

عجز

الأسوأ من أن تعرف و تدرك كل ما يدور حولك،أن يكون لديك موقف و لا تملك أن تعبر عنه فى دائرة نصف قطرها لا يزيد على عائلتك!
وهم يكبلونك بقيود الخوف عليك.
المسافات ليست حاجزا كما يزعمون،العجز وحده هو الحاجز الذى لابد من كسره،و الألم الذى لا يمكن تحمله أن يتكرر مسلسل العجز للمرة الثانية فى مدة زمنية هى تسعة أشهر لا غير!

السبت، نوفمبر 19، 2011

سياسة الكلام و كلام السياسة

منذ ثلاثين عاما و الكلام فى السياسة ليس من الكلام المباح،لأن هنا فى مصر تعودنا أن الكلام فى السياسة لا يجلب سوى المتاعب التى أولها السجن بالطبع،أذكر أن أيام محاكمة طلعت مصطفى انتشرت نكتة تقول:"يا ريس هيسجنونى عشان قتلت سوزان "..قاله الريس:"وهى دى سوزان اللى قلت لك عليها؟!" حينها مررت الرسالة على الهاتف لخالتى التى وجدتها تتصل بوالدتى قائلة:"ماتخليش داليا تبعت رسايل زى دى تانى!"
لكننى مقتنعة و بشدة ان الكلام فى السياسة يحتاج فى البداية الى سياسة فى الكلام،أن تعرف كيف تتكلم و عن ماذا تتكلم و مع من تتكلم،لأن السياسة و الكلام فيها ليست  و فقط معبرة على أنك مطلع على كل ما يحدث ،بل هى تعبير عن طريقة حياتك و عن من أنت!..يبدو كلامى مرسلا و لكن اليكم الأمثلة على ذلك:-
-1-
فى الأيام الأولى للثورة عندما خرج صفوت الشريف و أطلق تصريحا لا اذكره الآن و بينما أتابع الخبر مر أخى الصغير أمام التليفزيون قائلا "مش ده كلين؟""كلين مين؟"""نظيف يعنى".."لأ ده صفوت الشريف".

-2-
كل سائقى التاكسى اليوم يتكلمون فى السياسة ،ما بين مع الثورة و ضد الثورة ،ومع الاخوان ،و ضد الاخوان،وبوظوا البلد وغيرها و فجأة أصبح جميعهم يفهمون فى السياسة ويتكلمون بحرية شديدة!

-3-
فى العيد الماضى وجدت أخى ذاته يسألنى "يعنى ايه ليبرالية؟".."هى الحرية فى الرأى و الفكر و التعبير" قالى""كنت فاكرها مذهب دينى!"،سألته بتسأل ليه؟"قال "لا أبدا"
اليوم قص لى أخى عن ماتش الكورة الى لعبه صباحا فقال "فلان صاحبى ده MB"
سألته"يعنى ايه؟"
قال"اخوان يعنى"..
اندهشت لكونه يعرف الاختصار و أكمل"وفلان سلفى" وقال "كل ما يدخل جون يقولوا الله أكبر،ولما يفوتوا جون يقولوا "قدر الله وماشاء فعل" ضحك و ضحكت وقلت له "وانت ايه؟" قال "انا مسلم معتدل"و ساعتها فهمت لماذا سألنى عن الليبرالية!

الأمثلة كثيرة جدا على الكلام فى السياسة و الذى لا تعرف اليوم من أين يبدا و لا الى اين ينتهى!،وفى رأيى ليست السياسة مادة لخوض العامة،ليس لشئ الا أن مرجعياتهم ،وثقافتهم هى التى تؤثر على الآراء التى يكونوها،وبالتالى المواقف التى يتخذونها تبعا لمصالح مرجعياتهم و ليست تبعا للصالح العام!

وهذا يرجعنى للحديث عن سياسة الكلام،عندما يحدث وأخوض مع أحدهم بقصد أو بدون حديث السياسة و الذى لا أفقه فيه كثيرا بالمناسبة،أحاول أن أستشف مع من أتحدث ،وما مرجعياته؟،سابقا لم أكن أهتم بشئ مماثل،لأن حديث السياسة حينها كان أشبه بحوار هزلى لن يفضى الى أى نتيجة على أرض الواقع،وهذا جرنى الى التساؤل عن مرجعياتى وخلفياتى التى على أساسها أكون رأيا يحتمل  الخطأ و الصواب ،ولم أجد ما يناسبنى سوى عباءى الليبرالية الفضفاضة،و حينما أمعنت فى الوصف كانت البراجماتية هى توجهى،لأننى كما أزعم "باخد من كل فيلم أغنية"
وفى كل الأحوال الكلام فى السياسة يحتاج سياسة فى الكلام،ولتختبر قدراتك فى الأخيرة عليك أن تخوض نقاشا مع والدك أو والدتك حول أحد القيم المجتمعية التى لا خلاف عليها من وجهة نظرهم،فاذا وصلت فى النهاية الى أنهم يقولون "رأيك يحتمل الصواب"حينها وفقط يمكنك الكلام فى السياسة،أما و أننى لم أنجح فى هذا الاختبار بعد،فلن أتحدث فى السياسة الى حين.

الجمعة، نوفمبر 18، 2011

برد

أسوأ حاجة أما تلاقى البرد اتسلل من أطرافك لقلبك

تدور على حد يطمنك،انك مش لوحدك

وان الدفا مش كوباية نسكافية وحتة شيكولاتة

الدفا كلمة حلوة،ضحكة صافية أو حتى سؤال "انتى بخير؟"

تشحذ احساس الدفا عبر الهاتف فتجد أحدهم مغلقا والآخر خارج نطاق الخدمة و الثالث لا احد يرد

حينها تقرر ألا تكمل القائمة،لأنك لن تحتمل المزيد من البرد!

وتلاقى نفسك دفيت من نفسك لأن البرد جوه القلب عايز منك حبة ايمان. 

الاثنين، نوفمبر 14، 2011

كونى

لن اكتب الآن عن لماذا أدون كما فعلت قديما هنا..ولكن سأكتب لماذا اولع بالتدون اليومى..
التدوين اليومى هو التزام يومى بالكتابة هنا فى ساحة مدونتى، و بمثابة وعد للعابرين أن "فى كل يوم جديد تحت الشمس"، أو هى محاولتى نفى النفى فى العبارة التى أرددها كلما سألنى أحدهم عن حالى "لا جديد تحت الشمسة"، ولكننا جبلنا على الطمع،الطمع فى أن استيقظ فى كل يوم على رائحة الفل، أن يبتسم كل من يقابلنى فى الطريق مغمغما "صباح الخير"، أن اؤدى فى كل يوم خدمة جليلة للبشرية متمثلة فى رسم بسمة على ثغر أحدهم"، أن أشعر فى نهاية كل يوم أن كل لحظة أثمرت "، ..والقائمة طويلة ممتدة ،والمشكلة تكمن فى أننى اريد هذه الباقة كما هى،ولأن هذا لا يحدث،ولأن فلسفة الشعور بالجمال أبعد من الأشياء الجميلة التى نتوقعها،أبحث و لا أبحث فى كل يوم عن شئ جديد، و أجدنى هنا أريد الحكى و الحكى ،عن تشابهنا المختلف حتما سأحكى،عن سياسة الكلام فى السياسة،عن أى شئ و كل شئ،وليس وفقط عملا بنصيحة ماركيز "من ليس له ذاكرة فليصنع لنفسه ذاكرة من ورق"،ولكن لأن الكتابة تجعلنى أدرك أكثر من أنا؟، و ما أريد؟،والى أين أريد المسير؟ ، الكتابة لىّ كونى.

السبت، نوفمبر 12، 2011

لقاء عفوى

أتحدث عن اللقاء الذى جمع عددا من المدونيين المشاركين فى كتاب "أبجدية ابداع عفوى" الكتاب الالكترونى و المنتظر صدور نسخة معدلة منه للنشر الورقى خلال أكثر من شهر تقريبا،كان هذا اللقاء أمس ،الجمعة 11-11-2011،لم تكن صدفة أن يكون تاريخ اليوم مميزا،هو القدر ان يكون اليوم مميزا جدا بحضور الجميع،لن أتكلم عن بداية الأمر برمته،و لاعن تفاصيله،ولكن وفقط عن انطباعى و شعورى عنه،ذلك لأن العالم اليوم واعتمادا على التطور الحديث يجعلك تنجز أشياء عديدة وأنت جالس مكانك فى منزلك أمام شاشة الحاسوب متفاعلا مع آخرين يماثلونك دون أن تعرفهم مسبقا ودون الحاجة الى ذلك،تتولى لغة الأصفار والآحاد نقل كل ما تعنيه،ورغم أن لذلك مميزات عديدة على مستوى الانجاز،الا انه يلغى مستوى آخر فى عمق النفس البشرية وهو التفاعلية الحقة،لن أنكر أن هناك نوعا من التفاعلية يجعلك كانك فى ذات الزمان و المكان مع ذات الأشخاص كاستخدامنا أمس لموقع سكايب لتتمكن الرائعة امتياز وغيرها من موافاتنا،ولكن للحضور التام طعم آخر،أن تجلس فعليا مع من اعتدت أن تقرأ كلماتهم ،من اعتدت أن تداعب أحاسيسهم شعورك شئ آخر،والأبعد من ذلك أن تلمس من صفاتهم الشخصية ما يجعلك تدرك كيف يكتبون ما يكتبون،أو على الأحرى كيف يشعرون فيكتبون، لاأقصد المعنى الحرفى لكلماتى،ولكن أقصد أننا أحيانا كثيرة نعرف أشخاصا بأعينهم لفترات طويلة و حين نقرأ كلماتهم نندهش،كيف أن هذا الفكر أو الاحساس راوده؟،أنت لست من أعرف؟،أو علّ هناك جواتب أخرى خفية لا أعرفها عنك و هكذا دواليك، وعلى النقيض فى حالتنا أمس،كنت أعرف الأشخاص الذين يكتبون ،أعرف كيف يشعرون و كيف يفكرون،لم يكن الجديد فى اللقاء اننى عرفت كيف يبدون،ولكن صفاتهم الشخصية،ما تبقى من اللغز،مثلا كيف تفكر لبنى جيدا قبل أن تنطق كل كلمة ،فتأتى كلماتها هكذا كما نقرأها منتقاة و بعناية شديدة،كيف تتمتع ايثار بعقل راجح وطفولة بريئة تشى بها ابتسامتها العذبة،وعن كيف تتحلى مها بشقاوة وخفة ظل لاحدود لها، الحقيقة لن أملك ان اصف كل ما لمسته من صفات كل مدون منهم، ولكن الأكيد أننى سعدت جدا بلقائهم بدرجة أنستنى مرور الوقت الذى ذكرنيه مهاتفة والدتىللاطمئنان علىّ،والتى ذكرتنى بموعد القطار،فهرعت بكل ما أمكننى من سرعة فى طريقى الى محطة مترو الأنفاق وقودى هو سعادتى التى لاحدود لها،وبعد استقلالى للمترو وبينما أفكر أن حذائى العالى قد يعيقنى من اللحاق بالقطار اذا براكبة تنبهنى أننى اقف على قئ أحدهم،فتنبهت حينها وفقط الى فائدة الحذاء العالى فى ظل حواسى الخمسة المغيبة بنشوة السعادة،فلم أر القئ ولم اشم رائحته،ولم ألحظ أن أحدا سواى لم يقف حيث وقفت ،وكلها تفاصيل ماكانت لتغيب علىّ وأنا فى حالتى العادية،وفى النهاية لحقت القطار فى آخر لحظة ،و فى النهاية وجدت نفسى على كرسىّ فى العربة الحادية عشرة من القطار،لتكمل تميز هذا اليوم،لم أكن أحفل من قبل بهذا الرقم -11- لكنه لى منذ الأمس يعنى لى الكثير.

الأربعاء، نوفمبر 09، 2011

دليل المستعمر الذكى*


* مستوحاة من كتاب "ثلاثية غرناطة"

اذا أردت أن تستعمر شعبا أو تستعبده فما عليك الا أن تفعل التالى :-
1- ،تعرف من يحكم و ما يحكم هذا الشعب وما نقطة ضعفه و تستغلها لتحكم قبضتك عليه سواء بالابتزاز، الوعد ،أو الوعيد!حتى تحكم قبضتك على الحاكم،وتحل محله أو تبقيه فى محله وتتصرف من خلاله!

2- طمأنة جموع الشعب الغفيرة،أنه لا توجد أزمة،سواء كان ذلك عن طريق معاهدة أو وعد (قد يكون الوعد جزءا من خطاب)وذلك حتى تتمكن كليا من فرض سيطرتك على هذا الشعب وحينها تنتقل للخطوة التالية.


3- التضييق على العلم و العلماء و أحيانا أخرى الهاؤهم فى صراعات مفتعلة لتشتيت انتباههم و اضعافهم وفقدهم تأثيرهم على الجموع،فالعلماء ورثة الأنبياء،لذلك حرق الكتب أو التخلص منها هو السبيل،ملحوظة المقصود بالعلم هنا ليس العلوم الطبيعية ولكنه يشمل أيضا العلوم الانسانية شاملة السياسة و الاجتماع وغيرها!،لذلك قد يعنى هذا فى بعض الأماكن حجب حرية الرأى!

4- فرض قيود على الحريات العامة ،منها مثلا محاولات طمس الهوية أو زرع العصبية لأى فكرة ،من باب فرق تسد!

5- مع الوقت ستجد الجمع متميز الى طوائف ،تعتمد على العنصرية،وتبدأ سيناريوهات من القهر،لزرع فكرة قلة الحيلة،و أن يكون الأمل الوحيد الأوحد هو أن تستمر الحياة على ما هى عليه،من تلبية الحاجات الأساسية و الدنيا لأى انسان للعيش(المأكل والمشرب و الملبس)

6- دوما ستكون هناك محاولات انتحارية جماعية أو فردية للمقاومة يمكن تثبيطها بفرض قوة قاهرة غاشمة تردع كل من تسول له نفسه الاعتراض بأى شكل كان.

و بعد كل هذا تصبح بلا شك مسيطرا مهيمنا على كل الموارد ،وعلى رأسها البشر!

الاثنين، نوفمبر 07، 2011

A Message in A Bottel 2

عزيزى:
أكتب لك فى الدقائق الأولى من عامى الجديد،و أنا جالسة أتناول قطعا من الشيكولاتة بالبندق أحضرتها سلفا،هذه رسالتى الثانية اليك، أعرف اقصر فى الكتابة اليك ،و لا أفعل ذلك سوى فى مناسبات تستحق الكتابة،ليس لشئ سوى أننى لا أريد أن أرهقك بكل ما لدى ،لأن دوما لدىّ مادة للحكى.
هذا عامى الرابع والعشرين، مما يعنى أننى يلزمنى عام واحد و أتم ربع قرن من الحياة على وجه البسيطة ،و تعرف لم يعدّ يؤرقنى فى يوم مثل هذا مسألة محاسبة ذاتى كما كنت افعل سابقا ،لم اعد أفكر هل أضفت شيئا الى العالم،بل الآن دوما أتساءل "هل هناك ما يمكن أن أضيفه لهذا العالم؟"..و حتى هذه الاضافة لم اعد أفكر فيها بالشكل السابق، تغيير حياة انسان واحد قد تكون كفيلة بذلك،بدءا بى بالطبع و مرورا بكل من هم حولى سواء أعرفهم أم لا،طالما أستطيع فلا مانع، شئ آخر أتعرف أن للرقم 24 هذا دلالة خاصة لى؟،فكأنما هو السلمة الثانية من سلالم حياتى،الأولى كتب عليها اثنان ،و الثانية عليها أربعة،و أنا الآن على الدرج الثانى،و هو يوافق أيضا اليوم الثانى من ايام عيد الأضحى ،تعرف أننى لا أؤمن بالمصادفة، بل هو القدر وحده ،لذلك هذا قطعا عام مختلف،بدءا من يناير الذى كان بداية غير متوقعة للجميع ،بدءا من الثورة و التنحى الى هذا اليوم،ليس فقط لأن فى كل يوم جديد وهذا يخالف المقولة التى أرددها دوما "لا جديد تحت الشمس!،بل لأن أيضا هذا الجديد يؤثر على كل شئ،فمثلا ثانى يوم للتنحى و بينما كان الجميع فرحين مستبشرين، كنت مغمومة ولشئ لا علاقة له بالمرة بالثورة، يومها وأثناء مغادرتى المنزل وجدت النبتتان اللتان تحرسان الباب مقطوعتان،ولم يكن هناك أدنى شك أن هذا حدث بفعل فاعل،اغتممت، وكالعادة أسقطت ما حدث على ما سيحدث،كيف تكون لدينا ثورة و أخلاق الميدان ويحدث مثل هذا؟،اذن لن نتقدم خطوة واحدة للأمام،و بينما أنا فى العمل سيطر علىّ هذا الهاجس،حتى قررت أن أبتاع نبتة لكل شقة فى العمارة وذلك بداعى أن يتعلم أطفالهم الاهتمام بالنباتات،وقد كان!..وبمناسبة الاسقاطات،لم أعى أننى أفعل ذلك سوى مؤخرا جدا،فى الشهر الماضى،حيث عرفت نظاما مشابها لنظام مبارك،وحينها لم أملك سوى ترك النظام ومتابعته،وفى انتظار الثورة عليه.
عن الأخبار المفرحة ،فى الشهر القادم سيصدر كتاب"أبجدية اباع عفوى"الذى شاركت فيه بتدوينة ضمن حملة للتدوين اليومى، لم أفرح حينما صدرت النسخة الالكترونية بقدر فرحى بالورقية ليس لشئ سوى أننى كنت بحاجة للفرح ناهيك أصلا أن الخبر مفرح،مما يذكرنى أن العزيزة فريدة قالت لى مؤخرا "أن تدويناتى أصبحت حزينة مؤخرا"..فكرت فى كلماتها طويلا حتى أدركت أن معها كل الحق،و لاسبب حقيقى لذلك سوى تأثرى بكل ما يدور حولى،حيث لا سبب فعلى فى حياتى الشخصية يدعو لذلك،وعلّها ايضا كلمات درويش التى حتما تمس وترا ما فى القلب غير أنه يمكنك أن تقتبس من اشعاره فى كل موقف،تخيلتنى يوما أمام حضور مهول و أقول "من أنا لأقول لكم ما أقول لكم"،وحينما واسيت أحدهم فى وفاة والدتها وددت لو أقول لها "فان أسباب الوفاة كثيرة من بينها وجع الحياة"لكننى تراجعت فورا لأن انهيارها و سنها و الموقف لا يحتمل عبارة مماثلة!..
انتباتنى يوما ما خاطرة، هل لىّ من اسمى نصيب؟!..و تمنيت ان يصيب ذلك شيئا من الحقيقة ،لأن اسمى الأول هو اسم زهرة من أجمل ما يكون،و اسم العائلة بالعربية يعنى "السعة "و بالانجليزية "اعادة التأهيل"، ورغم أن هذا يبدو عجيبا الا أن أننى مولعة جدا بهذا الأمر ،  لأنه عن البدايات الجديدة و تعديل و تطوير السلوك ،فليت لى من اسمى نصيب!
ماذا تبقى أيضا لأخبرك عنه..لازال هناك الكثير و الكثير،لأننى حاليا و منذ فترة على سلام طوعى مع الأشياء الصغيرة،لذلك عندما أرى فراشة بيضاء تحلق حولى فى شارع البحر ،أو أن أرى هدهدا محلقا من قريب أو بعيد،أو طفل يبتسم،أو غيرها أشعر بسعادة مفرطة ،و كأن كميات هائلة من السيروتونين سرت فى كل خلايا جسدى...

العمل كما هو لاجديد، سوى أننى لا أحبه ،وبدأ يزحف هذا على مستوى اللاوعى الى أحلامى ..حيث رأيت عدة أحلام لا تسر،و فى كل مرة أستيقظ و أن أقول "هى أضغاث أحلام"..شئ آخر أبحث الآن عن العمل الذى أحب أن أمارسه لأننى على وشك انتهاء دراستى فيه،لا شك أن به الكثير من الروتين و لكن على الأقل سيكون هناك مجالا للتفكير،لأننى بدات اشعر بالغباء و التبلد المصاحب للوظيفة الحكومية ،و انعكس هذا على كل شئ، و أولها خيالى ،يكفى أن أتخيل طفلة أندلسية بديعة الحسن سيارة لمجرد ان اسمها اسبرانزا!.
كل أعزائى على خير ما يرام ،رغم أننى لست بذات القرب منهم،و كالعادة اشكو من صعوبة ان تكون مياه علاقتنا جارية دوما رغم التقدم الهائل فى وسائل الاتصال و المواصلات،الا أن مشاغل الحياة و همومها تتزايد بشكل يخلق عائقا نفسيا مع الآخرين بشكل عام،لكننى على قدر الامكان أستغل كل الفرص المتاحة للحيلولة دون ذلك،على الأقل مؤخرا!
اعتدت كل عام أن أجعل لى شعارا ولذلك قررت أن يكون شعار المرحلة القادمة تلك الكلمات التى تغنت بها جارة القمر فى رائعتها 
الحكى قد يطول و يطول لصفحات عديدة ،لأننى فى حالة تستدعى الذكريات،و لأننى أيضا ألمح الكثير من التفاصيل الصغيرة و التى تشغلنى دائما عن الصورة الكلية ..فقط اريد أن أنهى رسالتى لك بكل ما فىّ من طاقة حب .