الأربعاء، سبتمبر 30، 2009

خواطر 5..أحمد الشقيرى

كانت صديقتى المدونة الجديدة "عايزة أقول " قد طرحت تدوينة عنوانها " عذرا ..أحمد الشقيرى"....تشير بها الى ما لم يعجبها من حلقة شاهدتها عرضا..الحقيقة كنت أشاهد هذا البرنامج كلما تسنى لى ذلك.. الحقيقة أننى وجدت عرضا هذا المشهد و لم أشاهد هذه الحلقة حين عرضها و لكننى رأيت أنه لا بد أن أوضح بعض النقاط كى ننصف هذا المجهود الرائع..تابعوا معى..

ماهى خواطر 5؟
هى برنامج يعرض تلك السلبيات الموجودة بالمجتمع المسلم.
وهذا هو ما تم عرضه على مدار أربع أجزاء ، و هذا خامسهم ، الذى يعرض مظاهر التقدم و الرقى فى اليابان و مقارنة هذه المظاهر بما هو موجود فى عالمنا العربى.

لماذا اليابان؟
لأنها أحد تلك الدول التى لها ماض و لكن ليس بعراقة الماضى و الحضارة العربية، و لأنها فى القرن الماضى ذاقت ويلات الحرب ،بل و أشرس أنواع الحرب ألا وهى النووية ..حينما ضربت ناجازاكى و هيروشيما فى الحرب العالمية الثانية، مما يعنى أنها تعرضت للابادة التامة و الشاملة، وهى الآن من أعظم حضارات العالم ،وقد وصلت لذلك من خلال التمسك بتقاليدها و أخلاقها.

لماذا المقارنة؟
لأننا فى عالمنا العربى لدينا الدين الاسلامى بتعاليمه السمحة و أخلاقه الكريمة..لدينا اشتراكنا فى اللغة، و الماضى، و ذقنا ويلات الحروب على مدار أزمة عدة ،ولدينا العديد من القواسم التى من المفروض أن تجعلنا فى مصاف الأمم المتقدمة،لإدراك الواقع و تغيير المستقبل.

الجدير بالذكر أن المقارنة بين العالم الاسلامى و عوالم أخرى ليس جديدا ..فقد قام به كل من سافر للخارج على مر العصور..كالشيخ محمد عبده الذى قال عند عودته من الخارج:- "رأيت اسلاما بلا مسلمين"..الجديد فى الأمر هو طريقة العرض ، لا أكثر.

هل كان بالبرنامج توع من التحامل على المسلمين اليوم،و اساءة فى الحديث عنهم؟
الحقيقة يبدو الأمر هكذا من أول وهلة..و لكن احقاقا للحق لم أشعر بذلك،و هذا ليس بينة على صحة ادعائى،لكن البرنامج كما عرض سلبيتنا و ما صرنا اليه ،عرض بعض مميزاتنا و ان حدث هذا قليلا، وأخيرا أختم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم-:- "انما الأعمال بالنيات ،و انما لكل امرئ ما نوى" صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم..

الثلاثاء، سبتمبر 29، 2009

::و فى منه بعض جنين::


كنا جلوس فى الصيدلية أثناء أداء صلاة التراويح..و بينما نحن كذلك دخلت علينا سيدة منتقبة، طلبت من المساعد و كذلك الطالب المتدرب الخروج لأنها هتكشف وجهها، حينها قلقت..ما سترينيه؟..وهل سأستطيع أن أتعامل معه؟..أم أن هناك غرض آخر..فأنا وحدى الآن..وهى تعلم ذلك،لكن شيئا لم يبين على وجهى من مخاوفى، كشفت وجهها،أشارت لجبهتها، و لم يكن ليخف علىَ ذلك الجزء المنتفخ بغرابة أعلى الجبهة، لم أعرف ما أقول، فغمغمت:" ما هذا؟"
قالت:-ضرب!
قلت:ضرب!
قالت: بلى!
لم تبد أى انفعالات و هى تقول،و لا حتى رثاءا لحالها، و تملكنى العجب مما أرى و الحيرة فيما أسوى!
قالت :انظرى هنا و هنا أيضا!
مشيرة الى عينيها و فمها..حيث وجدت كدمات أصغر كثيرا!
قالت: أريد مرهما لهذه الكدمات لتختفى سرعة و يفضل أن يكزن رخيصا!
نظرت الى الرفوف أبحث عن شئ لا أدرى كنهه..حتى وجدت بغيتى و أخرجت العلبة!
قلت: هذا جيد..و سعره معقول الى حد ما!
قالت: و كيف أستخدمه؟
قلت: ضعيه على الكدمات ثلاث أو أربع مرات يوميا!
قالت: و ماذا عن المياه!
قلت: ضعيها بعد الوضوء.!
قالت:لكننى أعمل طوال اليوم ليله و نهاره!
قلت: فليكن بعد الافطار مرة و مرتين واحدة بعد رجوعك من العمل ليلا و الاخرى قبل النوم!
قالت: و أضعه على شفتى!
قلت: بلى!
قالت:و لا يضر الحمل؟
قلت:أأنت حامل!
قالت: بلى!
أطرقت قليلا..و قلت:- لا يضر بعون الله!
أخذت المرهم و حاسبت و انصرفت..
اعترتنى مجموعة من المشاعر العجيبة، و تذكرت بيتا للشاعر عادل محمد قال فيه:
"و فىَ منه بعض جنين!"

الأحد، سبتمبر 20، 2009

بعودة يا رمضان

ها قد انتهي الشهر الفضيل..لكنه هذا العام لم يكن كأي عام مضي ،لم أختبر الجوع و الظمأ،لم أتعرض لموقف أتمتم فيه:"اللهم إني صائمة"،و لم أؤد عبادتي كما ينبغي لي،فعرفت ما تميل له نفسي ،و عرفت كيف هي أمارة بالسوء!..و الآن أحمد الله علي نعمة الادراك..و أعتذر عن انجرافي في تدوينتي السابقة و اتخاذها هيئة التذمر المتهكم،و غفلتي عن الاحساس بالانسانيه و ادراك مناطق شعورية اختبرتها ،و سأقصها هنا بعيدا عن أذرار الهاتف الرتيبة،و حين عودة الشبكة العنكبوتية،و الي حينها أرجو من الله أن أفلح في ترويض نفسي و أنفسكم التي سواها،فيلهمنا تقواها،و يعوذ بنا من فجورها..أتمني لكم عيد فطر مبارك وسط الأهل و الأصدقاء.

الجمعة، سبتمبر 04، 2009

::سبع صنايع ..و البخت ضايع::



بما انى بدأت حياتى العملية فى صيدلية..اسمحولى أعرفكم بمهنتنا الموقرة بعد شهر تقريبا من المزاولة...الحقيقة الصيدلى مش زى ما الناس فاهمة ومش زى ما ناس كتير بتحب تسميهم " البقالين"...وده لمجرد انهم شايفين انه بيصرف الدوا المكتوب قدامه وبس..و ان الحكاية مجرد علب بتيجى من ع الرفوف..و لو الحكاية بالسهولة دى ما كنا عملنا صيدلية ماركت:D:..وكانت تبقى كل وظيفة الصيدلى انه يتابع التاس وهى بتشترى و يتمم ان كل واحد واخد اللى المفروض ياخده...مش هنكر ان تجارة الادوية..من مثلث الخطر بتاع التلات تجارات الأكثر شيوعا على مستوى العالم و هم " المخدرات ..السلاح .و الأدوية"...أرجع و اقول و أأكد وأصر على ان المهنة مش زى ما الناس فاكرة..و الا مكانش حديثى التخرج زى حالاتى لقوا صعوبة فى الشغل فى اول فترة...شوفوا معايا كده الصيدلى واللى اقصده هنا بالصيدلى اللى هو الصيدلة التانى اللى هو مش صاحب صيدلية بيعمل ايه:-
1-خبير حطوط:بيحاول يفك طلاسم الكلمات اللى بيكتبها الدكاترة وممكن يكون عارف كل الادوية اللى فى الروشتة بس مش عارف يصرفها لانه مش عارف يقراها..والحقيقة بعض الناس بيسهلوا الحكاية دى بانهم بيكونوا سألين الدكتور عن أسماء الدوية اللى كاتبها..و المفروض اننا ما نمارسش خبرة الخطوط لأن المفروض ان الروشتى تكون مطبوعة..زى روشتة كانت جاية من السعودية شفتها..و لكن لا حياة لمن تنادى.

2-مخزنجى: أقصد عامل فى مخزن..المفروض يتابع كميات كل صنف من الادوية و لو حاجة بدأت تخلص يكتبها ..ده غير طبعا جرد العلب المنتهية الصلاحية او الموشكة على الانتهاء..و أحيانا وجود الكومبيوتر فى الصيدلية بيوفر المجهود فى ده ..بس لو الكميات مضبوطة فعلا..ومع تجربتى السابقة فى العمل فى صيدلية مفيهاش كمبيوتر فأنا بفضل ده..عشان أبص ع الرفوف:..و طبعا استلام الطلبيات و مراجعتها وكده.

3-محاسب:-ومحاسب شاطر كمان و سريع عشان يقدر يلاحق على كل الطلبات و كمان يرضى كل الأطراف..أسوأ ما فى الجزء ده من الوظيفة..موضوع الخصم..بكرهه..ليه نعمل خصم اساسا..و لو هنعمل يا للناس كلها يا بلاش..و غير ده و ده..نسبة الخصم..على كل دوا غير التانى..على حسب نسبة الحصم اللى بتيجى عليه أصلا..لضمان المكسب.. و طبعا حسابات استلام الودية و تسليمها..أسخف ما يكون!

4-طبيب نفسى:- يفهم كل واحد جاى الصيدلية ليه..هم أكيد كلهم بيشتركوا فى سبب رئيسى وهو شراء العلاج..بس فى منهم بيبقوا عايزين اكتر من كده..بيبقوا كتير عايزين حد يسمعهم ..حد يحكوا معاه..حد يهون عليهم كل اللى بيتعرضوا له..أذكر فى الصيدلية الأولى جالى رجل مسن...قعد ..و قالى انه جه امبارح للدكتور و فى دوا مكانش موجود وهو محتاجه...قلت له طيب حضرتك قولى ايه هو و هشوف اذا كان جه و لا لأ؟...المهم أدانى ورقة فيها حوالى 8 أنواع مختلفة..و قال لى تلاتة منهم مكانوش موجودين..بس مش فاكر انهى..المهم طلعت له علبة من كل نوع موجود عشان اوصل للى كان ناقص..وانا بعمل كده سالنى عن تليفون الصيدلية..لانه كان عايز يسال عليهم جم و لا لأ بدل ما يجى المشوار..اديته النمرة ..ووريته العلب و قلت له انهى منها ناقص يا حاج..قال لى على اللى عنده..و بعدين قالى خلاص هاتيهم كلهم..وعرفت ايه اللى مكانش موجود و كان لسه مجاش..قال لى خلاص هاتى الموجود و الباقى ابقى ابعتيه ع البيت..قلت له تحت أمرك..بس حضرتك غالبا أخدت الانواع دى امبارح و لسه الناقص مجاش..طلب مايه..و بعد ماشرب سالنى تانى على التليفون و قلت له انا اديتهولك يا حاج عشان لو عايز تسال على اى حاجة فى وقت نبقى تحت امرك وحتى كمان عشان متتعبش نفسك و تنزل فى الحر الفظيع ده..رجع طلب منى الدوا..قلت له انه لسه مجاش..قالى ما انتى لسه مطلعاه..قلت له..حضرتك ده نفس اللى أحدته امبارح اللى ناقص لسه مجاش..و حتى معاد وصول الطلبية عدى..قالى و انا ذنبى ايه؟؟..اخد الدوا ازاى دلوقتى..انا عايز اكل..عشان اخد الدوا..انتم صيدلية مش محترمة ومش هتعامل معاكم تانى..لو انتم صيدلية كويسة كنتم جبتم الدوا.دى ارواح ناس مش لعبة...قلت له حضرتك التقصير مش من عندنا احنا طلبنا الدوا اللى حضرتك عاوزه وهو لسه مجاش الشركة اتاخرت..حضرتك ادينى اسمك و العنوان و انا اول ما يوصل هنوصله لحضرتك على طول..المهم وصلت عربية شركة بتوصل دوا..قلت له انا حالا هاتكلم معاهم فى ان دى مش مواعيد وان ارواح الناس بتتوقف على كده..و لكن الطلبية دى مكانتش من الشركة المتأخرة..و سالنى اذا كنا بنحلل سكر فى الصيدلية ..قلت له اه..هو حضرتك عندك سكر..قال لى لا بس عايز اطمن..قلت له ع الاعراض و مكانتش عنده..وهو مصمم يعمل التحليل و بعدين افتكر الدوا و رجع تانى يعيد نفس الكلام.. و قلت له خلاص روخ حضرتك و انا هبعت لك الدوا كامل لحد البيت..قال لا انا هاخد اللى انتى نزلتيهم دول دلوقتى..هو انا حرامى ما انا هدفع فلوسهم قلت له لا خالص الفكرة ان حضرتك ماتبقاش متلخبط ايه جه و ايه لسه..وطبعا افتكر الدوا اللى ناقص قلت خلاص انا هريحه ..كلمت صيدلية تانية و طلبت منها الدوا و بعت الدليفرى يجيبه..قالى هيتأخر..قلت له لا..المهم وهو قاعد مستنى بقى ..حكى لى قصة حياته..و انه عايش لوحده و ان مراته الاولانية ماتت و هو كان دايما بياخدها معاه عمرات و كانت بتفهمه من قبل حتى ما يتكلم...اما التانية فاسبته لوحدهو راحت كفر الزيات..الحقيقة صعب على..و عرفت هو ليه كان بيتعامل معايا كده..و بعد ما خرج الشجنة اللى عنده..قالى خلاص ابقى ابعتيه البيت و يدوبك و هو طالع وصل الدوا و اخده معاه ..الحكاية دى اخدت حوالى ساعة الا ربع..و خلالها كمان كنت بجيب دوا ناس تانية..الحقيقة هو مكانش عايز الدوا اد ماكان عايز حد يتكلم معاه..وانا مفهمتش ده غير فى الآخر!

5-صيدلى..يجي حد يشتكى من حاجة معينة و نسأله شوية أسئلة و نطلع له أحسن دوا ممكن يعالج حالته..مش بس كده و لا يتوائم كمان مع ظروفه الاقتصادية..وده مش شئ سهل..و محتاج معرفة كل الاصناف الموجودة غير معرفة اسعارها و طبعا هى بتعالج ايه..و مناسبة لمين!

6-خبير فى مستحضرات التجميل..و ده طبعا شئ مزعج..رغم كونى بنت و عندى معلومات لا باس بها..لكن أكيد مش هجرب كل أنوا الشامبوهات و الكريمات و خلافه..مش بس كده لا و أفهم كمان فى ماكينات الحلاقة.. وكريمات الحلاقة..و معجون السنان!..صحيح فى مقررات بتدرس مخصوص فى مستحضرات التجميل..بس أكيد مش بالشكل ده!

7- جليس أطفال..غالبا اللى بييجى يطلب الدوا أطفال أو مراهقيت بيبعتهم أهلهم يجيبوا الدوا..و طبعا بيبقوا مش مركزين ز مش عارفين هم عايزين ايه أصلا..و لازم يروحوا و ييجوا كذا مرة على ما نفهم ايه المطلوب..غير طبعا الأطفال مرتادى الصيدلية على سبيل اللهو..و ساعات بنلعب معاهم و ساعات بنمشيهم..و طبعا الاسيستنت اللى ممكن يكونوا زى الأطفال بالضبط!

ده نموذج سريع كده للى بيعمله الصيدلى..و الحقيقة أسوأ ما فى الموضوع ساعات الملل..جربت أتفرج ع التليفزيون كرهته و قللت منه خالص..لجأت للقراية..لقيتها بتحط حاجز بينى و بين اللى بيشتغلوا معايا..فبقيت بقعد و خلاص ..أفكر فى أى حاجة..و اللى يعيش يا ما يشوف!

الأربعاء، سبتمبر 02، 2009

ادعية لم تطلق بعد


لينا من رام الله، حضرت الى الاقصى من اجل ان تستزيد من الشحنات الايمانية لديها، وتضيف: "في الاقصى مكان من اجل الابتعاد عن صخب الحياة ومشاكلها". ولكن لينا لم تستطع حبس دمعة شوق الى اخيها احمد الذي لا يزال معتقلا في سجون السلطة الفلسطينية في رام الله.
- "اعتقل اخي قبل رمضان بشهر، وحتى الان لا يبدو انه سيخرج من السجن. لم تمض على خروجه من سجن الاحتلال الاسرائيلي سنة حتى دخل سجنا فلسطينيا هذه المرة. ولا حول ولا قوة الا بالله".

وتتسائل لينا عن الادعية الخجولة التي تدعى في المساجد الاسلامية ولماذا لا تمس القلب ولا الشارع المسلم؟ اين هي الادعية النارية؟ ولماذا هذه الالغاز في الادعية: "اللهم دمر اعداء الدين"، "اللهم عليك بالحاقدين" وغيرها.
- هل هناك ادعية نارية؟ تساءلت.

- اقصد ادعية تلبي احتياجات الزمن الذي نعيش فيه. ادعية تستدعي الحاجة والتذلل. ايه اخية اكثري من الدعاء لفك الاسرى والمعتقلين.
قالت لينا وغرقت في دعاءها.

فكرت في جملة من الادعية التي لم اسمعها بعد:

- اللهم اجعلنا من اهل العلم. اللهم وفقنا للابداع والتميّز، اللهم اجعل رمضان عام الانتصارات العلمية، بفضلك هذا وبرحمتك يا الله.

نقلا عن مدونة "كيف؟".