الاثنين، يونيو 22، 2009

سؤال يطرح نفسه!

هذه لقطة من فيلم"About A Boy" شاهدته مؤخرا ..والحفيفة طرح لدى تساؤلا مهما..هو ذاته ما قاله بطل الفيلم فى اللقطة التى عرضتها عليكم..الحقيقة أنه استطرد بعدها و طرح أيضا كيف تعيش على جزيرتك الخاصة!..

اذن سؤالى هو..هل كل منا جزيرة..يعيش عليها وحيدا منعزلا..يقضى فيها حياته..يمارس فيها انشطته و مهامه وواجباته؟...ومن حين لآخر يزور باقى الجزر..أو يزور الأرض..!..

أطرح هذا السؤال لأننى أفكر فى ذلك ..فلنقل أننى أعانى الآن نوعا من الانسحاب الاجتماعى الواعى المدروس مسبقا..Social withdrawal..والحقيقة لى فى ذلك أسبابى..فلنقل انها تجربة مصغرة لما سيكون عليه المستقبل..نوع من ادراك للواقع..فلنقل أننى اكتفيت بكل ما لدى من ذكريات مع من أعرفهم..أعيش فى تلك الصور التى التقطتها بذاكرتى فى كل موقف..أعاصر الضحك..الفرحة..الأسى ..الألم..و علَى أيضا أتبع القول الشهير.." اذا أردت شيئا بشده أطلق سراحه..فان عاد لك فهو ملكك ..و ان لم يعد فهو لم يكن ملك لك من البداية".. فلنقل أن هذا درسا تعلمته على مدار السنوات القليلة الماضية التى قضيتها بأروقة كليتنا الموقرة، و هذا يذكرنى باحدى نظرياتى السابقة عن البشر و العلاقات الانسانية..تبنيت تلك النظرية منذ ما يقرب من عام و سأطرحها عليكم الآن و لأول مرة!


هذه النظرية تتضمن أن كل منا جرما سماويا..قد يكون قمرا تابعا..كوكبا..شمسا..مجرة..كل حسب مقومات شخصيته و مكانته..و كل يسبح فى فلكه..الذى هو جزء من جرم سماوى آخر..هذه ببساطة نظريتى..ولكن هناك اختلاف بين قوانين علاقتنا السماوية و قوانين الأجرام السماوية..فإن كانت الأجرام السماوية ملتزمة جدا بمداراتها..و لا تحيد عنها..إلا أننا نحن البشر أحيانا نحيد عن مداراتنا و نبحث لنا عن أجرام و أفلاك أخرى نكون جزئا منها..وليس هذا فحسب..بل ان قمر اليوم منا قد يصير شمسا بالغد و العكس صحيح....أما عن الشهب و النيازك...فهذا ما سأترك لخيالكم عنان الانطلاق فيه!

الخميس، يونيو 11، 2009

::معرفة قديمة::


جاء الى حيث أجلس مكفية الى ورقة امتحانى..سألنى:-" أى ورقة تنقصك؟"..أجبت فورا:-" الورقة الخامسة!"..قال لى:-"فكى دبوس مذكرة الامتحان"..فعلت كما قال..أعطانى ورقتى الناقصة..قال لى:-"فلتعطينى اذن تلك الورقة الفارغة التى لديك؟"..أطرقت حتى استوعبت ما عنى..و أعطيته إياها مرددة:-" إنها أول مرة تنقصنى ورقة!"..أجابنى:-" لا عليكى!"...ومضى فى طريقه يسأل بقية الطلبة عن ورقهم الناقص..كان هذا أول حوار يدور بيننا رغم أننى أرى أستاذ محيى منذ خمس سنوات وهى تلك المدة التى قضيتها فى أروقة كليتنا الموقرة...الحقيقة دار بخلدى حوار آخر كان بودى و سؤال ألح على أن أطرحه لكننى التهيت بالورقة الناقصة وبأسئلة الامتحان!

ترجع معرفتى بالأستاذ محيى الى زمن بعيد..يرجع بى الى أيام الطفولة البريئة..أيام الدراسة الابتدائية..مدرسة الفاتح التليدة..و مدرسة فصلى الموقرة والعزيزة جدا الى قلبى والتى يعود اليها الفضل فى حبى للغة العربية و براعتى بها..العزيزة/ أبلة بركسام...رغم اسمها الذى دوما استغربته إلا أنه دوما ببالى..فأنا مدينة لها بالكثير..أذكر أننى كنت أكره أن أقضى الفسحة بالفناء..وكذلك بعض من صديقاتى..لأن ذلك يعرضنا الى ما لا نطيق من أكياس الرمل و الماء!..إلا إانها المدرسة الوحيدة التى كانت تسمح لنا بقضاء الفسحة بالفصل رغم أن هذا كان محظورا..وفى أوقات أخرى كنا نجلس معها و هى تصحح الكراسات مع المدرسات الأخريات..كان فى هذا متعة كبيرة..خاصة و كونى أميل الى مجالسة من هم أكبر منى سنا...الشئ الوحيد الذى كنت أأخذه عليها هو تدليلها لحفيدها.." ابراهيم"..ذلك الفتى كان يصغرنى بما يقرب الست سنوات..كان فى الروضة وأنا الصف الرابع الابتدائى..كان يقضى مع جدته وقت الفسحة..وبالتالى يشاركنا اياه..أو على الأحرى يعكر علينا صفوه..فهو كثير النشاط..جرئ..مثله مثل كل الأطفال فى ذلك السن..ولكن وجود جدته كان يمنحه سببا إضافيا للتمادى..وكنا نجاريه أو نصمت عما يثير من جلبة إكراما لمعلمتنا الموقرة!...وكان بشكل يومى تقريبا يأتى والده لاصطحابه للمنزل و يتبادل بعض العبارات مع حماته و ينطلق بدراجته وأمامه ابنه ابراهيم...
حينما إلتحقت بكلية الصيدلة رأيت الأستاذ محيى و عرفت أننى رأيته سابقا..وبعد فترة يسيرة تذكرت كل شئ..وكلما رأيته أردت سؤاله عن حماته..مدرستى العزيزة..و عن ابنه..هل ما زال شقيا كما كان؟...وحينما حانت لى فرصة الحديث معه لم أجد لدى الشجاعة الأدبية أن أقحم نفسى فى حياته الشخصية....مازال السؤال ملحا لدى...وعلنى يوما أسأله اياه!

الأحد، يونيو 07، 2009

::لا جديد تحت الشمس::

لا جديد تحت الشمس..جملة أشتهر بها..أطلقتها على تلك التدوينة لأننى أتحدث عن زيارة أوباما لقاهرة المعز!.. لم أكن أنوى فى الحقيقة أن أكتب فى هذا الأمر..وعل هذا يرجع لعدم متابعتى للأحداث..وكذلك لاعتمادى على السماع بشكل كبير وهذا يعنى أن على القيام بالبحث عن صحة ما سمعت والوقت لم يكن فى صالحى..سبب آخر هو عدم تحبيذى تناول حديث الساعة من الموضوعات ولكن لى رؤية مختلفة أو أرى أنها كذلك..ولكى تكون الصورة مكتملة فسأتناول أيضا آراء آخرين!

*لماذا العالم الاسلامى؟...سؤال جاوبت عليه مدونة" أطياف"..فى رؤيتها للحدث، ولن أضيف على قولها شيئا فقد تناولته جيدا!

*حدث بهذا الحجم يحتاج استعدادا هائلا على كافة الأصعدة ..و الحقيقة هذا هو سبب تدوينتى تلك.. ومن تلك الأصعدة مثلا..

  • أمنيا..تطلب هذا الحدث حشدا مهولا من رجال الشرطة المصريين و ليس هذا فحسب و لكن أيضا الى 3 آلاف من الجنود المارينز جاءوا الى مصر مسبقا لميعاد الزيارة..وهذا ينقلنى لصعيد آخر!
  • صحيا..الحقيقة هذا الصعيد ..أقرب الى التساؤل منه الى تناول الوقائع..فى ظل الاهتمام بترتيبات استضافة هؤلاء الجنود المارينز والتأكد من معرفتهم دورهم ..هل تم اتخاذ اجراءات الكشف عن انفلونزا الخنازير؟...أم تم التغاضى عن ذلك..أو على الأحرى تناسيه؟..خاصة مع اكتشاف أول حالة اصابة فى مصر فى تلك الفترة الزمنية!
  • تجميليا..والحقيقة حين كتبت تلك الكلمة تذكرت فورا تلك الفقرة التى تشاهد فى برامج التجميل.."Before & After".. ومما لاشك فيه أن مجهودا عظيما قد بذل كى نبدو فى أبهى حللنا..ولكن!..وهذا يعنى الانتقال الى الصعيد التالى!.
  • اقتصاديا..كل تلك التجهيزات حتما تثير فى أذهاننا كم كلفنا هذا الحدث من الأموال..كلفنا ذلك مبلغ وقدره 500 مليون جنيه..تضمن ذلك مصاريف التجديدات اللازمة..الاستضافة..الحراسة..هذا ناهيك عن التعطل الناتج عن توقف العمل فى ذلك اليوم..اعتقد أننى الوحيد التى أدركت هذا الموقف..ولكن "اليوم السابع".. تناولت الخبر وتفاصيل عن طلب احاطة فى مجلس الشعب بهذا الخصوص..أعرف يبدو المبلغ مهولا..ولكن أثناء بحثى عن تلك المعلومة قرأت خبرا مماثلا جعل الأمر يبدو معقولا..يقول الخبر.." تكاليف زيارة أوباما لألمانيا تصل الى 40 مليون يورو" عن الاقتصادية الالكترونية الجدير بالذكر أن هذه الزيارة فى نفس اليوم الذى زار فيه القاهرة..ولكن لكى تكون المقارنة عادلة..هل تمت الترتيبات هناك كما تمت هنا؟...وأقصد بذلك بالطبع أوجه الانفاق..وهذا ما ليس لى جواب عليه..نقطة أخرى شغلتنى للغاية..من أين أتت هذه الأموال؟...وهل كانت مخصصة لهذا الغرض؟..أم أنها كانت مدرجة تحت بند نثريات؟...الوجه الآخر لعملة الصعيد الاقتصادى..هل هناك مكاسب اقتصادية تعود علينا اثر هذه الزيارة؟..سواء كان هذا على شكل الاستثمار الأجنبى أو السياحة..وهل هذه المكاسب تعادل قيمة المنفوقات؟..وبالطبع ليس لدى اجابة!

عن
الخطاب لى تلك الملاحظات:-
1-استهلال رائع ..بليغ ..مؤثر!
2- ترتيب النقاط التى عرضها كان كالتالى:-
-11 سبتمبر..متضمنا الحديث عن كل من وضع أفغانستان و العراق.
-الوضع بين الاسرائيلين و الفلسطينين.
-الأسلحة النووية و ايران.
-الديقراطية.
-الحرية الدينية.
-حقوق المرأة.
-التنمية الاقتصادية و الفرص.
  • هذا الترتيب يعطينا خلفية عن أولوياته..بدءا من 11 سبتمبر وتلك المقدمة الطويلة التى مهد بها ليتحدث عن أفغانستان و كذلك العراق..لن أتطرق الى تفاصيل الكلام ..لأنه و بلا شك قد تم تناوله..وصلنى انطباع بعينه انها كانت نكسة أراد بها أن يكسب تعاطف المستمعين ليغفلوا عن كل التفاصيل الأخرى..ثم ينتبهوا على أرقام الاستثمارات و خبر الانسحاب..مع مىحظة أنه لم يلمح حتى عن خطأ فكرة الحرب..نقطة أخرى..زيارته تلك تزامنت مع ذكرى النكسة..التى اختفت تماما أمام الضجة الاعلامية التى بنيت حول الزيارة..الحقيقة أن ذكرى النكسة لم تحييى بشكل جيد حتى فى العام الماضى..وبينما يتخذ غيرنا سبيل العظة و العبرة ننسى نحن ..!

  • فى المركز الثانى جاء الحديث عن القضية الفلسطينية وهذا كنوع من ارضاء الجمع السامع له بصفتها قضية محورية ..وركن اساسى من ثقافة المسلمين..لا تعليق عن تحدثه عن الأسلحة النووية أكثر مما تناولت وسائل الاعلام..أما بالنسبة للقضايا الأخرى التى طرحها..فكأنما هو يقول هذه مشاكلكم كما نراها بشكل او بآخر..ونحن على استعداد للمساعدة..و الحقيقة انه هنا لعب على وتر النسبية..و هذا يعنى أنه قد يمارس بعض الضغوط فى تلك المواضيع بشكل أو بآخر!...أنهى خطابه ببراعة شديدة حين تحدث عن التنمية الاقتصادية و الفرص..فكأنما يقول هذه أجندتى المقدمة!..

  • فى أجزاء عدة من خطابه ذكرنى بخطاب السادات فى الكنيست الاسرائيلى مع الفارق!

*علكم تتساءلون لماذا " لا جديد تحت الشمس"..رغم أن هناك الكثير و الكثير مما حدث ينبئ بالجديد و كذلك بالتغيير و حتما نعنى هنا التغيير الايجابى!..الحقيقة الاجابة المختصرة جدا لتسائلكم هذا تناولتها مدونة" من يشترى الأحلام " ..وفى جملة واحدة عن الخطاب أقول.."لا تغيير فى القضايا و المواقف، لكنها لغة الحوار!"...قد تعتبرون هذا جديدا يستحق منى الاعتراف به..ولكن صوت المصالح يعلو فوق كل شئ ولغة الحوار وسيلة لنيل تلك المصالح..بدا هذا واضحا جليا لى..لن أنكر أنه سياسى بارع..خطيب ممتاز..و لديه فريق عمل جبار..الخطاب أرانى أنه يستخدم العلم فى سبيل تحقيق أغراضه..خطاب كالذى قاله يحتاج دراسات عدة واستشارات عدة منها النفسى و الاقتصادى و السياسى و الدينى وحتى التاريخى..ان كان سبب كراهيتنا لبوش و مواقفه هو لغته و اتجاهاته..فليس لدينا أى ميل لأن نكره أوباما..ولكن علينا الحذر..فهو سيصل لما يريد كما يريد بينما نصفق له مبهورين ببراعته..وقد نكون ايضا خاسرين!..

الأربعاء، يونيو 03، 2009

::أغنيات:: صدفة ..عايدة الأيوبى

كان هذا عنوان مجموعة القصص القصيرة للكاتب الرائع " يوسف السباعى"...أو كما أحب أن أطلق عليه " ملك الاهداءات و المقدمات"..لأنه و بلا شك بارع فى ذلك و يتبع فى ذلك المثل القائل" لكل مقام مقال"..و هذا حديث آخر!...قرأت هذه المجموعة القصصية منذ عدة سنوات اثر استعارتى لها من خالتى..و ما أذكره أننى لم أعرف الا قليلا من الأغنيات التى أشار لها فى بداية كل قصة قصيرة..و حينها أردت أن أحذو حذوه بشكل ما..و لم تتح لى الفرصة لذلك حتى الآن...فإليه أهدى تلك المجموعة من التدوينات ، و التى لا أعلم كيف ستسير..و لكن الأكيد أننى سأتناول ...أغنيات!.


-1-
صدفة
انها تلك الأغنية الرائعة التى تشدو بها واحدة من أبرع المغنيات العرب والتى لم تنل حقها اطلاقا..عايدة الأيوبى..ورغم أن صوتها الشجى يملك أوتار قلبى الا اننى أختلف معها قليلا فى المفهوم ..ألا وهو..تلك المسماة .." صدفة"!

حينما كنت أصغر..غالبا فى المرحلة الاعدادية..كنت أذهب الى مكتبة و فيها استضافوا شخصا لا أذكر من كان ..لكنه سألنا :- هل يعرف أحدكم فزورة أو لغز؟.. فى تلك الأيام كنت قد انتهيت من مجموعة توفيق الحكيم للقصص القصيرة" أرنى الله"..و بها على ما أذكر..قصة بعنوان موزع البريد....لكنها كانت تتحدث عن الحظ....المهم استخدمت شجاعتى الأدبية و بديهتى و قررت أن أحول تلك القصة القصيرة الى لغز..و هكذا فعلت..و بالطبع لم يفك شفرتها سوى أخى العزيز..لأننى كنت قد قصصتها عليه سابقا..وبعد أن حدث ذلك علق هذا الضيف على لغزى..قائلا أن الحظ و الصدفة و كل تلك المسميات لابد أن تخرج من تفكيرنا لأنها ليست حقيقية..بل و منافية للدين!....لاأذكر تحديدا نص الحوار لكن فحواه ظل عالقا فى ذاكرتى..واقتنعت بوجهة النظر تلك..ومن هنا يأتى اختلافى مع تلك الأغنية!

صدفة..من صادف فلانا..أى لقيه ووجده من غير موعد و لا توقع...وهنا تكمن المشكلة أننا أحيانا و دون انتباه نقول لقد حدث ذلك صدفة..أو هكذا دون ترتيب..و الحقيقة أن كل شئ مدبر و مرتب بعناية إلهية فائقة..و كون الأحداث تقع دون توقعنا أو خارج أجندتنا لا يعنى وجود ال "صدفة"..انما هو القدر!..و أيضا لا وجود ل "الحظ"..بل القسمة و النصيب..

تحية ل " عايدة الأيوبى"...عن أغنياتها الرائعة ..و التى بلا شك سأعود لتناول أخرى منها!