الاثنين، يوليو 15، 2013

رامبرانت

فاجأني جوجل باحتفاله بعيد ميلاد رامبرانت بالبورتريه التالي:


لم تكن هذه أول مرة أعرف عن رامبرانت،لكن أثناء قراءتي لرواية عن الجمال،عرفت وصفًا لعدد من لوحاته حتى قبل أن أراها منذ قليل..


هذه لوحة "درس تشريح د تيوليب"،وهكذا تناولتها الرواية:
"صعد سميث الى السبورة ليلصق صورة من لوحة لرامبرانت بها د نيكولاس تيوليب ،وهو يقوم بتشضريح الذراع /عام 1932،وكان ذلك النداء القوي لعصر التنويرلم يأت بعد، وكان رواد الحركة العقلانية ملتفين حول جثة رجل ميت،ووجوههممضيئة بنور العلم المقدس.كانت يد الدكتور اليسرى مرفوعةفي تقليد واضح(أو هكذا كان يقول هاوراد لتلاميذه) للبركة التي كان يمنحها المسيح،وكان رجل ما في خلف اللوحة يحدق النظر فينا،كما لو كان يطالب بإبداء الاعجاب بانسانية المشروع التى لا تخشى أحدًا في تطبيق علمي ودقيق للقول المأثور (اعرف نفسك)."

هل هذا ما كان يريده رامبرانت؟ مم لا أعرف
لكن هاوارد كان يرى أن رامبرانت لا يمكن وصفه بالعبقرية،فلا يوجد انسان عبقري من الأساس، لكن هو وفقط يصور الواقع الماثل أمامه.

وهذه لوحة أخرى ذكرت كالتالي:
"في هذه اللوحة ستة من الرجال الألمان، كلهم تقريبًا في سن هاوارد،يجلسون حول مائدة يلبسون ملابقس سوداء،انهم عمال ال staalmeesters ليديروا انتاج صناعة الملابسفي أمستردامالقرن السابع عشر،وهم يعينون سنويًا ويختارون، لقدرتهم على الحكم على الملابس التي تقدم إليهم اذا ما كانت متينة ومتناسقة في اللون والجودة.وكان مفرش تركي يغطي المائدةالتى يجلسون عليها، حيث تسقط الاضاءة على هذا المفرش،وقد أظهر رامبرانت ثراءه اللوني،والحياكة الذهبية المعقدة.وكان الرجال الظاهرون في هذه اللوحة ،يجلسون، كل واحد في وضع مختلف،وكانت الحكايات الخرافية تنسج خيوطها حول هذه اللوحة لمدة حوالي أربعمائة عام،انها تصور اجتماعًا لملاك الأسهم.وقد جلس الرجال على منصة عالية ،كما يجب أن يكونوا في أية مناقشة قانونية عامة،ويوجد جمهور من الحضور غير المرئي في اللوحة يجلسون أسفل منهم،ويوجد شخص واحد يتوجه بسؤال صعب إلى هذه اللجنة .وكان رامبرانت نفسه يجلس بالقرب من وليس بجوارالسائل، وقد التقط هذا المنظروالمصور يقدم لنا من خلال تصويره لكل وجه-اختلافات طفيفة للمشكلات الحالية،هذه هي لحظة الاعتراض كما تظهر على ستة وجوه آدمية مختلفة ،وهذا هو ما يظهر في الحكم:عقلي، معتبر، ومعتدل.هكذا هو تاريخ الفن.
رفض هاوارد كل هذه الادعاءات السخيفة،كيف لنا أن نعرف ماذا يحدث وراء اطار اللوحة نفسها،وأي حضور؟ وأي مستجوب؟ ما  لحظة الحكم؟هذه هي الخرافات والتقاليد البالية! ولنتخيل أن هذه اللوحة تصف أي لحظة مؤقتة تكون. كان هاوراد يناقش أحد المصورين المغالطين،والذين تحتوي أفكارهم على مفارقات تاريخية.كل هؤلاء ليسوا من رواة قصص تاريخية زائفة ،تستعمل الأسلوب المدني،ونحن نريد أن نؤمن بأن هؤلاء ال staalmeesters حكماء،يتحكمون بقدراتهم العقلية في هذا الحضور الخيالى،ويتحكمون فينا أيضًا.ولكن لا يوجد شئ مما يحكون في اللوحة،كل ما يمكن لنا أن نرى حقيقة،ستة من الرجال الأثرياء يجلسون، من أجل تصويرهم ،متوقعين،وطالبين أن تكون صورتهم صورة جماعة من الأثرياء الناجحين،فإنهم يبدو عليهم الاحترام.ولأن رامبرانت قد أثرى جيدًا من خدماته هذه،فقد أظهرهم بمظهر جذاب.إن ال staalmeesters لا ينظرون إلى أي واحد،فلا يوجد أحد لينظروا إليه،واللوحة عبارة عن تمرين في تصوير القوة الاقتصادية ،وفي رأي هاوارد إنها نوع من التصوير الضار و المحبط"

وبفرض أن رامبرانت كان يتكسب من الرسم،فماذا يجني من رسم اسكتش لفيل؟


أو لثلاث شجرات ؟  -تخيلتها حين رأيتها الشجرات التي ولد جارها درويش-

ثم ماذا عن رسمه للتاريخ القديم؟

والسؤال الأهم :فين تفكر هذه السيدة؟وما معنى الكلمات المخطوطة اسفل صورتها؟


الأربعاء، يوليو 10، 2013

نصف فيل

أنا الآن نصف فيل
ذات سوار من الفل المغوي برائحته
نصف زلومتي أثر البنج المؤثر على شفتي السفلى
تشي بتحقق حلم أن أكون فيلًا!
ورائحة الفل تهدهد آلامي وأحزاني
 منها ما تحقق
ومنها مازال حبرًا على ورق
منتظرًا إلى حين..

الخميس، يوليو 04، 2013

مارلين التي لا نعرفها*



"فقط أجزاء منا تمس أجزاء من الآخرين"

 هل بدأت قراءة عوليس؟ ،هل أنهيته؟ مارلين بدأته وأنهته.




كلفت مصورها جهدًا  ليلتقط لها صورة وهي تقرأ، أو بصحبة الكتب، إصرارها الذي لم يكن بلا جدوى ،بل يكشف عن حب حقيقي للأدب.لقد احتوت مكتبتها الشخصية على أربعة آلاف كتاب شاملة كلاسيكيات الأعمال كديستوفسكي وميلتون، والحداثي منها كهيمنجواي وكيروك. لكنها لم تكن تقرأ بالصدفة، فقد أخذت دروسًا ليلية فى الأدب والتاريخ بجامعة كاليفونيا.
وكما نرى فإن صورة ماراين لدى العامة،كشقراء حرة صاخبة ماهي إلا صورة كاريكاتورية لشخصية مارلين، وهذه الصورة مناقضة تمامًا لما يمكن أن يتأصل فى الانسان من شرور أثرت على حياتها الخاصة.

ولكن أشعارها الخاصة وتلك النصوص القصيرة المشابهة للشعر والتي كتبتها في مدونات وأوراق متناثرة ،والتي نشرت لأول مرة بعنوان " Fragments: Poems, Intimate Notes, Letters (public library) " ،تعكس كيان معقد وحساس والتي أطلت على نفسها،وفكرت بعمق في العالم والآخرين. وعلى كلٍ فإن هذه النصوص توضح اللاتواصل بين شخصية عامة شهيرة و ذات هشة شديدة الخصوصية يُساء فهمها وتتوق إلى معرفة حقيقتها.



"فقط أجزاء منّا تمس فقط أجزاء من الآخرين
حقيقة كل إنسان هي ما هو فعلًا عليه
ويمكننا فقط مشاركتهم ما نعرف أنه  هو مقبول من الآخرين
لذلك فإن الانسان منا غالبًا وحيد،
كما لو أن هذا هو الأساس في الطبيعة
وربما هذا سبب فهمنا سعينا لوحدة أخرى"



"الحياة..
أنا كلا اتجاهيكِ
الحياة
بطريقة ما أظل متدلية أغلب الأحيان
لكن قوية كنسج عنكبوت في مهب الريح
- أنا أكثر حضورًا في الجليد اللامع
ولكن الأشعة التي تخترق حبيباتي المخرزة لها ذات الألوان التي رأيتها في اللوحات-
يا لكِ من حياة..
لقد خدعوكِ"


"تبًا..
كم أتمنى لو كنتُ ميتة
-لاوجود لي على الاطلاق-
هاربة من هنا
-من كل مكان ولكن كيف أفعلها! -
هنالك دومًا جسور 
جسر بروكلين
-لا ليس جسر بروكلين لأن
لكنني أحب هذا الجسر
(فكل شئ هناك جميل،كما أن الهواء نظيف)
السيريبدو مطمئنًا هناك
بالرغن من كل تلك السيارات المارقة عبره
لذلك يجب ان يكون جسرًا آخر وبلا منظر مُطل
-ماعدا أنني بالتحديد  أحب كل الجسور بشكل خاص-
فهنالك أمر يخصها وفضلًا عن كل ذلك ،أنني لم أر ابدًا جسرًا قبيحًا."


"الأحجار على الممشى
أحدق في كل ألوانكِ
مثلـها الأفق -الفضاء
الهواء الفاصل بيننا والذي يومئ إلي
أنني قصص كثيرة -بالاضافة إلى- فوقها 
قدماي خائفتان بينما أنا أسعى إليك نحوك."


بخلاف أشعارها، فإن بقية خواطرها الخاصة والمجموعة في الكتاب ما هي إلا جولة في روحها. كتابتها في مفكرتها الخاصة والشهيرة في عام 1955 هي صدى لمقولة كيروك :"لا خوف ولا خجل من خصوصية تجربتك، لغتك ومعرفتك"


"اشعر بما أشعر به
بداخلي
لأن محاولة إدراكه 
وما أشعر أنه يدور بداخل الآخرين
فهم ليسوا خجولين من مشاعري، خواطري وأفكاري

ستدرك حقيقة أنهم ــــــــــ "

وفي مفكرتها الايطالية المجلدة بالأخضر  لعام 1955 -1956 كتبت:

"لقد اكتشفت أن الصدق
ومحاولة أن تكون أبسط وأكثر مباشرة (على قدر الامكان)
يُفهم عادة على أنه غباء محض
ولكن بما أنه عالم خدّاع
فمن المحتمل جدًا أن صدقك هو الغباء
فالمرء بالضرورة أحمق لأنه صادق 
في هذا العالم
ولا عالم آخر نعرفه
بالتأكيد نحن موجودون -مما يعني-
(بينما الحقيقة موجودة فلابد من تقبلها والتعامل معها)
وبينما لا يوجد حقيقة يمكن التعامل معها."

في عام 1956، سافرت مونرو إلى لندن لتصوير فيلم "The Prince and the Showgirl. " ،وأقامت في بارك سايد هاوس،منتجع فاخر خارج المدينة،وكتبت خواطرها في مفكرة الفندق.


"أن يكون قلبك هو أكثر الأشياء جلبًا للسعادة والفخر التي امتلكتها (المنتمية لك)
لطالما كان لدي واحدًا"


"أعتقد أنني كنت مرتعبة بجدية أن أكون زوجة أحدهم
لأن ما أعرفه عن الحياة أن المرء لا يمكنه أن يحب الآخر للأبد حقيقة!"

بعض من مئات ملاحظاتها تتمايز بين قائمة ما يجب فعله،و الملاحظات الفلسفية.

"للحياة
هي على الأحرى عزيمة لا يمكن سحقها

للعمل
الحقيقة يمكن استرجاعها ،وليس اختراعها"

رقيقة،مُعذبة ومتأملة،هكذا هي النصوص في  Fragments  وكما تومئ إليها كلمات آرثر ميللر -الروائي المسرحي لبروكلين والذي تزوجته مونرو في النهاية- حينما قال: "لديها مشاعر وانفعالات الشاعر ،لكن ينقصها التحكم"


*ترجمة مقال بعنوان "

Marilyn Monroe’s Unpublished Poems: The Complex Private Person Behind the Public Persona "


الأربعاء، يوليو 03، 2013

سياسة الكلام وكلام السياسة..

أنا أكره الكلام في السياسة بشكل عام!
لكن الكل يتكلم!
ولا أحد يَسُوس!
 وكلنا يُسَّوِس (الكلمة العامية من أصابه السوس)ن أو
في ذلك اليوم الذي ثرثرت عنه سابقًا كانت البداية مع سائق التاكسي الذي أخذ يسترسل في الكلام ولا أعرف اين كانت البداية تحديدًا دون أي تشجيع مني،لحتى سألت نفسي :لماذا لم يظن ولو لوهلة أنني من الاخوان؟،ووجدته حينها يقول بعفوية:"هو انتي منهم؟" 
رددت:"لا بس انت قلت كل الكلام" ،وبالطبع فتح له هذا المجال أكثر!بينما كنت أريد ان أصمته.

عند الظهيرة كان البيان السلفي أو ما شابه من رابعة العدوية،قال المتحدثأنه يتكلم باسم أتباع محمد أو ماشابه،كان يتكلم باسمي ودون توكيل مني ، عن الشرعية والشريعة والجهاد، لم أتعجب ولو لوهلة لكلامه،لم أنفعل!

منذ سويعات في الرواية التى أقرأها الآن،ولا أذكر تحديدًا هل كان الحديث على لسان كيكي الأم أم على لسان المؤلفة،المهم كان الكلام على ليفي الابن، وأنه طيب القلب بصفة خاصة ملحوظة عن إخوته،لأنه لم يكن له أيدلوجيا ،لم يقرأ كثيرًا ولم يعد له اتجاه معين أو معوقات بعينها، كان يقرأ ثلاثة كتب في السنة،وآخر قرآته عن هايتي..
حينها توقفت عند مغزى الكلام،هل الايدلوجيا تجعلنا قساة القلوب؟ هل الايدولوجيا تجعلنا ما دون البشر؟
أكملت القراءة فيها وحال دون إتمام قراءتي لعشرات من الوريقات فيها الخطاب!
ربما قابلت أجزاء كبيرة منه بتهكم واضح! فهو لايحسن إطلاقًا الوقوف على الجمل رغم حفظه للقرآن!
وهنا تكمن المشكلة فعلًا!
الخطاب كله يركز على فكرة الأيدلوجيا،لا على فكرة الوطن!
لا على فكرة الحرية!
لا على فكرة الاختلاف!
لقد نزعت قناع الرجل الطيب ،وهو السبب الوحيد الذي كان يجعل الكثيرون في صفك..
آه أعرف هنا خطأ كبير في المنطق،فالكثرة والقلة ليست معيارًا هنا كما أشرت!
المعيار هو الأيدلوجيا!
سياسة الكلام في كلام السياسة أصبحت متدنية بشكل سافر، وإيجابي أيضًا!
فلم يكن هنالك أي نوع من المراوغة،ببساطة ستراق الكثير من الدماء..
وببساطة أيضًا أصحابها لايعبأون !
وببساطة على استعداد تام للموت لسبب متعلق بالأيدلوجيا !
وربما لامجال هنا لسياسة الكلام ولا كلام السياسة،ولا حتى أي منطق!

الاثنين، يوليو 01، 2013

عن الفرص الثانية

لو اعتبرنا 25 يناير = 30 يوينو
ولو اعتبرنا أيضًا أن مبارك = مرسي
ولولا المغالطات المنطقية والتاريخية الكثيرة في هذه الافتراضات،فإنها تشترك في قيمة ومعنى فلسفي واحد:ألا وهو الثورة ضد الظلم واجتماع كافة أطياف المجتمع على ذلك،ليمثلون الضوء الأبيض المبهر للثورة السلمية!
وهذه  كلها مقدمة بديهية لما سيأتي:
في هذه اللحظة لا أملك ترف طرح السؤال: هل نستحق ترف الفرصة الثانية؟، لأن يبدو أن هذا ما حدث!
لكن هنالك أسئلة أخرى هامة هي:،هل تعلمنا الدرس فعلًا؟
هل نعرف ما نريد فعلًا؟
هل ستكتمل الثورة هذه المرة؟
ربما يتحقق هذا فعلًا في حالة واحدة فقط!
هي سبب كتابتي لهذه الكلمات،وسبب عدم نزولي أمس في التظاهرات،وكذلك اليوم،لاشك أنني من المعرضة ولا شك أيضًا أنني وقعت لتمرد، لكن لتتم ثورتي بنزولي لابد من تمام ثورتي على نفسي، لاشك أنني أعرف الجوانب السوداء المظلمة هنا،ولاشك أيضًا أنني أعرف بطريقة ما كيف يمكنني ان أصبح إنسانة أفضل، كل ما يلزمني الآن المحاولة بجهد أكبر، الفرص الثانية لي ولهذا البلد لا تتكرر مرارًا،  بل ربما من فضل الله علينا أن هذا كله حدث في غضون سنتين وفقط!
إذا أردتم أن تنجح الثورة هذه المرة لابد أن تيجبوا على الأسئلة السابقة، ولابد ايضًا أن تنيروا الجوانب المظلمة منكم.
باختصار "Be the change you want to see in the world"

هامش:
تتردد هذه الكلمات في هني منذ أمس ،لكن يشاء السميع العليم أن أتقرها بينما فيلم "ألف مبروك" يُعرض،  إنه قانون الجذب!