الأربعاء، مايو 29، 2013

شُبهة

ماذا لو سرت حاملة معي كوزًا من الذرة المشوية -من تلك التي تشويها البائعة على الرصيف-وظللت أتشممها وفقط أثناء سيري؟
هل كان سينتبه أحد؟
في الغالب،لا..
"مالوش ريحة،صح؟"
"حلو الورد؟"

إذن لتفهموا من أين جاءت الشبهة ،إليكم المشهد كاملًا..
 فتاة ترتدي الملابس الرسمية تسير ومعها وردة بلدي حمراء ملفوفة فى ورقة سلوفان تتشممها في يد
وفي الأخرى تحمل كتبًا..

أفي الأمر شبهة؟
أم أن الوردة فى يد الحزين عجبة؟

السبت، مايو 25، 2013

دافع

لي فترة أردد" أنا محتاجة أنجح!"
 لكن بالكاد أبذل مجهودًا يُذكر
في غياب الدافع
وتشوش الهدف 
من المستحيل أن أصل
حتى كان التحدي..
قال:  "ونجحت بالعافية!"
أجبت:"وأنا سأنجح باكتساح!،وربما اوقع لتمرد التي ستنجح بالضرورة،ليس لشئ سوى أنك لست مثلهم الأعلى،وكذا كل الطلبة سيتفوقون هذا العام،رغم ان كل الظروف ضدهم،والأيام بيننا!"

A series of unfortunate events *

-1-
تستقبلها صباح العمل  بابتسامة تثير الريبة والشكوك
تبادرها:حلمت بيكي
و؟-
خير إن شاء الله،كنتي جايبة مشط خشب جديدومشط تاني موف وكنتى بتسألي هيعجب محمد؟-
محمد؟!-
تبتسم إبتسامة غير ذات معنى 
أكيد محمد أخويا-
 تباغتها الأخرى بنظرة فاحصة بينما هي لازالت تبتسم
وحين عادت للمنزل وجدت مشطها مكسورًا
ربما خطت عليه غير منتبهة!

-2-
صباح اليوم التالي:يوم الجمعة
تستيقظ غير منتبهة لباب الغرفة
ينزع عنها قلادتها الهوية
تنظر لها في يدها وتبتسم!
وها قد مر أسبوع لها دون هوية!

-3-
يوم امتحان الاشارات تجلس أمام الشاشة ه
يشير إلى اسمها
تومئ أن نعم
يلفت انتباهها أحد البيانات
تسأله:هذي أنا؟
يتلعثم..
يساله الآخر حين لمح الكلمة المشار إليها:من أدخل البيانات؟
يجيب خجلًا:أنا
بينما هي تبتسم مغمغمة لذاتها:ذكر؟!

-4-
تعزي نفسها بمجلتها الشهرية الأثيرة عن طول الطريق وشدة الحر
حتى تقرأ قصيدة بعينها
تقول لذاتها: ما أسوأ هذا؟
هل هذا شعر؟
يضايقها ما قرأت
تتركها،وتستسلم لأول مرة للنوم!

-5-
تلتهي بالعلكة عن الأشياء التضايقها بديلًت عن العبوس
حتى تشعر بشئ قاس فيها
تُدرك حينها ثمن البديل الغالي
زيارةعاجلة لطبيب الأسنان!

-6-
جولة سريعة فى قنوات التلفاز تجعلها تدرك الأمر:
العربي لا يملك أن يقرر أى شئ سوى من الفائز في اكس فاكتور،وأراب أيدل
لذلك لا تشاهد هذه البرامج
تكتفي فقط بالابتسام امام هذه الحقيقة كلما صادفها برنامج مماثل.

-7-
تتفقد تاريخ صلاحية الحلوى التى كان مقدرًا أن تهبها للأطفال
لتجدها انتهت منذ شهرين!
 ولاتذكر متى اقتنتها لتهديها لهم
بينما طعم البسكوت المخزز يضايقها!

-8-
سلسلة من الأحداث المؤرقة الصغيرة
التي عادة لا يلتفت لها سواها
لذلك تملك دومًا ترف الضحك من أعماق القلب فى حضرة الأصدقاء
لذلك تشعر بأنها فى أحسن أحوالها فى أحضانهم
ولذلك أيضًا تكون دومًا مفعمة بالحياة..

*اسم فيلم

الجمعة، مايو 24، 2013

بطل من ورق

استيقظت صباح أحد الأيام لأجد هذا الفيلم معروضًا فى إحدى القنوات،وهو من الأفلام التى كنت افضلها فى الصغر،أما هذه المرة ورغم أننى لم أتابع سوى النصف ساعة الأخيرة منه إلا أننى اندهشت لكم الأخطاء التى وقع فيها العاملين عليه،وربما لم أكن لألحظ هذه الأخطاء لولا سفري عادة  بالقطار،فانا هنا أتحدث عن مشهد القطار والرهائن وهو المشهد الأخير.
الخطأ الأول:
هو عندما طلب أحمد بدير من ممدوح عبدالعليم أن يفتح باب القطار ويقفز،حينها كان المنظر الذي يطل عليه القطار أرض زراعية خضراء،وهو ما لن تجده على يسارك وأنت مسافر في ذات الطريق إلا بعد عبور مدينة قها تقريبًا،لأن المنظر الذي يطل عليه القطار جهة اليساريكون هو الطريق الزراعي حتى قها!
وربما لن يتضح الخطأ هنا إلا بعد ذكر الخطأ الثاني..

الخطأ الثاني:
عندما طوّق عساكر الأمن المركزي القطار،فمن يسافر بالقطار يعرف جيدًا أن هذا المكان هو قضبان السكك الحديد الواقعة بين شبرا ومحطة مصر!
فكيف لقطار يخرج من محطة مصر إلى الاسكندرية أن يمر بقها قبل أن يخرج من القاهرة؟
فالخطأ هنا هو خطأ في ترتيب تصوير مشاهد الفيلم ،وهو كما هو واضح خطأ مزدوج!

الخطأ الثالث:
بعدما طلب صلاح قابيل من الركاب ترك القطار ومغادرته فورًا، نجد أحد الضباط يُبدي ملاحظة دقيقة،وهي أن كل العربات تم إخلائها عدا العربة رقم 4،فيكون التخمين أنها العربة التى بها احتجاز الرهائن،ويأمر صلاح قابيل بفصل العربة عن باقي القطار،فإذا بهم يفصلونها عن بقية العربة من جهة واحدة،لأنها لم تتصل بغيرها من الجهة الأخرى،مما يجعلك تحمن أن هذه ليست فعليًا العربة رقم 4،بل هي العربة رقم 1،ويدعم ذلك كون الكراسي بهذه العربة من الدرجة الأولى،بينما دومًا العربة رقم 4 فى الدرجة الثانية،اللهم إلا إذا كانت هذه العربة من الدرجة الأولى فى الثمانينات،وفي هذه الحالة كان لابد لهم أيضًا فصلها من الجهتين!

الجدير بالذكر أنني واثناء محاولتي لايجاد هذه الأخطاء على يوتيوب وجدت ممن كان له جهدآخر بخصوص هذا الفيلم وهو مرفق هنا:
الخطأ الأول
الخطا الثاني
الخطأ الثالث
الخطأ الرابع

والخطا الأخير فى هذه السلسلة توضح أول الأخطاء التى ذكرتها،وربما ايضًا تعطى احتمال أن يكون التصوير تم فى قطار متجه من الاسكندرية للقاهرة وليس العكس.

وهذه الملاحظات هنا ليست من باب تصيد الأخطاء،ولكن من باب التدقيق والاتقان وعدم الاستخفاف بالمشاهد.

الاثنين، مايو 20، 2013

نحو 2

هامش:
لتفهم شعبًا ما، افهم لغته..

متن:
علامات الإعراب وقناعات العرب
-1-
فى الممنوع من الصرف:
يُنصب ويُجر بالفتحة..لا كسر هنا!

وله صور:
أ-علم المؤنث مطلقًا
وهنا يعامل العربي أمه،أخته ،حبيبته، كل على انفراد، كما تقول الأساطير،بود واحترام وتقدير،لكن معاملته للأخيرة تتغير إذا ما أطلق عليها "الجماعة" كما سيلي الذكر.

ب- الأعجمي:
وهنا تتجلى عقدة "الخواجة"!

-2-
جمع المؤنث السالم:
يُنصب ويُجر بالكسر!
وهو ما يحدث عند ذكر النساء بشكل عام، أو التعامل مع جمع النساء أو التعامل مع "الجماعة"!

وهنالك من يخرج عن القاعدة، وهم ثلة.



الأربعاء، مايو 15، 2013

طقوس جديدة لصباح الأربعاء

-1-
دون العوينات الحاجبة للشمس أمضي في طريقي
اضطرارًا كان
ربما أحسست تقطيبة جبيني في مواجهة الشمس
حاولت نزعها من هناك ،كان الأمر شاقًا 
لكن ربما أفلحت

-2-
في المترو يبكى طفل ما
لم تفهم أمه سبب البكاء
ولا تلك التى جلست جوارها 
لكنه شاور نحوي تمامًا
راغبًا فى كتابي
أدنيته منه
مشفقة عليه
وهو حين أدنيته زهد
كأنه فهم إشفاقي عليه من سيرة "الحسين"
!فربما شاب قبل الأوان

-3-
أحتاج لجرعة كافيين
ولازال أمامي بعض سير فى طريقي
فيكون البيبسي هو الحل
فالبيبسي قرين العجلة
أما القهوة أخت الوقت*
آخذ رشفة واسير فى شمس الصباح
لا أحني جباهي لها
ولا أقطب ها الجبين
عاودتني ذا ذكري سنين
حين كنت فى طريقي للمدرسة
يحنى السائرون رئوسهم
بينما أنا فى عينها أهيم
أناجيها واذكر قصته الخليل
وكان ذا سبب  قصر نظري منذ حين
أتذكر جرعة الكافيين
فآخذ رشفة أو رشفتين
بينما لازال لى بعض طريق.

*درويش

الجمعة، مايو 10، 2013

سيف المعرفة

يجلس "كريم" جوارى بينا ألعب افتراضيًا
"تجرب حظك؟"
"لا، لا احب هذه الألعاب،ممكن ألعب شيئًا آخر؟"
"لا بأس"
بينا ننتظر التحميل
ظننت اللعبة قفز جرى كى تتناسب مع هذا السن
فاجأنى أن أجد اللعبة "سيف المعرفة"
نلعب جولة
"ما يحمى الأرض من أشعة الشمس البنفسجية؟"
"الأوزون،لم تعرف؟"
"لا"
أشرح فى الأمر قليلًا بينا يأتى دوره
بعد قليل
"سنشكل الآن فريقًا لا يهزم
أبى..يجيب أسئلة الرياضة
أنتِ ..الغلاف الجوي
محمود..أى شئ"
فى سري..
يناسبنى الغلاف الجوي
حيث  الجو مناسب جدًا للتحليق وللتفكير
بعيدًا عن صخب الأرض وأهل الأرض
تغمرني الأنوار
وتروح قلبي الألوان
اتسامى عن كل الأحزان

الأربعاء، مايو 08، 2013

ورقة توت

-1-
فاجأتني زهرة "جارونيا" بيضاء بالتفتح
كانت مغايرة لسابقاتها فى كل شئ
ربما هى مثلى تمامًا
كانت سابقاتها متعددة الزهرات فى عنق واحد
أما هذه فكانت وحيدة!
إلا أن النبتة أزهرت رغم كل شئ.
هكذا كانت بداية اليوم
الذى آثرت أن اجلس فيه وحدي على طلل جدار
فى ظل شجرة توت وارفة مثمرة
لم يكن طريقى للظل معبدًا
كان زاخرًا بالعثرات من ثمر التوت
كنت أتفادى أن أدهس أيها
ربما أفلحت، ربما لا
لكن الظل كان نصيبى.

-2-
فاجأتنى نملة حرامي حلة على حذائي
لأول وهلة هلعت
نفضتها عنّى إلى الجدار
واندمجت فى كتابي
 حتى فاجأتنى ربما أخرى على ذراعي
 نظرت لها فى عجب :كيف صعدتي إلى هنا؟
النملة لم تكن مذعورة 
النملة كانت تسير على ذراعي كما لو أنه جزء من الجدار
بل كأننى الجدار!
لا أعرف الكثير عن النمل سوى تلك الحكة بعد لدغتها
وتلك الحساسية التى تؤرقني بعدها
نقلتها على كتابي لأعرف هل تميز فرقًا بيننا
 أخذت تسير على حواف الكتاب ذهابًا وإيابًا
بدت حائرة !
تائهة
ربما أنا هي
ربما كل ما يحدث مشابهًا
لكنني أدرك الفارق بين الأشياء
صادقتها ..
صرت لاأهلع منها على ذراعي
ولا على غطاء الرأس
حينما طالعني ظلها على صفحة كتابي
لكنني نفضتها مرة حين لمست جلدي!

-3-
كان الهدوء غامرًا فى الظل
لم يقطعه سوى صوت خافت 
فاجأنى مرات متتابعة دون أن أعرف ما هو
حتى رأيتها ثمرة توت تغادر الشجرة إلى الأرض
عرفت حينها ما كان الصوت
وفيم كان تتابعه على غير منوال مفهوم
رغم أنه  مفهوم
حين آن الأوان
وكل له أوان
ويومها كنت أقيس الوقت بأوان كل ثمرة توت
وربما لهذا سكنتني السكينة ..
وربما لهذا عرفتني الطمأنينة.

-4-
لم تمض على سكنى السكينة أربعٍ وعشرين ساعة
بينما كنت أمام حوض المطبخ
أزيح آنية من قاعه لأغسلها،فينعم بالفراغ المرتجى
لمحت رأسه أمامي مباشرة
رافعها إلى أعلى
بينما جسده ملامسًا للقاع
ذلك البرص المخيف
صرخت ..
هلعت..
هرولت خارج المطبخ..
أخبرت أخي المفزوع من صخبي
هدأ، قتله،وترك الجثة فى مكانها!
دخلت مرتجفة حيث كان 
وجدته مسجى هناك
هرولت خارجة مرة أخرى
ولم أدخل حتى أزيلت الجثة!
لكننى ظللت على ارتجافى طيلة اليوم
لفكرة واحدة: هناك فى الحقل حيث هو متوقع لم يفاجئني
لماذا إذن ترويع الآمنين في منازلهم؟
ربما أيضًا هو روّعه صراخي وهلعي كما زعم أخي
ربما هنالك أسباب أكثر معقولية للرُهاب من برص تافه
وربما أنا من التفاهة بحيث يهزني شئ كهذا بينما هنالك من يُروّعُون ويُقتلون فى منازلهم!
ربما شعرت فى لحظة سكنى السكينة بالكمال،فأراد الله أن يهزني فى العمق وببساطة
وربما السكينة ورقة توت توشحت بها قليلًا حتى سقطت فى غمرة الفزع.

الأحد، مايو 05، 2013

ثرثرة 2

هذه المرة أثرثر لأن لا شئ آخر يمكننى فعله غير ذلك،الزكام وثقل الدماغ لايجعلانى قادرة على أى شئ مما أفضل فعله،حاولت ولكن بالفعل لم أصمد أمام شدة الأعراض،أحضرت كتابًا ما من على الرف،فتحته قرأت فيه ما يعدو على العشرين صفحة،اللغة ساحرة جاذبة ،لايمكننى أن أقرأها دون تركيز وتمعن تام فى الكلمات،أردت أن أعرف أين توقفت،فبحثت جوارى على الطاولة على أى شئ يصلح عدا المناديل المتناثرة هنا وهناك والتى تعرف مصيرها بعد قليل ،وجدت ورقة من التقويم اليومى وضعتها،وبينما أفعل اندهشت، كانت الورقة تحمل تاريخ يوم كان منذ اسبوع مضى ،وكانت حكمة ذلك التاريخ " الفتاة السعيدة هى التى تظ بعقلهاحينما تفقد قلبها"، لا هكذا كتبت وكأنما كان عسيرًا حتى على من يطبع الكلمات أن يكتب كلمة تظل صحيحة،فناهيك عن فتاة مماثلة!، عدت للرف لأحضر رواية ما ألتهى فى أحداثها عن الأعراض، وقد كان،لكن زادت حدة الأعراض اكثر فتصبح متابعة أحداث صفحة واحدة من السرد شئ عسير، وفكرة مشاهدة التلفاز مملة ومؤلمة كما كان أمس،شاهدت فيلمين وأغفلت آخر وأهم لقطة فى الفيلم الثانى ،لا أجد بديلًا عن الثرثرة غير ذات الجدوى غير ربما قضاء الوقت الذى يسبق النوم الذى مللته أيضًا من كثرة ما قضيت من الوقت فيه.
الحقيقة لا يمكننى نسب كل شئ لأعراض الانفلونزا،فقبل الانفلونزا التى لها أسبوع أيضًا ملازمة لى،لم أكن أشعربأى شئ من الحياة، أن تكون حيًا يعنى أن تشعر بشئ ما،أن تشعر بضيق، أن تشعر بسعادة،أن تشعر بتبرم، أن تشعر بأى شئ،لكن تلك الحالة العجيبة من الخواء واللاشئ قاتلة فاتكة إذا صح القول.،حتى  الأشياء المفترض أنها تضايق أيًا كان لا تؤثر هنا، ربما لأن كل الأشياء كانت مؤلمة،حتى لو كانت سببًا للسعادة يومًأ ما، مما يعنى أن الأشياء فى حد ذاتها ليست سببًأ للسعادة، السعادة أو نقيضها نابعة من الإنسان، المهم كل الأشياء كانت مؤلمة ولم يكن يريحنى أى شئ سوى أمرين: أن أذهب للمسجد أو أن أتفاعل مع طفل ما على غير تدبير بالطبع.
ربما منذ ثلاثة أسابيع أنهيت جزءًا من محاضراتى وقررت العودة للبيت، وكان يفصلنى عن موعد القطار حوالى ثلاث ساعات والتى كان من المفترض أن أقضيها فى المكتبة وفى محاضرى أخرى، المهم لم أقو على القراءة ولاعلى الانتظار فى حرم الجامعة ولا التجول فى أنحاء القاهرة، فكانت وجهتى المحطة،ذهبت وقلت لنفسى لن أفعل أى شئ سوى مراقبة البشر،سأحاول أن أخمن بم يشعرون، لم أعرف أن أخمن أى شئ وبعد عشر دقائق قررت الالتجاء للمسجد وصلاة الفرض القائم  والانتظار فيه،وكالعادة كان فارغًا سوى من قلة،وأول ما لفت نظري الطفلة ذات الملامح الشرق آسيوية التى كانت تلهو بالمسجد بينما أمها تتركها بحريتها،كانت طفلة فاتنة بكل معنى الكلمة،ضحكتها الآسرة كانت كفيلة بادخال السعادة إلى قلبى فى لاوقت،صليت،وناجيت الله،وبدات بتناول شطية أعددتها صباحًا،فاقتربت الفتاة منى،فأعطيتها قطعة منها،فتناولتها منى باسمة وركضت، ولا أذكر فيم التهيت حتى انتبهت لها تدور حول العمود الذى أجلس إليه،فيما يشبه المداعبة من بعيد، ظللت وهى أنظر لها فتركض لقطر آخر من الدائرة التى مركزها العامود الذى أجلس إليه،ربما لايدرك الأطفال فى لهوهم هذا مع الكبار التسرية والسعادة اللتان يسبغانها على الأحياء وربما لله فى ذلك حكمة،ولم يكن هذا هو الموقف الوحيد الذى استمتعت فيه بصحبة طفلة، هنالك أيضصا يوم قابلت دان ووالدتها التى عرضت علىّ توصيلة، دان الجميلة أخذت تقص علىّ ما غنت فى حفل المدرسة "أنا اسمى مفتاح صول"،ثم تلك الأغنية الفرنسية التى تحكى عن الأعداد،ولعبنا لعبة أن نشاور على الأشياء التى لها لون بعينه ذاكرين لون الشئ بالفرنسية التى تدرسها الفتاة،كل هذا بينما والدتها تبدل شيئًا ما بالمحل،و هنالك تلك الطفلة التى كانت تقودها أمها فى عربة الأطفال والتى ابتسمت لى وشاورت بأصابعها أن وداعًا،وقالت جملة ما لا أذكرها، رغم أننى لم يجمعنى بها سوى التواجد على ذات الطريق.
ربما لدى سبب آخر لحب الأطفال وحب التعامل معهم،ربما لأنهم ذوى فطرة سليمة، ربما لأنهم يفهمون ما تشعر به دون أن تتكلم،وحتى لو تكلمت وأعربت عن حقيقة شعورك التى لا تخامرك أدنى شك فى حقيقته  حتى لو كنت لا تشعر بأى شئ،سيفهمون سيصدقون كلامك كلية،لن يكون عليك سوق الأدلة والبراهين، لن يكون عليك أي شئ.