السبت، أكتوبر 13، 2012

نبوءة

سيسألنى أحد القراء أو الصحفيين بعد عشر سنوات من الآن وبعد أكثر من عمل روائى: "لماذا أنتِ قاصّة جيدة؟"
حينها سأجيب بثقتى المعهودة:"لأننى أعيش مأساة ولعنة العناية بالتفاصيل، أيها كانت و كيف كانت!"

سيسألنى ليستفهم أكثر: "كيف ذلك؟"

حينها سأرد: "اليوم مثلًا لم أكن أريد القيام من السرير وظللت أبحث عن سبب فلم أجد ما يحفزنى، حتى أتانى صوت أمى الحانى، اصحِ الساعة بلغت الثامنة والربع، لم أستطع مقاومة صوتها الآمل ولهجتها الحاثّة، ورأيت أن كوبًا مزدوجًا من القهوة الفرنسية قد تجعلنى أفضل، لكنه كان أسوأ كوب أعددته وشربته فى حياتى،لكن هذا لم يمنعنى لاتمامه لآخر قطرة علّ لها مفعولًا سحريًا، لكن الحقيقة أنها فقط نفضت عن عينىّ و عقلى آثار النوم!،أترك المنزل وأقف أمام باب العمارة بحثًا عن المفاتيح التى لم أجدها لأننى نسيتها،فأقطع ذات الرحلة للأعلى متبرمة من نسيانى وتأخرى.
فى العمل تتبرم مديرتى من كشف ما عليها إعداده بحيث يتضمن تفاصيل تخص كل من هم تحت إمرتها متضمنةأساسى المرتب، فلا تمر التفصيلة دون أن أكون وضعت لها ألف مبرر،بينما هى و الزميلات يتابعون ويلعنون حديثى الغير منقطع والتى لم تفلح محاولاتهن فى قطع استرساله إلى أن أنتبه للكتاب الذى وضعته فى حقيبتى لألتهى به،الكتاب الذى ظل لأسبوع مثلًا على المكتب ولم أحركه سوى لأصحبه معى فى حقيبتى الصغيرة التى تسعه وأشياء قليلة الى العمل،لأكتشف أننى لم أحب تجربة الكاتبة وإن أعجبنى عرضها فقط لأنه أكثر إمتاعًا من حديث يدور حولى عن التشيزكيك والتيراميسو وسلوك الأطفال!
فى طريق عودتى للمنزل مع صديقة عزيزة لى وبينما نتبادل الحوار عن دور أمهاتنا فى حياتنا وكيف يمكن أن يؤلمنا الفقد، ألمح عصفور كناريا وضناه فى قفص،أستوقفها لحظة لتراهما معًا ونكمل الحديث والسير. ألا ترى معى أن الاحاطة بكل هذه التفاصيل وما تعنيها لى مما لم أذكره هنا تجعلنى قاصّة بارعة وإنسانة مُعذبة؟"

هناك 3 تعليقات:

aya mohamed يقول...

وووواووو بجد رائعة
ربنا يوفقك وتكونى اعظم قاصة فى مصر
وتتسأللى كدا بردو :)

umzug يقول...

:)) ... شكرا لكم .. دائما موفقين

umzug
umzug wien
umzug wien

حسام يقول...

و الله هو اسلوبك في سرد تعرفك على التفاصيل وحده يجعلك قاصة جيده
و ان شأء الله تتحقق النبوءة أيا ما كان ردك ساعتها
و ساعتها أشاور لاولادي في التلفزيون و أقولهم كانت رئيستي في الجمعية العلمية