الأربعاء، مايو 13، 2015

ما لم يحمله ساعي البريد*

ربما بعض الأسباب في هذه الحالة معروفة، فلم يحمل ساعي البريد رسالتي الطويلة جدًا التي وددت لو كتبتها، ربما لأنني لم أعد قادرة على الكتابة، أو ربما لأن كاهلي قد أثقل بالرسالات التي لا رد عليها، وربما لأن اليأس أو بالأحرى انعدام الرجاء قد بلغا حدًا لا يمكن وصفه، لحتى يصل إلى أحلامي، التي لا تقل بؤسًا!
لم يحمل ساعي البريد أي شيء، ربما لأنه صار لي شخصًا أسطوريًا لايمكنني أن أثق به بعد ؟
وهو لا يعود لي ولا حتى بقوله "لم يستدل على عنوان المرسل إليه"..
كنت منذ عامين أقرأ كتابًا للعقاد عن "الله"، وفي هذا الكتاب تعرض العقاد لفكرة "التليباثي" وكيف أنه من الممكن ان يشعر شخص بشعور شخص آخر لو كان شعور الثاني قويًا، أو شيئًا من هذا القبيل، حينها وعلى غير رغبة مني، إذ كان ما كان، لوهلة عمدت إلى التركيز على شعوري فقط، التركيز على كل ما أريد قوله وفعله، وحين لم يحدث أي شيء، عمدت مرارًا وتكرارًا إلى ساعي البريد، وفكرت مؤخرًا أن لا جدوى من الكلمات ، وكدت أثق أنه حتى لاجدوى من الشعور، لاجدوى من أي شيء، إلا أن هذا لا يعني سوى محض العبث، الذي لا أؤمن به بتاتًا!
لكن لأسباب وجيهة للغاية بدأت أؤمن بالتليباثي، أو التخاطر، فلا يمكن أن تكون الصدف بهذا الشكل!

*كتاب الكتروني لداليا رشوان


ليست هناك تعليقات: