الأحد، أكتوبر 25، 2009

::تقمص::

قررت منذ الأمس أن أدون كل يوم تدوينة لمدة أسبوع من تاريخه..على ألا تحتوى هذه التودينات على أى مقاطع فيديو أو صور، أو أى شئ من هذا القبيل ، فلن تجدوا هنا سوى كلماتى يوميا و على مدار أسبوع، و ان حدث و تضمنت احدى تدويناتى شئ من هذا القبيل فهى بعيدة كل البعد عن حالة التقمص التى أتبناها الآن!

منذ عشر سنوات أو يزيد و أنا مولعة جدا بكتابات أنيس منصور الكاتب الشهير، يرجع تاريخ هذا أول قراءاتى له و كانت كتاب" الخالدون مئة أعظمهم محمد صلى الله عليه و سلم".. كنت وقتها فى الصف الخامس الابتدائى و كنت أقرأ كل ما تقع عليه يدى، و بعد هذا الكتاب صرت مولعة جدا بجريدة الأهرام لعدة أسباب منها عاموده الشهير مواقف، هذا ناهيك عن الكلمات المتقاطعة و الاعلانات المبوبة و صفحة الوفيات، و لا أعلم سببا واحدا يجعل طفلة فى هذا العمر تولع بتلك الأشياء، و لأننا لا نقتنى الجرائد اليومية ، فكنت أحيانا أقتنيها بشكل أسبوعى كى أشبع ولعى، و أحيانا كنت أقرأها عند خالتى أو أينما تقع يدى عليها..و حتى عهد قريب كان هذا حالى ..و ان امتد ولعى بالجرائد اليومية الى أى جريدة يمكن الوصول اليها..و الآن و بعد تخلصى من" مبدأ عدم الاكتراث"..الذى تبنيته مدة لاتقل عن عامين منذ تدوينى خاطرتى " العالم اليوم" ..-على أعرضها هنا فى وقت لاحق- ، و ينص هذا المبدأ الأ أكترث و لا أتعرض لأى نوع من أنواع التقارير الاخبارية سواء المقروءة أو المسموعة أو المرئية و ذلك فى محاولة يائسة منى فى تجنب أسباب الاكتئاب، حيث تراجعت بالفعل عن ذلك إثر احساسى الشديد بالسلبية أيام حصار غزة و الحرب هناك مما أصابنى بنوبة عاتية من الامتعاض من ذاتى و من الوضع القائم حينها، و تراجعت مرة أخرى عن هذا المبدأ منذ ما يقرب من أسبوع حين قررت ان أتابع ما يحدث فى العالم و أن أيا كان ما يحدث فلت يؤثر هذا على حالتى النفسية أو المزاجية، و هذا ما يحدث حاليا، و لذلك عدت أقرأ الأهرام و لكن هذه المرة الالكترونية، بعيدا عن الانشغال بثنى الصفحات و ترتيبها، و ان ضايقنى شئ ما فلا وجود لأبوابى المفضلة كالاعلانات المبوبة و صفحة الوفيات!..لكن ما زالت مواقف أنيس منصور متوفرة، و هى تشبع لدى الى حد ما الحنين للماضى!..و هكذا تابعت و لمدة أسبوع ، و لكن لم يمكننى تجاهل أننى لا أشعر بذلك الشعور الذى كان ينتابنى سابقا اثر قراءتى عموده اليومى الذى لم أتابعه قط بشكل يومى سوى الأيام السابقة!..أحسست أننى لا أقرأ جديدا..أن عموده ما هو الا عمودا يوميا يجب أن يحتوى مضمون ما!..و هنا حضرتنى فكرة التقمص..ماذا لو أكون " أنيس منصور "..لمدة أسبوع هنا على مدونتى المتواضعة..الحقيقة أن هذا التقمص لاقى رغبة قديمة جدا فى نفسى ..علها أحد أسبابى فى الالتحاق بكلية الصيدلة يوما ما..و هو أن يتاح لى وقت فراغ أستطيع أن أستثمره فى أن أغترف من الأدب، و ذلك دون المساس بطلعاتى العلمية، و لن أنكر أننى و منذ سنوات حلمت أن يكون لدى عمود يومى كعموده أكتب فيه ما أراه و فقط..و كان يشغلنى دوما التساؤل " هل سأجد كل يوم جديد أخطه فى هذا العامود؟"..هذا التساؤل هو سبب اقدامى على هذا التقمص!..و الحقيقة يتوفر لدى حاليا وقت فراغ لا بأس به ، أقوم فيه بترتيب أولوياتى لأنظر ما يجب فعله فى المستقبل!..فهى فرصة أستغلها !

الآن أتساءل..هل هذا التقمص عادل؟..
- من المؤكد أن أنيس منصور يكبرنى فى العمر كثيرا..و هذا يعنى أنه خاض من التجارب ما يفوقنى كثيرا و هذا يحسب له بلا شك..أما عنى فأملك حيوية الشباب و طيشهم أيضا و هذا يبرر قيامى بتلك المغامرة غير المحسوبة، فان كان يكتب من وحى تجاربه و التى لاحظت أنها تكررت مرارا فى عاموده اليومى ، فإننى أعانى فقرا فى التجارب الحياتية ..مما يعنى الى حد ما تعادلنا عند هذه النقطة!

-هو دوما ينظر للمرأة تلك النظرة التى لا أعرف كيف أصفها، ولعله من العادل جدا أن تتقمص امرأة عاموده ولو لأسبوع على سبيل الانتقام!

اذن فموعدنا هنا يوميا لدة أسبوع فى محاولة لتقمص عامود أنيس منصور اليومى" مواقف"..و محاولة لمعرفة هل الالتزام اليومى بالكتابة يفتح مجالا للابداع أم أنه مجرد التزام!

ليست هناك تعليقات: