الخميس، يونيو 09، 2011

صفعات

صفعات من كتاب جلال أمين "وصف مصر فى نهاية القرن العشرين"

* ان نظرية مالثس تقول ،كما هو معروف، ان السكان يميلون الى أن يزيد عددهم بمعدل يفوق كثيرا معدل النمو فى انتاج المواد الغذائية،فبينما يتضاعف عدد السكان كل فترة ،ولتكن 25 عاما فان انتاج الدولة من الغذاء لا يزيد عادة بهذه النسبة بل بنسبة أقل.و النتيجة الحتمية لهذا أن يحدث للسكان ما يخفض عددهم بالدرجة الكافية أى الى الحد الذى يسمح للباقين باشباع حاجتهم للغذاء .ولكن هذا الانخفاض فى عدد السكان نتيجة عدم كفاية الغذاء، لابد أن يرتبط بمآس و كوارث أشار منها مالثس الى المجاعات والأوبئة و الحروب، وكلها أمور مفجعة يحتمها نقص الغذاء عن الحاجة."*

هامش:"لذلك كانت الحكومة تتفاعل مع أى كارثة تحدث بسلبية تامة كحادثة الدويقة ،العبارة و القطارات".


"يقول جالبرث:ان جزءا كبيرا من هذه الأعباء كان يقوم بها الخدم فى القرن الماضى،ولكن مع تضاعف عدد السلع و الخدمات نتيجة زيادة الدخل ،ومع ارتفاع أجور الخدم،لم يعد مفر من القاء هذه الأعباء على الزوجة،حتى ولو كان لها بدورها وظيفة مدرة للدخل.ولكن هذا يتطلب اقناع المرأة بالقيام بهذه الأدوار و تزيين الأمر لها بحيث يحسم الأمر نهائيا ولا يصبح مصدرا للشقاق والنزاع الدائم حول المسئول عن القيام بهذا الأمر.هكذا ابتدع الرجل الأمريكى ما يسميه جالبريث (الفضيلة الملائمة اجتماعيا) و المقصود بذلك انتشار الاعتقاد (الذى يلائم الأمريكان ملائمة تامة) بأن الزوجة المثلى ليست هى بالضرورة المرأة المحتشمة أو الذكية ،و لا هى قوية الشخصية أو المثقفة،ولا هى المرأة التى تجيد الحديث و لا حتى تلك التى تكسب كثيرا من عملها خارج المنزل،بل هى المرأة البارعة فى النهوض بأعباء الاستهلاك،أى التى تقبل أن تقوم بطيب خاطر بأعمال الخادم و الطباخ و السائق و الخياط و البستانى،فى نفس الوقت الذى قد تمارس فيه عملا أو وظيفة خارج المنزل."
هامش: فى هذا الفصل تناول كيف تطور المجتمع بخصوص تعليم المرأة و عملها مما أدى الى فرض قيود على المرأة تمثلت فى ملابسها..مما أدى الى ظهور الحجاب فى المجتمع المصرى بعد أن كان القصير و الضيق هو السائد و الى جانب تنامى الوعى الدينى.
 
"فاذا نحن أردنا استئصال داء عضال ينخر فى جسمنا الاجتماعى ،أفليس أولى بنا ان نبدأ بوقاية اطفالنا منه؟..و ان كان لنا امل فى أن نتخلص حقا من هذا المرض الى الأبد ،أفلا يكمن الأمل أساسا فى أن يشب اولادنا و قد تكونت لديهم حصانة أبدية ضده؟..فاذا نظرنا الى ما يتعلمه أولادنا و بناتنا فى المدارس،فماذا نجد؟ نجد أننا للأسف ،باسم التوعية و التربية الوطنية و غرس محبة الوطن فى نفوسهم نعلمهم النفاق.فاذا بتاريخ مصر يدرس و كأنه مجرد تمهيد طويل لمن يحكم مصر الآن ،أيا كان شخصه،واذا بحب الوطن يترجم الى تقديس الحاكم،واذا بالتربية الوطنية تصبح لا أكثر من الاشادة بأمجاد وشعارات من يجلس،وقت طباعة الكتاب،على قمة السلطة."**
هامش:وهذا ما يحدث حتى بعد ثورة يناير اذ سمعنا عن تغيير مناهج التالايخ بدءا من العام المقبل لاضافة الثورة!

"ان أولادنا يتعرضون منذ سن مبكرة للغاية لعملية تعليمية من شأنها تكوين نوع من الازدواجية فى ذهن النشء تقوم على اقامة فاصل حديدى بين الواقع و الكتاب ،أو بين الحياة كما يعرفونها،والحياة (كما يجب) أن يعرفوها!"
هامش:ولذلك تجد العديد من الناس يكرهون القراءة لأنهم يرون أنها لن تضيف لهم شيئا!

***" ذلك أنه بمجرد أن قامت الثورة بذلت محاولات مستميتة،وناجحة الى حد محزن ،لمحو ذاكرة المصرى فيما يتعلق بما كان قبلها"
هامش:وقد كان..ويأتى أيضا استغلال الثورة :(

" لايمكن أن يفكر المرء فى حرب أكتوبر من دون أن يفكر  فى ما آلت اليه القضية الفلسطينية بعدها ،وهل ساعدت تلك الحرب بعض آمال الفلسطينين أو لم تساعد ،وما الذى حدث للفلسطينين بعدها،هل ضربوا و شردوا أم انتصروا على عدوهم كما انتصرنا؟بل ان من الطبيعى أن يميل المرء الى الاعتقاد بأن اسرائيل لم تحتل سيناء أصلا بغرض البقاء فيها،بل لاستخدامها كوسيلة للضغط علينا لكى نقبل احتلالها لفلسطين،ولكى نرضخ لمطالبها و مطامحها الاقتصادية و السياسية فى المنطقة العربية كلها."****
هامش:قراءة جديدة لما حدث..

"  ففى ظل التضخم تصبح للتأشيرة الحكومية التى تمنحك  حق الحصول على السلعة بأسعار خاصة،أو الحصول على قرض بسعر فائدة خاصة،أو تمنحك حق الاستيراد أو تمكنك من شراء قطعة أرض من أراضى الحكومة ،تصبح هذه التأشيرةمطلبا عزيزا يهون فى سبيله كل شئ.ويصبح الاغراء أقوى من أن يقاومه طالب التأشيرة ومانحها على السواء،فاذا بالرشوة تحسب كجزء أساسى من المرتب،واذا بالمنصب يصبح ،ليس كما كان ،وسيلة لتقديم خدمة عامة للناس،ولا حتى مصدرا للتشريف و التبجيل،بل مصدرا لتوليد الدخل و تكوين الثروات ،يضمن لصاحبه مواجهة أعباء التضخم فى الحاضر و لأولاده فى المستقبل"*5
هامش: وحتى الآن لم يقض تطهير ما بعد الثورة على هذه الظاهرة ان لم تكن تفاقمت!

"أنا أفكر ..اذن أنا غير موجود"..كتب 1987
هامش:هو بالضبط ما حدث فى استفتاء ما بعد الثورة..يطول الاقتباس..

 "دليل الرجل الذكى الى فن امساك العصا من الوسط..".هذا الفصل بأكمله يحتاج الاقتباس
هامش:هذا الفصل يتحدث فيه عما يبديه الكتاب من مهارة فى عدم مهاجمة السلطة أيا كانت و ذلك بتوضيح القرارات الحكيمة لها و المبادئ المتبعة لذلك..



*كتبت فى أكتوبر 1998
**كتبت فى صيف 1981 و نشرت فى يناير 1982 بعد مقتل السادات
***كتبت فى مارس 1982
****كتبت فى اكتوبر 1998
*5 كتبت فى أواخر الثمانينات

هناك تعليقان (2):

Ramy يقول...

الكتاب

بيقول حقايق

Rehab يقول...

:(
جزء منها لم أكن أدركه!