الثلاثاء، يونيو 14، 2011

تسول

هنا فى مصر التسول حرفة..تمارس بشكل يومى ،فتجد للمتسول منطقة بعينها يعمل بها لا يفارقها، وله خطاب يومى يؤديه يكسب بواسطته المال، فهو أو هى "بيجروا على كوم لحم".."جوزى عيان و بيغسل"..وملايين الأعذار..وأحيانا يأخذ التسول اشكالا أخرى كبيع أكياس المناديل، تنظيف زجاج السيارات و غيرها..وهو حين يؤدى خطابه يؤديه برتابة كما قد يفعل موظف حكومى يملى عليك ما تحتاجه من خطوات لانهاء مصلحة ما تخصك،و المتسول فى وطننا لا يحتاج للبحث عن عمل،فلم يعمل اذا كان يحصل على أكثر مما قد يجنيه ان عمل..


قصت لى صديقتى العزيزة أن المتسول جانب صيدلية عملها قام بتجميد مبلغ و قدره 80 جنيها يومها،وهكذا بحسبة بسيطة وجدنا أن ما قد يجنيه فى الشهر قد يصل الى 2400 جنيه!

التسول فى الخارج يأخذ شكلا مختلفا تماما شاهدوا معى هذا المقطع من فيلم "Mr Bean's Holiday"
هل رأيتم كيف تسول مستر بينز..هو استخدم السيناريو الذى يؤديه ببراعة المتسولين لدينا،بيد أنه أداه كفصل مسرحى ،و هو لم يجنى المال الا بعد أن بذل جهدا حقيقيا ،فهو حاول الرقص على أكثر من أغنية ،لكن هذا لم يجذب انتباه احد..فقط حينما استغل الغنية الأوبرالية ووظفها ووظف الصبى معه فى الأداء..حينها و فقط جنى المال..الموهبة و الابتكار لديهم تجنى المال!

لماذا اذن لا نجد لدينا أمرا مماثلا؟
لأن المتسول لن يشغل باله بما قد يبرع فيه طالما تعطيه المال دون مجهود يذكر..
ولأن حتى الجامعيين و بعض المثقفين لا يعرفون ماهم موهوبون به..وما يمكنهم ابتكاره،لأن نظام التعليم لدينا لم يدعم يوما الموهبة و الابتكار..
و لأن بطبيعة الحال المبتكر منبوذ..ليس لشئ سوى ثقافتنا المعادية للتغيير..
وفى النهاية تظل كل حياتنا تسول!

ليست هناك تعليقات: