الأربعاء، يوليو 11، 2012

كانت تريد أن تنهى ما تفعله فى عجلة فقط لتصلى الظهر الذ استوفى ميقاته، و فى عجلتها لم تنتبه لزجاجة الحبر وهى تقع ، لكن صوت الارتطام بأرض الحجرة و ما أعقبه من كسر للزجاج نبهها ، و هالها أن ترى بياض أرضها قد احتال سوادًا، لم تفكر فى عواقب ما حدث،أول ما ترامى إلى ذهنها هو أن تنظيف الأرض من هذا الحبر قد يكلفها وقتًا إضافيًا يحول بينها و بين الميقات، و لأول مرة تكون شاكرة لأن أرض الغرفة من "السيراميك" ،و أنها ليست مفروشة بسجادة ما تمتص كل هذا الحبر ، فقط عليها استعمال أداة ما تمتص الحبر من الأرض، و تمسحها كما تفعل عادة، ثم تمضى إلى صلاتها ، و بينما هى تلملم قطع الزجاج المتناثرة هنا و هناك،عجبت لتلك الزجاجة التى ظلت فى موضعها لأمدٍ بعيد من حين اشتراها سيدها من المكتبة التى يتعامل معها دون غيرها ، فقط لأنه يفضل الحبر السائل الأسود الذى يملأ به خزانة قلمه الذى طالما صاحبه منذ ابتدأ مشواره الأدبى على الأقلام المجهزة للاستخدام المباشر وحتى تلك اللحظة التى غفلت فيها عنها، إنها فترة تزيد عن السنة ،و كيف أن كان مصيرها فى النهاية شرذمات فى سلّة القمامة ، ناهيك عن الحبر الأسود الذى لم ينل أن يحقق دوره فى الحياة إلا منسكبًا على أرض الغرفة ، و ملوثًا بياضها،و هل  نكون نحن البشر مثل هذا الحبر المنسكب؟، وفى ذات اللحظة التى طالعها فيها السؤال كانت قد انتهت مما تفعل ، ومضت إلى صلاتها.

هناك تعليقان (2):

أحمد فضيض يقول...

أحببت هذه الخواطر كثيرًا! :)

Rehab يقول...

:0