الجمعة، يوليو 06، 2012

a la folie, pas du tout


كيف لى أن أشاهد فيلمًا مماثلًا و لا أكتب عنه؟
أعترف ان بعد مشاهدتى لأكثر من نصف الفيلم و أنا مستمتعة ،وجدتنى أسأل نفسى :و ماذا بعد؟
القصة كلاسيكية جدًا، و تناولتها آلاف الأفلام،فهل ستكمل القصة كلاسيكيًا بأن تكتشف البطلة أنها تحب الآخر ، و أنها تحتاج أن تعطه فرصة،و لن أنكر أننى كان بودى أن يخيب ظنى، ليس لشئ سوى أننى السبب الرئيسى لمشاهدتى الفيلم هو بطلته، و كونى موقنة أن اختياراتها مختلفة،و قد كان ، و فاجأتنى النصف ساعة الأخيرة منه ، حتى لم أكن أعرف هل أنا سعيدة بالنهاية المختلفة التى انتهى بها الفيلم ، أم أنا مشغولة بفلسفة الفكرة من ورائه، ولكى يتضح المعنى لابد لى أن أقوم بدور كريه لنفسى ،وهو أن أقص عليكم قصته، لا بأس فقط الخطوط العريضة، كى تستمتعوا به إن أردتم مشاهدته.

"أنجليكا طالبة الفنون تحب لويك طبيب القلب الماهر المتزوج و الذى وعدها أن يطلق إمرأته،و لكن الزوجة تفقد جنينها و بشكل ما لا تفهمه يُخل بوعده لها ،و تظل مصدومة و غير مصدقة إلى أن تقرر أن ترسل له هدية وداع،و بعد أن ترسلها يشاع أنه متهم بالتعدى على إحدى مريضاته و التى قتلتها أنجليك فى محاولة منها لتبرئة اسمه  و بينما يتم القبض عليه، و بينما ه تشاهد من بعيد ، تجده يودع زوجته بكل الحب، فتقرر الانتحار باستخدام الغاز، و فجأة تعود القصة لتروى من البداية و لكن هذه المرة من زاوية لويك، أى الأحداث كما رأها ، و هنا نجده الزوج الوفى و الطبيب الرحيم المتفهم ،و أسعد و أمثل اب منتظر، و لم يعكر صفو حياته سوى بعض الرسائل و الهدايا من معجبة مجهولة،فى البداية لم يعر الأمر انتباهًا،حتى يوم عيد مولده و بعد أن تلقى من تلك المعجبة صورة زيتية له و أصرت زوجته على وضعها فى غرفة جلوس منزله،و صدفة رأت ما كتبته أنجليكا خلف اطار الصورة،احتالت حياته جحيمًا بين شك زوجته ، و فقدهما جنينها،و حاول حصر من يشتبه فى كونها المعجبة السرية ،و جزم أنها احدى مريضاته و بعد تلقيه هدية وداع انجليكا و التى كانت قلب بشرى مغلف، و أثناء زيارة المريضة التى شك بها ،فقد أعصابه و سخط عليها و كاد أن يضربها،و زاد الطين بلة كونها ماتت فى اليوم التالى مما جعله متهما بقتلها،و إذا بنا نكتشف أن أنجليكا تعتنى بالمنزل المجاور لمنزله و صوت سيارة الاسعاف لانقاذه أفاقه و ذهب ليتحرى الأمر و أنقذها،و بعدها اكتشف أن أنجليكا هى معجبته السرية ،و قرر أن يترك البلدة ، لكنها ضربته على رأسه ففقد وعيه ، و قبض عليها و حوكمت بكل التهم الموجهة لها من قتل و شروع فيه و برأت منها لأنها غير مسئولة عن أفعالها و أودعت مصحة لتتعافى من جنون الحب،و بعد سنوات غادرت المصحة لكنها لم تكن شفيت و إن أصبحت أكثر ادراكا لحالتها".

فلنقل أن الفيلم متقن الحبكة متن الأداء، بشكل غير معهود،و المعنى الذى ظل يتردد فى فكرى "أليس من الممكن أن يرى كل منّا الأشياء على غير ما هى عليه لمجرد أن تفسيره لما يحدث يناسبه؟"، هو ممكن ، و فى أكثر من مرة أسمع ذات القصة من شخصين مختلفين و لا أستطيع الجزم ما حدث فعليًا، و لا يحتاج الأمر أن نكون مرضى لنتوهم غير ما هو حقيقى، و احيانًا يكون تساؤلى "هل هناك حقيقة؟"
و ردى على ذاتى "لا توجد حقيقة مطلقة نستطيع كبشر ادراكها بشكل كليّ"

ليست هناك تعليقات: