الخميس، أكتوبر 29، 2009

::ثقافة::

سأصدقكم القول و أعترف أن ثقافتى مثلى مثل الكثيرين تليفيزيونية بحتة.. أساسها و عمادها مشاهدة المحطات التليفزيونية المختلفة..فما أسهل من أن أشاهد أو أن أستمع اليه أثناء أداء المهام المختلفة..و اليوم و أثناء قرائتى لغرض ما..استمعت للتلفاز..و عرفت عن ذاك الذى قتل طفلين بريئين منذ 4 شهور لأجل خلافات مادية مع والدهما بخصوص مبلغ و قدره 80 جنيها..وكان ذلك بطعنهما 96 طعنة بالسكين..و اليوم صدر الحكم بإحالة أوراقه للمفتى!

السؤال هو..هل هذا المبلغ من الأهمية بحيث يقتل من أجلهما؟
السؤال بصيغة أخرى ..هل أصبحنا بالمادية التى تجعلنا نقتل من أجل المادة؟
احتملونى قليلا.. هل صارت حاجتنا للمادة لدرجة القتل؟

اليوم سأحاول الاجابة عن هذا السؤال و لن أتركه هكذا معلقا كما فعلت بالأمس..
بلى ..أصبحت المادة قيمة أقوى من قيم كثيرة فى حياتنا.. هذا ليس جديدا و لا اكتشافا خطيرا توصلت اليه..و لا يخفى أيضا على أى منا فى هذا الزمان!
لكن الاكتشاف هو.. أنها لم تصبح قيمة و غاية تبرر أى وسيلة، و لكنها " قيمة مستغلة تجاريا"..
السبب وراء اكتشافى هذا هو " ثقافتى التليفزيونية المزعومة".. شاهدت عددا من البرامج التى أكدت هذا الاعتقاد الراسخ.. انها برامج المسابقات التى تذاع على القنوات المختلفة..و التى أصبحت من الكثرة و التفاهة أيضا التى تستفز .. التطور الحقيقى فى هذه البرامج كونها لا تحتاج الى بث مباشر أو الى حضور الجمهور فى الاستوديو..و كل المطلوب من المتسابق هو الاتصال الهاتفى بأحد الأرقام..أو بعث رسالة..هذه البرامج على شاكلة " المفتش كرومبو"..عبد السميع اللى مش سميع".."سرحان ونفيسة".."بدرية طابخة ايه النهاردة"..الخاطبة".."منة و اللى منا"..هذه الأمثلة على سبيل الحصر و إثبات وجهة نظرى..

أتعرفون ما المشكلة الحقيقية؟.. أن كون ثقافتنا حاليا أصبحت تليفزيونية موجهة تلك المادة.. قد لا يكون هذا بالخطورة التى يبدو عليها..الخطورة الفعلية هى "ثقافة الكسب السريع"..بدون أدنى مجهود يذكر سوى اتصال هاتفى!..و الأدهى أن يستغل فى ذلك طاقات ابداعية و امكانيات مادية تلبية لمطلبات تلك الـ " ثقافة"!

هناك تعليقان (2):

Khaled Selim يقول...

معاكي حق ..
التلفيزيون بقا عشان كل تافه ..
انا مش عارف بصراحة الخطة اللي ماشي عليها التليفيزيون والراديو في مصلحة مين
حرام والله اللي بيحصل فينا ..
امبارح قريت خبر في المصري اليوم
ام جمال مبارك .. بيصرف مرتب قدره 1500 جنية لشباب الفيس بوك اللي بيرشحوه للرئاسة
بصراحة .. انا قلت : الف ونص بس ؟؟؟

Rehab يقول...

خالد
المشكلة ان الحاجات التافهة و السطحية مش بتتقرض الا لماما!..
فتلاقى الافلام السخيفة و الافكار الغبية بتتعرض على طول ..اما الحاجات الهادفة فمش بتتعرض قد كده..ما عدا قنوات دبى و أبو ظبى و الحاجات دى:D
اه ..قريت الخبر ده..فى المصرى اليوم على ما أذكر..مبلغ متواضع :D