يهاتفني أخي ويوبخني أنني لم أطمئنه بعد على أدائي في الامتحان، خاصة وأنني حين أجبت مكالمته في وقت سابق اعتذرت أنني لن أستطيع الكلام حتى عودتي للسكن، لأن الصخب حولي لا يساعدني على التركيز.
حين أعود وأحكي له الملابسات العجيبة ليومي بداية من إيقاظ رفيقة غرفتي لي صباحًا مدعية أن الساعة السادسة والربع، وأنا أكذبها، "لسه مفيش ولا ضوء، الساعة تجي لها أربعة.." محاولة الحصول على المزيد من النوم، لكنها تؤكد أنها صلت الفجر وان الجميع استيقظوا، أنظر في هاتفي المحمول الذي يؤكد كلامي، الساعة كما أعلنها هي الرابعة والربع، لكنني حين أغلقته وفتحته اكتشفت الحقيقة، الساعة كانت بالفعل قد تجاوزت السادسة، وحينها هرعت للتحضر للذهاب للامتحان، وانا أتساءل "لماذا لم توقظني أمي حتى الآن؟" ، حتى هاتفتني في السابعة وانا أوشك على النزول، كانت مذعورة لأنها اتصلت بي كثيرًا ولم أرد عليها، المفارقة أن هاتفي كما يبدو في سجل الهاتف لم يستقبل منها أي مكالمات قبل السابة، غارقًا في الضحك قال لي أخي "خلي بالك شكلك كده هتمثلي فيلم Stranger than fiction، في الحقيقة بس هو كان الموضوع معاه دقايق، لكن ماكي ساعتين كاملين، وخلي بالك شكلك كده هتحبي قريب!"
روعتني ملاحظته لكل الأسباب التي يمكن أن تخظر في بالي، وأبسطها أن أكون انا هارولد، وأن أتعرض لكل ذلك، لكن المثير للسخرية أنني لا أحتاج لسماع صوت المرأة الحاكية ، لن أتساءل كمثله من هي وكيف تتحكم في مصيري، لأنني ببساطة أعرف أنني هي ، فأنا أكتب وكثيرًا جدًا تقفز الجمل والاحتمالات في رأسي، فأنا أتخيل المشهد وأنشأه وأعيشه أيضًا، وما أصعب إدراك كل ذلك!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق