الأحد، أكتوبر 30، 2011

عودة الحلاج

الحلاج لم يمت
الحلاج حى فينا
فى كل يوم حلاج جديد
يردد قول الحلاج الأول
"ليس العدل تراثا يتلقاه الأحياء عن الموتى
أو شارة حكم تلحق باسم السلطان اذا ولى الأمر
كعمامته أو سيفه
مات الملك العادل
عاش الملك العادل
العدل مواقف
العدل سؤال أبدى يطرح كل هنيهة
فاذا ألهمت الرد،تشكل فى كلمات أخرى
وتولد عنه سؤال آخر،يبغى ردا
العدل حوار لا يتوقف
بين السلطان و سلطانه”*

يصلب كل يوم حلاج جديد
لكن الخرقة تنادى غيره
يقول غيره:
"صَفُّونا .. صفّاً .. صفّاً
الأجهرُ صوتاً والأطول وضعوه فى الصَّفِّ الأول
ذو الصوت الخافت والمتوانى وضعوه فى الصف الثانى
أعطوا كُلاً منا ديناراً من ذهب قانى برَّاقا لم تلمسه كفٌ من قبل
قالوا : صيحوا .. زنديقٌ كافر
صحنا : زنديقٌ .. كافر
قالوا : صيحوا ، فليُقتل أنَّا نحمل دمه فى رقبتنا
فليُقتل أنا نحمل دمه فى رقبتنا
قالوا : امضو فمضينا
الأجهرُ صوتاً والأطول يمضى فى الصَّفِّ الأول
ذو الصوت الخافت والمتوانى
يمضى فى الصَّفِّ الثانى"*

يأتى صبى يسأل ببراءة،ولماذا قتل الحلاج؟..ومن قتل الحلاج، تتعالى الأصوات،
لايسمع من بينها سوى رجع صدى عميق:

" يا ولدي كم أخطأت الفهم! لا أطلب من ربي أن يصنع معجزة ، بل أن يعطيني جلدا كي أدرك أصحابي عنده."*

*من مأساة الحلاج للشاعر صلاح عبد الصبور

ليست هناك تعليقات: