الثلاثاء، أغسطس 18، 2015

ثرثرة 17

تسألني أمي:
"عاملة ايه في الوحدة؟"
أجيبها:
تعودت عليها، 
لكنني لم أخبرها كيف تعودت عليها:
في ساعات النهار لامشكلة،
فالخضرة التي تحوطني من كل جانب
لا تشعرني بالوحدة
أشعر كما لو كنت في المكان الذي أردته دومًا
سماء لا يشوب زرقتها سوى سحب ناصعة البياض
عشب لا حدود له
أشجار لا مثيل لها
أما عن الزهور:
فأتذكر أنواعها من اللعبة التي كنت أسري بها وقتي منذ شهور،
فهذه ال Gerbera
وتلك هي ال chrysanthemum
أما عن اللافندر فقد أرشدتني له رائحته
التي تركتها بمصر، وأدركتها حين عبرت من الممر.
هذا غير البشر 
بملامحهم المتباينة
وتعبيرات وجوههم التي تتفاوت
والحديث الذي أجريه معهم أحيانًا
يلهيني كل هذا  وأشياء أخرى طوال ساعات النهار
الذي يمتد للثامنة مساءً
وبعدها أعرف ما هي الوحدة!
في الأيام الأولى في سكني الجديد الذي لم تصل إليه شريكتاي فيه بعد،
كنت أشعر بغصة في حلقي،
لوددت لو بكيت
وكنت أبكي على استحياء،
خاصة وأن الليل عندي يواكب الفجر في بلادي
فأستسلم للنوم الذي يباغتني بصعوبة
قلقًا من أي صوت 
كعابر في طريق
أو حركة للجيران،
بت أسمع القرآن حتى أغفو في نوم عميق

لا أدرك منه حين استيقاظي
سوى لقائي أهلي في المنام
أحلم أنني بمصر في إجازة
وأن علي حجز طائرة العودة قبل بدء الدراسة،
أو أن أزور صديقتي بعد ترتيب مسبق بلقائنا عندها
لأفاجأ بمرض الصغيرة
فنقضي وقتنا معًا في الطريق إلى الطبيب،
تسألني أمي:
"كل هذا الوقت وحدك ولم تنهين الكتب التي اصطحبتها معك؟"
أبتسم متعللة:
"مفيش وقت"
لا أخبرها أنني أقضي كل وقت فراغي بصحبتهم في المنام
فلست وحدي!

هناك 3 تعليقات:

Lobna Ahmed Nour يقول...

<3
أنتِ لستِ وحدك :) لا تبكي

Aliaa يقول...

زرتني الليلة ..فشكرا ♡

Aliaa يقول...

زرتني الليلة ..فشكرا ♡