يومان طويلان، والكثير من التفاصيل، أبسطها أنني لم أنعم بقسطي من الكسل الأسبوعي المحبب، ولكن هذا لا يضايقتي، فالتجربة و التفاصيل تستحق كل الارهاق الذي أشعر به، لكن لو أن الصداع يتوقف! ، لو أنني استطيع ببساطة النوم دون التفكير؟ لو أنني أستطيع الثرثرة هنا دون أن يخل ذلك بما في جعبتي من نص لم يكتب بعد، وأي إشارة أو تفريغ شحنة هنا سيذهب الحالة والأفكار!
والحالة لاتحضر كثيرًا!
الكلمات العذبة لا يمكن استدراجها وتنبؤها!
وهي أيضًا سريعة الزوال، ولا أريد أن أسجلها بنصف عقل أو بخردلة شعور..
الالهام كان
وأشياء كثيرة تغذيه،
ولكن!
ربما لو كنت قابلت لبنى كما وددت لاختلف الأمر، لكنني ظللت أنظر للساعة:
هي الآن في العمل، حينما تنتهي سأهاتفها-
هي الآن انتهت، ولكن اليوم الخميس، ربما لديها خطط أخرى-
لن أعرف بخططها الأخرى من عدمها إذا لم أهاتفها، لكن ربما تسيئ فهمي..-
أقرر أن لا ضرر إطلاقًا من الانفراد بذاتي، معي كل ما أحتاج إليه، نظريًا بالطبع!
هذا كله وأنا تائهة، بين ما قالته خريطة جوجل في اليوم السابق وأكده ال GPS، وما أراه على أرض الواقع، لأسأل واعرف أنني تائهة بالفعل ، وأن الوصول لوجهتي يتطلب معرفة بالمكان ووسيلة ما غير المشي! فتكون أول سيارة أجرة أستقلها وأقارن بين خط سير السائق وما يقترح الجهاز، إلى أن يقف أمام وجهتي تحديدًا وأنا غير مصدقة، لأن الجهاز يقول أن الطريق أطول،اتأكد لا من التمثال الشهير الذي لا تكذبه عين، ولكن من الكلمات التي تعلن عن المكان، أطمئن أمي التي تابعت رحلتي العجيبة على الهاتف، وهي تنصحني من البداية ، من أول فكرة ال GPS، بأن الأمر غير ناجع وأنني حتما في المكان الخطأ،وراهنتني على ذلك!
ربما أنا أثق بالأجهزة أكثر من البشر، رغم أن البشر هم من صنعوا الأجهزة وزودوها بكل شئ حتى تعمل كما تعمل!
، ألتهي بأمور لا تمت بصلة لما أفكر فيه، أتعرف على الكثير من الفتيات من محافظات مختلفة، أمرن ذاكرتي على حفظهن بالأسماء والأماكن، وأندهش تذكري تلك التفاصيل..
كما الآن صداع، ورغبة لا يمكنني مقاومتها في النوم
وعلى النقيض قوة ما خفية توقظني بلا سبب مفهوم، رغم علمي أن القراءة الآن ليست فعلًا ينصح به، لأن الكتاب الذي سأهرع لاحتضانه سيزيد حالتي سوءً، وسيوقظ ذهني و حواسي ويخرج ماردًا لايمكنني مجابهته من قمقمه، كما أمسي..
ربما إذن أركز في الجانب الجيد من اليوم، الاختبار الذي أشعرني أنني كنت أفتقد اختبارات الاختيار من متعدد منذ الجامعة!
ورشة العمل التي شاركت فيها بانفتاح عجيب!
والأدهى التواصل، أن أقدم الاقتراحات،وأغادر وأنا واثقة أنني أديت جيدًا جدًا، وربما أنا لأول مرة لا أخاف الفشل، لا أحمل همه إطلاقًا، بل أتوقع النجاح، وهذا أكثر ما يخيفني، النجاح الذي يعني المغادرة، إلى عالم لا أحد فيه سواي!
والوحدة ليست ما أكره!
العزلة أيضًا لا بأس بها!
كلها أمور أنا معتادة عليها..
إنما هي الفكرة البسيطة السرعة = المسافة\الزمن
والمسافة كبيرة جدًا
والزمن طويل!
ولا لم أخطأ الحساب!
الناتج السرعة صغيرة جدًا!
السرعة تعني هنا قدرتي واستطاعتي على مغادرة الوحدة والعزلة التي أفرضها على نفسي!
والتي لن تكون حينها اختيارية ومحببة!
نعم!
هو النجاح ما أخشى..
هو النجاح!
لأن الثمن أغلى من كل شئ!
ولن يسدد فاتورتي التي ستكون مضاعفة سواي..
وليتها فاتورة سهلة السداد
فالشعور لا ثمن له!
كيف سأنام هذه الليلة؟
ربما سأحاول تذكر اللحظات الجميلة، لكنها أيضًا ستحيلني لذات الدائرة، أن النجاح سيحول دون وجود لحظات أسرية دافئة أخرى!
ربما إذن سأتذكر المهاتفات الأربعة من أمي لتعيد عليّ علامات طريق العودة في ساعة إلا ربع، وذات العلامات وتكرار ذكرها جعلني أتوه أيضًا، لأنني لا أحب أن يكرر عليّ أحد ذات الأمر، التكرار يصيبني بهاجس ما لا أستطيع تحديده، لكنه في النهاية يؤدي إلى فشلي وتحقق ما حذروني منه تحديدًا!
ربما لو آمنوا ببساطة بفكرة أنني سأطلب مساعدة حين أحتاجها، وربما لو آمنوا أنني لست طفلة بعد، ربما لو آمنوا بأشياء كثيرة لما كان الابتعاد محببًا قاسيًا إلى هذه الدرجة التي تجعلني أعيد على ذاتي دائرة الخوف!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق