الأربعاء، يناير 16، 2013

برد 2

-1-
وقفت بحزاء الشرفة رغم البرودة التى تعصف بكيانها فقط لأنها المتنفس الوحيد لها فى المكتب العابق برائحة الدخان، دخان سجائره التى يحارب به الانتظار الطويل الممض الذى تعوده فى هذا المكتب، أما هى فكانت تقضى انتظارها بين الردود المتحفظة على ذويها فى الهاتف،والتى لم تعدُ سوى عادتها فى إخفاء إحباطها وتبرمها، عبرت ذهنها ألف فكرة مثل أنه ربما إن أحضرت نبتة معها للمكان الجديد كانت قد خففت من وحشتها،ربما كانت التهت بالحديث إليها، ربما كانت تخيلتها شجرة كبيرة، ربما تخيلت رائحة زهورها،لكن هذا كله لم يحدث!

-2-
فى طريق العودة الطويل للمنزل حاولت قتل البرودة بسماع دفء أصواتهم،وكان هذا مجديًا حتى نصف الطريق، أما النصف الآخر فقضيته فى محاولة ببعث الدفء بأوصالى،بأفكارى ،لكن خانتنى دموعى وأيدها صوت منير الذى اختار أغنيته السائق وظلت جملة واحدة تتردد بذهنى "خايف إن قلتى بردانة،أغطيكى باحساسى متتدفيش!" إلى أن وصلت وكانت العتمة مسيطرة على الوجود وكذا خلو الطريق من السائرين عداى . 

هناك تعليق واحد:

راء يقول...

مفيش احساس صادق بجد، مبيدفيش...


فاوعي تخافي