لم يفاجئ أحدهن حينما قالت احداهن :"فلانة مغشى عليها "، اذ لم تكن أول مرة تفقد فيها وعيها ،كما أن قسمات وجهها صباح ذلك اليوم كانت تشى بحالتها ،أمكننى بسهولة أن ألمح الخطر قادما ،و كذا كان، فى المرات السابقة كان الجميع يلتف حولها ،يحاول افاقتها ، اما بعصير أو باستدعاء أحد الأطباء ،أو بمحاورتها فى محاولة لابقائها واعية ، أما اليوم كانوا جميعا كأنهم أعجاز نخل خاوية ، خمس دقائق من الاهتمام الزائف ، و بعدها عاد كل منهن لكرسيه ، تاركينها ممدة على أحد المقاعد الخشبية بالغرفة، يتداولن الحديث عما جد فى حياتها، عن طليقها ، عن أطفالها، لم تكن لهجتهن لهجة اهتمام بقدر ما كانت لهجة تقريظ ، تسارع معدل تنفسها ،تشنجت عضلات وجهها ،سألنها :هل تناولت أية أقراص هذه المرة؟" ، "كم عدد الأقراص التى تناولتها؟" ، وهى تجيب بصوت خافت لا يكاد يكون مسموعا، حتى تذكرت أحد ابنيها ،والذى كان فى رعاية جارتها، التى هرعت لاسعافها فور معرفتها خبر فقدان الوعى، و بينما هى مغادرة على كرسى متحرك كان باديا فى وجه الجميع أنهن لن يعززن من فقدت اهتمامها بالحياة ، أو من تستجدى الاهتمام بهذه الطريقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق