الجمعة، ديسمبر 31، 2010

اذا ما هاجر كل الشرفاء ،فمن الذى سيبقى فى وطننا؟!*

-1-


شاهدت هذا الفيلم خلال الأسبوع الماضى،وهو يعتبر أفضل  دعاية سياحية لمصر،وهو يقدم واقعنا اليومى بشكل غير مبالغ فيه ،بل و مجامل جدا الحقيقة و كان هذا واضحا جدا فى موقف تجمهر الشباب حول "جولييت" البطلة فى الشارع،و تعجبها من ذلك،أما دفاع "طارق" البطل فكان لطيفا متقبلا،وان كان غير منطقي،و حين زارته فى مقهاه و ادراكها حقيقة أن المقاهى أماكن مخصصة للرجال وفقط!..و تصريحها بأن أول شئ ستفعله ان أقامت فى مصر هو انشاء"مقهى للسيدات فقط"..تعرض أيضا بشكل عارض و سريع الى قضية "أطفال الشوارع"..و تابعا لها "عمل الأطفال"..والتى بررها طارق بأن هؤلاء لم يتح لهم خيار التعليم نظرا لظروفهم الاقتصادية و الاجتماعية فكانت النتيجة كما رأتها
القصة ببساطة عن "جولييت" محررة فى مجلة للمرأة و متزوجة من موظف يعمل بالأمم المتحدة و خاصة فى تنظيم مخيمات اللاجئين بغزة وقد دعا زوجته لقضاء أجازتها معه فى القاهرة و بالفعل تصل هى الى مصر و لسوء الحظ لا يتمكن زوجها من الحضور فيوصى "طارق"-والذى كان يعمل معه مسبقا قبل تقاعده- باستقبالها و العمل على راحتها،وبالفعل يستقبلها و يوصلها للفندق،وبعد أن تستريح تحاول استكشاف القاهرة وحدها و لكنها تتعرض للمضايقة ،فتتذكر نصيحة زوجها بألا تتجول فى القاهرة وحدها،ولهذا السبب ذهبت الى مقهى طارق الذى ورثه عن أبيه وهو مصدر رزقه بعد التقاعد،وبدأ يتجول معها فى القاهرة،ولكنها و بعد فترة تقرر السفر الى غزة لزوجها و بالفعل تقطع التذكرة و تركب الحافلة و لكنهم أرجعوها عند الحدود،وكان طارق هو من أعادها للقاهرة،وعادت للتعلاف معه على القاهرة القديمة ،ثم كان سفرهما للاسكندرية لحضور زفاف ابنة صديقة قديمة لطارق وبعد عودتهما يذهبان للأهرامات و التى وعدت زوجها أن تحتفظ بزيارتها له و فقط!..وعند عودتهما للفندق يكون زوجها قد عاد..وينتهى الفيلم بزيارتها للأهرام مع زوجها و عيشها معه و خروج طارق من حياتها،أعجبنى فى هذا الفيلم وجود أغنية بعينها لأم كلثوم وبشكل مكرر و هى "ألف ليلة و ليلة"..و أغنية لعبد الحليم.
فلنقل أن هذا الفيلم ليس فيلما ذو مضمون سياسى أو اجتماعى،وهو ليس بتك الرومانسية المفرطة ،والدافع الذى أراه وحيدا هو الدفاع عن مصر بشكل أو بآخر،ولعل الدافع الى ذلك أن كاتبة الفيلم هى مخرجته "ربا ندا" السورية الأصل،والتى غالبا تتناول حب المسلم أو المسلمة لغير المسلمين وقد زارت القاهرة مع والديها فى سن السادسة عشر وتركت فى ذاكرتها أثرا قويا جعلها تعزم الكتابة عن القاهرة و قد فعلت،ولقصة الفيلم أعطى نجمة واحدة فقط أما لكونه دفاعا عن مصر أعطيه خمس نجمات..وأقترح أن يعرض هذا الفيلم على طائرات مصر للطيران خاصة فى تلك الرحلات القادمة الى مصر من الغرب..


 -2-
قالت: "فى حاجة حصلت فى مصر خلال ال 30 سنة اللى فاتت"..بنبرة يشوبها السخط والضيق
قلت:"كثيييييير"..و الآن أقول :"فى حاجة بتحصل فى مصر كل يوم الصبح".
قالت: "أسباب كتيييير تخلينى أخاف على مبادئى هنا!"
قلت:"تقدرى تحافظى عليها،ماتعمليش أى حاجة مخالفة ليها!"
قالت"بس هم كتيييير..والكترة تغلب الشجاعة".
وحكت لى عن أن أحد معارفهم وقد هاجر قال عندما سئل اذا كان سعيد:"كفاية انى مش بمسح شوزى كل يوم و انى بقدر أبتسم فى وش مراتى كل يوم الصبح!"
قلت:"بس أكيد فى المقابل هتخسرى حاجات تانية كتيييير"
قالت:"بس ع الأقل هكسب احساسى بالانسانية"


-3-
قال:-"هناك سببا وجيها للهجرة.. قال تعالى :
"إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ... جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا" النساء 97
صدق الله العظيم .."

وكذا قال غيره..ولم أعرف ردا عليهما حينها..ولكن هذا جزء من تفسير ابن كثير لهذه الآية
وقال الضحاك : نزلت في ناس من المنافقين ، تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ، وخرجوا مع المشركين يوم بدر ، فأصيبوا فيمن أصيب فنزلت هذه الآية الكريمة عامة في كل من أقام بين ظهراني المشركين وهو قادر على الهجرة ، وليس متمكنا من إقامة الدين ، فهو ظالم لنفسه مرتكب حراما بالإجماع ، وبنص هذه الآية حيث يقول تعالى : ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم ) أي : بترك الهجرة ( قالوا فيم كنتم ) أي : لم مكثتم هاهنا وتركتم الهجرة ؟ ( قالوا كنا مستضعفين في الأرض ) أي : لا نقدر على الخروج من البلد ، ولا الذهاب في الأرض ( قالوا ألم تكن أرض الله واسعة [ فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا ] ) . 


وهى بذلك نزلت فى من أسلم فى بلاد الشرك ..أما عن المسلم فى بلاد الاسلام و الذى يعتزم الهجرة فوجدت فى كتاب "المبدع فى شرح المقنع"ردا عليه..
فرع : لا تجب الهجرة من بين أهل المعاصي ، لكن روي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى : إن أرضي واسعة [ العنكبوت : 56 ] أن المعنى [ ص: 315 ] إذا عمل بالمعاصي في أرض فاخرجوا منها ، قاله عطاء ، ويرده ظاهر قوله - صلى الله عليه وسلم - من رأى منكم منكرا فليغيره بيده . . . . الحديث .
وقال أيضا:"أخيرا لقيت جواب لسؤال حسين فهمى فى مافيا :"يتحب مامتك؟..عاطفة حب الأم لابنها غريزية ..أما عاطفة حب الابن لأمه مكتسبة،والدليل أن الطفل اللى اتربى بعيد عن أمه بيحب أمه الجديدة اللى لقاها على انها أمه" 


وردى عليه..هو لسان حاله و لسان حالى و لسان حالكم جميعا ..فى قول هشام الجخ فى قصيدته جحا:-
كل اللى بيقولك بحبك دول نفاق
أنا لما قلت لك بحبك
كان نفاق الحب يعنى اتين بيدوا
مش ايد بتبنى وستميت تيت تيت يهدو
الحب حالة
الحب مش شعر وقوالة
الحب يعنى براح فى قلب العاشقين للمعشوقين
يعنى الغلابة يناموا فى الليل دفيانين
الحب يعنى جواب لكل المسجونين


هما ليه بقوا مسجونين
يعنى أعيش علشان هدف
علشان رسالة
يعنى احس بقيمتى فيكى
إنى مش عايش عوالة
يعنى لما اعرق تكافئيى بعدالة
الحب حالة
الحب مش شعر وقوالة
الحب حاجة ما تتوجدش فى وسط ناس
بتجيب غداها من صناديق الزبالة
-4-
ملخص الحكاية كتبتها تسنيم قائلة:
كل الحكاية أنهـا ضاقت بنــا و استسلمت للص و القـواد
 بالفعل هناك قصص نجاح كثيرة ناجحة للهجرة منها على سبيل الطرح د.مجدى يعقوب و الذى حاز مؤخرا على وسام النيل وهو أعلى وسام مصرى..ولكن "اذا ما هاجر كل الشرفاء ،فمن الذى سيبقى فى وطننا؟!*"

والحل هو السهل الممتنع ..وهو العمل بقوله تعالى" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال ."سورة الرعد


*منى رجب فى كتابها وجوه بلا رتوش

هناك 4 تعليقات:

Unknown يقول...

I will not comment on the post now =)
just short comment on the movie


1-The guy looks like Egyptian,but he is cold.
2- the wedding is creepy fake.It's a westernized wedding;not Egyptian at all.
3-Very poor scenario.
4-the movie is overrated.

Rehab يقول...

amr
1- the director wanted to use an arabian actor, but no one was perfect for it, so he was the alternative
2-u r right, except that the bride was an algerian one
3- totally agree
4- that's why i liked it, Egypt was so perfect .
waiting ur comment on the post :D

غير معرف يقول...

هذا الموضوع يشغلني كثيراً فأحتار بين حتمية البقاء وعدم جدواه

بل تخطى بي التفكير من فرضية ما إذا هاجر كل الشرفاء إلى أن غالبية الشرفاء قد غادروا بالفعل وبقي من الشرفاء من تقوقعوا داخل أنفسهم منتظرين الفرصة للهروب وأخرون مازالوا على محاولاتهم في تغيير الوطن للأفضل بينما أصواتهم تشتت بين جموع المنافقين والمنتفعين وغيرهم

غير معرف يقول...

كل الحكاية أنهـا ضاقت بنــا و استسلمت للص و القـواد

بيتٌ موجعٌ من قصيدة موجعة لفاروق جويدة " هذي بلاد لم تعد كبلادي "