الأحد، نوفمبر 29، 2009

::هشاشة::

  • يقولون " الفاضى يعمل قاضى".. صدقوا..الخلو من المسئولية بأى اشكالها أو حتى مجرد الاحساس بذلك يؤدى الى الاستهتار بكل شئ و أى شئ.. البطالة عموما تجعلك ذلك الانسان الخاوى الذى لا يريد أن يحرك ساكنا .. تجعلك حبيسا فى شرنقة من السلبية.. سجينا فى قوقعة الذات..و بالأدق "الأنا".. وكذلك تجعلك هشا رخوا أى شئ يعكر صفو ذاتك.. بعوضة ما تثقلك بالهم..و طالما لا سبب مادى يجبرك على العمل..فما الضرر من المكوث بالمنزل بلا عمل؟..حتى لو كنت تلك النحلة الطنانة التى لا تكل و لا تمل العمل!..الحقيقة الآن و فقط عرفت لماذا يظل العاطلون على حالهم دوما..لأننى اختبرته بنفسى..و أصابتنى هشاشة!
  • رغم أننا فى العيد..و رغم أننى كل يوم من أيامه أقضى وقتا سعيدا ممتازا..الا أننى بقية النهار أجد سرب من البعوض التى تثقلنى بالهم..بالأمس كانت مزيجا من كلمات "جويدة"..فى ديوانه "كأن العمر ما كانا"..و مشاهدتى لفيلم "حين ميسرة"..شاهدته على احدى القنوات بدافع الفضول الذى أثاره الجدل حول الفيلم..و ليتنى ما فعلت..أن تعرف بوجود الخطأ ..أن تقرأ عنه..غير أن تشاهد نماذج منه..لأنه حينها تعرف أنه ليس مجرد محض خيال..بل و يترسخ لديك فكرة "واقعيته".. هذه بعوضة.. واحدة أخرى هى نهاية الفيلم.. فرغم أننى من زمرة المتفائلين..و رغم ما تحمله النهاية من أمل رمزى الا أنها لم ترقنى..بل و أبكتنى..النهاية تقول رسالة مغزاها أن الحكاية ستتكرر و الحياة ستمضى و لكن الأجيال الجديدة ستصمد أمام الواقع و لن تهرب منه الى "حين ميسرة" كما فعل سابقيهم!..عل المشكلة تكمن أن الفيلم صادم بالنسبة لى ..أن تعلم بوجود الرذيلة ..ليس مثل أن تراها..الحقيقة لم أتعاطف مع أى من أبطال الفيلم..و سبب رفضى للنهاية هو عدم تقبلى للبداية أساسا..و لذلك لا أتمنى أن أقابل أى من معايشى مثل هذه الحياة..السؤال الذى طرحه لدى هذا الفيلم هو ليس بجديد لكنه مهم " أيهما أفضل أن تعرف أم أن تكون من الجاهلين؟".."هل أقدم على مشاهدة مثل هذه الأفلام الصادمة و المؤلمة أم لا؟"..و لا أعرف اجابة بعد!
  • بعوضة أخرى كانت مشاهدتى لفيلم "زى النهاردة"..على النقيض من الفيلم الأول فهذا ليس بالصادم ..ولكنه أبكانى أيضا..رغم أنه لاسبب قد يدعو لذلك على الاطلاق..فالقصة لا تحوى أى وجه للشبه بأى شئ يدور فى حياتى..و هى أيضا ليست بالتراجيدية التى تبكى.. جل ما فى الأمر أن بعض العبارات لمستنى ..أحسست أننى من أقولها أو من يجب أن يسمعها!..خاصة لقطة الساعة التى يبدأ بها الفيديو التالى.
  • شئ آخر فى هذا الفيلم أن البطلة كانت تكتب مذكراتها و عادت إليها كى تفهم ما حدث و ما يحدث..و هكذا أفعل بين حين و آخر ..الحقيقة أننى تخليت منذ زمن عن كتابة المذكرات لكننى و منذ فترة لا بأس بها أدون هنا..ليست مذكرات بقدر ما هى فضفضات..أعود اليها من حين لآخر..حينما أحتاج أن أتذكر..أعود الى كلماتى و تواريخها و ذكرياتها و أجد الرؤية أوضح كثيرا..
  • "أنا مررت إلى جانب الوقت ولم أمر فيه. عاملني الوقت كما عاملته، عابرا في طريق، ضائعا في تقاطع." هذه الكلمات كانت جزء من مقال سمير عطا الله اليوم فى جريدة الشرق الأوسط.. هذه الكلمات تعبر عنى و عن هشاشتى..أحمد الله على نعمة الادراك..

ليست هناك تعليقات: