الخميس، يونيو 12، 2008

الامتحانات!


يقولون :- يوم الامتحان يكرم المرء أو يهان!
دوما كررت تلك العبارة حتى دون أن أفهم معناها حتى جاء هذا العام!
فعرفت كيف يكرم!
و كيف يهان!
يكرم المرء حينما يجلس فى لجنة الامتحان وهو راض كل الرضا عن أداء مذاكرته طوال العام ، حتى وان لم يؤد جيدا فى الامتحان لأى سبب كان!
و يهان عندما ينكمش فى الكرسى...عندما لايجد من الكلمات ما قد ينقذ ما يمكن انقاذه!
و ذلك عندما يكون مهملا مقصرا فى أداء مهنته!
ولكن ليس هذا كل شئ عن الامتحان!

هناك تلك الفروق بين الاشخاص فى طقوس أداء الامتحان!
فمثلا قد ترى المشهد التالى:-
اثنان من الاصدقاء...كلاهما متأخر عن الامنحان أحدهما يجرى و يلهث كى يصل ..و الآخر يصعد السلم بكل ثقة و استرخاء.... فكيف ستنظر لكل منهما؟

مبدأيا كلاهما متأخر... وهذا دليل على عدم الانضباط.... رغم ان هذا ليس حقيقيا دوما.....
الاول ... ستتعاطف معه ... فهو يحاول جهد طاقته ان يصل فى الميعاد!
الثانى ... ستقسو عليه... فهو ليس متأخرا فقط و لكنه أيضا لا يسرع الخطى!
قد يبدو هذا صادما....لكننى حاليا من الفئة الثانية... أعرف أتأخر و هذا عدم انضباط... ولا عذر لتأخرى!
لكننى أيضا لا أسرع الخطى... ليس لشئ سوى أننى حسبتها ... فعليا ان أنا أسرعت الخطى .. فسأبذل مجهودا بدنيا أكثر... هذا المجهود سيؤثر على حالتى النفسية... فسأقلق!... و حين وصولى للجنة الامتحان... فسأستغرق بعض الوقت فى التقاط الأنفاس...و مثله مرتين فى محاولة التركيز ... و كل هذا قد يستغرق حوالى ربع ساعة!
فى حين أنه عند اتباعى مشيتى المعتادة...فلن أبذل ذلك المجهود فى اسراع الخطى...لن أتوتر!... و لن أحتاج الى وقت لاستعادة هدوءى و تركيزى!

أما عن أثناء الامتحان.... فقد تجد هذا منكبا على الورقة..... وهذه تقرض أظافرها فى محاولة منها للاسترخاء و التركيز...
أو كمثيلاتى ممن يفتحن سوبرماركت صغير أمامهم على الطاولة.... زجاجة ماء.. علكة... هولز ... و المناديل الورقية!
مع تلك الفواصل التى أستخدم فيها أحد تلك المنتجات!
وقد تكثر هذه الفواصل ...مما يثير شك المراقبين...لكننى فعليا أكون فى حاجة الى تشتيت انتباهى عن ورقة الامتحان و كذلك عن أسئلتها!

أحيانا يكون الفاصل هو النظر الى السماء... أو أن أسمع صوت الكروان ... أو أن أشاهد زميلتى و هى تطلب من المراقبة أن تقتل تلك النحلة التى أرقتها... أو كما حدث أثناء امتحان الكلينيكال .. أثناء ضجرى من الأسئلة .. و رغم أننى أؤدى امتحانى فى أحد المعامل ... وجدت عصفور صغير .... يتأرجح بالقرب منى... فكأنما يسلينى... و يخبرنى انه لا بأس !.... وأن كل شئ سيكون على ما يرام!

هكذا هو الامتحان ...كل ملهى... وكل مهتم بشئونه ..و فقط!

ليست هناك تعليقات: