الاثنين، سبتمبر 15، 2014

لا صورة تحكي..

الصورة لا تحكي شيئًا، الصورة تؤطر لحظة بعينها، لا أقول تسجلها، بل تثبت ما تبدو عليه للعيان، لذلك لم ألتقط صورة لي وأخي على مقعدين متجاورين بقطاري ذهابنا وعودتنا معًا،أعود لقولي منذ سنوات:"أن أجمل الصور هي تلك التي نلتقطها بأعيننا وترسخ في ذكرياتنا دون حاجة إلى آلة تفعل هذا عنا" ، صحيح أنني منذ أيام تمنيت أن تعود الأيام بي للطفولة، للحظة جلينا أنا وهو بين أيدي المصور بعد إصرار أبي على تصويرنا رغم أننا كنا قبلها نلهو ونعدو،فكانت شعورنا مشعثة، حسب رواية امي الحبيبة، إلا أنني لا أتذكر شيئًا من ذلك، لكنني وفي المقابل سأتذكر هذا اليوم، حيث تحدثنا ثناء الرحلتين، في الذهاب طالعت كتابي بينما هو استمع إلى أغانيه، في العودة كان معي كاتبان، أعطيته الجديد لأكمل روايتي، إلا أنه وبعد لحظة بدل معي الكتاب، وطالع كل منا ما بين يديه ، ولم ننتبه للطريق إلا في قويسنا، وحين قاربنا على الرصيف، سألته بينما أعيد الكتب إلى حقيبتي:" وصلت لفين؟"
فاجأني:" كنت بمثل إني بقرأ!"
ابتسمت وقلت له :"كل الطريق ده؟، طب كنا نتكلم.."
ابتسم وعاد لجديته:"وصلت لحين كانت مدام بوفاري متضايقة من طريقة تربية ابنها.."
شردت لحظة في محاولة تذكر ذلك، لأنني أوشك على إنهاء الرواية، بينما هو قال:"انتي صدقتيني لما قلت لك بمثل"
ابتسمت..
 لا صورة يمكنها الإحاطة بأي من هذا، لا صورة يمكنها حكي هذا..
وأحيانًا ، وكما كنت أقول للبنى يومًا:"الصور كذابة
الصور محدودة  
واحنا ملناش حدود
بس بنضحك على نفسنا بالحدود!"

هل يعني هذا أنني لن ألتقط المزيد من الصور؟
لا ..
هذا يعني أنني سأعيش حياتي مع بعض الصور لكنني لن أصدقها دومًا، سأثق أكثر في الحكايا..

هناك 3 تعليقات: