الثلاثاء، يناير 03، 2012

سياسة الكلام و كلام السياسة 4

-1-
لا أذكر تحديدًا عمّا كنت أتحدث أمس عصرًأو قلت كلمة "حملة"و كان أخى الصعير يجلس بالقرب منّى و إذا به يراجعنى قائلا"ده مش معنى كلمة حملة"
أمال ايه؟"" 
" حملة يعنى مثلا أما حد يثبتّنى و أنا أعرف هو منين فآخد شوية بشر و نروح المنطقة بتاعته ونضرب أى حد يقابلنا فى طريقنا"
"وهو الكلام ده يصحّ، أحسن تبلغوا عنه البوليس!"
"كده يتعلم علينا و مينفعش خالص،الحالة الوحيدة اللى ميتعملش فيها حملة هى أما يكون الشخص ده يلزمنى"
"يلزمك ازاى يعنى؟"
 يعنى لينا مصالح مع بعض، تحت ضرسى يعنى""
"طب افرض أنكر؟"
"عز الطلب، ساعتها بقى لو كان صدم منى مية جنيه هقول انهك تلتمية وكده كده هاعرف أخدهم،كفاية عليكى كده دلوقتى"
"شكلى هقعد معاك كتير قدام..هتدينى العلم اللى انتفع بيه :)"
يذهب لدروسه و مذاكرته و يتركنى لأفكارى، هو يصغرنى بست سنوات، وينكر تمامًا أن يأخذ حقه بالقانون ،مازال صغيرًا، و حتمًا هو تهور المراهقة.




-2-
فى ذات اليوم و فى وقت سابق وجدت لينك مسابقة شروطها و الهدف منها يمييز بين طالبات الكلية التى تخرجت منهاـ تعجبت من الأمر وسألت ما الفرق بينها و بين مسابقة الطالبة المثالية؟، وكان غرضى من السؤال التهكم!، ولكن الجواب الذى تلقيته من رئيس اتحاد الطلاب هو أنه معجب بالمسابقة رغم تحفظه على شروطها، وهنا كان موقفى أن قلت لنفسى "للجامعة رب يحميها"، بعد عدة ساعات و على صفحة الايفنت بدأت بعض الصديقات من نقد الفكرة و كان رد المعيد المنشئ للأسرة حاد لدرجة أنه طلب من كل منهن الاسم الرباعى و محل الاقامة لرفع دعوى قضائية بالسب و القذف، وكل هذا على موقع الفيسبوك، رد فعلهن كان شجاع جدا بأن لبوا رغبته و أوضحن له أنه لم يكن هناك سب ولا قذف وأن مجرد أن يسأل محامى قد يضعه فى حرج،طال الأخذ و الرد،و قضيت بعض الأشياء و عدت لأجد المألة قد سويت تماما، بحذف ما كان عن المسابقة و اعتذار المعيد المذكور،وقد كان عدد المتابعين لهذا الأمر مدهشا ،لحتى كان اخونى بالمنزل قد تابعوا الأمر معى، فقط ذكرت الموقف كما كان لأن لدىّ الكثير مما دار بذهنى و أود مشاركته معكم.
لم يكن الحق مع المعيد صاحب الموقف الم>كور ، كما أن النقد كان للفكرة و ماجاء فى تنفيذها ، الا أن الموضوع قد تحول له كإهانة شخصية لا خير فى السكوت عليها، و قرر أن يأخذ حقه بقوة القانون،وهى فكرة جيدة ومشروعة اذا ثبت ما فهمه من كلامهم بالسب و القذف وهو ما لم يحدث! -هذا التعليق على الموقف له غاية واحدة ستتضح فى الفقرة التالية- والحقيقة أن الابتسامة رسمت على كثير من الأوجه أمس ،لذلك شكرا لمن نقد و شكرا لمن استجاب للنقد لأن النتيجة لها مغزى سيتضح فى ذات الفقرة التالية :)


-3-
لا مقارنة بين الموقفين سوى فى كيفية ردّ كل منهما لاعتباره، فأخى الذى يصغرنى يرى أن "حقه ياخده بدراعه" ،بينما المعيد الذى هو حتما يكبرنى يرى "أن القانون كفيل بذلك" ،وهذا جعلنى أتساءل: ما هو حقوق كل مواطن وأيضا ما هى واجباته؟ وكيف يجب أن يطالب كل مواطن بحقه؟ و ماذا لو لم يُنصف؟ ووجدتنى أسألنى أسئلة فرعية و مهمة أيضا مثل: كيف يعرف كل مواطن ما له و ما عليه؟ ولماذا يجب أن يحدث ذلك؟ و من المسئول عن أن يعرف كل مواطن حقوقه وواجباته؟
نحن لم ندرس فى أى مرحلة من مراحل التعليم أى شئ عن هذه الأمور، و كانت مواد مثل التربية القومية و الوطنية تحوى مناهج هى تعريفات عن العروبة مثلا و أمثلة من التاريخ و شخصيات لها تاريخ اذا جاز القول،و لا أعرف ان كان هذا مقصودا أم لا ، لكن تبعة ذلك تقع على كل وزراء التعليم الذين تقلدّوا هذا المنصب ، بل و كل من أشرف على عملهم،لأن دولة لا يعرف فيها المواطن منذ نعومة أظافره ما حقوقه و ما واجباته لن تتقدم خطوة للأمام، وعن المسئولين على المستوى الأعلى من الوزارة علّ هذا المقصود تماما، الجهل الحقوقى، لتعم فوضى من على حق و من مخطأ،و بالطبع لن يكون هناك مجال حقيقى للمعارضة ،و التى تقوّم أى اعوجاج على الدرب المرسوم للدولة إن حدث و كان هناك درب!
وعلى جانب آخر مسئولية من سبق ذكرهم عن الجهل الحقوقى لا تعفى المواطن أنه لم يحاول أن يمحو أميته الحقوقية، بلى هذا ليس باليسير و لكن أى محاولة كانت ستؤتى أثرها بلا شك، لذلك فهذه نواة دعوة لمحو أميتنا الحقوقية ، أرجوكم شاركونى كل ما يجول بخاطركم بشأن هذا الأمر.

-4-
الآتى هو تفسيرى العلمنفس اجتماعى رغم جهلى المطلق بهذا الخصوص، دونت الأفكار التالية فقط لأذكرنى و اياكم ببعض الأشياء،وهى محاولة لتعميم الخاص، بمعنى أن تسقطوا ما أكتب على المجتمع ككل:-
 رد فعلى السلبى تجاه الموقف الثانى الذى لم يتعد تعليق واحد،ومتابعة ما دار من نقاش ،بحجة و ذريعة ألا علاقة لى بالأمر اذ تخرجت بالفعل،وعلى طلبة الكلية أن يغيروا مالا يعجبهم بأنفسهم ،و نقدى و اعتراضى لن يقدم و لن يؤخر شيئا،فى حين أن غيرى ممن لهم نفس حالتى نقدوا و ناقشوا وصادموا ،وفى النهاية وصلوا للنتيجة المرجوة ،ملاحظة عابرة هى أن كل منهن له أيدلوجية مختلفة تماما، لكن جمعهم رفض العنصرية، وهذا يذكرنى أن أى موقف تأخذه بخصوص أى شئ لا يؤثر على حياتك و فقط بل كل من هم فى محيطك، و قبل أن أقول ثانية "للبيت رب يحميه" علىّ أن أفكر فى النتائج التى قد تلمس على الأرض من تسجيل اعتراضى.

على الجانب الآخر،لماذا قوبل النقد بفهمه على أنه سب و قذف؟ لأن صاحبه اعتاد منذ العصور السياسية السابقة- والحالية أيضا ولكن بشكل مختلف- أن يقابل محور فكره و اعتقاداته -الدين- بالتضييق و الحصار والرفض و الحظر و غيرها، لذلك حينما واتته الفرصة ليمارس أو ليعبر عن كل ما يؤمن به،فهم التقد للفكرة على أنها اهانة لصاحبها، وطالما له الحق فى أن يدافع عن نفسه و فكرته اذ صار ذلك مشروعا فلم لا؟ لذا جاءت صيغة كلامه مهددة واعدة،رغم أن النقد كان موجها فى الأساس لمصلحة الجميع و ليس لاقصاء أحد أو اهانته، ومتى اتضح نفى الاهانة حُلّ الموقف.

فقط أذكركم باقترحى بشأن "محو الأمية الحقوقية" دلّونا ع السبيل.

ليست هناك تعليقات: