اذن سؤالى هو..هل كل منا جزيرة..يعيش عليها وحيدا منعزلا..يقضى فيها حياته..يمارس فيها انشطته و مهامه وواجباته؟...ومن حين لآخر يزور باقى الجزر..أو يزور الأرض..!..
أطرح هذا السؤال لأننى أفكر فى ذلك ..فلنقل أننى أعانى الآن نوعا من الانسحاب الاجتماعى الواعى المدروس مسبقا..Social withdrawal..والحقيقة لى فى ذلك أسبابى..فلنقل انها تجربة مصغرة لما سيكون عليه المستقبل..نوع من ادراك للواقع..فلنقل أننى اكتفيت بكل ما لدى من ذكريات مع من أعرفهم..أعيش فى تلك الصور التى التقطتها بذاكرتى فى كل موقف..أعاصر الضحك..الفرحة..الأسى ..الألم..و علَى أيضا أتبع القول الشهير.." اذا أردت شيئا بشده أطلق سراحه..فان عاد لك فهو ملكك ..و ان لم يعد فهو لم يكن ملك لك من البداية".. فلنقل أن هذا درسا تعلمته على مدار السنوات القليلة الماضية التى قضيتها بأروقة كليتنا الموقرة، و هذا يذكرنى باحدى نظرياتى السابقة عن البشر و العلاقات الانسانية..تبنيت تلك النظرية منذ ما يقرب من عام و سأطرحها عليكم الآن و لأول مرة!
هذه النظرية تتضمن أن كل منا جرما سماويا..قد يكون قمرا تابعا..كوكبا..شمسا..مجرة..كل حسب مقومات شخصيته و مكانته..و كل يسبح فى فلكه..الذى هو جزء من جرم سماوى آخر..هذه ببساطة نظريتى..ولكن هناك اختلاف بين قوانين علاقتنا السماوية و قوانين الأجرام السماوية..فإن كانت الأجرام السماوية ملتزمة جدا بمداراتها..و لا تحيد عنها..إلا أننا نحن البشر أحيانا نحيد عن مداراتنا و نبحث لنا عن أجرام و أفلاك أخرى نكون جزئا منها..وليس هذا فحسب..بل ان قمر اليوم منا قد يصير شمسا بالغد و العكس صحيح....أما عن الشهب و النيازك...فهذا ما سأترك لخيالكم عنان الانطلاق فيه!