الأحد، سبتمبر 21، 2014

دين

أدين لسبتمبر بالكثير من البدايات الفارقة في حياتي
أول دراسة غيرت حياتي
لولا فرصي القليلة.

أول حب
وربما آخره!

أول عمل أجربه حديثًا
لأكتشف الكثير الخافي مني


أول فرصة ربما ستغير حياتي كلها..



السبت، سبتمبر 20، 2014

ولكم في الخيال حياة


ﻻ شئ أعذب من رقصة فالس برفقة بحر

الموج خطواته

والشمس تحسدنا بينما شتراوس يعبر الدانوب اﻷزرق.

ولا أمتع من عناق السماءبينما تدفعني الأرجوحة لحضنها

ولا أقسي من مفارقة كل هذا والعودة للواقع اليومي الممض

لوهلة أظنني ساحرة، 

لأن الكتاب الذي أقرأ ساق الغمام إلى السماء الصافية!

ليودعني البحر بأمواج عاتية

والسماء بأمطار ثقيلة

فأرحل على غير رغبة منيوتزورني الحمى طوال ليل ما بعد الفراق!

الاثنين، سبتمبر 15، 2014

لا صورة تحكي..

الصورة لا تحكي شيئًا، الصورة تؤطر لحظة بعينها، لا أقول تسجلها، بل تثبت ما تبدو عليه للعيان، لذلك لم ألتقط صورة لي وأخي على مقعدين متجاورين بقطاري ذهابنا وعودتنا معًا،أعود لقولي منذ سنوات:"أن أجمل الصور هي تلك التي نلتقطها بأعيننا وترسخ في ذكرياتنا دون حاجة إلى آلة تفعل هذا عنا" ، صحيح أنني منذ أيام تمنيت أن تعود الأيام بي للطفولة، للحظة جلينا أنا وهو بين أيدي المصور بعد إصرار أبي على تصويرنا رغم أننا كنا قبلها نلهو ونعدو،فكانت شعورنا مشعثة، حسب رواية امي الحبيبة، إلا أنني لا أتذكر شيئًا من ذلك، لكنني وفي المقابل سأتذكر هذا اليوم، حيث تحدثنا ثناء الرحلتين، في الذهاب طالعت كتابي بينما هو استمع إلى أغانيه، في العودة كان معي كاتبان، أعطيته الجديد لأكمل روايتي، إلا أنه وبعد لحظة بدل معي الكتاب، وطالع كل منا ما بين يديه ، ولم ننتبه للطريق إلا في قويسنا، وحين قاربنا على الرصيف، سألته بينما أعيد الكتب إلى حقيبتي:" وصلت لفين؟"
فاجأني:" كنت بمثل إني بقرأ!"
ابتسمت وقلت له :"كل الطريق ده؟، طب كنا نتكلم.."
ابتسم وعاد لجديته:"وصلت لحين كانت مدام بوفاري متضايقة من طريقة تربية ابنها.."
شردت لحظة في محاولة تذكر ذلك، لأنني أوشك على إنهاء الرواية، بينما هو قال:"انتي صدقتيني لما قلت لك بمثل"
ابتسمت..
 لا صورة يمكنها الإحاطة بأي من هذا، لا صورة يمكنها حكي هذا..
وأحيانًا ، وكما كنت أقول للبنى يومًا:"الصور كذابة
الصور محدودة  
واحنا ملناش حدود
بس بنضحك على نفسنا بالحدود!"

هل يعني هذا أنني لن ألتقط المزيد من الصور؟
لا ..
هذا يعني أنني سأعيش حياتي مع بعض الصور لكنني لن أصدقها دومًا، سأثق أكثر في الحكايا..

ثرثرة 10

بانفعال كتبت عن الصرف والعروض، اليوم أدرك صدقي كلية، لأننا أحيانًا في سورة الانفعال نغالي ، اليوم جلست لأؤدي امتحان ذات المادة، هي ليست ممتعة في المذاكرة إطلاقًا، ربما بدت كذلك في المحاضرة اليتيمة التي حضرتها، وأمس لم أستطع أن أطالع شيئًا سوى العروض، وخيرًا فعلت، ولأول مرة يصحبني أخي في السفر لشئون تخصه، رفقته لطيفة ومسلية، وربما هذا صرف ذهني عن القلق من الامتحان، والحقيقة أن الكتاب الذي اقتنيته من ألف إثر وصولي للمحطة كان خير ملهي عن التفكير في المترو، وحين وصلت الجامعة لم أنفعل كما تخيلت في آخر عوداتي إليها،-هكذا تخيلت على الأقل- وحين استلمت ورقة الأسئلة والاجابة ترددت لحظة :هل أجيب بالترتيب كعادتي، أم أبدأ بالعروض؟، وقررت أنني سأبدأ بالترتيب، وقبل أن أبدأ سألني المسئول عن الكنترول عن نتيجة الفرنسية، وأجبت أن المسئولة في الدراسات العليا أخبرتني فقط بأمر إعادة الصرف والعروض، فغالبًا نجحت ، وحقيقة لم أهتم بالدرجة..
أجبت الأسئلة، وتعثرت في أسئلة العروض، لكن استمتعت بالرياضة الذهنية، لم يكن عليّ تذكر شيئًا، بل وزن الأبيات وذكر بحورها وما طرأ فيها من تغيير، ولوهلة تذكرت أنني أعرضت كثيرًا عن تعلم العروض، لئلا أفتن بالشعر وكتابت، لكنني أتممت الأسئلة بنجاح، وسلمت الورقة ومضيت، وقد اعتمل قلقي من السؤال عن الفرنسية، فسألت عن الأمر واكتشفت الحقيقة الصادمة: أن لا أحد يعرف شيئًا عن نتيجتي، لأن الورقة لم تُصحح حتى حينها!، 
حينها تذكرت مهاتفتي لأستاذي قبل الامتحان بأيام ليخبرني أنه لم يعد يدرس هناك! وحين سألت عن الأمر قالوا: ذاكري وتعالي الامتحان، هو غاضب مننا فقط!
ويوم الامتحان تلهيت بكتاب من أشعار مترجمة من الفرنسية لمصريين أو عاشوا في مصر، وظللت قلقة حتى سلموني ورقة الأسئلة، فوجود ورقة الأسئلة في حد ذاته دليل على تجاوزهم الأمر، لكن اليوم اكتشفت الحقيقة الغريبة التي صاغها لي المسئول عن الكنترول ببساطة: حاولي تيجي يوم الأربع عشان تمتحني،كان متحرجًا ولم يذكر ما حدث وحقيقته، وأنا وعلى غير العادة تعللت بأنني لن أستطيع الحضور بسبب العمل، لم أناقش الأمر، لم أثر، لم أفعل شيئًا سوى القول: بأنني ربما لن أستطيع الحضور بهذه البساطة!
وحين قابلت زميلتي بعد إنهائها الامتحان، وحين هاتفني المسئول عن الكنترول فقط ليشير أنني ربما لن أحتاج لخوض الامتحان مرة أخرى ،فقط على مهاتفته غدًا لأعرف ما حدث، العجيب أنني وحتى هذه اللحظة أتلقى الأمرببساطة وسخرية، ولا أعرف لو تطلب مني الأمر أن أذهب هل سأفعلها حقًا أم لا!
زميلتي قالت حين عرفت بالأمر أنها على استعداد تام للتدخل والمطالبة بحقي، لكنني قلت لها ببساطة: لا أريد أن أعكر صفوي بمثل هذا الأمر، لن أكدرني وسأنتظر ما يجد في الأمر، استجبت وأنا الآن متعجبة مني أكثر منها، فلا بركان غضب هنا، ولا ثورات، ولا اتهام للآخرين بالتقصير أو أي شئ من كل هذا، رغم أنه لو حدث سيكون في محله تمامًا!
أمس وأثناء مغادرتي لسيارة أغلقت الباب على إبهامي الأيمن ، لتنتبه السائقة ورفيقتها إلى آهتي العالية المتفاجئة أيضًا، لحتى احتال ثلث إظفري للون بنفسجي، أوهمتني كثيرًا أنه طلاء أظافر ما، لكن الألم الذي لازمني طوال اليوم وجعلني حانقة ولا رغبة لي في أي شئ، بل جعلني الأمر برمته أختنق!
واليوم وبوجود أسباب وجيهة للضيق والحنق، لا أشعر بأي من ذلك!
تذكرت قولي لزميلتي في محاولة لشرح الأمر: ربما أنا أحنق وأطالب بحقي وأثور في أمور جد صغيرة، أما الأشياء الكبرى فأنا أتقبلها ببساطة!، ربما لأنها متوقعة، ربما هي تتحدى صبري واحتمالي، لا أعرف، لكنني إلى حد كبير أتقبلها ببساطة! 

الثلاثاء، سبتمبر 09، 2014

صورة تحكي 3

الصورة لا تحكي شيئًا وحدها
الصورة تحتاج نسج الكلمات حكاية
العصافير تفطر من زرعي
ترقص فرحًا طربًا في الشرفة
أدركها ولأول مرة
 ولو أني اقتحمت مسرحهم لفروا هلعًا
التقطت الصورة غير واضحة لواحدة من السرب
لم تعجبني الصورة،  وحين قررت الاقتراب قليلًا ،
فروا هلعًا!

الاثنين، سبتمبر 08، 2014

صورة تحكي 1،2 *


من النافذة أطل على الحياة، ربما لأراها بعيني اللتان لم يتغير لونهما منذ قدومي إلى هذا العالم عن اللون الأخضر، والتي أفضل إخفاءها خلف نوافذ أخرى لتطل منها على العالم، وربما كي يراني البشر عبرها...

نعم كانت تلك إطلالتي من القطار أمس، بينما أستكشف عالمًا جديدًا سأكون فيه يومًا ما وحدي تمامًا، وحيث لن يجمعني بمن أحب سوى الذكريات، ستكون المسافة أكبر من صنع ذكريات جديدة، اللهم إلا عن طريق الاحتيال والتكنولوجيا ، وأدرك الآن أن هذا ليس جديدًا أبدًا عليّ، فمنذ عامين تواجدت في مكانين في ذات الوقت، ودون حيل سحرية، تواجدت في المكان والحدث حيث كان حشد ممن أحب، وحكوا لي جميعًا ما حدث، وأذهلتني التفاصيل الكثيرة والمتنوعة والمتباينة التي وصلتني، ربما لو كنت هناك لما استطعت أن أحيط بكل تلك التفاصيل، وحين أدركت هذه الفكرة بعدها تحررت تمامًا من ضيق العجز والمسافة.

لم أدرك إلا الآن لماذا أحب النوافذ كثيرًا، فأنا أفضل دومًا كرسي النافذة، وفي المقاهي والمطاعم أختار أقرب الأماكن للنافذة، وربما أختار المكان ذا النافذة الأكبر، لأنني أحب الحصول على أكبر قدر ممكن من التفاصيل، وليس هذا فحسب بل أن أكون على مسافة جيدة من التفاصيل، المسافة التي هي ليست بالقريبة لتجعلني أسأم، ولابالبعيدة فلا أميز أي شئ، ربما أنا أحب مشاهدة الحياة تحدث حولي، وفي ذات الوقت مشاهدة تسمح لي بأن أحياها كما أحب، ولا أستطيع الآن أن أحدد كيف احب هذه الحياة؟ لكن في أمسي ذكرى لطيفة تلخص الأمر: كان لدي أكثر من أمر أود انجازه ووقت محدود محدد سلفًا فلا مجال لاضاعة دقيقة في الطريق الخطأ أو التفاصيل الخطأ، لكنني وبعد أن عبرت بتذكرتي في المترو خط الجيزة كما تعودت، أدركت أن وجهتي هذه المرة مختلفة وأنها باتجاه حلوان، لأغير الاتجاه من الرصيف، وأدركت الآن أن الخروج والدخول ثانية في الاتجاه الصحيح كان الخيار الأفضل، بسبب جحافل البشر التي تعيق الحركة، وربما لم يهن على الأمر سوى السيدة المنتقبة وطفلها الذي تابعني بنظره بعد أن سألت والدته عن ذات الاتجاه لتسلكه، شيئ ما في نظرة الطفل البرئ أخبرتني أنني في الطريق الصحيح، وحين وصلت وجهتي  جوار قبر سعد، اكتفيت بأن غمغمت في سري ما هو معتاد في مثل هذه المواقف بيد أنني كنت قبيلها بقليل أغمغم في سري أيضًا "سعد سعد يحيا سعد"، في محاولة مني لتخيل أن كل هذا الزحام ما هو إلا مظاهرة في عهد الراحل!
وحين وصلت وجهتي ترددت أمام باب زجاجي، أستكشف من وراءه المكان والبشر، وفي ذان اللحظة مر أحدهم وتعجب من وقفتي المتأملة للاشئ في الواقع، وقال ادخلي مفيش حاجة تخوف ورا الازاز، محدش هيخطفك ، ومضى في طريقه المعاكس لطريقي، لأنتهي في وقت عودته تمامًا ليجدني أيضًا أمام  الباب الزجاجي مغادرة: هتتفرجي تاني؟ ، ابتسمت وغادرت.

ربما هذه التفصيلة الصغيرة ضمن الكثير من التفاصيل تلخصني ببساطة، فالصورة التي التقطتها من نافذة القطار كانت آخر صورة من ثلاث صور التقطتها فقط لأكتب عن السفر ومتعته وفوائده وعن القطار وحكاياه، الصورة الأولى كانت لقطار العودة وهويصل للرصيف، ولم أتخذ القرار بسرعة لتكون الصورة مواكبة للحدث فجاءت صورة لأحدهم على متن القطار بالفعل، والثانية هي انعكاس لصورتي وآخرين انضموا لي عرضًا أثناء التقاطها على زجاج نافذة القطار الخارجية، والثالثة التي ترونها لا يميزها أي شئ سوى النافذة التي لم أطل منها سوى لحظة التقاط الصورة ولتفقد اين صرنا من الطريق بينما أطالع كتابي الجديد  الذي قررت شراءه وكتب أخرى من باب توثيق لحظة سعادتي بانتهاء يومي أفضل مما أملت.

ربما أيضًا الاطلالة من شرفة الأصدقاء كانت مبهجة وهازمة لخوفي من المرتفعات لأتحمل عشر دقائق كاملة وحدي ودون تذمر،ربما أيضًا تفضيلي النوافذ سببًا مباشرًا لكون لدي الكثير من التفاصيل التي تؤهلني لحكي كل التفاصيل التي أرغب في حكايتها، وربما تشبه كلماتي تلك الأحجية الشهيرة :" من أسبق الدجاجة أم البيضة؟" ، ولكن لا بأس، طالما أن الأمر جعلني في تلك اللحظة التي أنقر فيها هذه الكلمات مرتاحة جدًا، ولا أشعر بأي ضغينة تجاه أي إنسان ولا حتى جارتنا التي تقابلني منذ أمس بداية، بتعليقات وتشبيهات عجيبة الأطوار، ولا أملك سوى الضحك كلما تذكرتها.


باختصار أنا أحب النوافذ التي تجعلني محيطة بقدر أكبر من التفاصيل حتى لو كانت تافهة وغير ذات جدوى، ولا وظيفة لها في حياتي سوى إعمال الخيال المحدود جدًا.

ضمن فعاليات صورة تحكي