عن
التليفزيون العربى أتحدث..تلك القناة الجديدة التى يبثها اتحاد الااعة و التليفزيون احتفاءا بمرور 50 عاما على ابتدائه..هذه القناة تمثل الحلم العربى القديم بكل مقاييسه..حيث لا حدود سياسية، ولا تعصب أعمى، جواز سفرك إلى هذا الحلم أن تتحدث العربية، تسافر الى عالم جميل ،عالم العمالقة،عالم الكلمة ذات المغزى،الفن الهادف، لا شك أن هذه القناة تحوى نقاوة النقاوة، فذاك العصر كأى عصر به الهادف و المسفّ ،على هذه الشاشة تشاهد أفلاما تسجيلية لناصر..السادات..وزياراتهم الى البلدان العربية الشقيقة و غيرها، تحلم مع فيروز بين سحاب أنغام الرحابنة، تشاهد لقاءات مع نجوم هذا الزمن فى الفن و الأدب،تجد الحوار يقطر وطنية، انسانية ورقى، على مستوى كل من المحاور و الضيف ، لا خوض فى ال"قيل" و ال"قال" -كما يحدث الآن-..
شعار هذه القناة "كبار بدأنا ..كبار نستمر"..
لا شك لدى فى نصف الشعار الأول..أما الثانى فيحمل الكثير من الشك..فهل يقصدون سنستمر فى رسم هذا الحلم الجميل،فلا حاجة بكم الى تحقيقها فعليا على أرض الواقع..أم قصدوا عيشوا فى طيات الماضى،لا تطمعوا فى أكثر من أمس، وما أمس الا احتلال و انكسار ونكسة،بلى تلاها انتصار،لكنه واحد تلته هزائم لاتعد و لا تحصى،يشفع لهذا الأمس تلك القامات الشامخة التى نرفع لها القبعة كلما شاهدناها و تبعنا أثرها، فها هى فيروز تتغنى على مسرح الأندلس بالقاهرة بأعذب كلمات و ألحان العرب،وكانت هى و الرحابنة سببا فى ابداع ابنها المتمرد زياد الرحبانى..وهكذا استمر هؤلاء الكبار..تلت تلك الحفلة حلقة من برنامج شموع عن الشاعر الراحل صلاح عبدالصبور،فارس الشعر الحر كما أحب أن أسميه،ورأيت ابنته أنكرت ما رأيت الى أن تأكدت،هى "معتزة"..تلك الممثلة التى أدت دور صديقة داليا البجيرى فى فيلم "سنة أولى نصب"..وعرفت من كلماتها أنها درست الأدب ولها دراسات عدة فى هذا المجال...مما يثير العجب!..
أعود للشعار..و لا أعرف هل أقترب أم أبتعد عن الحلم -حلمهم هم الذى من أجله كانت القناةوليس حلمى الذى أشرت اليه سابقا-حين أقول:"حينما بدأنا كبارا كانت مصر منارة تضئ العالم العربى سياسة و ثقافة و فنا و علما"..أما الآن..فنحن نتوسط العالم العربى جغرافيا وفقط!..سبقتنا بلاد عربية شقيقة أخرى فى كل تلك الميادين..ونسبقهم فى قولنا"كبار بدأنا..كبار نستمر"!
فهل نستمر؟!