السبت، مارس 28، 2009

::فين فى الدنيا؟::




منذ عدة أيام أردت أن أروح عنى قليلا ..فاخذت أدندن وأنا أسير الأغنية الشهيرة..سهلة اللحن و الكلمات.."الدنيا ريشة فى هوا..طايرة بغير جناحين..احنا النهاردة سوا..و بكرة هنكون فين ؟..فى الدنيا ..فى الدنيا؟"..

الحقيقة من غناها عنى أننا و بمشيئة الله سنظل نحيا فى تلك الدنيا..و لكن ..فى حالتى..و مع علامات الترقيم خاصتى..و مع ما كنت أفكر فيه..صار المعنى بالنسبة لى ..أين سأكون فى تلك الدنيا غدا؟..من سأكون؟..و ماذا سأمثل؟..و غيرها من ملايين الأسئلة ..التى كنت أهرب من مجرد التفكير فيها..بتلك الدندنة البريئة ..التى أعادتنى الى سابق عهدى!



بالأمس كنت أزور أحد مصانع الأدوية..لن أنكر أنه صرح رائع..و لن أنكر أن نظام سير العمل راقنى كثيرا..لكننى لم أنبهر!..لم أذهل!..لم أشعر بأن لبى مأخوذ!..راودتنى فكرة العمل هناك..لكنها لم تخلب لبى..لم أأسر بمن عملوا هناك..لم أتخيل تبادل مواقعنا..فأصير أنا من تتكلم و تشرح و تعمل هناك..و هم الطلبة الزائرون!...حتما استفدت بمعرفتى و رؤيتى لكل تلك المراحل المزعزمة فى مقرراتنا الدراسية..عرفت أن هذا سيفيدنى يوما ما..و لكننى لا زلت لا أعلم!


اليوم بدأت أمارس العمل باحدى الصيدليات القريبة..لم أشعر برهبة المسئولية كما خلت أنه سيحدث..لن أنكر أن ضمير أرقنى بضع مرات لعدم تركيزى..ولكن لم يكن الأمر بالسوء الذى لم أتخيله..الوقت يمر ببطء شديد..ولا شئ يحدث سوى تغيير المحطات التليفزيونية..و تقليب بعض الوريقات الدراسية..لن أنكر أن هذا نوع من انتظار تلبية الواجب..و لكن!


غدا ..أجلس بين وريقاتى و كتبى..أحاول أن أحتوى أى من مكوناتها..سأفعل كل ما يتطلبه الأمر للحصول على النتيجة المرجوة..و لكن هذا مخطط سلفا ..و لن يدوم طويلا..قد يأتى يوم أفكر فيه أن أحتوى وريقاتى و كتبى ..و لكن حينها سيكون هدفى مختلفا ..و حالى أيضا..فلنأمل أن يأتى هذا اليوم..كما دوما حلمت..ان كان مناسبا لى!

كلها تجارب خضتها .. عاصرتها..لكننى لا زلت لا أعلم!..و أعود , أدندن.."فين فى الدنيا؟"....

السبت، مارس 21، 2009

::كل شئ صار جنونيا::


تنبهت فى تلك الأيام الماضية الى أن كل شئ صار صاخبا!
قادنى هذا الى احدى درجات الجنون..
ذلك الاحساس بالانفعال الزائد..الغضب..الثورة..ولكن!
ذلك الانفعال لازمنى حتى فى أهدى الأوقات..حيث لا صوت يعلو فوق صوت عقلى!
و عل هنا تكمن المشكلة...
فكأنما كنت فى غيبوبة ما و أفقت و كل شئ حولى قد تغير عداى!
شاهدت تلك المبانى التى أمر عليها يوميا كأنما لم أشاهدها من قبل!
الطرقات التى دوما سلكتها بدت مختلفة!
كذلك البشر الذين دوما عرفتهم..أو حتى من لم أعرفهم!
كل شئ بدا مختلفا...

-لم أعد تلك الصغيرة..لم تعد عندى ضفيرة!

- تلك التى كانت يوما ما أعز صديقاتى..أقضى معها معظم أوقاتى..دوما اهتممت لأمرها..و مشاكلها..والآن...لا شئ...لم أعد أكترث..لم أعد أهتم..أصبح كل ما بيننا ايماءة بالرأس اذا حدث و رأينا بعضنا..فعجبا لتلك الحياة!

-يريدها دميـــــــة!
يريدها جاريـــــة!
يريدها لوحة جدارية!
يريدها ويريدها...
لا لست من يريدها..
فأنا روح أبيــــــة!

- جلس أمامى..هذا ماحدث..دخل الى المدرج نظر على كل الصفوف الأمامية..اتخذ قرارا ..جلس أمامى..و بينما هو كذلك..أخذت أفكر..هل سأصير يوما منهجية التفكير فى عملى مثله؟..هل سأحرز تقدما و ترتيبا مثلما أحدث فى مجاله؟..كان هذا أستاذى العزيز..و الى حد كبير قدوتى..فهل سأكون يوما ما؟

- أنتظر..أتوجس خيفة من وقوع أمر ما..و لكن..سأحافظ على روح التفاؤل!..

- لم أعد أعرف شيئا عن أعزائى .. لم أعد حتى أثرثر معهن تلك الثرثرة الفارغة التى لا طائل منها سوى الترويح عن الذات..بل علنى أصبحت لا أعرف كيف تكون الثرثرة!

-حزن دفين .. لا أدرى سببه..سؤال أطرحه على نفسى حاليا .." من أين يأتى الألم؟"..و لا أعرف جوابا!..ماعدت أحتمل المزيد..لكننى سأتجنب الانفجار!

هكذا كل شئ صار مختلفا..
كل شئ صار جنونيــــــا!

الخميس، مارس 05، 2009

::الأرجوحة::



لطالما أحببت الأرجوحة منذ الصغر..طالما سرت عنى و أخرجتنى من نوبات القلق و الضيق..كنت أعزى هذا الى ذكريات الطفولة البريئة ..ولكن للأمر بعد آخر...أفكر فى الأرجوحة منذ بضعة أيام...والآن توصلت لنظرة جديدة للأرجوحة..تابعونى!

تبدأ الرحلة حينما تجذبنا الأرجوحة اليها..نخطو خطواتنا الأولى تجاهها ..و نجلس عليها ..أو أحيانا قد نقف..و حينها تأتى الخطوة الثانية..ألا و هى البحث عن قوة دافعة لتحريك الأرجوحة...و هنا ننقسم الى فريقين....

الأول:-
يحتاج الى شخص آخر يدفعه ...فقوته الذاتية لا تكفى لاحداث الدفع المطلوب لازاحة الأرجوحة!

الثانى:-

به ما يكفى من القوة لازاحة الأرجوحة.. يعلم ذلك و يستغله..و ينطلق!

و فى كلى الحالتين ننتقل للخطوة الثالثة..ألا و هى الازاحة الأمامية...

حينها نشعر بنشوة لا حدود لها..و فى قمة تلك النشوف نتذكر لحظة السكون ...و نعود أحيانا الى أبعد من ذلك...نتذكر مرحلة عبرناها و نتمنى العودى اليها..و تكون الخطوة الثالثة...ألا و هى الازاحة الخلفية!

نصل اليها ..و حين بلوغها قد نتألم ..نعانى...نتذكر نشوة الازاحة الآمامية..نندم أننا تركناها... نتمنى أن نصل الى أبعد من أبعد ازاحة أمامية بلغناها ...و تعود الخطوة الثانية..و تتكرر تلك الخطوات مرات و مرات....و لكن!

هناك احتمال أننا فى احدى المراحل..نذل ... نتعثر...نسقط من على الأرجوحة...

قد يكون السبب تقصير منا..و قد يكون غير ذلك...و أيا كان....علينا أن نعود الى الأرجوحة..نجلس عليها و نقرر....

هل نستخدم قوتنا الدافعة...أم نجلس و ننتظر...الى أن يحين لنا القيام....انها الأرجوحة...
و الحيـــــــــــــــــــــــاة!