أخذتني موسيقى موتسارت لحديقة غناءة، أنام فيها على العشب، بينما يمر السحاب خفيفا لطيفا، وتغرد الطيور في عذوبة، لست وحدي في الحديقة، مع العائلة أو أصدقاء، أعرف وجودهم لكنني منفردة بحالي، إلى أن يعلو صوتهم لخلاف في نقاش، أتجه نحوهم، أميز طرفي النقاش، وشخص حيادي يحاول التهدئة، إلى أن يحضر الطعام، حين يصمت الجمع يزدردون غصة الخلاف بشهي الأكلات، وحين ينتهون يتفرقون، جمع يلعب، جمع يتغازل، وأنا أنعم بسكينة الأصيل، تأخذني نسمات الهواء لذكريات، يليهيني عنها بعض الفراشات الطائرة، ولا يصرفني عنها سوى عراك بالأيدي بين شخصين، لا نعرف كيف نشب، ولا نعرف له إيقافا، نشاهد في عجب بينما يتنابذ الطرفان اللكمات والألقاب، لكن كلمة تفلت لا تشي بشيء سوى بالحب، فيهدأن، يفترقان، ويمضي كل في طريق متحسرا على ما بدر من طرفه من إساءة، ليسود مجددا السلام، بينما الشمس غاربة في الأفق، والطيور رجوع إلى أعشاشها