نعم، هذا هو موعد رسالتي السنوية لذاتي.
اليوم أتتمت الواحدة والثلاثين، لم أكتب يوما عن الأمر، وإن كنت قد تحدثت عنه مع عدد من الأصدقاء، وربما أكتب هذا الآن لأسجل اكتشافي، بعد الثلاثين الحياة أرحب، الحياة أبسط أيضا، ليس لخلوها من التعقيدات، ولكن ربما لتصالحي مع الحياة، تصالحي مع العيش دون توقعات، مع العيش لإثبات أي شيء، لا حاجة لي لإثبات أنني أذكى أو أجمل أو أرحب، أنا هي أنا، لا حاجة لي لملاقاة توقعات الآخرين، لا حاجة لي بقبول أى اختيار أو حد اختياراتي بين قرارين، كلما وجدتني في موقف مماثل، أبتسم وأنتظر، لست مضطرة لقبول وظيفة لا تعجبني، سكن لا يناسبني، ولا أي حياة لا تناسبني، ولا يعني هذا أنني متطلبة، لكن ربما يعني أنني متصالحة مع حقيقتي كلية، وربما هذا هو سبب الرضا الذي عادة ملا يلازمني، لا أنكر أنني منذ أسابيع قليلة كنت ساخطة، حتى أدركت أن اختياراتي هي السبب، لطالما عرفت ذلك، الاختيارات هي سبب كل ما نشعر به، ولا أنكر أنه ربما هنالك عوامل خارجة عن إرادتنا، لكن هذه قصة أخرى، أنا فقط لا أستطيع أن أطرد صورة سائق التاكسي الذي أقلني اليوم في رحلتي القصيرة بعد التسوق العظيم الذي قمت به، كنت قد غادرت سيارة أجرة أخرى ليس لشيء سوى أن سائقها لم يعمل العداد، ويطلب أجرة أكثر مما يستحق، ولو أن هنالك درسا تعلمته فهو ألا أقبل أن يستغل أحدهم أنني أحمل أشياء كثيرة، ولحظة غادرت السيارة الأولى، حتى مرقت الثانية، وتكرر السيناريو، فالعداد لا يعمل والأجرة أكثر من المستحقة، أخبرته عن الأجرة التي سأدفعها، هو كان يأمل أن أذعن لكنني لم أفعل، سألني أن أتنازل عن الفارق، ورغم أنه ليس كبيرا ويمكنني تحمله ببساطة، لكن القضية لم تكن لي المال، بل المبدأ، فأخبرته: أنه لو لا تناسبك الأجرة، الأمر ببساطة أن تركن السيارة وسأتصرف، لكنه لم يفعل زاعما أنه لا يحب أن يترك فتاة أو سيدة في هذا الموقف، ولم يكن الوقت متأخرا ليقول ذلك، لذلك كررت عليه الكلامات: لو لا يناسبك عرضي، اتركني هنا، لكنه أكمل الطريق الذي لم يكن طويلا للمترو، وظل طوال الطريق يتبرم من الأوضاع الاقتصادية، ثم من أن المترو الذي دشنه السيسي هو سبب الخراب، فالناس يأتون من كل الأرجاء لسيتي ستارز ثم يعودون، ويدفعون أقل القليل، مونولوج طويل من السخط من الأحوال، لم أعرف حقيقة هل كان سخط لمجرد السخط، أم سخط لاستجداء مزيد من النقود، الحقيقة لم أهتم لما كان يقوله، كل ما التفت له كل طاقة السخط الكامنة وراء الكلمات، وأدركت أن السخط سهل جدا، وأنني لابد ألا أذعن أبدا لطاقة مماثلة.
عزيزي الله:
أنا ممتنة لحد اللانهاية للسنة الماضية، لقد كانت حافلة بحق، حافلة بالتجارب الجديدة، الوجهات الجديدة، الاكتشافات والطرق الجديدة، والمهم الناس الجميلة الذين أقابلهم وأتعلم منهم أشياء جديدة، والقائمة الطويلة من الأصدقاء الداعمين حتى وإن غلب التقصير من جانبي، وأهلي المتفهمين والداعمين، أنا ممتنة وشاكرة ولا أعرف كيف أعبر عن امتناني، أنا شاكرة لكل يد ترسلها تربت على قلبي في اللحظات الصعبة، أنا ممتنة لكل الاختيارات والفرص، أنا أحبك يا الله!