الاثنين، سبتمبر 15، 2014

ثرثرة 10

بانفعال كتبت عن الصرف والعروض، اليوم أدرك صدقي كلية، لأننا أحيانًا في سورة الانفعال نغالي ، اليوم جلست لأؤدي امتحان ذات المادة، هي ليست ممتعة في المذاكرة إطلاقًا، ربما بدت كذلك في المحاضرة اليتيمة التي حضرتها، وأمس لم أستطع أن أطالع شيئًا سوى العروض، وخيرًا فعلت، ولأول مرة يصحبني أخي في السفر لشئون تخصه، رفقته لطيفة ومسلية، وربما هذا صرف ذهني عن القلق من الامتحان، والحقيقة أن الكتاب الذي اقتنيته من ألف إثر وصولي للمحطة كان خير ملهي عن التفكير في المترو، وحين وصلت الجامعة لم أنفعل كما تخيلت في آخر عوداتي إليها،-هكذا تخيلت على الأقل- وحين استلمت ورقة الأسئلة والاجابة ترددت لحظة :هل أجيب بالترتيب كعادتي، أم أبدأ بالعروض؟، وقررت أنني سأبدأ بالترتيب، وقبل أن أبدأ سألني المسئول عن الكنترول عن نتيجة الفرنسية، وأجبت أن المسئولة في الدراسات العليا أخبرتني فقط بأمر إعادة الصرف والعروض، فغالبًا نجحت ، وحقيقة لم أهتم بالدرجة..
أجبت الأسئلة، وتعثرت في أسئلة العروض، لكن استمتعت بالرياضة الذهنية، لم يكن عليّ تذكر شيئًا، بل وزن الأبيات وذكر بحورها وما طرأ فيها من تغيير، ولوهلة تذكرت أنني أعرضت كثيرًا عن تعلم العروض، لئلا أفتن بالشعر وكتابت، لكنني أتممت الأسئلة بنجاح، وسلمت الورقة ومضيت، وقد اعتمل قلقي من السؤال عن الفرنسية، فسألت عن الأمر واكتشفت الحقيقة الصادمة: أن لا أحد يعرف شيئًا عن نتيجتي، لأن الورقة لم تُصحح حتى حينها!، 
حينها تذكرت مهاتفتي لأستاذي قبل الامتحان بأيام ليخبرني أنه لم يعد يدرس هناك! وحين سألت عن الأمر قالوا: ذاكري وتعالي الامتحان، هو غاضب مننا فقط!
ويوم الامتحان تلهيت بكتاب من أشعار مترجمة من الفرنسية لمصريين أو عاشوا في مصر، وظللت قلقة حتى سلموني ورقة الأسئلة، فوجود ورقة الأسئلة في حد ذاته دليل على تجاوزهم الأمر، لكن اليوم اكتشفت الحقيقة الغريبة التي صاغها لي المسئول عن الكنترول ببساطة: حاولي تيجي يوم الأربع عشان تمتحني،كان متحرجًا ولم يذكر ما حدث وحقيقته، وأنا وعلى غير العادة تعللت بأنني لن أستطيع الحضور بسبب العمل، لم أناقش الأمر، لم أثر، لم أفعل شيئًا سوى القول: بأنني ربما لن أستطيع الحضور بهذه البساطة!
وحين قابلت زميلتي بعد إنهائها الامتحان، وحين هاتفني المسئول عن الكنترول فقط ليشير أنني ربما لن أحتاج لخوض الامتحان مرة أخرى ،فقط على مهاتفته غدًا لأعرف ما حدث، العجيب أنني وحتى هذه اللحظة أتلقى الأمرببساطة وسخرية، ولا أعرف لو تطلب مني الأمر أن أذهب هل سأفعلها حقًا أم لا!
زميلتي قالت حين عرفت بالأمر أنها على استعداد تام للتدخل والمطالبة بحقي، لكنني قلت لها ببساطة: لا أريد أن أعكر صفوي بمثل هذا الأمر، لن أكدرني وسأنتظر ما يجد في الأمر، استجبت وأنا الآن متعجبة مني أكثر منها، فلا بركان غضب هنا، ولا ثورات، ولا اتهام للآخرين بالتقصير أو أي شئ من كل هذا، رغم أنه لو حدث سيكون في محله تمامًا!
أمس وأثناء مغادرتي لسيارة أغلقت الباب على إبهامي الأيمن ، لتنتبه السائقة ورفيقتها إلى آهتي العالية المتفاجئة أيضًا، لحتى احتال ثلث إظفري للون بنفسجي، أوهمتني كثيرًا أنه طلاء أظافر ما، لكن الألم الذي لازمني طوال اليوم وجعلني حانقة ولا رغبة لي في أي شئ، بل جعلني الأمر برمته أختنق!
واليوم وبوجود أسباب وجيهة للضيق والحنق، لا أشعر بأي من ذلك!
تذكرت قولي لزميلتي في محاولة لشرح الأمر: ربما أنا أحنق وأطالب بحقي وأثور في أمور جد صغيرة، أما الأشياء الكبرى فأنا أتقبلها ببساطة!، ربما لأنها متوقعة، ربما هي تتحدى صبري واحتمالي، لا أعرف، لكنني إلى حد كبير أتقبلها ببساطة! 

ليست هناك تعليقات: