-1-
في الميكروباص
تجلس مندمجة كليًا في كتابها
لاتنتبه لأي من تفاصيل الطريق الطويل
لاتلتفت للجالس جوارها سوى لتسأله عن الأجرة
يجيبها،
نظرته تنبأ بما يربكها لتعود لكتابها
تنهمك في التفاصيل،
إلى أن يخرج من جيبه قطعة حلوى ليهديها،
تشكره ثلاث مرات في لهجة حاسمة
يضع الحلوى على حافة حقيبتها
تدير نظرها إلى كتابها لتستأنفه
فلن تضع الحلوى في جيبه!
-2-
توقف تاكسي
آخر ما يقلها للمنزل
وبينما تفتح الباب الخلفي
تلمح ما يبدو أنها طفلة في الكرسي الأمامي
لا تفكر مرتين،
تخرج الحلوى من حقيبتها
لتناولها،
لكن يدها ظلت ممدودة
والأب السائق يقول:
"خدها يا حبيبي"
تضع الحلوى جواره،
إثر رفضه القاطع،
تبتسم للمفارقة،
لحوح هو الفتى في طلباته:
"عايز أنام
عايز أشتري "
يكررها مرارًا بما يثقل كاهل الأب!
يطلب "البيضة"*
يسأل عن الحلوى التي سقطت جواره في انحرافة للسيارة،
يذكره أبوه بما كان من رفضه،لكن يامن كعادته يلح!
أرشده إليها،
يتناولها،
بينما يبدأ الأب بسؤاله: بافلو يعني إيه؟
أستبعد أن يكون قاصدًا بافلوف!
يطلب يامن كما ناداه أبوه ماء
يوافى،
يكرر السؤال،
يرد يامن:"بقرة"
أبتسم، لمحاولة الأب المفاخرة بطفله،
ولو خانه النطق..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق