الخميس، يوليو 04، 2013

مارلين التي لا نعرفها*



"فقط أجزاء منا تمس أجزاء من الآخرين"

 هل بدأت قراءة عوليس؟ ،هل أنهيته؟ مارلين بدأته وأنهته.




كلفت مصورها جهدًا  ليلتقط لها صورة وهي تقرأ، أو بصحبة الكتب، إصرارها الذي لم يكن بلا جدوى ،بل يكشف عن حب حقيقي للأدب.لقد احتوت مكتبتها الشخصية على أربعة آلاف كتاب شاملة كلاسيكيات الأعمال كديستوفسكي وميلتون، والحداثي منها كهيمنجواي وكيروك. لكنها لم تكن تقرأ بالصدفة، فقد أخذت دروسًا ليلية فى الأدب والتاريخ بجامعة كاليفونيا.
وكما نرى فإن صورة ماراين لدى العامة،كشقراء حرة صاخبة ماهي إلا صورة كاريكاتورية لشخصية مارلين، وهذه الصورة مناقضة تمامًا لما يمكن أن يتأصل فى الانسان من شرور أثرت على حياتها الخاصة.

ولكن أشعارها الخاصة وتلك النصوص القصيرة المشابهة للشعر والتي كتبتها في مدونات وأوراق متناثرة ،والتي نشرت لأول مرة بعنوان " Fragments: Poems, Intimate Notes, Letters (public library) " ،تعكس كيان معقد وحساس والتي أطلت على نفسها،وفكرت بعمق في العالم والآخرين. وعلى كلٍ فإن هذه النصوص توضح اللاتواصل بين شخصية عامة شهيرة و ذات هشة شديدة الخصوصية يُساء فهمها وتتوق إلى معرفة حقيقتها.



"فقط أجزاء منّا تمس فقط أجزاء من الآخرين
حقيقة كل إنسان هي ما هو فعلًا عليه
ويمكننا فقط مشاركتهم ما نعرف أنه  هو مقبول من الآخرين
لذلك فإن الانسان منا غالبًا وحيد،
كما لو أن هذا هو الأساس في الطبيعة
وربما هذا سبب فهمنا سعينا لوحدة أخرى"



"الحياة..
أنا كلا اتجاهيكِ
الحياة
بطريقة ما أظل متدلية أغلب الأحيان
لكن قوية كنسج عنكبوت في مهب الريح
- أنا أكثر حضورًا في الجليد اللامع
ولكن الأشعة التي تخترق حبيباتي المخرزة لها ذات الألوان التي رأيتها في اللوحات-
يا لكِ من حياة..
لقد خدعوكِ"


"تبًا..
كم أتمنى لو كنتُ ميتة
-لاوجود لي على الاطلاق-
هاربة من هنا
-من كل مكان ولكن كيف أفعلها! -
هنالك دومًا جسور 
جسر بروكلين
-لا ليس جسر بروكلين لأن
لكنني أحب هذا الجسر
(فكل شئ هناك جميل،كما أن الهواء نظيف)
السيريبدو مطمئنًا هناك
بالرغن من كل تلك السيارات المارقة عبره
لذلك يجب ان يكون جسرًا آخر وبلا منظر مُطل
-ماعدا أنني بالتحديد  أحب كل الجسور بشكل خاص-
فهنالك أمر يخصها وفضلًا عن كل ذلك ،أنني لم أر ابدًا جسرًا قبيحًا."


"الأحجار على الممشى
أحدق في كل ألوانكِ
مثلـها الأفق -الفضاء
الهواء الفاصل بيننا والذي يومئ إلي
أنني قصص كثيرة -بالاضافة إلى- فوقها 
قدماي خائفتان بينما أنا أسعى إليك نحوك."


بخلاف أشعارها، فإن بقية خواطرها الخاصة والمجموعة في الكتاب ما هي إلا جولة في روحها. كتابتها في مفكرتها الخاصة والشهيرة في عام 1955 هي صدى لمقولة كيروك :"لا خوف ولا خجل من خصوصية تجربتك، لغتك ومعرفتك"


"اشعر بما أشعر به
بداخلي
لأن محاولة إدراكه 
وما أشعر أنه يدور بداخل الآخرين
فهم ليسوا خجولين من مشاعري، خواطري وأفكاري

ستدرك حقيقة أنهم ــــــــــ "

وفي مفكرتها الايطالية المجلدة بالأخضر  لعام 1955 -1956 كتبت:

"لقد اكتشفت أن الصدق
ومحاولة أن تكون أبسط وأكثر مباشرة (على قدر الامكان)
يُفهم عادة على أنه غباء محض
ولكن بما أنه عالم خدّاع
فمن المحتمل جدًا أن صدقك هو الغباء
فالمرء بالضرورة أحمق لأنه صادق 
في هذا العالم
ولا عالم آخر نعرفه
بالتأكيد نحن موجودون -مما يعني-
(بينما الحقيقة موجودة فلابد من تقبلها والتعامل معها)
وبينما لا يوجد حقيقة يمكن التعامل معها."

في عام 1956، سافرت مونرو إلى لندن لتصوير فيلم "The Prince and the Showgirl. " ،وأقامت في بارك سايد هاوس،منتجع فاخر خارج المدينة،وكتبت خواطرها في مفكرة الفندق.


"أن يكون قلبك هو أكثر الأشياء جلبًا للسعادة والفخر التي امتلكتها (المنتمية لك)
لطالما كان لدي واحدًا"


"أعتقد أنني كنت مرتعبة بجدية أن أكون زوجة أحدهم
لأن ما أعرفه عن الحياة أن المرء لا يمكنه أن يحب الآخر للأبد حقيقة!"

بعض من مئات ملاحظاتها تتمايز بين قائمة ما يجب فعله،و الملاحظات الفلسفية.

"للحياة
هي على الأحرى عزيمة لا يمكن سحقها

للعمل
الحقيقة يمكن استرجاعها ،وليس اختراعها"

رقيقة،مُعذبة ومتأملة،هكذا هي النصوص في  Fragments  وكما تومئ إليها كلمات آرثر ميللر -الروائي المسرحي لبروكلين والذي تزوجته مونرو في النهاية- حينما قال: "لديها مشاعر وانفعالات الشاعر ،لكن ينقصها التحكم"


*ترجمة مقال بعنوان "

Marilyn Monroe’s Unpublished Poems: The Complex Private Person Behind the Public Persona "


ليست هناك تعليقات: