الجمعة، أغسطس 10، 2012

يومها عرفت أن اقتطاع جزء من أغنية و محاولة نفيها بعيدًا عن سياقها هو عين العقل ،فمثلًا يومها لم يكن "للصبر حدود" و لم تكن "صدفة" و القائمة قد تطول..
-1-
يومها قررت الانتظار حتى موعد قطارى للمنزل ثلاث ساعات بمحطة مصر ولا أفعل شيئًا سوى متابعة خلق الله، و لا تسيئوا الفهم فأنا لم أتابع أحدًا بعينه ، فقط موجات حركة البشر فى الذهاب و الاياب و الانتظار أيضًا ، و لم أمل لحظة ، فمن يمكن أن تحوطه كل هذه الحركة ، وهو غير قادر عليها و لا يستمتع بمتابعتها و رصدها.

-2-
بعد أن هاتفتنى للاطمئنان علىّ ، لم أستطع إلا أن أتخيلها جالسة على سلم منزلى ،إذ لم يسعفنى خيالى بتخيل سلم آخر ، و هى تنتظر أن ينتبه أحدهم لعودتها للمنزل فينهى انتظارها الطويل، و لا لم تكن سآمة لأنها تجلس هناك بعد أن عادت دون اللقاء، و لا لم تكن سآمة إذ هى تنتظر ، و لا لم تكن سأمة للكتاب الذى صحبها فى فترة الانتظار و لن تفعل يومًا بيد أنها لم تستطع جمع شتلت الكلمات فى مثل هذا الحر القاتل، و لكن السبب الوحيد لسآمتها هو أنها تجلس وحيدة على السلم!

-3-
ما فرصة أو احتمال أن يجلس على الكرسى المجاور لك فى القطار ذات الراكب فى رحلتى الذهاب و العودة و دون سابق معرفة أو ترتيب و بتذكرة تحمل رقم الكرسى؟
فرصة ضئيلة جدًا بتقدير علم الحساب ، لكنها احتمال وارد و يحدث فى الواقع ، لحتى يكمل الحديث الذى بدأ قبلها بخمس ساعات و إن كان قطع هذا الحوار نومى الذى هو له نفس الفرصة و الاحتمال، الا أن الكتاب فى رحلة العودة لم يكن سببًا للتوقف فى الحوار بل للاستطراد فيه،و فى يوم آخر و مع راكب أصغر سنًا من ذى العقد السادس من العمر كنت قد بدلت كرسىّ ،أو استخدمت جملة واحدة سخيفة من الجمل التى لا أبذل جهدًا فى التفوه بها لكانت كافية لوقف الحوار، و لكن لأن ليس "للصبر حدود" و لأننى أصررت على ألا أفطر بسببه، قررت استخدام الايماء بالرأس و الابتسامة الخفيفة التى تعنى غالبًا تصنعى و عدم اهتمامى!، و لم يكن الأمر بهذا السوء فمجرد وصول القطار وجهته و آذان المغرب و رشفات العصير تلهى تمامًا عن أى مكدر. 

هناك تعليقان (2):

Lobna Ahmed Nour يقول...

هنا أيضا ^^

أول ما فتحت الريدر لقيتها.. خليتيني أعيط :)

كان نفسي بدل ما أروح البيت "السلم" أروح المحطة أتطفل على وحدتك.. بس لأسباب بينها الحر والأخت النائمة غيرت اتجاهي

الكتاب كان ممل ومكنتش فاهمة منه إلا إنه بيتكلم عن القطارات.. قطارات الصعيد والمسا
فات الطويلة والعودة المتكررة إلى مسقط الرأس.. محستش بيه لأني لما بسافر باعزل نفسي أكتر عن التفاصيل، والأفق بيبان فاضي وخالي من العلامات

وبعدين أنا قلتلهم كتير إني مش بحب التفاصيل، وإن فيه حاجات لازم نتعامل معاها على بعضها، وحياة لازم نعيشها بالكلية مش بالتجزئة

مازلت أتمنى لو كنت توجهت إلى حيث أنتِ وتابعت معاكي خلق الله :)

umzug يقول...

:)) ... شكرا لكم .. دائما موفقين

umzug
umzug wien
umzug wien